أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - حتى نلتقي ...














المزيد.....

حتى نلتقي ...


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


بعد سنة من فراقنا عدت إلى هذه المدينة وخرج هو من ضبابها فاتحا لي ذراعيه, هذه الرومانسية لم يعد لها في حياتي مكان أتراها حياتي تمازحني مزاحا ثقيلا أم تراه حبي في قلبه قد قهر البعد وأنهك المسافة كما فعل غيابه بروحي ؟

تلقيت منذ أيام رسالة على الواتسآب تقول

"ورأيتك في pots ...عدت إذا؟"

لا أعرف ذلك المكان ولم أذهب إليه لكني فعلا عدت وذلك الرقم ليس بالغريب على عيناي ... شأني شان أبناء جيلي ذاكرتنا الرقمية دللتها التيكنولوجيا وعلمتها الكسل ...لكن عيناي ظلتا تددققان في الرقمين الأخيرين ...سرت في قلبي رعشة غريبة هذا رقمه الثاني ,رقم محمول خاص بالعمل لم يكلمني منه كثيرا ,ظللت أحاول أن أ تأكد لكني مسحت كل الأرقام من هاتفي وذاكرتي منذ سنة فقط لكي أمنع نفسي من الخضوع للوحشة و الإتصال به!

قررت أن لا أرد على تلك الرسالة ...وأن أكمل ممارسة حياتي كالعادة مع أنه لم يفارق فكري منذ تلك اللحظة وتمنيت سرا أن يحاول. الإتصال بي مرات عدة

أما أمس فقد وصلتني رسالة في شكل إيميل قصير جدا تشبه إلى حد كبير رسالة الواتسآب

أنا سعيد جدا لعودتك...لما لم تتصلي؟:)

ارتمى قلبي بين أحضان قشعريرة باردة حملقت لعلي أجد ما أبحث عنه في هذه الكلمات التي تشبه كل الكلمات... لكن كل حرف منها يحمل شيئا منه و يحمل إمضاءه...شممت عطربسمته بين السطور... وارتميت بدوري في أحضان الشوق والحنين وفرحت غصبا عن عقلي ورغما عن كبريائي العنيد ....هذه المرة أجبته لكي أحرق رماد الشكوك المتبقية ...

"هذه في عرفنا تسمى قلة أدب ...من أنت؟"

لم أنتظر طويلا ليصلني الجواب

" أنا مصطفى!"

أصابني الشلل مع أني كنت متأكدة أنه هو وكنت على استعداد لأعبد الله لدقائق لكي أكون على حق! ظللت أكتب الرسائل وألغيها قبل أن أرسلها إلى أن تلقيت رسالة منه أخرى تقول

"سأسعد كثيرا لرؤيتك والثحدث إليك إذا كنت لا تمانعين ...أقبلك بحرارة"

تعثرت دموعي فوق خداي باكية إياي وأشجان السنة الماضية ...فرحة... حنين.... خيبة وإحساس آخر لم أعرفه من قبل هذه اللحظة ... لامست بأصابعي طويلا لوحة المفاتيح لعلها تلهمني وتحسن إلي فؤادي الحائر بجواب قصير مختصر يقول كل شئ لكن عبثا ظلت عيوني مفتوحة على كبرها وظل عقلي مقفولا أخرسا كفكري المشلول ...أردت أن أقدفه بكلمات جارحة لكني عجزت وظللت على حالي ذاك وظل هو جاثيا على أفكاري إلى أن حل المساء ووصلتني رسالة أخرى منه تقول

"لن أزعجك بعد اليوم لكن رقمي بعده لم يتغير إذا...".

إذا ماذا؟ هذه المرة أجبته دون تفكير وكأني لم أشأ أن تتوقف المراسلة بيننا عند ذاك الحد لكني لم أستطع مقاومة الجفاء

"لست أفهم لماذا تريد أن تراني ؟ ليس في الفراق شئ يستدعي اللقاء"

تأخر الرد قليلا لكنه أتى ...تنفست بعمق وفتحت الرسالة على نغمات "ADELE "I Set fire to the rain وقرأت بين سطورها خيبة وأشياء أخرى لن أتأكد أني فهمتها حتى أقرأها فوق صفحة وجهه وبين حركات يديه ...
"عنيت لي الكثير حتى الآن ظننت أن ما عشناه سويا يعطينا أرضا خصبة للنقاش ولكن إذا لم تكوني من رأيي فلننسى الموضوع "

بعدي لا أفهم ما يريد , أخبرتي إحدى صديقاتي أنه لازال عازبا يبحث فتاة جميلة مثقفة من خلال مواقع التعارف ...وليس في ذلك عيب فأنا كذلك جربت أحد تلك المواقع في أقصى مراحل حياتي رتابة ومللا إلا أني إكتشفت أن كل ما تريده الأغلبية الساحقة من المشتركين هو التعري و لمس أنفسهم أمام سكايب !

حاولت أن أنسى القصة برمتها لأنها عكرت مزاجي كثيرا و لأنه سيطر على كل مساحة عقلي وأنا لاأحب أن يستحوذ شخص واحد على فكري بل أفضل أن أشتته بين أشياء وأشخاص عدة أو أن أركزه على ابنتي لأن تفكيري فيها يفرحني ويوترني كثيرا وذلك ينسيني أوجاعي الأخرى ويساعدني على غلب ما يؤلمني ..... وقد كنت مخطئة جدا حين ظننت أن خططي العقلانية ستنجح معه !

تجاهلت الرد عليه إلى أن تلقيت في صباح اليوم منه رسالة أخيرة تحمل رقم هاتفه وقبلة ...يقول لي فيها أننا دائما نفهم بعضنا :)
أردته أن يكون أول من يتصل فبعث له سلاما في رسائلة مقتضبة لطيفة على هاتفه فاتصل بي في الحال و لم يضيع الوقت في الكثير من الكلام طلب أن يراني على الفور لكني ادعيت الإنشغال ,فاتفقنا على أن نلتقي على الساعة السابعة والنصف...أنهى المكالمة بمزحة كعادته وأقفل الخط تاركا إياي في سحابة لاأعرف إذا صيفية أم ممطرة ...

يتبع إن شاء القلم



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدمان من نوع آخر
- جماعة مرسي وصلاحيات الكرسي!
- أما بعد,
- وقاحة العطور
- آسفين يا سوريين...
- تعرية ذاتية: -حرام علي حرام إذا عليك ياسيدي-
- رد على قصيدة -انطردي الآن من الجدول- لهشام الجخ
- عطر الأنا...
- صلاة الغائب
- مواقع الألم...
- تعرية ذاتية:أول السيل صفعة
- أن تكون مغربيا...
- سارقة الفرح كانت هنا...
- جوريات : -عن الفرح والوطن-
- جوريات : -عن المال و الهوى-
- جوريات: عن الدين وحور العين..
- حب تحت العتبة
- - كش ملك-
- كلمات من حروف باكية...
- حقوق الضفدع ..


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - حتى نلتقي ...