أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمدين شمدين - المجاهدون في أرض الأقليات والنوايا الشريفة!















المزيد.....

المجاهدون في أرض الأقليات والنوايا الشريفة!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 13:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    





بضعة أنامل رقيقة ناعمة ، تخط دون وعي ، ماعجز عن المجاهرة به الكبار ، من ذاكرة مثقلة بالخوف والجوع والهم ، من ذاكرة تنامت مع صيحات الجوار ، كتبوها بصمت على جدار الفجيعة ، فلينتهي زمن الاستبداد ، أطفال درعا ، عصافير حوران الصغار ، سجلوا ملحمة أرادوها وطنية بامتياز ، ملحمة قيامة شعب مسالم لنيل حريته وكرامته ،هل يمكن أن تكون الصدفة موجودة دائما بهذا الشكل أم انه قدر مكتوب ، قدر أن يبدأ الصغار تسطير ملاحم الكبار ، في عام 2004 نسج أطفال قامشلو بدمائهم الذكية مفخرة كل السوريين ، حينما عبدوا بأجسادهم الغضة الطريق أمام أول انتفاضة شعبية ضد النظام الديكتاتوري الجائر ،حينها وقف الجميع متفرجين متهمين نساء وشيوخ وأطفال الكرد بالانفصاليين والخونة والمتآمرين على الوطن السوري ، أطفال القامشلي كأطفال درعا كانوا السباقين لقطع أوصال إمبراطورية الطغيان ، أرادوا بصرختهم أن يفهموا كل الراقدين إن زمن الخوف قد ولى ، وإن الجبن وطمر الرؤوس في الرمال ما عاد ينفع في هذا الزمن العجيب ، لإنه أوان ربيع الشعوب .

اليوم كبرت الصرخة ، وتآلفت الحناجر، وسجل السوريون تاريخا جديدا،تاريخا يحدث عن التضامن بين كل مكونات المجتمع السوري بأعراقه وإثنياته وطوائفه ،الكل في الهم موحدون والكل في الأسى سواسية ، لا يمكن لأحد أن يدعي امتلاكه حق إصدار فتاوى الثائرين وإلا فليُنتخب أطفال درعا وقامشلو كحكام جدد لسوريا المستقبل ، من يدعي امتلاكه الحقيقة وامتلاكه سلطة القرار في العمل الثوري عليه أن يجيب عن السؤال الكبير التالي ، من يمثل غالبية الشعب ؟ من يمثل إرادة ثلاث وعشرون مليون سوري ؟ .
المعركة الحقيقية اليوم ليست كم من المدن تكسب .... كم من الطرقات تتحكم بها .... كم من السلاح تمتلكه ... أو كم من البيوت قد دمرتها وكم من المؤسسات قد فنيتها ... المعركة اليوم ليست الصراع على أرض وبقعة جغرافية ، إنما المعركة اليوم هي معركة التغيير والتغيير يعني قلب كل الموازيين والقوانين الجائرة السابقة ، وتأليف عقد إجتماعي جديد مبني على رغبات كل السوريين وبتوافق وطني بين مختلف مكوناته ، والانتصار اليوم يتحقق حين تكسب عددا أكبر من القلوب التي تنبض باسمك ، والدعوات والصلوات التي تنجز لأجل سلامتك ، الانتصار اليوم هو في معركة القلوب ، هو في عدد الأطفال الذين يشعرون بالأمان حين يكونون بجانبك ، النظام أصلا خسر المعركة منذ اليوم الأول الذي خرج فيه الأطفال يهتفون لسقوطه ، بيد إن المشكلة اليوم هي في المعارضة المسلحة والجماعات المجاهدة التي تحسب نفسها على المعارضة ،فحينما سقط القذافي فرحت معظم الشعوب العربية بسقوط ديكتاتور مجرم فاسد على يد شعبه الثائر ،لكن المشاهد المقززة التي ظهرت في الفيديوهات حول تعذيب هذا الرجل وإذلاله ، جعل العالم يشعر بغصة ألم وتساؤل حول مدى صدقية الثائرين وتقيدهم بمبادئ حقوق الإنسان ، وفي الثورة السورية ضد الطغيان والاستبداد والفساد تسربت أخيرا مشاهد لأفعال شنيعة يرتكبها بعض المحسوبين على الجيش الحر من تعذيب للجنود وقتل للمدنيين ونهب للبيوت وبغض النظر عن كون هذه المشاهد حقيقة أم زيف فإن مثل هذه الأفعال لا تخدم الثورة السورية بتاتا بل على العكس تشوه صورة الجيش الذي تأسس من مجموعة من الأحرار الذين آلمتهم مشاهد قتل المدنيين على يد النظام الجائر ،فانشقوا عن النظام ليؤسسوا كيانا مهمته الأساسية الدفاع عن المتظاهرين العزل ، لكن مع تحول الثورة نحو العسكرة وبداية مرحلة الصراع المسلح ، انضوت تحت راية الجيش الحر الكثير من الفصائل التي لا تتقيد كثيرا بمبادئ الحروب وحقوق الإنسان ، لذا ينبغي على الجيش الحر والمعارضة المسلحة البدء بحملة تنظيف داخلية والانتباه إلى إن المعركة الأساسية هي بناء وطن جديد مبني على تلاحم حقيقي بين مكوناته .
قبل أسابيع دخلت مجموعات جهادية مسلحة تحت راية الجيش الحر إلى مدينة راس العين الحدودية التي تسكنها قوميات متعددة ومتآخية فيما بينها ، وقبل هذا الدخول بيوم واحد كانت المدينة هادئة وملجأ للكثير من النازحين من الداخل السوري ، لكن بين ليلة وضحاها اكتظت المدينة بمجموعات من غرباء الشام هذا التنظيم الذي يحسب على القاعدة ، لقد فتحت لهم تركيا الحدود ووجهتهم ناحية البلدة الحدودية الهادئة ،وماهي إلا أيام حتى بدأ القصف ونزح جميع سكان البلدة لتبقى أرضا خالية للصراع بين مجموعات صغيرة من الجهاديين والنظام ، أجل لقد تشرد أكثر من خمسين ألف مواطن من رأس العين من أجل أن يفوز غرباء الشام بمخفر ومبنى أمن ويقتل عشرين من عسكر النظام ،أعتقد إن أغلبهم يشعر بالنقمة على هذا النوع من التحرير، التحرير الذي يشرد الأطفال ويجعل المدن هدفا لقصف طائرات النظام هو عين ما يفعله النظام من هدم للمدن وحرق للمحال ونهب للممتلكات ، أحد السكان من رأس العين حين عاد من تركيا مؤقتا بعد هدوء الأوضاع وجد منزله محتلا من قبل عناصر إحدى المجموعات المسلحة وحين طلب منهم إخلاء المنزل ، وجهوه لطلب الموافقة من أمير الجماعة ، بهذه العبارة أمير الجماعة ،فظن الرجل إنه في أفغانستان وليست سوريا ، هذا الفكر بالتحديد هو ما أبعد الكثيرين عن الحراك الثوري وجعلهم خائفين من مستقبل أسود قاتم ، ولعل هذا ما وضحه الإبراهيمي حين أعلن إنه لا حل في سوريا إلا الحل السياسي وإلا فإننا سنكون أمام صومال جديدة،أي في كل مدينة أمير ، وفي كل محافظة خليفة .
أجل ما كان يحلم به الصغار حين خطوا على جدار الوطن مطالب كل الشعب السوري في الحرية والكرامة ، تحول إلى معركة لهدم كل البنيان السوري وكل المشاعر المتبقية لدى السوريين في الوحدة والتضامن والتلاحم الوطني ، حيث إن استهداف مناطق الأقليات دون حساب للنتائج والمشاعر والقلوب إنما يأتي بنتائج عكسية أقلها خسارة معركة القلوب وفقدان الشعور لدى الكثيرين بالانتماء للوطن الذي يطمح الثوار لبنائه مستقبلا ‘ وربما دفع تلك الأقليات للبحث عن حلول أخرى تنصف قضيتهم وتعيد إليهم حقوقهم بعيدا عن نيران الصراع المسلح المندلعة في كل بقاع الوطن ، وقد يكون أحد هذه الحلول...... التقسيم .. ربما



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد سوريا :آلام لا تنتهي !!
- الكيماوي السوري في مرمى الغرب !!
- التائبون في زمن الثورات
- سوريا..... والمعركة المفتوحة على كل الاحتمالات!!!
- ثورة الياسمين :من خطف منا حريتها؟
- سوريا :أزمة الضمير العالمي!
- المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!
- أطفالنا ...من يحميهم من ظلم ذوي القربى؟
- ثقافة السيتي باص!
- يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمدين شمدين - المجاهدون في أرض الأقليات والنوايا الشريفة!