أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - إفتراءات الدكتور وائل عبد اللطيف















المزيد.....

إفتراءات الدكتور وائل عبد اللطيف


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



متى تُخرَب العقول وتُدمر الأرواح !!!؟؟؟؟ سؤال لطالما طرحته على نفسي، وجدت في الإجابة عليه بأن هناك سببين رئيسيين، والمتبقي من الأسباب فرعية، السبب الأول هو أن يفلح السياسي بوضع المثقف في جيبه الخلفي " كلاحوس " وهؤلاء يطلق عليهم إجمالاً " وعاظ السلاطين ـ حسب تسمية عالم الإجتماع الراحل علي الوردي "، أما السبب الثاني عندما تجد رجل القانون والقاضي يكذب ويبدل مهنته إلى طبال للسلطة، أو بدوافع ونعرات طائفية وعرقية، ليحرف الحقائق ويعمي بصيرة المتلقي ... لا يحتاج المرء لتعريف رجل القانون، أسمه يكفي، ويدل على أنه إنسان يحمي القانون، وعندما نقول " قانون "، هذا يعني الحياد بين الناس والسلطة، وبين البشر أنفسهم، وتبرز مهمة رجل القانون أكثر وأكثر كلما أزدادت المشاكل والخلافات بين الأطياف المختلفة في دولة ما أو في مجتمع ما، لتقويم الإعوجاج ، وإعادة الحق لأصحابه الشرعيين .. ما دفعني لإبداء رأيي في هذا الجانب هو كثرة تصريحات الدكتور وائل عبد اللطيف وهو وزير وبرلماني وقاض سابق.
هذا الرجل يتكلم في كل شئ، في القانون والإقتصاد والسياسة وعلم الإجتماع والتاريخ وعلم النفس، والفن، وغيره من العلوم والفنون، المشكلة هي ليست في التحدث في ميادين العلوم الإنسانية والعلمية، ومن الطبيعي أن يدلو المثقف بدلوه في جوانب الحياة المختلفة، لكن الإشكال هو في المزايدة، على الآخرين والطعن في وطنيتهم، والإنتقاص من أصحاب الأختصاص، وتحميل الآخرين وزر أفعال قبيحة لم يقترفوها، وهو مقيم تقريباً في قناة الفيحاء، ويبدو لي بأنه أصبح موظفاً براتب في هذه القناة التي نحترمها، ونكن الإحترام أيضاً لمديرها الدكتور محمد الطائي، والعاملين فيها، هذا الرجل السيد وائل شد إنتباهي في أكثر من مناسبة لا لأنه لبق الحديث، أو لكثرة الآراء التي يطرحها، ولا لملامح وجهه الجامد والنعسان ... بل لأنه يميل حسب متطلبات المرحلة السياسية والمصلحية، ولتحريفه الحقائق في أكثر من مناسبة ... وأذكر بأن السيد وائل كان من السباقين في رفضه للفدرالية في العراق بعد عام السقوط 2003 ، وقد هاجم فدرالية كوردستان في أكثر من مناسبة .. لكن وبعد فترة زمنية قصيرة أصبح من أكثر المدافعين عنها، وحامل لواء إعلان أقليم البصرة، مؤملاً النفس بمنصب رئيس هذا الأقليم الجديد، وواحدة من حججه القوية في محاولة منه لإقناع الرأي العام البصري، وكان يعلن عنها من على شاشات التلفزة، هي التقدم والنمو الإقتصادي والعمراني والأمان في أقليم كوردستان، وقد باشر فعلاً بجمع التواقيع، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا، لا يخفى على المتلقي الحذق كمية السموم التي يخلطها هذا القاضي في عسل كلامه عندما يأتي على موضوع الكورد وكوردستان، طبعاً لا ينسى تذييل كلامه بعبارة " أخواننا الأكراد " وقبل يومين طل علينا الدكتور من على شاشة الفيحاء ، يوزع أفكاره وآرائه كمسلمات لا بد من الأخذ بها وفي كافة المواضيع ... وبدون الشعور بأي حرج أو خجل كذب الدكتور فيما يتعلق بموضوع كركوك والتعداد السكاني، وقد أستهل كلامه كالمعتاد برش السموم، وقال: نعم فقد حصل تعريب في كركوك أبان نظام صدام حسين ... لكن الكورد مارسوا التكريد أيضاً بعد 2003 .. لذا لا يمكن إجراء الإحصاء، مدافعاً ومغازلاً السلطة، وبدون أن يطلعنا السيد رجل القانون على أي شئ أستند في إتهامه الكورد على تكريد كركوك، وما هو الدليل الذي أتكأ عليه، ألا أللهم الأعتماد على التصريحات غير المسؤولة من قبل أناس معروفين في كركوك للقاصي والداني بعدائهم الصارخ للشعب الكوردي ... أقول للدكتور ورجل القانون، بعد مرور أكثر من تسعة أعوام والأحزاب الكوردستانية لم تفلح لليوم بإعادة جميع المرحلين والمهجرين من كركوك ويقدر عددهم بأكثر من أربعمائة ألف كوردي على مدى أكثر من أربعة عقود، وقد أستقر الكثير منهم في محافظات، أربيل والسليمانية ودهوك .... كما أضاف بأن العرب الذين جلبهم صدام قد رحلوا من كركوك ولم يبقى منهم عربي واحد، ولا أعلم حقاً بأي وجه يستطيع كائن من كان أن يقول مثل هذا الكلام الفاضح في الكذب والنفاق ... على الدكتور وائل عبد اللطيف الذهاب إلى كركوك والإطلاع ميدانياً على واقع كركوك، وأكيد أنه لا يخطو بهذا الإتجاه، لذا أود تنويره بعدة أسطر لا أكثر، وأنا أبن كركوك أب عن جد، ولا أدافع عن حزب معين أو سياسي ما، بقدر ما نحاول إعادة الحقوق المشروعة لمئات الألوف من الكورد ومن التركمان الذين رحلوا وهجروا وأغتصبت أموالهم وأراضيهم ومساكنهم ضمن سياسة شوفينية مدروسة بإتقان ونفذت على مراحل.... نعم فقد عاد الآلاف من الكورد المرحلين لكركوك مع أبنائهم الذين ولدوا خارج كركوك بعد عام السقوط وهذا من حقهم الشرعي والدستوري، لكن الحقيقة التي يجب أن تقال أيضاً بأن أكثر من ثلث المرحلين لم يعودوا لليوم إلى كركوك بحكم مصالحهم ونمط عيشهم في المحافظات الكوردستانية الأخرى التي أستقروا فيها ... ومن ناحية أخرى لم يجبر أي عربي وافد إلى كركوك على ترك المحافظة كما يشاع بين الحين والآخر، والذين أختاروا العودة مستفيدين من إمتيازات المادة 140 نسبتهم لا تتجاوز العشرة بالمئة 10% وعلى أكثر تقدير 15% " وحتى في هذا الجانب ظُُلم الإنسان الكوردي المرحل مرة أخرى ... فمثلاً يحصل العربي الذي تشمله أمتيازات المادة 140 الدستورية على عشرون مليون دينار وقطعة أرض سكنية في مسقط رأسه وله حرية بيع أملاكه وعقاراته أو إيجارها في كركوك، لكن يُدفع للكوردي العائد إلى مسقط رأسه في كركوك عشرة ملايين دينار أي نصف المبلغ الذي يحصل عليه العربي، وقطعة أرض.
أذهب يا رجل القانون لحي واحد حزيران في كركوك، والعمل الشعبي، وحي البعث، وأحياء أخرى كثيرة وشاهد بأم عينك نسبة العرب الوافدين أو بالأحرى الذين جلبهم صدام كأدوات لتعريب المدينة ...
ورغم كل الجهود التي بذلتها الأحزاب الكوردستانية في تعيين العائدين الكورد إلى مدينتهم لا يزال نسبة العرب في الشرطة والجيش وفي الدوائر أكثر من الكورد والتركمان والمسيحيين بكافة طوائفهم، وفي شركة نفط كركوك لا تزال حصة الأسد من نصيب العرب نتيجة التهميش وسياسة التطهير العرقي الذي لحق الكورد والتركمان من قبل النظام المقبور، كما لا تزال آلاف قضايا نزاعات الملكية لم تحسم منها غير ما نسبته أقل من 5% خمسة بالمئة .... وأقسم بكل مقدس يا سيد وائل عبد اللطيف بأنك تعلم علم اليقين وأفضل مني بأن كركوك مدينة كوردستانية، وكانت على الدوام وفي جميع التقسيمات الإدارية في العهدين الملكي والجمهوري تقع ضمن جغرافية كوردستان، وحتى في التاريخ العربي الإسلامي كانت كركوك تقع ضمن ما يسمى بالعراق الأعجمي، ولم يتعدى حدود العراق العربي الشمالي تكريت ومرتفعات حمرين، وفي العهد العثماني التركي كانت كركوك أيضاً تقع ضمن ولاية شهرزور وهي عاصمة المناطق الكوردية ... أرحمونا يا ناس من الإفتراءات والتلفيق يرحمكم من في السماء.
فما تقدم جزء بسيط جداً من ما لحق كركوك وأهاليها من ظلم وحيف، وهو غيض من فيض ... فبالأستيلاء على أراضي الغير بالقوة والكذب والتزوير والشعارات الطنانة لا يُصنع التاريخ ... كركوك مدينة كانت ولم تزل وستبقى كوردستانية، وهي في ذات الوقت مدينة التآخي القومي والديني والمذهبي، وحل قضية كركوك لا تحتاج أكثر من وقفة جادة أمام الضمير الإنساني، وقليلاً من الشجاعة للإعتراف بالحقائق التاريخية، ونبذ سياسة الإجرام والتطهير العرقي.

عوني الداوودي
شتاء غوتنبورغ ـ السويد



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط على كف عفريت
- بلقيس العاشقة
- زهير كاظم عبود يطرق أبواب لم تُطرق من قبل
- التمييز الجنسي كارثة لا نعي أبعادها المدمرة
- عروس الثورات، الثورة السورية
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟
- شهداء قلعة دمدم
- المسيجية في بلاد الرافدين شجرة باسقة وعملاقة ، ووارفة الضلال
- الأرقام والأحصائيات ، ياليتها نطقت، لكنها تفصح ، وتقول الكثي ...


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - إفتراءات الدكتور وائل عبد اللطيف