أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - جمهورية الزعيم ابراهيم الخياط














المزيد.....

جمهورية الزعيم ابراهيم الخياط


مشتاق عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 14:05
المحور: الادب والفن
    


((جمهورية الزعيم إبراهيم الخياط))

مثلما راح أفلاطون ينظر في إمكانية تأسيس جمهورية خاصة به , اجتهد الشاعر المبدع إبراهيم الخياط كذلك على تأسيس جمهورية من حدائق وانهار وبرتقال , سن دساتيرها في (25) قصيدة وأعلنها على شكل مجموعة شعرية ارتأى وارتأت الضرورة أن يكون عنوانها (جمهورية البرتقال) التي صدرت عن منشورات اتحاد الأدباء والكتاب في العراق.
في هذا الدستور الأنيق , احترام واضح لقدسية الكلمات والأمثال , التي وردت بزغرفة أضافت للأصل جمالا فوق جماله , وردت هي وبعض الجمل التي كانت بلا شك جمل من ابتكار الإبداع الشعري المترامي الإطراف الذي يتمتع به الخياط , ولكنها تكاد أن تمسك زمام القدسية التي استمدها الخياط من قدسية روح الشعر مثل : (قاب قتلين أو أدنى / بالغصة الوثقى أتيت / وتقرا صورة الماء المدمى / زرقاء الغمامة / ذات حرب / عن السماء الملبدة بالضيوم / لأنهم لا يلقونك في الجب , حسب , بل يهيلونها عليك وعلى آلك وصحبك / قلبي أول الكاظمين , ومسح ختام / وأنا العبد المخطط بالسياط التموينية / جمرة المنتهى ) .
وللخياط في بنود هذا الدستور الشعري والإبداعي اقتراح للنهايات بفعل الضجة , وهي المؤجج لما يختلج في العقل لتصل الضجة ذروتها فتكون دافع للاستياء , وفي خضم كل ذلك يقترح الشاعر الترياق المناسب لكل هذا الضجيج (وسميت عشقي برتقالا) (الضجة الصديقة) ص 13
ولدى الخياط كما أسلفت مقدرة على التضمين والاقتباس القرآني الذي يسبغ على النص لون من الطهارة ويلقي عليه وشاح القدسية الفضي (تقد قميصي ــ كل ليلة ــ من الجهات الأربع) ...إذا المرأة لديه تتمتع بالعنف اللذيذ , فلا تقد القميص من دبر فقط وإنما تقده من الجهات الأربع وتفرض عليه نظرية لا جدوى الهروب , وتعلمه إن الانتعاش يكمن في المواجهة , حتى تصل اللذة ذروتها ويعلن الشاعر عكس ما توسل به النبي : (ولا أقول : "رب السجن أحب إلي") (يا امرأة الوجع الحلو) ص 17ــ19 .
وكأي مبدع مرهف تؤلمه الحرب وصورها المأساوية , يناقش الخياط حالات الوطن البعيد الذي احترف الحروب والنكبات التي أجهضت صورا أكبرها التصاق الناس بالمذياع , وفي تشبيه رائع وأنيق يؤطر الشاعر كل تلك الفواجع (بمقام عراقي ينزف حزنا رهيبا) وهو حقا يدمي القلب والعيون , فجاء اسم المقام مطابقا لسلمه الحزين , واقصد مقام المدمي . (مدمي الشباب) ص 33 .
وفي بكائية وجدانية متفردة , يفرض الشاعر مفردات الحرب على جسد الأنثى , وأي أنثى تلبس فستان البلاد التي تناوشتها الرصاصات والشظايا بحروب غاب الحق فيها تماما , ومن البديهي أن يكون من علامات الحب , اقتراح المزيد من المقابر , وهكذا كان تسال الشاعر دستوريا ومشروع , حين ختم القصيدة قائلا : (فكم "نجف" تحتاجين بلادي , في ازدحامات الحروب) (واحدة لا تكفي) ص 39 ــ 43 .
وفي ترويض واضح لاستغلال المسميات السياسية , وفي تأكيد على إن ما يناقشه الخياط في هذه المجموعة هو فقرات دستورية , يقوم في معظم الرقعة الجغرافية للقصيدة بتسخير واستغلال مسميات الوزارات وشبه الوزارات وكذلك والوزراء وأشباه الوزراء , في هرم عبثي يثير السخرية والبكاء , على بلد لا دين له غير الديون (سؤال بسيط جدا) ص 45 .
ولا تخلو المجموعة الشعرية / الدستور الشعري من تسخير الميثولوجيا ومحاولة تعرية أبطالها ومقارنتهم بالزعماء الذين تتشابه أحلامهم مع أحلام أبطال الأساطير (النبي الصامت) ص 97 .
ولو سلطنا الضوء على القصائد التي يتصدر موضوعها الحرب في المشهد الشعري العراقي , لوجدنا منها الكثير , ولكن ما تتناوله تلك القصائد هو موضوعة الحرب بشكل عام , ولكن في قصيدة (وكانت معركة) ص 115 ترجم الخياط المعارك إلى كلمات وصور تناولت ذات الجندي المعد حطبا لنار لا تشبعها الغابات , إنها اختلاجات من ينتظر الموت وفي قلبه تتناحر مع الرصاص والشظايا , عواطف وخطط قد تكون وسيطا بينه وبين الموت الوشيك.
أخيرا ... أجد بان دستور جمهورية الخياط لا يخلوا من كل شيء , حتى بكائية النهر الذي يخترق الروح , فيقترحها مدينة تحلم بشاعرها .... البرتقال الذي ظل الخياط يتغزل بعجن كل صفات الجمال والألوان فيه حتى تمكن من أن يشيد مدينة من برتقال , فحق عليه وعلينا أن نجير اسمها بزعامته , فكان حقا على إبراهيم الخياط كسب لقب (رئيس جمهورية البرتقال) وألقاب أخرى , أتمنى أن تأتي تباعا مع ظهور إبداعات أخرى , لهذا الشاعر النبيل.

***



#مشتاق_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل لاول الالهة
- حب المتصوفين
- فيدراليات
- رحلة مع حامد الزبيدي
- دهش علوان دهش
- الحلم بوزيرة
- جسد وروح
- عسل مر ودرب بعيد
- هكذا يستنشق العصفور دمه ويصلي
- شيزوفرينيا الرجوع
- كهربائيات
- عتمة مشهد لذيذ
- ارى قبلتين على جبين الله
- ارهاصات القبور
- ترنيمة في حضرة وادي الاشلاء


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - جمهورية الزعيم ابراهيم الخياط