أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - فيدراليات














المزيد.....

فيدراليات


مشتاق عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


((فيدراليات))

1ــ (دموع ملونة)
كان يبكي القهر والحرمان والفراق بدمعة واحدة , دمعة ساخنة وهادئة صمتها مدوي , اليوم جلس وحيدا كعادته ليبكي , بكى بدموع ملونة وباردة , بكى وافتقد تلك الدمعة الدافئة التي كانت دوما تلملم شتات القلب .
*
2ــ (قبلات)
على خارطة وجهها كان يوزع القبلات , قبلة لكل المديات حتى تنطفئ نيران قلبه التعبان , كان للقبلة في حينها طعم واحد , اليوم وحينما أخبرته بأنها قادمة من إحدى ألأقاليم البعيدة , فكر بالقبلة , وفكر كذلك بالقلب اليتيم , القبلة ستكون حتما باردة حتى لو وزعها على كل المديات .
*
3ــ ( وحدة وطنية)
أعلنت الأقاليم ومضى كل إلى غايته , شتات في كل شيء , في خضم هذا الظلام وجد بصيص ضوء في آخر النفق , دولة بتاريخها صارت أقاليم , والأقاليم انقسمت على نفسها وصارت أقاليم أخرى , ولكن بصيص الضوء كان عبارة عن وحدة بين الأقاليم كلها , وحدة من نوع آخر وهي إن كل الأقاليم توحدت وتساوت بالظلم والظلام .
*
4ــ (جواز سفر)
ببطاقة الأحوال الشخصية وحدها كان يجول البلاد من أقصاها إلى أقصاها , اليوم مع تفشي مرض الفيدراليات , صار عليه أن يحصل على عدة جوازات للسفر , وكذلك على عدة (فيزات) , واحدة لأقاليم القوميات , وأخرى للديانات , وكذلك لأقاليم الحزبيات والمذهبيات , كل إقليم كان فرحا بحدوده الجغرافية وعلمه الأثير , سافر ووجد كل شيء إلا اسم العراق .
*
5ــ (حروب)
الأقاليم في حروب دائمة , قوميات تحارب قوميات أخرى , والديانات تحارب ديانات أخرى , وكذلك طائفيات تحارب طائفيات أخرى , حروب في كل البقاع , والسبب في كل ذلك واحد وهو إن كل المتناحرين وكذلك المتحاربين هم أقليات قياسا لاسم واحد ظل وسيظل كبير .
*
6ــ (عراقي)
كل قائد يحلم بالكرسي والقيادة , لملم تابعيه وأقام إقليما خاصا به , كل من يجد في نفسه وأتباعه اختلاف عن الآخرين أعلن إقليمه الخاص , الطائفيات والقوميات والديانات , كلها أعلنت الأقاليم إلا رجل يهودي , صارع كل قرارات الترحيل الظالمة وظل في العراق , أين يذهب وليس لدينه حتى أقليات في العراق , ولأنه لا يؤمن بالصهيونية , أعلن للآخرين إقليمه الخاص , إقليم تعداده السكاني واحد فقط , ومساحته الجغرافية مائتا متر مربع , ولكن ظل حائرا يبكي في فكرة العلم وسيظل حائرا على طول هذا البكاء .
*
7ــ (أطفال)
احد الحقيقيون اقترح إقليما خاصا بالأطفال , إقليم يكون كقسم داخلي لهم ويستقبل الأطفال من كل الأقاليم , يجمعهم ليعلمهم ويزرع في خصب أفكارهم جملة مقدسة واحدة , تتلى عليهم كقول مقدس , تتلى عليهم قبل الأكل وبعده , وكذلك قبل الشروع بأي صلاة وكذلك بعدها , اقترح أن تتلى حتى قبل البسملة , عسى أن يكون عراق الأقاليم الفيدرالية في يوم عراق , تلك الجملة اقترح أن تسبق حتى التكبير في آذن الوليد الجديد , اقترح أن تتلى في أذنه ليتذكر جملة ... (أنا عراقي) .

***



#مشتاق_عبد_الهادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة مع حامد الزبيدي
- دهش علوان دهش
- الحلم بوزيرة
- جسد وروح
- عسل مر ودرب بعيد
- هكذا يستنشق العصفور دمه ويصلي
- شيزوفرينيا الرجوع
- كهربائيات
- عتمة مشهد لذيذ
- ارى قبلتين على جبين الله
- ارهاصات القبور
- ترنيمة في حضرة وادي الاشلاء


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - فيدراليات