أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - عتمة مشهد لذيذ














المزيد.....

عتمة مشهد لذيذ


مشتاق عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


( عتمة مشهد لذيذ )
لتكن أول طلقة من حصتي
وليكن موتي...
على ضفاف عطرك الأنيق
يا قلعة من فضة و أمنيات
سأجامل حتى تكتنز أوردتي بالهديل
ولتنثر بعدها فراشات الأنين
حزين و مغلف بالسواد
كسنونو معاق عند بوابة الخريف
لا درب يسحب قيودي
ولا حتى مقصلة أمان توحد انهزامي
مهزوم كما القبرة
وعلى جناحي يتربع ألف تاج
يسعى للفوز بقمة رأسك الهائل السواد
السواد يا مرأتي
هو ما تبقى من صلاة المبعدين التي أتقنت وحشتها
منذ ألف كبوة وحصان
تعشقين أغلفتي...
وتناورين على درب الشموع صدئي
محمل بالصرير
وهذا الباب أضخم من عتمتي
فكيف إذا...؟
كيف ستكنسين عن غربتي هذا الصراخ...؟
لك فقط أن تتبعي بخشوع هذا الكرنفال
وتبجلين نعش الكلمات أو ... جنازة البياض
مات البياض
وهذا الذي يقفز من نعش إلى ... نعش
ليس إلا ... ذاك السنونو المعاق
احضنيه ... وهدهديه
وغني له كما الأطفال :
((دلللول...دلللول...يلولد يبني دلللول...))*
غني لهذا الراعـف وردا
عسى أن تنبلج من نايك حرية تشبه الصباح
غني و رتلي كلمات الياسمين
فهذا الذي يحتضر بإصرار قلبي
قبليه يا سيدة التين
وانثري مرآتك على جناحيه
وتدبري أمر فرحته بك
قبل أن تثمر بالقبلات...حقول الكريستال
اسبري غور فضته
وتتبعي بمرآتك أسراب الرحيل
انثري هدهداتك على صباحه المسكين
واغرسي في صميم محنته قبلات تشبه الربيع
بثي جمراتك اللذيذة بذلك البرود المريع
وهزي نخلة الخير
عسى أن يخفق لخفقك ذلك الخافق التعبان
تجملي له و جمليه
وناوريه و سدي بوجه احتضاره ... بوابة الوجوم
واجم حد البكاء
و محطم حد الصهيل
النار على كتفي مثل مشعل للمجوس
و الهوس معجون بعتمتي
أنا لا اطلب مثول أيامك أمام محرابي
فأنا ... منذ آلاف النكبات
مثقل بالدموع
غريب تكاد أن تتقيؤني البلاد
و عند أول جناح للغبار أودعت حقائبي
كمسافر عبر دهاليز الأفاعي
و مختبئ مثل من احترف الهروب
و أنت
ما عليك في مثل هذا الحنين إلا أن تغني ...فغني
وتبتلي ... و انثري على خجل القداح...
لؤلؤك المخبوء
عبئي بالبندقية ياسمينك
و انسفي هذا التصحر الطويل
وحدك أمام معضلتي
فخذي بغزلانك كفي
و اسحبيني لكوكب الأيائل
و اغفي على مخدة الرخاء
لا رخاء اصفع به تعبي
ولا حتى يدا ارتب بها طاولتي
كم كنت جميلا
ذلك حين كان أبي يحصد الرصاص
و يرتب الأيام على خارطة أمي
و كان أبي فارسا يحترف جنون (( الساس ))
و كذلك أمي
كلما غرست أصابعها بعجين الفجر
تنفلق منه آلاف المجرات
ذلك تاريخ و هذا يا حوريتي جسد الماضي
أنت اكبر من أن تتعبي بي
و اتعب بك
وكذلك... أنبل من أن تعشقيني
احبك ... هكذا اتفق القلب مذ أثمرت بالحب بساتيني
إذا...
لماذا تؤرخين على جسد الحكاية بوادر النهايات ... ؟
لماذا تتجنبين خفقة عصفور وحيد ... ؟
لماذا تخترقين صخور ألذات و تبتعدين ... ؟
ثم ... لماذا النهر يرحب دوما بانتحاري ... ؟
لذلك قلت عند أول البكاء غني
و تجملي ... وتبتلي ... ورتلي
وخذي بكفيك كل ابتسامات الشمس
و اتركي شفتيك و بعض الصهيل
خذي كل ما يتخم حقائبك بالنسيان
و اتركي بأطباق الصباح كلمات الجنون
لا اطلب منك سوى أن تغني فغني
علّ غنائك يذبح هذا الطنين
آه ...
أينبغي أن أحث خطواتك على الرحيل
لكي لا ترحلي ... ؟
أينبغي أن ألوذ بصمت القبل لكي اذبح هذا الفراغ ... ؟
هذا الناي أعرج فغني
و انفلقي في لأنفلق فيك قصائد وجوع
هكذا كانت حكاية الرحيل
فحين شمرت عن طفولتها
وقررت أن تقتحم عتمتي
ابتلت ثيابها بالسواد
كان كل شيء يدعو للرثاء
قبل أن تتنحى عن رجفة الفراق
هكذا باغتتني بالحب
وهكذا فتحت بوجهي أبواب ألعصافير
كان الناي يبكي في حديقة الصحراء
و البخور يعجن العطر في غرفتي ...
غرفتي التي ابتلعت بعتمتها صرخة البياض ...
البياض الذي فرض على الفضة كذبة الأبراج ...
الأبراج حين حاولت أن تتطاول على أغنيتي ...
أغنيتي التي اتهمت بخيانة الناي ...
الناي الشامخ في عظمة السواد ...
السواد الباقي على شهقة الجروح ...
الجروح الراعفة بروية مئذنتي ...
مئذنتي التي كبرت لرسالتي ...
رسالتي المنذورة لشهوة التمزق ...
التمزق الذي عجز عن حرق مقصلتي ...
مقصلتي التي أرعبتها صرخات أوردتي ...
أوردتي الناثرة عوالم حب ...
الحب المتناثر على خطواتها ...
خطواتها التي غـرست في المدى التعبان وجودي ...
وجودي المتلاقح مع زغردة الرصاص ...
الرصاص الذي اخترق فكرتي ...
فكرتي و قد أصابها الكساح ...
الكساح الراكض بي إليها ...
إليها التي أجلت سهوا عن طلقتي ...
طلقتي المحشوة في مسدس نبيل ...
النبل وقد نام في غرفتي ...
وغرفتي تشع بالآس ...
ألآس المتزاحم على جسدك كفستان ...
الفستان وقد صار عذولا ...
و ... هكذا قالت احبك
قالت كذلك و انساحت على الرمان قصائدي
احبك ... قلت كذلك فهوت قلادتها علي
قالت ... وقلت
فجثى على المشهد ظلام ثقيل
***
((*)) أغنية للام العراقية لتنويم الطفل

مشتاق عبد الهادي



#مشتاق_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارى قبلتين على جبين الله
- ارهاصات القبور
- ترنيمة في حضرة وادي الاشلاء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مشتاق عبد الهادي - عتمة مشهد لذيذ