أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهروز الجاف - أحذيةٌ مناسِبة (عطفا على -أحذية- صديقي الأديب الطبيب ماجد الحيدر)














المزيد.....

أحذيةٌ مناسِبة (عطفا على -أحذية- صديقي الأديب الطبيب ماجد الحيدر)


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


كان في مُقتَبل عُمره حين أراد ان يبتاع زوجَ أحذيةٍ جديدةٍ، كانت في السوقِ الكبيرِ رفوفاً مليئةً بالاحذية، لم يدر أياً منها يختار، أي موضةٍ؟ أي جلدٍ؟ أي سعرٍ؟ أي لون؟ وبكياسة العامل في سوقٍ راقيةٍ عدّل البائع بُنيقَتَه واستفسر منه حاجتَه مراتَ ومرات، فلمّا لم يجد منه جواباً أعلمَهُ بتذمرٍ: هنالك خمسة آلاف نوع الأحذية وأنت كما الآخرين.. شَرَد الشاب بذهنه، أووه خمسة آلاف، أيّها أختار؟ انها لَمحنةٌ، هنالك ايضا خمسة آلاف من الملابس وخمسة آلاف من الأطعمة، لابل ان هنالك خمسة آلافٍ من الأديان وكذلك الأفكار والسياسات والأعمال والاختصاصات وو... فأيها أختار؟ او لاأختار!! أجل أجل أجل.. تذكّرت، لمّا كنت طفلاً حين اشترى لي أبي زوجَ أحذيةٍ مناسبة، أتذكر جيدا بأنه أكّد لي بأنها كانت مناسبة، قال كلٌّ يمدُّ رجلَه بقدر غطاءه. استدرك ثانيةً واعتذر من البائع ولكنه سرعانَ ماعاد وخلا بنفسه وتذكرَ من لايملكونَ فلساً، هل الحُفيُ مناسبٌ لهم؟ هل العُريُ مناسب؟ هز رأسه؛ أيوووه، الى ماذا حادَ بي التفكير؟ حملقَ بعينيه الى الأحذية مرةً أخرى ولكنه رأى في الأعلى صورةَ بنتٍ جميلةٍ تحتضن دباً قطبياً فتذكر بأن أكرامَ الضيف عند الأسكيمو هو بتدفئته بمبيته بامرأةٍ منهم، أختٌ أو أبنةٌ، في الحجرة الجليدية، أوووه، من المؤكد بان دينهم يحث على ذلك، انه مناسب لهم، أجل أجل لقد فهمت لماذا يأكل الصينيون كل شئ، الكلاب..القطط..الصراصير.. الديدان... أجل فان عددهم كبير ومن المؤكد بأن دينهم يحلل عليهم ذلك، ان دينهم مناسب لهم، مالي ومالهم، علي أن أشتري الحذاء المناسب، اعتذر مرة اخرى من البائع وسأله عن حذاءٍ مناسبٍ، قال وما يناسبك، قال حذاءٌ شائعةٌ موضته، من جلود حيواناتنا الكثيرة، ومناسبٌ لجيبي وقدمي، ولكنه ماخلا يديرُ بفكره مرةً اخرى وتذكر من الخلق مالايناسبه اي نوع، من ليس له نقود، من ليس لديه مايعطيه، أووه الآنَ تيقنتُ لماذا يعيش الجمنوصوفيون الهنود عراةً حفاة، ولكن هل هنالك من ليس لديه مايعطيه لكي يُدين بدينٍ مناسبٍ؟ أو يتّبع فكرةً مناسبة؟ و ماذا عن من لايرى وطنه مناسبا له؟ هز رأسه مرة أخرى وعاد مسرعاً الى البائع واختار من الأحذية ما ناسبته مشترياً أياها ومنطلقاً وهو يقول: سأختار من الآنَ فصاعداً كلَّ ما يناسبني، صاح عليه البائع: وماذا عن الآخرين؟ أجابه وهو يهمّ بالخروج من الباب: سأحترمُ كل مايناسبهم.




#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتبالي يا سَري كاني
- بين حنان عشراوي و ليلى زانا، غفلة الفلسطينيين والأكراد
- النفاق السياسي وقيادة عمليات دجلة، ماظهر ومابطن
- المَقامةُ الأنتخابيةُ
- نورُ الأملِ في آمدَ
- لأول مرة وبأمكانيات ذاتية يؤثر الأكراد في سياسة الشرق الأوسط
- مقامة الوزير الجحش
- مقامةُ المتاجرِ بالممنوعات
- تتمة .. المقامة الكهرمانية
- المقامة الكهرمانية
- بَراءَة
- سلجوق التركي يُدين!!
- ايشْ قالَ السلطانْ؟- أهزوجة لأطفال الغد في كردستان
- الاسرائيلي أحسن من الشيعي!
- من الشعر الكردي المعاصر: الوطن
- من الشعر الكردي المعاصر: الى حواء
- أخيارنا فوق الشجرة
- عسى ألا يغنم الكرد في سوريا طبل العاضد لدين الله الفاطمي
- الى جمال البنا: ماذا لو كان الرئيس شابور بختيار
- مدينة شهربان والذكريات عن الزعيم عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهروز الجاف - أحذيةٌ مناسِبة (عطفا على -أحذية- صديقي الأديب الطبيب ماجد الحيدر)