روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 08:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن الساحة المفتوحة أمامنا للتحاور والتداول، هي ساحة الكلمة ليست إلا، وما نتمناه على كل من يتعامل مع الكلمة أن يأخذ في اعتباره على أنه صاحب رسالة، وعليه يقع مسؤولية عدم الوقوع في دوامة ما هو من صنيع الترهل أو التكلس والأزمات، وأن رسالته لا تكمن في الدفاع عن ما هو من نتاج واقع كان وما زال مفروض عليه، وألا يشكل جزاً من ذاك الحوار الذي جعلته الحركة الحزبية عبر تعاطيها على مدى عقود من الزمن، على شاكلة حوار الطرشان، لأن الخطر لا يكمن فيما إذا أخطأت الحركة، وإنما في وقوع النخبة في الفخ، حينما تدافع عن الخطأ أو تهذبه وتجمله، بل والأكثر من ذلك، أن تذهب في سلوكياتها مذهب الأطر وهي تتصارع، وأعني هنا تحديداً الفئة التي تجتهد في الحقل الثقافي ولها امتداداتها الحزبوية، فهي المعنية بعدم الخلط بين الواجب الحزبي ومهمتها في صياغة المستقبل، لأن في ذلك تجن على هويتها، وفي ذلك تشجيع لما هو قائم وخطر في آن معاً، وهو مواجهة الحركة لمثقفيها ومتنوريها، خاصةً لو تشكلت لدينا القناعة بأن عنصر الحزب والتحزب غير مستقر وخاضع للاهتزاز بل وللزوال أحيانا، بينما الجانب المعرفي سيبقى له حضوره ما دامت البشرية في تفاعل وتواصل، إلى جانب أن النخبة هي المعنية بالاجتهاد في سبيل التأسيس لمقومات الحوار الذي يستند على البناء المعرفي، وينطلق من قاعدة احترام الآخر المختلف، دون أن يكون الأسر بالنسبة لنا هو الإطار، وإن كان للكل الحق في أن يعمل كما يشاء وفي أي إطار شاء، وبذلك أعتقد أننا سنمتلك البعض من الأمل في أن نقلع عن الواقع الذي يؤكد لنا على أننا منقادون إلى فعل الخطأ، وذلك إذا ما توصلنا إلى تلك القناعة، بأن هدر الطاقات في مواضيع لم تمتلك بعد مقوماتها هو استهلاك دون الإنتاج، وهذا لا يعني مطلقاً التزام جانب الصمت حيال ما يجري من تشوهات، بقدر الدخول في عملية البناء، وخاصةً بناء الإنسان من الداخل قبل أي شيء آخر ..
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟