أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - تداعيات -حل - القضية الكردية على المشهد السياسي في تركيا















المزيد.....

تداعيات -حل - القضية الكردية على المشهد السياسي في تركيا


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا ما استبعدنا مرحلة السلطنة والشكل الذي كان يدار من خلاله الحكم، وكذلك التعامل مع القضايا القومية تحت واجهة الدين والخلافة، وتناولنا المشهد السياسي في تركيا، مذ أن دخلت مرحلة ما تسمى بالدولة الحديثة، يمكننا القول؛ إن التصدي لحل القضية الكردية، ليس بذاك الأمر السهل والبسيط، بحكم أن نماذج الحكم، وبأشكاله المختلفة، قد اشتغلت، وإن بدرجات متفاوتة في الشدة، على أكثر من مشروع فيه استهداف للوجود الكردي، سواء تلكم التي فتكت به وقطعت أوصاله، عبر المجازر والاعتقالات والتشريد والتهجير والتجويع وحرق القرى وعسكرة المجتمع، وحصدت من نتائجها زرع المزيد من عوامل التوتر والتنابذ والفرقة والاحتقان.. أو التي اعتمدت سياسات التتريك منهجاً، للحيلولة دون امتلاك الكرد لمقومات الخروج من عباءة "أتراك الجبال" وتقويضها لأي حراك سياسي أو مبادرة، من شأنها إخراج تركيا من أزماتها الداخلية، المتجسدة أولاً وأخيراً، في التنكر لوجود قضية كردية وعدم الانفتاح عليها بالسبل الديمقراطية، لا بل جعلتها تدار من قبل المؤسسات الأمنية والعسكرية، ذات النفوذ والكلمة الفصل في إدارة شؤون البلاد وأزمات النظام وحالات التصارع على السلطة، والتي رعت، وبالأخص منذ ما بعد الانقلاب العسكري في ثمانينيات القرن المنصرم، وعلى حساب هذه القضية، أكثر من اتفاق أمني مع دول الجوار، وكبدت الاقتصاد الوطني خسائر فادحة بنتيجة دخولها حروب منظمة ومفتوحة في مواجهة تطلعات الكرد في الحرية والعيش بأمن وكرامة، وضربها لأية حالة جنينية قد تشكل نواة لمستقبلهم - إقليم كردستان العراق على سبيل المثال - وإن كانت تسجل تحت عناوين متعددة، كالقضاء على التمرد، وصيانة وحدة الأراضي التركية، وملاحقة العناصر الإرهابية وأنصار حزب العمال الكردستاني..إلخ.
إذاً تركيا التي لها باع طويل في استهداف الوجود الكردي، وتحويلها ذاك الاستهداف إلى ما يمكن تسميته بثقافة مجتمعية في أوساط القومويين الأتراك، توحي اليوم، ومن خلال تصريحات السيد أردوغان "أياً تكن الأكلاف والأثمان، فلن نحيد عن طريق حل القضية الكردية.. إنه مشروع نهضة تركيا" وكأنها أدركت للتو - وهي بصدد القبض على "جمر" ممارساتها وسياساتها - أن لا سبيل إلا في الانفتاح على المسألة الكردية، وأن مفاهيم العصر وسمات المرحلة وميزات الدولة العصرية والديمقراطية، تأبى قرقعة السلاح، ولا تركن إلا إلى ركيزة الحوار والاعتراف بالآخر المختلف . فإذا ما تجاهلنا مقولة زعيم حزب المجتمع الديمقراطي، أحمد تورك، من أن "تركيا أرض الانزلاقات"، في إشارة منه إلى تخوفه من أن يكون المشروع المطروح كسابقاته، التي كانت تصب في النهاية ضمن إدارة أزمات الحكم، الداخلية منها والخارجية، بحكم أن تداول مفردة "الكردي" في تركيا تشكل سابقة إيجابية بحد ذاتها، واعتبرنا "صحوة" حكومة العدالة والتنمية مقدمة لمشروع متكامل، يهدف إلى قطع الطريق على عوامل التأزيم وحالة الاستنزاف، ولملمة تراكمات الإرث الثقيل الذي يلف كاهل تركيا، كان لا بد من القول؛ أن تحديات كبيرة قد تواجه حكومة أردوغان في مشروعها الانفتاحي، إذا ما أخذنا في الاعتبار الحروب الكلامية والتصريحات النارية داخل أقطاب التشكيلة الفعلية لمؤسسة الحكم في مواجهة المشروع، والمتمثلة، إلى جانب التيار الديني المتجسد في الحزب الحاكم "صاحب المشروع" في الجيش والقوى المتطرفة قومياً أو المدعية بالعلمانية، المعتبرة نفسها وريثة أتاتورك، في محاولة منها وضع العراقيل أمام تقدم المشروع، وذلك من خلال تأليب الرأي العام "التركي" عليه، عبر دغدغة مشاعر القومويين بوصفها للمبادرة على أنها صناعة أمريكية، وتهدف إلى تقسيم الدولة التركية، من جهة، ومن جهة أخرى، إيصالها رسالة إلى مراكز القرار الدولي وأيضاً الأنظمة الإقليمية المتحسسة من أي انفراج قد يحصل حيال المسألة الكردية، بأن النهج الطوراني الذي لا يرى في تركيا سوى قومية واحدة، ما زال ممتلكاً لمرتكزات القوة. فالتهديدات التي ساقها باشبوغ في كلمته بمناسبة أسبوع النصر، وحديثه عن أن "الدولة التركية وحدة متكاملة بقوميته ووطنه ولا يمكن فصل بعضهما عن البعض، ولغتها هي اللغة التركية وشكل النظام فيها نظام مركزي قومي.. والحفاظ على هذا الدستور أمانة تركها أتاتورك للقوات المسلحة التركية .. ولا نسمح لأية محاولة تهدف إلى إعطاء طابع سياسي للتنوعات الثقافية في البلد وجعلها هوية سياسية لتجزئة المجتمع". وأيضاً تصريحات كل من، دنيز بايكال، زعيم حزب الشعب، ودولت بخجلي، زعيم حزب الحركة القومية، واعتبار الأول للمشروع بـ "إنها مؤامرة واضحة ضد وحدة الأراضي التركية ويحاولون تحويل تركيا إلى عراق آخر والهدف من هذا السيناريو تقسيم تركيا على أساس عرقي". ودعوة الثاني لرئيس الوزراء إلى "ترك طريق الخيانة التي تؤدي بدولتنا نحو الانقسام"، فضلاً عن تعليقات بكر بوزداغ، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، على تصريحات باشبوغ وتأكيده على "أننا نؤيد وبشكل تام كلام الجنرال باشبوغ والقصد من كلامه، انه يؤكد على لغة واحدة ودولة واحدة وعلم واحد، وهذا ما يؤكد عليه حزب العدالة والتنمية .. ومن المستحيل أن يحصل أي تغيير في هذه البنود"، كل ذلك تعبير عن الأزمات المنتظرة في الجانب التركي، ما لم يتم التعامل مع المشروع، من جانب الحكومة ورئيسها، وفق أسس، تأخذ في اعتبارها أن التركيبة الجيوسياسية للمنطقة، وكذلك التشكيلات القومية المتداخلة فيها، ليست صناعة محلية – إقليمية، بل تحصيل حاصل لتوازنات القوى الدولية ومصالحها، وأن الأنظمة التي لها مساس بالوضع الكردي وليست لديها رؤية لإيجاد الحلول لاستحقاقاته، قد تستغل التناقضات الحاصلة داخل الحاضنة التركية والدخول إليها وامتلاك البعض من أوراق اللعبة فيها، بغية العمل على عرقلة المشروع، لما سيكون له من انعكاسات على وضعها الداخلي، كون المشروع، وإذا ما تكلل بالنجاح، سيقلب موازين القوى الإقليمية رأساً على عقب. وعليه فإن الضرورة تستدعي من الحكومة جهوداً جبارة على طريق تذليل العقبات أمام نجاح المشروع، سواء من جهة إيجاد التفاهمات مع الأنظمة الإقليمية، أو من جهة بحثها عن راع دولي له من القدرة لأن يساهم في دفع الأمور باتجاه سكة الحل .
وإذا كان السيد أردوغان نفسه قد تحدث عن التحديات في البعض من تصريحاته، وتحديداً حين أشار إلى أن "السياسة عملية مجازفة" و"الحياة أيضا مجازفة وعلينا ألا نتراجع عن قراراتنا مهما كان الخطر" وكأنه يعيد إلى الأذهان مشروع "أوزال" وما جناه من نتائجها، كان عليه استغلال موقع حزبه وحكومته، للدخول في تجسيدات عملية لترجمة مشروعه على أرض الواقع، ممهداً بذلك لأرضية ثقافية وفق مفاهيم التعددية القومية، وتساهم في بناء جسور الثقة بين الجانبين، الكردي والتركي، وتالياً تؤسس لمقومات الدولة التشاركية، القائمة على عقد اجتماعي/سياسي، خاصةً وأن حل القضية الكردية لا يمكن له أن يتم بمنأى عن تغييرات جذرية لا بد وأن تطال بنية الدولة وشكل بنائها، وتحديداً من جهة تغيير الدستور، كون المسألة الكردية هي مسألة وجود وهوية قبل الوقوف على تفاصيل الحقوق بأشكالها واستحقاقاتها .. فحكومته المدعومة من الداخل وفق الاستحقاق الانتخابي، والمحمية من الخارج لأسباب ودوافع شتى، والفاعلة في المعادلات الإقليمية استناداً إلى تلك الحماية والدور المطلوب منها ضمن المخاضات السياسية في المنطقة، علاوةً على أنها تشكل واجهة لتيار إسلامي معتدل في مواجهة التطرف والإرهاب والمحاور القائمة على أسس من الطائفية والمذهبية..إلخ، لها من القدرة لأن تتحرك باتجاه وضع اللبنات الأولى للمشروع، إذا ما انطلقت بداية من استحقاقات حقوق المواطنة فحسب، أو حتى من بعض النقاط التي تمت نسبها إلى خطة أوجلان "-إلغاء نظام حراس القرى وإعلان هدنة دائمة متبادلة بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني، وتشريع قانون يمنح عناصره حق العمل السياسي ويفسح المجال أمام مقاتليه بنبذ السلاح وترك المعسكرات، مع منح حق التدريس باللغة الكردية والسماح بفتح مدارس كردية..- تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الجرائم الغامضة التي ارتكبت في حق الأكراد في جنوب شرق الأناضول، ولم يتم التوصل إلى تحديد منفذيها". والتي ستقوي بدورها موقف الجانب الكردي، الذي يشد من أزر المشروع ويساند الحكومة على ترجمته، كونه وبغض النظر عن ردة فعل البعض، واعتباره للمبادرة تسطيحاً للقضية الكردية، قد عبر عن إرادة قوية لفتح صفحة جديدة في تاريخ تركيا، سواء من جانب التعبيرات السياسية، أو النخب الثقافية التي لها تأثيرها في المشهد السياسي الكردي، أو حتى القوى الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان . فمبادرة حزب العمال الكردستاني بوقفه لإطلاق النار من جانب واحد، وتصريحات زعيمه المعتقل، عبدالله أوجلان، عن رسمه لخارطة طريق الحل - بالرغم من أن الحكومة لم تبد حتى الآن أية مرونة تجاه الحزب المذكور - وأيضاً المظاهرة المليونية التي جرت في مدينة ديار بكر، وتأكيد حزب المجتمع الديمقراطي، في معرض رده على مواقف رئيس أركان الجيش، إلكر باشبوغ، على "تنفيذ كل ما يقع على عاتقنا لنجاح المرحلة" ودعوته للحكومة إلى "القيام بمسؤوليتها التاريخية والإصرار في مشروعها الانفتاحي دون الرضوخ لهذه الجهة أو ذاك لأن ذلك يعتبر خطوة تاريخية تصب في مصلحة شعب تركيا بجميع مكوناته"، كل ذلك تعتبر خطوات عملية لفسح المجال أمام مسارات التفاوض السياسي والدبلوماسي، وتعبيراً أكيداً عن تفضيل الجانب الكردي لخيار الحل الديمقراطي السلمي، كونه يشكل إحدى مرتكزات نضاله .









#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع « الحركة الوطنية الكردية في سوريا » ..رسالة -للصم- وكت ...
- مجرد كلمات
- الرأي الآخر في أحضان ثقافة الأنا
- لماذا الحزب .. ؟ نحو التأسيس لثقافة حزبية تجسد مبررات وجود ا ...
- لكنة الوداع
- براميل من بارود ..
- ..بين الاقصاء والانفتاح
- على مقربة من خطوط التماس
- كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان
- إعلان دمشق .. والموقف الكردي
- القضية الكردية في أجندة دعاة الديمقراطية .. - قراءة هادئة في ...
- الديمقراطية .. - ما لها وما عليها
- المرجعية الكردية في سوريا .. بين الرغبة والواقع
- !الحزب ( السياسي ) الكردي بين حكايا الليل وإملاءات النهار .. ...
- « البعض الكردي » .. إلى متى ..؟
- هل من قراءة جديدة للوحة الكردية ..؟
- العراق .. بين الفكر السلفي والرؤية الواقعية
- ماذا تحمل الرياح العاتية من لبنان ..؟؟ المؤتمر القطري خطوة أ ...
- دعاة الديمقراطية .. وحوانيت السياسة
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - تداعيات -حل - القضية الكردية على المشهد السياسي في تركيا