أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - على مقربة من خطوط التماس















المزيد.....

على مقربة من خطوط التماس


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين أدارت بعض رموز المعارضة السورية طاولة الحوار بين طرفين سياسيين، كانا - وما زالا - يتقاسمان سوية الكثير من أشكال الاضطهاد والحرمان، وصنوف القهر والاستبداد، جراء تحكم نظام شمولي بمقاليد الدولة والسلطة منذ عقود، تفاءل البعض خيراً، وأراد الإيحاء بأن الطرفين الذين عاشا بمعزل عن هموم البعض، قد وضعا القدم على سكة العودة إلى تفهم الحقائق الموضوعية، وما يحتاج البلد من توافقات وتفاهمات، حيث أن الكرد كانوا منهمكين بمسائلهم القومية والوطنية، بعيداً إلى حد ما عن التيارات الوطنية الأخرى، التي كانت هي الأخرى منهمكة من جانبها بخياراتها وتوجهاتها السياسية ..
وبما أن الظلم الواقع على الوطن يجتاح الكل، وأن هذا الكل شريك في المحنة، فكان لا بد من اللقاء والالتقاء، خاصةً وأن المنطقة ككل تمر بمرحلة، يمكن تسميتها بمرحلة الانقلاب على النماذج التقليدية المترسخة في ذهنية الشارع، الذي تربى عقوداً من الزمن على ثقافة، سمتها الاقصاء والاستلاب، وعدم الركون إلى قبول الآخر ..
وحيث أن الشعب الكردي المجزأ أرضاً وشعباً، يعيش اضطهاداً أكثر من مزدوج، كان عليه يقع، بالدرجة الأولى، مهمة التعريف بقضيته القومية العادلة لدى أبناء البلد الواحد، وذلك بغية التمهيد لثقافة وطنية، تجسد الوطن من خلال ما يحمله من تكوينات وأطياف وتلاوين، سياسية كانت أم قومية ومذهبية، وبالتالي الدخول في عوالم الرؤى المستقبلية على قواسم وطنية جامعة، تتجلى في التغيير الوطني الديمقراطي، المستند إلى الإقرار بالواقع السوري، من حيث التكوين والتركيب، كما هو عليه الحال، والذي هو من نتاج جملة من المعطيات التاريخية والجغرافية والبشرية ..
وهكذا يمكن القول، أو الاستشفاف، بأن قطار التفاعل السياسي بدأ رحلته من خلال بعض الحوارات التي شملت الكرد والعرب، وأطياف أخرى، من مثقفين وسياسيين، وبعض الطاولات المستديرة التي انكبت على دراسة الواقع السوري وآفاق الخروج من الأزمات الوطنية التي تلف البلد بعناوينها المختلفة، والكل يدعي الشفافية في الطرح والديمقراطية في التعاطي .. وإن تبين في الجولات الأولى من الحوارات التي دارت في كل من دمشق وحلب والقامشلي، بأن هناك ما هو مخفي ومسكوت عنه لدى البعض من الذين يحملون رسالة معجونة بالموروث الثقافي، المبني على قاعدة « أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على غيري » ، والبعض الآخر يستند في تأويلاته وتحليلاته ومواقفه، إلى هاجس الخوف من مراكز القرار السلطوي .. خاصةً وأن الدافع لتلك اللقاءات كان وليد خطاب القسم، وما جرى في العراق من سقوط وبناء، وبالتالي كان من المنطق أن تأخذ الأطراف المتحاورة تداعيات المرحلة بعين الاعتبار، في خطوة من شأنها الخروج من عنق الزجاجة..
وما زادت في وتيرة تلك اللقاءات أو تفعيلها، هي الهبة الكردية في آذار، وذلك كتعبير حي وملموس من قبل الجماهير الكردية في مواجهة ما يخطط له في المطابخ الشوفينية، وقد كانت من نتائج تلك اللقاءات إبان الهبة، ظهور أولى بوادر الشرخ في المجتمع السوري، حين وقفت رموز المعارضة إلى جانب الخطاب الرسمي، وأرادت أن تعبر عن ثقافتها ببعض المصطلحات أو المواقف التي تفوح منها رائحة العرقية، أو ملامح الانقضاض على الهوية الكردية، من خلال الاحتماء أو الادعاء بالوحدة الوطنية أو الحفاظ على النسيج المجتمعي السوري، وكان المقصود منها، تخلي الكرد عن قضاياهم القومية، وحصر قضيتهم في خانة المواطنة كمفهوم قانوني بحت .. حتى كان البعض من الأخوة في (المعارضة - أسيرة النظريات) يصرح بأن الطرح الكردي يستفز مشاعرنا نحن العرب حين يتم الحديث عن المناطق الكردية أو الجزء الكردستاني الملحق بسوريا، وذهب آخرون إلى حد القول، بأن « الأكراد ضيوف أعزاء في سوريا، إن احترموا الضيافة، فأهلاً بهم، وإلا فلهم الحرية في أن يختاروا وجهتهم » وآخرون رصدوا موضوعي الحزام والإحصاء من زاوية عروبية، تفوق تصورات النظام نفسه، دون أن يتخلى عن عروبة المجتمع السوري، وعن ثقافة الصهر والإذابة، حتى لا تكون هناك ما يستفز المشاعر، متجاهلاً بأن الوقائع والحقائق التاريخية ليست واحة للمبارزات أو للمساومات..
وبما أن السياسة تؤهل الانتقال من خندق إلى آخر، وأن التصريح فيه شيء والمضمر شيء آخر، إلى جانب حضور بعض القوى الكردية على الساحة، وقيادتها للنشاط الميداني، وكنتيجةً لبعض اللقاءات، ومشاركة بعض رموز المعارضة العربية في بعض الفعاليات الوطنية مع الجانب الكردي، تم التوصل إلى تشكيل لجنة تنسيق وطنية، تشمل الكثير من أطياف المعارضة السورية من كردية وعربية، وقد رصدت تلك اللجنة في إعلانها بعض التوافقات الوطنية، وكان ذلك موضع قبول من قبل كافة الأطراف المشاركة في تشكيلتها ..
ولكن، ومع اشتداد شحنات التغيير، وانبلاج الأفق أمام خيارات من شأنها أن تدك متاريس ثقافة الحروب الباردة، نرى العودة لدى البعض إلى العمق الإيديولوجي، والارتداد لدى البعض الآخر، وخاصةً الذين كانوا يتبجحون يوماً ما بالتقدمية والاشتراكية، والذين يتقاسمون اليوم الفكر مع السلفيين والأصوليين وحاملي فيروس آفة المرحلة – الداعمين للإرهاب أو الممارسين له – ليتمخض كل ذلك عن ما سمي بإعلان دمشق .. وما حصل فيه من بعض الانقلابات في الجانب العربي وبعض الهرولة نحو الحاضن الثقافي السلطوي من جانب بعض القوى الكردية، وما لاقى من ردود أفعال متباينة في الوسط الكردي الذي وجد نفسه أمام امتحان لا بد من تجاوزه، استناداً إلى طاقات الشارع الكردي، وعدم الركون إلى مفردات ذلك الخطاب ..
واليوم، ومع الإعلان عن أكثر من مشروع يهدف إلى التغيير، سواء من الداخل أو من الخارج، وسواء عبر النظام أو بهدف تغييره، نرى أن الركيزة التي تستند عليها هذه المشاريع في مجملها هي الاقصاء أو الاحتواء، بمعنى أن المشاريع المطروحة بدءً بإعلان دمشق ومروراً بإعلان ... وإعلان ... وإعلان ... وانتهاءً بجبهة الخلاص، هي في جوهرها عملية توارث لذات الثقافة التي فرقت المجتمع وشتت الطاقات، وإن كانت مجمل هذه المشاريع تدعي الديمقراطية وتنادي بالتحرر واحترام الرأي الآخر .. إلا أنها وفي مجملها تحمل في جوهرها الفكر الشمولي والنزعة الاستعلائية، وخاصةً حين يتعلق الأمر بأهم قضية من قضايا الديمقراطية وهي القضية الكردية، حيث يتم التعامل معها وكأنها مسألة منحة أو هبة يتم توزيع الأدوار فيها وفق منطق يناقض حتى أبسط مفاهيم الحوار ومستلزمات الديمقراطية، وبالتالي فما علينا إلا أن نقف عند آفاق هذه الثقافة التي تدعي بالقطع مع الاستبداد وتمارس هي نفسها، وبواجهات مختلفة أو مغايرة، الاستبداد نفسه حين تكون المسائل متعلقة بخيارات المستقبل، والقضايا المطروحة فيها نوع من إعادة النظر في المنهجية المتوارثة في الحقلين الوطني والقومي ...



#روني_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان
- إعلان دمشق .. والموقف الكردي
- القضية الكردية في أجندة دعاة الديمقراطية .. - قراءة هادئة في ...
- الديمقراطية .. - ما لها وما عليها
- المرجعية الكردية في سوريا .. بين الرغبة والواقع
- !الحزب ( السياسي ) الكردي بين حكايا الليل وإملاءات النهار .. ...
- « البعض الكردي » .. إلى متى ..؟
- هل من قراءة جديدة للوحة الكردية ..؟
- العراق .. بين الفكر السلفي والرؤية الواقعية
- ماذا تحمل الرياح العاتية من لبنان ..؟؟ المؤتمر القطري خطوة أ ...
- دعاة الديمقراطية .. وحوانيت السياسة
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ...
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ تحية إلى ذكرى آذا ...
- أين تكمن حرية المرأة ..
- خوف الضعفاء من وهج الحقيقة .. - إلى الصديق إبراهيم اليوسف
- ها قد عاد شباط … زغردي يا هولير
- نحن (الكل) .. إلى أين ..؟.
- فوق أراجيح الوطن
- وللارتزاق مسمياتها
- نحو عقد اجتماعي وتعايش مشترك


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - على مقربة من خطوط التماس