حزب كردي سوري يطالب حزب -أوجلان- بالكشف عن مصير أكراد سوريين

أخبار الشرق

الحوار المتمدن-العدد: 272 - 2002 / 10 / 10 - 03:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

كشف مصدر مطلع لأخبار الشرق أن حزباً كردياً سورياً طالب الحزب الكردي الذي يتبع القيادي المسجون في تركيا عبد الله أوجلان بالكشف عن مصير "عشرات الشباب والشابات الكرد" الذين "سيقوا" للقتال إلى جانب الحزب ضد تركيا.

وقال المصدر إن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي) بعث في أواخر شهر تموز الماضي برسالة إلى "مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني" (KADEK) وريث حزب العمال الكردستاني (PKK) يطلب فيها "جواباً على مسألة باتت تؤرق الشارع الكردي السوري".

وأوضح أن المسألة هي "سَوق العشرات من الشباب والشابات الكرد من مناطق الجزيرة وكرداغ (عفرين) وكوباني (عين العرب) صوب مخيم مخمور، وأرجاء أخرى في كردستان العراق، لتنقطع أخبارهم وصلاتهم مع ذويهم، ما يتسبب في حصول العديد من التناقضات، وكذلك معاناة وإشكاليات تفتح الطريق واسعاً أمام القوى الظلامية وألاعيب السلطات الشوفينية"، حسب تعبير المصدر.

ويشير الحزب إلى ظاهرة تجنيد حزب العمال الكردستاني مجموعات من الشباب الأكراد "المغرر بهم" حسب تعبير الأحزاب الكردية السورية، والذين حُرموا من العودة إلى بلادهم بعد تحول حزب العمال الكردستاني إلى الخط الديمقراطي وتخليه عن "العنف" سبيلاً للتعامل مع الحكومة التركية، إثر اعتقال زعيمه عبد الله أوجلان. كما يشير إلى استمرار ظاهرة سَوق هؤلاء حتى الوقت الحاضر.

وكان الحزب الكردي (التركي) قد أعلن في مؤتمره الثامن في شهر نيسان المنصرم (2002) وقف عملياته العسكرية والنضال المسلح ضد دولة تركيا وضرورة أن يناضل الكرد في كل الدول التي يتواجدون فيها (تركيا، العراق، إيران، سورية) ضمن الحدود القائمة نضالاً سلمياً ديمقراطياً. وعُد هذا التوجه الذي بدأ بتغيير اسم الحزب، انقلاباً على نهج حزب العمال الكردستاني لنحو 15 عاماً، إذ كان يرفع شعار "تحرير" كردستان التركية وإقامة دولة مستقلة فيها. واستغل الحزب إقامة زعيمه عبد الله أوجلان في دمشق، قبل أن تعتقله تركيا عام 1999 في عملية معقدة إثر إخراجه من سورية إلى كينيا؛ لتجنيد آلاف الشباب والشابات الأكراد السوريين "لنصرة إخوتهم في كردستان التركية، الذين يشكلون أكثر من نصف الأكراد في العالم (نحو 20 مليون كردي حالياً) من منطلق أن تحرير هذا الجزء من كردستان سيؤدي بالضرورة إلى تحرير الأكراد جميعاً".

وأكد أحد قادة حزب "يكيتي" في لقاء خاص أن حزبه لم يتلق حتى اليوم رداً على تساؤلاته، ولكنه لم يفقد الأمل في ذلك. وأشار المصدر المطلع إلى أن رسالة الحزب وُجهت أيضاً إلى الشخصية الكردية المعروفة الكاتب عصمت شريف وانلي، الذي يتمتع بسمعة حسنة بين الأكراد السوريين خصوصاً، وبعلاقات طيبة مع حزب أوجلان، فضلاً عن نفوذه في المؤتمر القومي الكردستاني (KNK).

وحسب نص مترجم حصلت عليه أخبار الشرق للرسالة الكردية التي وجهها حزب "يكيتي" إلى "مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني" ونشرها في العدد الأخير من جريدة الوحدة (يكيتي) المركزية الصادر في أيلول المنصرم؛ فإن عملية "سَوق" الشبان الأكراد السوريين إلى الجبال لقتال الحكومة التركية مستمرة رغم إعلان "المؤتمر" انحيازه إلى الخيار السلمي.

وقالت الرسالة "جدير بالقول إن مؤتمركم الثامن الأخير الذي كان قد انعقد في نيسان المنصرم، جلب الاهتمام لدى الرأي العام، وخاصةً قراره القاضي بإيقاف الكفاح المسلح ضد دولة تركيا، وكذلك رؤية واحترام وجود حدود دولية في شرقنا المتوسط، وخصوصية أوضاع كل بلد يعيش في إطاره قسم من شعبنا الكردي ويدافع عن نفسه".

وأضافت "لذا فإن الحركة الكردية في سورية، ومن ضمنها رفاق وأصدقاء حزبنا، ترقبوا بانتظار فتح صفحة جديدة لإفساح الطريق أمام علاقات مسئولة وحوارات أخوية. إلا أنه، يبدو حتى الآن أن تحقيق هذا الأمر يحمل صعوبة، حيث أنه بعد انعقاد مؤتمركم الأخير، ومرة أخرى تحت شعارات قومية كردستانية، وعلى أيدي مناصريكم وباسمكم، يتم سَوق العشرات من الشباب والشابات الكرد من مناطق الجزيرة وكرداغ وكوباني صوب مخيم منطقة مخمور، وأرجاء أخرى في كردستان العراق، ليأخذوا لهم أماكن هناك، فتنقطع أخبارهم وصلاتهم مع ذويهم، ما يتسبب في حصول العديد من التناقضات، وكذلك معاناة وإشكاليات تفتح الطريق واسعا أمام القوى الظلامية وألاعيب السلطات الشوفينية".

وأعربت الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية عن أملها في أن يتوقف حزب "KADEK" في اجتماع مجلسه الرئاسي حيال هذا الموضوع للتداول فيه جيداً "حيث أننا نبقى بانتظار جوابكم أيها الأخوة"، كما جاء في ختام الرسالة.

 

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل