أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - أعلويون نحن أم أمويون ... ؟؟؟















المزيد.....

أعلويون نحن أم أمويون ... ؟؟؟


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 12:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نريد ان نعرف .. أعلوين نحن .. ام امويون .... ؟؟؟

منذ اسبوع وانا احاول لملمة التاريخ الذي اثقلت به ذاكرتي منذ الطفولة , شطحت بافكاري الى الماضي متجاوزا سرعة الضوء مستحضرا الثواني الاولى لولادة ذلك الشيعي الذي خرج للحياة تحت صرخات (( الهم صلي على محمد وال محمد )) .. فمنذ تلك اللحظات بدئت رحلتي الايدلوجية التي تدخلت حتى في اختيار اسمي الذي سيرافقني رحلة العمر التي لا اعرف كم ستطول ..
فالتعود على الفكرة يشبع الذاكرة ومن ثم تتحول الذاكرة الى واقع واخيرا تتجسد في الهوية الذاتية , وعلى طول فصول الحياة يبدأ العقل بترجمة الوقائع بطريقة لاتتنافى مع الهوية والا سيفقد الانسان اهم مايملك الا وهو (ذاته) , لذلك تحاول الماكنة العقلية العمل باقصى طاقتها للمحافظة على الذات وتزيينه باجمل واروع الاساطير والحكايات التي يترجمها العقل على انها حقائق مطلقة بسبب التعود الذي نمارسه يوميا ومنذ اللحظات الاولى للولادة ..

ثلاث حوادث كانت كافية لاستفزاز الذات .. او بالاحرى كانت كافية لتعرية التاريخ وكم الموروث الذي تربينا على اعتباره المصدر الموثوق وكيف لا وهو خلاصة جهود بشرية استنفذت حياتها وهي تسطره لتخرجه بهذه الصورة المقدسة التي نراها اليوم .
ومن شدة ثورتي على التاريخ ساسرد الاحداث بالمقلوب منطلقا من الحاضر لاستحضر الماضي ..

فالحادثة الاولى هي الخبر الاكثر تداولا بين العراقيين خاصة والشيعة عامة اليوم الا وهو ظاهرة الدماء التي بدأت تسيل هنا وهناك منذ العاشر من محرم والى هذه الساعة.
فالكل مشغولون في هذه العلامة الالهية فمنهم من اعتبرها تاييد الهي لثورة الحسين واخر راها حزن سماوي على ماساة الحسين ومنهم من راها دواء لدائه , وبالتاكيد قد اضافت هذه الظاهرة دعما معنويا لعقلهم الباطن يساعدهم على طرد اي محاولات تشكيكية ممكن ان تتسرب الى الدماغ في لحظات الضعف العقلي خصوصا ونحن نعيش عصر مابعد الحداثة كما يقول الفلاسفة.

والسؤال هنا لماذا لم ينزل الله القادر على كل شيء هذه المعجزة في تلك اللحظة التي قطع فيها عنق عبده الثائر على الظلم ؟؟ لماذا لم يدعمه بجيش من الملائكة كما دعم الرسول محمد والمسلمون الاوائل في بدر ؟؟ تخيلوا لو ان هكذا معجزة تنزل في تلك اللحظة وعلى مجتمع قبلي بسيط مثل مجتمع الكوفة والمدينة ان ذاك .. الا تعتبر بحد ذاتها نجاح عملي لثورة الحسين , الم تكن كافية ليقوم المعصوم باتمام مهمته كترجمان للقران ويعلمهم خباياه التي يجهلونها (حسب وجهة النظر الشيعية) ؟؟
لكن الرواية الشيعية وكالعادة اختارت الطريق الاصعب الا وهو ان ارادة الله قضت بان يقتل الحسين بابشع الصور لتخلد ثورته عبر العصور وتصبح منارا للمسلمين .. لكن الوقائع لم تسر كما ارادها الرب او بالاحرى كما ارادها الراوي الشيعي فاننا لم نسمع عن ثورة حسينية بعد واقعة عاشوراء نجحت ولا دولة علوية اقامة حدود الدين ((بالطريقة العلوية)) ولاحتى مراجع يسيرون على منهج علي ابن ابي طالب , المرجعية بحد ذاتها عبارة عن لغز محير وهي لاتعرف انها قد اثقلت جمهورها بتناقضاتها مع ماينقلون من سير الائمة .
كيف لي ان اقرأ سير الامام علي ابن ابي طالب واصدق ان من يسير على نهجه اليوم لايتجرء ان يعدل ظاهرة سلبية مثل التطبير بحجة ان الشعب لن يسمع للمرجع !!! في حين ان الامام علي كان اقل الخلفاء شعبية فقط لانه لايعرف في الحق لومة لائم (وهو صاحب المقولة الفلسفية الرائعة : لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) !!
وخروجا من مازق التناقض خلق الخواص في عقول العوام فكرة مفادها ان افعال المعصوم لايمكن لانسان عادي تطبيقها لذلك نحن نعيش في زمن الغيبة بانتظار المخلص , لكن عندما نريد ان نقود انتفاضة سياسية معينة والظروف تسمح بذلك فاننا سنكون حسينيون لا محالة !! وان كان الحاكم ظالم ودكتاتور فان التقية واجبة فالائمة انفسهم طبقوا مبدأ التقية مرات عديدة الا الحسين الذي لم يطبقها !!!

وعودة بالزمن الى الوراء سنقف عن الحادثة الثانية التي ترتبط مع الحادثة الاولى لتشابه المواقف , فعندما نقرأ عن واقعة صفين نسمع عن علي ابن ابي طالب الفارس الذي لايرضى بالظلم ولا يتهاون مع طلقاء قريش الذين ارادوا ان يعيثوا بالاسلام فسادا وظلما ولم يتردد برفع سيفه بوجه فئة اخرى من المسلمين لان الساكت عن الظلم شيطان اخرس وحاشا علي ان يسكت عن ظلما وانا اتفق مع الراوي الشيعي في هذه الجزئية , لكن ما اثقل عقلي الصغير جدا هو الحادثة الاولى , عندما جاء عمر ابن الخطاب مطالبا علي ببيعة ابو بكر والتي نصت الرواية الشيعية في حينها ان الامام كان مشغولا بتابين الرسول والحزن عليه باعتباره اهل بيته وربيبه وجرت المحادثة التاريخية بين فاطمة الزهراء(الحزينة جدا على وفاة والدها ) وعمر الذي تمادى بعض الرواة الشيعة الى تطعيم الرواية بحادثة كسر الضلع المشهورة !!

تعالوا نستذكر المواقف بمنطق الرياضيات , وقبل هذا كله يجب ان ندرك حقيقة ان عقولنا التي ولدت على اديانها ومذاهبها بطريقة ممكن لها ان تتقبل الكثير من الافكار كما ذكرت سابقا مهما كانت متناقضة فقط لانها تتلائم مع الذات البشرية او الايدلوجية التي ولدنا عليها.
لكن عندما نتكلم عن مجتمع المدينة في لحظة وفاة النبي محمد فاننا نتحدث عن مجتمع اسلامي لاشيعي ولاسني اي ان المسلمين يقدرون ويعرفون حقا من هي فاطمة الزهراء بعيدا اي مسميات جانبية , فكيف لهم ان يسكتوا على ضربها واسقاط جنينها من قبل عمر ابن الخطاب ؟؟؟ اين ذهب رجال بني هاشم وهم سادة قريش والمسلمون الاوائل ؟؟ وكيف يتقبلها عقلنا ان علي ابن ابي طالب الفارس الذي لايشق له غبار يسكت على تلك الحادثة ؟؟؟
بالتاكيد الرواية الشيعية لم تغفل هذه الوقائع فعلي عندها لم يرد ان يشق صف المسلمين ويرفع السيف بوجههم بعد سويعات من موت النبي , بل انه فضل الاهانة والظلم حفاظا على الاسلام وهذه ميزة المعصوم التي لاتدركها عقولنا البسيطة !!! والادهى من هذا كله ان علي بايع ابا بكر وعمر وعثمان وكان سندا لهم في خلافتهم ولم يشق نفسه عن ركب المسلمين وطبعا هذا كله اعتمادا على رواية لم يسمع بها سوى الراوي الشيعي التي بشر الرسول بها علي بواقعة كسر الضلع واوجب عليه السكوت !!!!
هنا اريد اتساءل , لماذا سكت المسلمون على التجاوز ضد بنت رسول الله ؟؟اين قبليتهم ؟ خصوصا انهم ليسوا معصومون !! هل كان المسلمون الاوائل منافقون ؟؟ هل كان المقربون من النبي بهذا المستوى من النفاق والكذب ؟؟ ولماذا تركهم الرسول مقربين اليه علما انه يعرف بما سيقومون به ويحذر عليا منهم . الم يجدر عليه ان يتحذر هو منهم ويبعدهم في حياته وحتى قبل اعوام من موته ؟؟ والأمر من هذا وذاك هو الراوي الشيعي الذي يقول بان فاطمة الزهراء اخفت على علي حادثة كسر الضلع خوفا من الفتنة , اذن كيف عرف الراوي بهذه الواقعة ؟؟؟
لا اعرف لماذا اشعر بان الراوي الشيعي يذكرني با ابا هريرة الذي نقل عن النبي احاديث لو قورنت اعدادها بفترة مصاحبته للرسول فاننا سنصل لنتيجة مفاضها انه كان لايفارق الرسول لمدة 24 ساعة !!!
لماذا عندما نريد لعلي ان لايحارب نهرول للتقية ولماذا عندما نريد ان نفسر احداث صفين نتناسى التقية ؟؟ عقلي الصغير جدا لايستوعب فكرة سكوت علي على الظلم مهما كان منصب علي سواء كان (((حاكم او محكوم ))) , وكيف تقبل علي ان يستمر الاسلام على ايدي خلفاء ظالمون ومفترون ؟؟ اليس هذا تدمير وشق للاسلام نفسه والدليل ان الكثيرون اليوم يتحدثون عن ان الاسلام الحقيقي لاوجود له في الواقع !!
هذا الكم من التناقضات قد اثقل الذاكرة البشرية لذلك فان هذا الانسان المثقل قد صعب عليه التدقيق والتمحيص في تلك الوقائع ذلك لانه يتعامل مع الحالة بكم هائل من العواطف التي تغنيه عن التشكيك في اي رواية وبالتاكيد فان هذا الخطأ ليس خطأه فنحن قبل ان نحكم عليه بالجهل علينا فهمه فنحن جميعا في مركب واحد لكن الظروف وحدها من تصنع الفوارق وعليه فنحن ليس لنا الا استفزاز الملكة العقلية لهذا الكائن الرائع ليكتشف هو وحده مالم نكتشفه نحن المتبجحون بمنطق الرياضيات والتحليل العقلي ..
اخيرا اقول هل يكفي لمعاوية ان يقول انه مسلم ليصدق ايمانه ؟؟ ام ان المعيار هو تطبيق الاسلام على الارض ؟؟ ومن هذا المفهوم هل يكفي للمرجعية الشيعية ان تقول انها علوية الهوى ام انها يجب ان تطبق الفكر العلوي في خياراتها المجتمعية والدينية ؟؟ الجواب متروك لكم ايها الرائعون ..



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرور الفكري .. لماذا ؟
- الحسين بين الميثولوجيا والواقع ..
- وهم اليقين ..
- الدونية الفكرية .. لماذا؟
- الصمم الفكري
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- قوات الاحتلال تداهم عدة منازل خلال اقتحام قربة حارس شمال غرب ...
- سلمى حايك تحضر إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام مع زوجها الذي ...
- بحضور زعماء العالم.. كاتدرائية نوتردام تعيد فتح أبوابها
- بعد 5 سنوات من الحريق المدمر.. إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردا ...
- مظاهرة حاشدة رفضا لحضور ترامب افتتاح كاتدرائية نوتردام بباري ...
- حضور المتبرعين في حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس
- كاتدرائية نوتردام تفتح أبوابها من جديد بعد خمس سنوات من الحر ...
- ردود أفعال الناس قبيل افتتاح كاتدرائية نوتردام في العاصمة ال ...
- حركة الجهاد الاسلامي: نبارك عملية الدهس قرب مخيم الفوار جنوب ...
- ماذا عن زيارة الكاردينال الماروني البطريرك بشارة الراعي إلى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - أعلويون نحن أم أمويون ... ؟؟؟