|
الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
حسين الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 01:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الامة العراقية هي اشبه بعذراء تحارب بعشرة اظافر بلورية كواسر المغتصبين الذين لطالما حاولوا سرقة عذريتها فهي ام الحضارة وام الدين وام الماء والسماء .. فالعراق هو تلك البقعة المقدسة التي اخترعت الدين وجعلت منه طفل الحضارة المدلل فنحن من اخترعنا الالهة ونحن من قدمنا اجسادنا اضاحي دامية على مذبح الهتنا..وكثيرة هي الدلائل والبراهين فهذا مردوخ ابا الالهة واينانا او عشتارالهة خصبنا ورحلة البرزخ الكلكامشية بدات من اوروك وقصص التوراة اليهودية لم تخط الا بطين بابل ونينوى لم تكن الا تلك الحاضنة التي اختزلت حلم المسيح بكنائسها واديرتها , واحفاد يحيى لا يتعدون كونهم سكان العراق الاصليين فدين الماء لم يستطع الابتعاد عن اريدو والهها المائي وبذرة الدين الحنفي التي بدئت هجرتها من اور الناصرية وابراهيم الخليل ليستقر بها المطاف بعد قرون طوال في نجف علي ابن ابي طالب وكربلاء الحسين .. تناسلت الاديان وتعددت اشكالها ولكن يبقى الاصل واحد ..فبلاد الرافدين هي تلك البقعة الاكثر قدسية في الكون لا لانني رافدي متعصب ولكن الدين اقدس مقدسات البشر والعراق هو مهد الدين فنحن قد اخترعنا الكتابة وحفضنا بها اديان البشرية فمن الطبيعي ان تكون ارضنا مقدسة .. ولكن هل استطاع الدين ايجاد لغة تعايش بين البشر باختلاف معتقداتهم؟؟ فامتنا العراقية لم تبتعد عن هذا الصراع الديني المتعدد الصور وهذا ماولد عقد البقاء والصراع الابدي والذي تجسد بالنظرية الدارونية والبقاء للاقوى .. هنا تكمن المشكلة العقد النفسية المتراكمة التي اطاحت بالشخصية العراقية فنحن نقطة التقاء الحضارة والبداوة ونحن مركز التنافر الديني المتراكم على مدى العصور..لذلك فان الازدواج الواضح في الشخصية العراقية هو ليس بظاهرة غريبة فالعراقي على مدى تارخيه الطويل لم يعرف الاستقرار لا على المستوى البيئي ولا السياسي فريح الصحراء وقيمها وعاداتها ودينها قد امسوا الاعب الاكبر في دورة حياة العراقي منذ الطفولة الى السكينة الابدية.. ومن الجانب الاخر فحضارة السهل وعذوبة اللحن الجنوبي باتت هي المفر الوحيد او مايسمى الهروب الى الوراء اي انها نقطة الملتقى لجميع التنافرات التي تغمر الشخصية العراقية. مشكلتنا اننا محتلون فكريا فنحن وللاسف لانملك اختيار خياراتنا ولانملك حتى ان نفكر لمرة واحدة في صحة موروثنا للاسف قد قتلت في داخلنا النزعة الخلاقة والجدلية اصبحت ضرب من الجنون او الهرطقة .. فنحن امام شعب يعيش حالة معاناة مستمرة وفي ظل هكذا ازمات لاخيار له الا الاستسلام لثقافة الفكر الدخيل فنحن قد دفنا عراقيتنا وجعلنا منها شعار فاقد الصلاحية واستبدلنا جنتنا بجنة الخلد الموعودة .. للاسف نحن نعيش في متاهة التناقضات فنحن اعداء انفسنا فقد خلعنا عنا ثوبنا السومري واستعضنا عنه بعبائة نستر بها عيوبنا ونخبئ تحتها كرهنا لانفسنا فمشروع الامة العراقية هو صراع الجذور والفروع فاما ان تحنق الفروع جذورها وتقيدها اويرفض الجذر فروعه المشوهة .. فالانتماء للعراق هو ليس مجرد شعار جميل نزين به صفحاتنا واحاديث سمرنا بل هو ثورة على الواقع وعلى المقدسات البديلة وعلى كم الخطوط الحمراء التي رسمناها بايدينا ولكي لاتبعدنا واقعيتنا عن مشكلتنا الازلية الا وهي حالة الازدواج التي نعيشها والارث التراكمي الذي تحول الى عبء يثقل علينا خطواتنا نحو المستقبل فلابد لنا من تحديد مشاكلنا ونضع الحلول المنطقية لها واولها واهمها هو ايجاد تعريف واضح لمعنى كلمة (الانسان) فللاسف ان الانسان العراقي كان على مدى القرون الماضية الوقود الذي يحرق لاجل تحقيق الغايات اي ان الايدلوجية كانت دائما الغاية والانسان هو الوسيله لتحقيقها ولكن اليوم في مشروع الامة العراقية سنطرح فكرة مغايرة الا وهي الايدلوجيات ستسخر لخدمة الانسان وسوف تسقط كل المقدسات الوهمية وينصب البشر ملكا عليها وبهذه الطريقة ستكون الامة هي الرمز الانساني والاخلاقي والبشري الذي ستختزل تحت لوائها كل الانتمائات البديلة التي لطالما حاولت استعباد البشر لتحقيق غاياتها المختلفة وبالتالي استطاعت هذه الايدلوجيات ان تجعل من البشر تجمعات متحاربة لاتجمعها مشتركات في حين مفهوم الامة العراقية سيجمع البشر تحت شعار واحد الا وهو الانسان اي اننا اوجدنا عاملا مشتركا واحدا وسنسخر لاجله كل النظريات التي من شانها تحريره وجعله الاله الارضي الذي لطللما كان الاضحية للاله الوضعية والسماوية .. فنحن خلفاء الله في هذا الكون ونحن امراء انفسنا فان استطعنا ان نعيد للانسان العراقي قيمته عندها سيكون مفهوم الامة العراقية هو البديل الوحيد للخروج من حالة الاستسلام والانقسام التي عصفت باالانسان العراقي .. هذه دعوة من الامة العراقية لنشر ثقافة الانسان بدل من ثقافة الفكر الانساني التي تحاول استعباد البشر !!!!1
1- اللجنة المبادرة لمشـروع الأمــة العــراقية http://www.facebook.com/group.php?gid=28388261895 2- أرشيف الأمــة العــراقية http://www.facebook.com/pages/أرشــيف-الأمــة-العـــراقيـة/214893651869953 3- المنبر الثوري الحر .. خاص للحوار والنقاش بواقع الأمة العراقية الحالي http://www.facebook.com/home.php?sk=group_153556588032181&ap=1 4- مجموعة الأمــة العــراقية .. لنعتز بهويتنا العراقية أولا للبحوث والدراسات والحوارات الجادة http://www.facebook.com/home.php?sk=group_196331113736733&ap=1
#حسين_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية ..
...
-
هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟
...
المزيد.....
-
حكومة السوداني.. جهود حثيثة لإبقاء العراق بمنأى عن الحرب
-
ترامب يحظى على تأجيل آخر في قضية -شراء الصمت-، هل سيُحكم علي
...
-
أحداث -ليلة الانتخابات- الأمريكية بعدسة حفيدة ترامب (فيديو)
...
-
روسيا لأوروبا.. الصواريخ لأوكرانيا تؤجج الحرب
-
البنتاغون: لا إصابات بين العسكريين في الهجمات على قاعدة أمري
...
-
المشاهد الأولى لتدمير القوات الأوكرانية سد بلدة كوراخوفو في
...
-
بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
-
الكويت.. الشيخ فهد اليوسف يحيل -عقيدا ومقدما- و6 أفراد أمن إ
...
-
-حليف المستوطنين-.. ترامب يختار سفيره إلى إسرائيل؟
-
قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|