أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - الصمم الفكري














المزيد.....

الصمم الفكري


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 03:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كثير من الاحيان عندما نطرح الخطاب الديني او مفهوم الدين على طاولة النقد العلمي والموضوعي بعيدا عن الرزخون وعوالق الطفولة ,فاننا نواجه العقل الجمعي الذي تحولت فيه تلك العوالق الى احفوريات متكلسة قد تؤدي عملية ازالتها الى اختلال في توازن هذا العقل لذلك يعمل هذا الفكر الجمعي جاهدا على الحفاظ على هذه الاحفوريات بعيدا عن النقد والشك .
باعتقادي ان المشكلة الرئيسية تكمن في طرفي النزاع .. فنحن نعيش في حالة صراع فكري بطريقة قبلية .. فمنتقد الدين يحاول في كثير من الاحيان تغيير قناعات الاخر اي بمعنى اخر تجريده من اهم اسباب ديمومته ... لان الشعوب التي تجعل من الدين الاساس في دورة حياة الانسان ستواجه حالة اختلال كبيرة اذا تم تجريدها من الكثير من المظاهر والممارسات الدينية والتي رسخها رجال الدين على شكل عقائد لايمكن مناقشتها اصلا والا ستخرج صاحبها من الملة احيانا وتجعله انسان لا اخلاقي لايردعه قانون بعد ذلك ..
بالتالي لن يبقى له الا الدفاع عن امور بديهية مطلقة غير قابلة للنقاش وهنا نرى اول ظاهرة حسية تطفو على السطح الا وهي (الصمم الفكري ) فنجد افراد هذا الطرف لايسمعون الا صوت المطلق المنبعث من حناجر الاحفوريات الفكرية المترسبة في العقول , وهذه الظاهرة بحد ذاتها ستجعل اي طرح نقدي طرحا بلا معنى , بل هي ستعمل على زيادة تمسك الاخر بمطلقاته الفكرية من باب الحفاظ على النوع والوجود .
لذلك من العبث التشكيك في الحالة الايمانية للفرد مهما كانت سواء دينية او لادينية لخصوصية هذه الحالة ليس الا , لكن كل مايخص مابعد الايمان من عقائد وممارسات تنعكس على شكل افعال بشرية وتؤثر على سلوكيات اصحابها فهي عرضة للنقد لان اسقاطاتها تنعكس على الاخر .. فلا يوجد فعل او جهد فيزيائي يحدث في فيزياء الكون الا وله تاثير ملموس على المحيط الذي وقع فيه .
واذا رجعنا لنقد الخطاب الديني سنجد اننا نطرح اسئلة وافكار معينة ونثير علامات استفهام كثيرة .. انطلاقنا من ايماننا باننا بشر وباننا نمتلك القدرات العقلية والفكرية للخوض في امور صورها رجال الدين على مدى قرون انها امور معقدة وشائكة وتتطلب بحث طويل ودراسة موسعة ويجب على من يخوض غمار النقاش فيها ان يكرس حياته للعمل عليها لانها طلاسم لايستطيع فكها الا الراسخين بعلم الله وبذلك تبلور فكر جمعي عند اغلبية التابعين ان المجادلون مجموعة عبثية غبية لاتفقه شيء ولم يتعبوا انفسهم بدراسة الدين كما فعل رجال الدين واصحاب العمائم والعباءات واللحى لذلك لن يتقبل احد اي طرح مغاير لطرح الموروث .
لكن في حقيقة الامر ان من يؤمن بالله يجب ان يؤمن بان عقله هو دليل وجود الله ولولا عقله هذا لما استدل على وجوده او عدم وجوده !!! فعليه لماذا نتخوف من نقد فكرة مابعد الايمان من عقائد وممارسات وفقا لضوابط منظومة العقل وليس المحكم والمتشابه والراسخين في العلم ..؟؟؟ فالعقل البشري استطاع ان يغير مجريات مهمة في هذه الكرة الارضية التي استوطنها وهذا ما ميزه عن باقي الكائنات.
وان عدنا للدين والكتب السماوية فمن المستحيل ان يخاطب الله الناس بلغة الطلاسم ويعين مترجمين يتفوق البشر الغير صالحين عليهم دوما اما بقتلهم او اضطهادهم لا بل والادهى ان يلتف الناس على سيرتهم بعد موتهم ليلصقوا ما ارادوا بها من افكار وينسبوها اليهم ويقيموا نظريات ويدخلوا عقائد جديدة وكله في اطار البحث والركض نحو السلطة ..

ختاما استشهد بمقولة لديكارت صاحب مبدأ الشك .. الذي يقول (ان الله هو العقل ).. والمعنى مجازي .. ولكم ان تتبحروا في فكرة ديكارت .. مع العلم ان ديكارت موحد مؤمن بالله الخالق



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- قوات الاحتلال تداهم عدة منازل خلال اقتحام قربة حارس شمال غرب ...
- سلمى حايك تحضر إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام مع زوجها الذي ...
- بحضور زعماء العالم.. كاتدرائية نوتردام تعيد فتح أبوابها
- بعد 5 سنوات من الحريق المدمر.. إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردا ...
- مظاهرة حاشدة رفضا لحضور ترامب افتتاح كاتدرائية نوتردام بباري ...
- حضور المتبرعين في حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس
- كاتدرائية نوتردام تفتح أبوابها من جديد بعد خمس سنوات من الحر ...
- ردود أفعال الناس قبيل افتتاح كاتدرائية نوتردام في العاصمة ال ...
- حركة الجهاد الاسلامي: نبارك عملية الدهس قرب مخيم الفوار جنوب ...
- ماذا عن زيارة الكاردينال الماروني البطريرك بشارة الراعي إلى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الصالح - الصمم الفكري