أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - في البدأ كان الانسان ..















المزيد.....

في البدأ كان الانسان ..


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 19:37
المحور: المجتمع المدني
    


البارحة عدت بذاكرتي للوراء باحثا في دهاليز ذكرياتي العتيقة التي استفزها كاس من النبيذ الفرنسي العتيق لتترجمها اليوم اناملي في هذه الفلسفة الفضفاضة ,فحينها تذكرت انني تعلمت ان في البدأ كان ادم وحواء ومن ثم تناسلوا ليملئوا البقعة الزرقاء الباهتة التي نسكنها بالذرية .. وعندها تسائلت بعقليتي الطفولية الصافية هل هذا يعني اننا كبشر ننتمي جميعنا لنفس الابوين واننا اخوة !!! وعندها احسست بعذوبة وفرحة عارمة لم اعرف سرها في حينها ولكن عندها شعرت بان البشرية كلها اخوتي , وتسالئت في نفسي قد يكون سر هذا الشعو هو نابع من وحدتي منذ الطفولة , وبدأ خيالي يسرح بعيدا ويتخيل الاطفال الذين اراهم في افلام الاطفال اخوة لي خصوصا وانهم ينتمون لشعوب اخرى واشكال اخرى والوان اخرى ولغات اخرى .. وفي وقتها تسائلت هل يشعرون هم بما انا اشعر ام ان هذه التراهات من نزج خيالي الطفولي المريض ؟؟ وبعدها وفي قسوة وبرودة الحياة وشدتها تضائل هذا الشعور وكاد ان ينسني اياه الزمن .. هذا الشعور الذي جعلني اشعر بانسانيتي الاولى وبان بالبدأ كان الانسان ولا شيء قبل الانسان ..

اليوم وبعد ان فصل طويل من حياتي قد انقضى تيقنت اننا نحن كبشر ليس لنا الا ان طرح انفسنا كانسانيون .. فهي ليست صفة مكتسبة كباقي الصفات او انها عوالق ومخلفات حروب سلطوية دونما كونها هويتنا الحقيقية ..
فانا أأمن اننا كائنات تكون جزء من الطبيعة لا بل الكون باكمله وعليه فان مصنفنا العلمي في وسط زحام هذا الكون الكبير واللامتناهي بالنسبة لعقولنا على الاقل.. هو (( الانسان)) وكل التصنيفات الاخرى هي تصنيفات وضعية اوجدها الانسان نفسه منذ رحلة بحثه عن (السلطة) وتعقدت بعدها مع تعقد الحياة البشرية على هذه الكرة الارضية ..
فعليه فان الانسانية هي من يجب ان تكون اساس قيام الدول والاوطان واساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم والمواطن وشريكه الانساني , والانسان هو الغاية وليس الوسيلة ..
فبهذه الانسانية سيتخطى الانسان كل الحواجز الدنيوية التي وضعها عبر قرون طويلة من حياة الانسان على وجه البسيطة , فالانسان هو الموحد الوحيد للايدلوجيات المتصارعة فكما كان هو الاول فلابد له ان لايكون الاخير ..
توحيد الفكرة او الايدلوجية او الغاية او سموها ماشئتم هو الشاغل الاكبر وهو التسائل الاكبر قبل اي شيء .. فمحاولاتنا المستمرة في معاقبة شريكنا الانساني وتغيير قناعته لا بل تتعدى الى التسلط عليه وطحنه واستعباده ماهي الا مضيعة للوقت .. وهي لاتتعدى كونها اشباع لشهواتنا النفسية المريضة في الوصول (للسلطة ) التي حولتنا الى مجموعات مستذئبة تقتل وتسفك من اجل صفة سادية ترافقنا منذ الازل ..

ماذا لو وحدنا الهدف اليوم ؟؟ فعندها قد نجد اننا متشابهون جدا .. فالمذهبي والقومي والاثني والديني واللاديني واللاداري كلنا في سلة واحدة وهدفنا في الحياة واحد ..
ربما اشد الخلافات هي بين المتناقضين الديني واللاديني ولو سرحنا بخيالنا ابعد لوجدناهما متفقون على غاية واحدة وهي الانسان ..
فلو اخذنا البعد الفلسفي لكل الاحكام السماوية سنجدها تدور في فلك الانسان وليس طاعة الخالق والخوف منه كما صورته خزعبلات رجال الدين الطامحون للسلطة حتى وان لم يكونوا (ملوكا).. هل سال احد منكم ماذا اراد الله منه ؟؟
هل سيحتاج الله منه شيء ؟؟ ام ان الرب المطلق يتمتع باستعباد مخلوقاته ؟؟ بالتاكيد الجواب سيكون بلا وترافقها حيرة وخوف من هذا الكم الثقيل من كتب الموروث السلطوي وليس الديني .. فلربما ان الله اراد من مخلوقاته بكل بساطة ان يقدسوا ويعظموا الانسان وان يرأف القوي بالضعيف والانسان بالحيوان والنبات ومن ثم الطبيعة والبيئة والكون اجمع .. لان الله المطلق اوسع من يختزل بهئية انسان غاضب يعشق العقاب ..لان من يوجد كون بهذا الوسع لن يكون بالصورة الي صورها (رجال الدين) بل بالصورة التي ارادنا المطلق ان نفهمها ..
انا تعمدت ذكر البعد الفلسفي للدين .. لان النص المقدس بحد ذاته وبسطحيته قد يبين ان اساس الدين طاعة الخالق او الاله ولكن عندما نغوص اعمق الى غايات الرب او الله او الاله نجدها تزحف نحو غاية واحدة وهي ايجاد انسان سوي اخلاقي باعتبار ان الخالق الذي سيطاع هو المطلق حسب ماتذكره الاديان والمطلق هو الواجد للحياة وهو واجد الاول .. فعليه فان ارادته لن تكون مؤذية للانسان ولا لاي كائن اخر ... قد لا اكون دينيا ولكن ارى ان الله الذي صورته الكتب السماوية لنا قد اساء اليه من يدعون انهم رجال الله على مدى قرون من الزمان بتصويره لنا بتلك الصورة السطحية ..

فعليه اين التقاطع بين اللادين والدين لو اخذنا بهذا البعد الفلسفي للدين . .. هل سنختزل الله بشرب الخمر او نوع اللباس والماكل ؟؟ هل سنختزل واجد الكون الذي لم يشعر بوسعه احد من هؤلاء المتغطرسين في مصافحة المراة او تقبيلها ؟؟ فمن اين وكيف عرفنا صورة الانسان السوي عند الله ؟؟ وماهو مقياس الاخلاق عنده ونحن لم نتعب حتى انفسنا بمعرفة فلسفة الرب !!! كل مانجحنا به هو تقديس ماولدنا عليه ليس الا , فنحن اليوم كما وصف القران اسلافنا اهل جاهلية رغم "علمهم" !!! واتمنى ان لايفهم المتن على انه تشكيك بالرب ولا بدينه وانما هو تشكيك ونقد لرجال الدين وموروثهم وترسانتهم الكتبية ..
ولو عدنا للاديني فسنجد ان هدفه او فلسفته ستصل لنهاية واحدة كشريكه الديني بجعل الانسان غاية يعمل على اسعادها و راحتها وتشذيبها من العوالق اللا اخلاقية التي ترسبت فيه عبر قرون الصراع نحو السلطة ليخرج بنا بانسان مدينة الفلاسفة الفاضلة .
وهذا التوافق لن يتم الا بفصل القناعة عن السلطة فلطالما يظل الديني واللاديني يفكران بالسلطة لفرض السيطرة على الاخر وارغامه فلن يشعر اي منهما بالمسمى الانساني الذي يجمعهما وسيستمران بحروبهم الاهلية ... والامر يسري على المذهبيين والمتصارعين من اجل القومية او الاثنية ... الخ " فكلها حروب سلطة وليست حروب الله "
المشكلة ان الاسان يجب ان يفهم ان الرسالة السماوية ليست تفضيل من السماء الى الشعوب المنزله عليها وليس المذهب الفلاني افضل واعرف بالله من الاخر ..
فنجد ان تلك الشعوب تعتقد انها وحدها من رأت الله وعندها تنهال تسميات مثل شعب الله المختار او شعب الجنة وهو الشعب الذي يعتقد بانه مهما فعل فان شفاعة نبيه ستدخله الجنه او الشعب الذي يعتقد ان ابن الله لن يتخلى عنه وخلاص البشرية سيكون بخروجه .. وفي الواقع انهم ابتعدوا كثيرا عن مصنفهم الكوني الذي اوجده لهم المطلق الذي يؤمنون به الا وهو " الانسان " .



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- شهداء وجرحى بقصف الاحتلال لمركز أيواء التأهيل لذوي الاحتياجا ...
- الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قانون خطير ضد أهم وأكبر م ...
- الأمم المتحدة تحذر من أزمة كبيرة في لبنان وتتهم إسرائيل بانت ...
- الحكومة اللبنانية تتسلم 25 طن مساعدات طبية من الأمم المتحدة ...
- الأمم المتحدة: ضربات إسرائيل تنتهك -القانون الإنساني الدولي- ...
- قوات الاحتلال تواصل تدمير المنازل ومراكز الإيواء على رؤوس سا ...
- البرتغال ـ قواعد صارمة في وجه المهاجرين رغم الحاجة لهم
- تتضمن اتهامات بارتكاب -جرائم حرب-... هذه أبرز ملامح القضايا ...
- أنشدت وتبرعت بمليون دولار.. دوللي بارتون تظهر علنا وتقدم الم ...
- إعدام فلبيني قصاصا بتهمة قتل مواطن سعودي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - في البدأ كان الانسان ..