أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي هصيص - سؤال موجه إلى طلابي














المزيد.....

سؤال موجه إلى طلابي


علي هصيص

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 07:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


سؤال أوجهه كل عام إلى طلابي، يجيبون عنه بإجابات كثيرة مختلفة، متقاربة ومتضادة، بعيدة وقريبة، مدهشة وغير مدهشة، إلا أن الإجابة الصحيحة تتأخر كثيرا وهم يحاولون ويحاولون وأنا أحاول مساعدتهم ما أمكنني ذلك ليصلوا إلى الإجابة الصحيحة بعد عصف ذهني عنيف يضربون جباههم براحاتهم بعده لأنهم لم يستطيعوا الوصول إلى تلك الإجابة السهلة.

السؤال يقول: لماذا اختار الكاتب السوري زكريا تامر شخصية النمر في قصته المعروفة "النمور في اليوم العاشر"؟
القصة معروفة لدى الكثيرين، وهي تحكي قصة نمر يقع فريسة رجل صياد ظالم معه بعض الرجال، يضع الصياد النمر في القفص ويتركه، يظل النمر يكابر حتى يعترف للصياد ويقول له: أنا جائع، بناء على طلب من الصياد، فيحصل على الطعام، وتتوالى التنازلات يوما بعد يوم، وواحدة تلو الأخرى من أجل الطعام، ففي يوم يقلد مواء القطط، وفي يوم يقلد – والعفو منكم – نهيق الحمار، وفي يوم يصفق، وفي يوم يرقص... كل هذا من أجل الطعام، حتى يأتي اليوم العاشر، فيكون النمر قد صار من آكلات العشب ومواطنا صالحا في المدينة.

لقد كان القاسم المشترك الأكبر بين الطلبة في جميع جولاتي معهم في هذا السؤال هو التفاعل الشديد مع هذا السؤال، حتى في بعض المساقات الجامعية التي قمت بتدريسها، ومن الإجابات على ما أذكر:
- لأن النمر لديه كبرياء...
- لأن النمر لا يموت إلا واقفا...
- لأن النمر أقرب الحيوانات المفترسة إلى الإنسان...
- لأن النمر يأكل جميع أنواع اللحوم...
- لأن النمر لا يأكل إلا الطعام الطازج ولكن الأسد يمكن أن يأكل الطعام الفاسد، فأراد الكاتب أن يصور النمر بهذه الحالة...
- لأن ترويض النمر أصعب من ترويض الأسد...
- لأن ترويض النمر سهل جدا...

حسنا... كنت حين يطول بهم الأمر وأوقن بعجزهم عن الإتيان بالإجابة الصحيحة، أعمد إلى إيجاد صيغ تقريبية للإجابة؛ فأسألهم على سبيل المثال السؤال الآتي:

- هل تذكرون ما قلته في البداية عن أصل الكاتب؟
- سوري...

يصمتون قليلا، والذي يفهم الإجابة بوقت أسرع يبتسم ويطلق صوتا للتعجب والتحسر معا، لأنه لم يعرف الإجابة من البداية، ثم يتوالى الفهم ومعرفة سبب اختيار النمر.
وأضيف على مسامعهم: لو كان الكاتب سودانيا ومعاصرا للرئيس جعفر النميري لما اختار شخصية النمر، وكان عليه أن يختار حيوانا آخر، ولو كان سعوديا لما اختار شخصية الفهد، خاصة لو كان سيكتبها في عهد الملك فهد، فكان من الطبيعي أن يبتعد الكاتب السوري عن شخصية الأسد.
هكذا تنسحب أدوات القمع السلطوية على الكاتب وعلى الأدب عامة، لتـنسحب بشكل مباشر أو غير مباشر على الساحة التربوية بل وعلى جميع مساحات الوطن العربي الكبير بفرقته وجهله وقتله للإبداع والمبدعين.

على الرغم من إلغاء هذه القصة من المناهج المدرسية إلا أنني ما زلت أقدمها لطلابي من خلال دروس الاستماع، وقبل الثورة السورية كان تفاعل الطلبة مع السؤال ينتهي بانتهاء الدرس، ولكن مع الثورة السورية صار التفاعل يخرج معهم ليحكوا القصة في بيوتهم ويطرحوا السؤال على أهليهم، ولكن يا ترى بعد انتهاء الثورة السورية ورحيل الطاغية؛ هل ستظل درجة التفاعل بازدياد أم أنها ستتناقص؟ السؤال موجه إلى طلابي.




#علي_هصيص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء أيوب
- هل يوجد لدينا مناهج لغة عربية؟
- آدم وإيﭭلين: من الشيوعية إلى الخبز السماوي
- مقطع من رواية (ديزل)
- مآخذ على كتاب -الصائح المحكي- لخالد الكركي
- لماذا فشلنا في تدريس التعبير؟
- كاميليا الرواية الأردنية
- يا حروفا في ضمائرنا
- ليل قديم
- المناهج: بين الواقع المفروض وآمال النهوض
- حسبي محبا
- لولا قافلة عطشى
- ابن خلدون علقمي دمشق
- قبل مطلع فجرنا
- شعر
- أوان الندى
- الترجمة العربية الأولى ليوميات كافكا
- البحث عن البيت السابع
- التهافت الغريب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي هصيص - سؤال موجه إلى طلابي