أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هصيص - مقطع من رواية (ديزل)














المزيد.....

مقطع من رواية (ديزل)


علي هصيص

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


أبو حديد
لا أحد يستطيع أن يحدد معالم الخريطة الجديدة، ولا أحد بإمكانه أن يتكهن بالمسار الجديد، الكل يشعر أن تغييرا مهما تلعب الأقدار دورها في توجيهه، ولكن النفوس قلقة، والعقول حائرة، وأبو حديد قادم... قادم ليستلم كرسي المجلس الذي رحل عنه صاحب الصوت الجميل (ديزل)، أبو حديد الشديد، أو العنيد كما يحب أن يسمي نفسه، يسكن في الطابق الثاني من عمارة مقابلة لعمارة البوم، يفصل بينهما شارع ضيق غير مضاء بالكهرباء، والطابق الأول تحت دار أبو حديد هناك دكانة عمو حكمت، صاحب الدكان الذي لا يبيع الدخان بحجة أنه حرام، ولكنه كان يرمي من وراء ذلك إلى إبعاد الشلة عنه وعن دكانه، فقد كان يخشى أن تشيع بين الشلة سياسة دفع الخاوات كما شاعت في حارات مجاورة.
سمي أبو حديد بهذا الاسم لأنه كان يعمل مع والده في جمع الخردة والحديد والتنك وألواح الزنك وعلب الكولا، وكان كثيرا ما يقوم بسرقة الخردة من هنا وهناك. ولكي يعطي اسمه قوة وجبروتا أضاف إليه بعض الصفات من مثل: الشديد، العنيد، وعندما تسلم قيادة الشلة صار يقول: أبو حديد من جديد.
ترى هل سيتبع أبو حديد سياسة الديزل في إدارة شؤون الشلة، وتطوير مشكلاتها مع الحارة، هل سيغير بعض أهالي الحارة سياستهم في التعامل مع هذه الشلة؟ ما هو السر الخطير الذي لا يعرفه إلا الديزل عن ناهد. كيف ستكون نظرة ناهد إلى الحارة والشلة بعد غياب الديزل، والحكم عليه بالسجن خمس عشرة سنة؟ هل ثمة فوارق جذرية بين العهد القديم الذي قاده الديزل بكفاءة واستحقاق، وبين العهد الجديد الذي بدأ يبدو مقبوضا بيد من حديد رغم ملامح الحيرة والقلق والاضطراب البادية على وجه قائده الجديد منذ البداية؟!
على الرغم من قوته الجسدية الكامنة في قوته المعنوية التي تمتزج بدمائه وأعصابه وشرايينه وخلاياه، إلا أن قدرة أبو حديد العقلية لا ترتقي إلى القدرة العقلية لدى الديزل، ولا ترقى جرأته إلى مستوى الجرأة التي كان يتمتع بها الديزل، ذلك الذي كان ينهي المشاجرات الكلامية والجسدية متى ما يريد، ويشعلها متى ما يريد ومع من يريد.
ولكن أبو حديد مع فرضه نفسه على الجميع دون أدنى معارضة تذكر من الشلة، كان يتمثل الديزل أمامه، فيستدعي في خياله تصرفات الديزل وحكمته في كثير من الأمور، بالإضافة إلى روح الخفة والدعابة التي كان يتمتع بها الديزل قبل سجنه، وراحت تنطفئ شيئا فشيئا في السجن.
أما عن السياسة الخارجية، فقد كان الديزل شرسا لا يتهاون مع أحد، خاصة حارة أبو سعود وجوارها الشرقي، فلقد جرت بينها وبين حارة الديزل سابقا، أبو حديد حاليا، مشاجرات دموية، ولم يكن الديزل يتساهل حتى مع رجال الأمن، يكر ويفر، وإذا وقع بين أيديهم فإنه يقاوم، وإذا اضطر إلى ضرب أحدهم فإنه لا يتوانى عن ذلك، وإذا ضُرب من أحدهم فهذا فخر عظيم، أما إذا ضرب من أي شخص آخر غير رجال الأمن، وخاصة حارة أبو سعود وما جاورها فإنها إهانة ما بعدها إهانة. وقد كان حريصا على ألا يُضرب في وجهه، لا يهمه أين يُضرب، ولكن وجهه خط أحمر، ولذلك فإن جسده لا يخلو من طعنة موسى، أو مسحة شفرة، أو لخمة شومة، أو خبطة مطوى... أما وجهه فصاف تماما كصوته الجميل!
أبو حديد في قرارة نفسه قرر أن يبدي تساهلا أشبه ما يكون بالتساهل الحذر مع حارة أبو سعود، لأنه يعرف في قرارة نفسه أن حارة أبو سعود أقوى منهم، خاصة بعد ذهاب سطوة الديزل وهيبته، وحتى من ناحية المال والمصروف اليومي فإن حارة أبو سعود أكثر يسرا من حارة أبو حديد.
استلم أبو حديد المجلس الذي كان يجلس عليه الديزل، وهي مجموعة حجارة اقتلعوها من الرصيف لينظموا عليها جلساتهم... اقتلعوها رغم أنوف الأهالي التي تورمت بعضها من لكمات وضربات عناصر هذه الشلة... هذه الشلة تعيش على البلطجة والخاوات والتواكل على الآخرين مع بعض الأعمال المتفرقة والمشروعة وغير المشروعة هنا وهناك...
أبو حديد: شايفين، هاي الديزل حكمو مؤبد 15 سنه كاملات.
البيب: والحل...؟
أبو حديد: الحل عند اختك، شو يعني الحل...؟ الزلمه أكلها 15 يعني مؤبد.
جمال: 15 سنة أشغال شاقة... والله الديزل انتهى يا إخوان.
شادي: راحت أيامه.
البيب: والله حكومه أخت شلن، ما عندها يمه ارحميني، ولا لحية امّشّطة!
جراح: أكيد رح يصير عفو، ويوكل نص المده بس...
البيب: يا زلمه بحكيلك 15 سنه مؤبد، كيف بدو يطلع وهو مؤبد؟ وبعدين أكيد حكموه مؤبد مع سبق الإصرار والترصد...
جمال: يا زلمه اخرس انت عارف شو معناها؟ كل شي بتحك (طيـ...) فيه.
أبو حديد: المهم يا إخوان أنا بدي أزور الديزل، بس لما نعرف وين مكانه، بأي سجن حطوه...
كوريا: كبير والله أبو حديد، كبير وصاحب بير
أبو حديد: لازم أزور الديزل...



#علي_هصيص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآخذ على كتاب -الصائح المحكي- لخالد الكركي
- لماذا فشلنا في تدريس التعبير؟
- كاميليا الرواية الأردنية
- يا حروفا في ضمائرنا
- ليل قديم
- المناهج: بين الواقع المفروض وآمال النهوض
- حسبي محبا
- لولا قافلة عطشى
- ابن خلدون علقمي دمشق
- قبل مطلع فجرنا
- شعر
- أوان الندى
- الترجمة العربية الأولى ليوميات كافكا
- البحث عن البيت السابع
- التهافت الغريب


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هصيص - مقطع من رواية (ديزل)