أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هصيص - قبل مطلع فجرنا














المزيد.....

قبل مطلع فجرنا


علي هصيص

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 12:25
المحور: الادب والفن
    


قبل مطلع فجرنا



(علي هصيص)


من أول الخلق احتملنا همَّنا
ومضى بنا نحو المهالك حبُّـنا

البادئون بكل أطياف الهوى
دُرْنا مع الأرض التي دارت بنا

كنا البداية نسكن كهفَنا
وندور حول القمح نجني خبزَنا

صُورٌ على البحر انتشت بحكاية
من ألف ليلتــها إلى قـمـرٍ دَنـا
إسكندرٌ يرتدُّ عن عتباتها
والأبجدية لا تزال بنـقـشنا

صيدا وقَرطاجٌ خريطة رحلة
ودروب عمانٍ منابت عشقنا

وصلاة إربدَ في الضحى زيتونةٌ
ودمشق لحن الوجد يسكن روحنا
للنيل سحـر قـد تـبدى كأســه
كان الشـفـاء لـكـل داء أزمـنا
إنا مـحونـا كل خـتـم زائــف
لما شربـنا سحـرنا بكـؤوســنا
هي قدس أقداس الندى قد زَيَّنتْ
شهداءَنا وسماءنا من وردِنا

وتوسمت فينا بريدَ محبةٍ
سَيْرا لبيروتَ التي لاحت لنا

من بحر بيروتَ ابتدأنا قصة
هي قصة الشهداء ترسم لونَنا

يا بحرَ بيروتَ اقتربْ بمحبة
إنا تأمَّـلناك لوحة رسمِنا

يا بحر بيروت التقينا مرة
إن كنت تذكر قبل مطلعِ فجرِنا

وتحدث القلب الجريح بحسرة
فوق السفائن قد تعمق جرحُنا

يا بحرُ قد أعطاك ربُّك صورة
من دون غيرك أن نراك مُؤنسَنا

أعطاك بعضا من ملامح جنة
وحباك طيفا لا يكون سوى لنا

جُدْ بالحنين فإن نبضَكَ مُدْنفٌ
قـلَّــبت أحلاما تُهدهد نومنا

جد بالحنين هـوى تغلغـل إنـني ما عدت أحـتمل ابتـعادك من هنا
بيروتُ بحرُكِ من قديمٍ عاشقٌ
عند التَّـبدي قد تجلّى للدنا

أنتِ التي وزَّعتِ قلبك في المدى
وجعلتِه شكل المحبة والهنا

لكنهم في حقدِهم لما أتَوا نحتوا العماء مُمَثَّلا في وجهنا
ملء الفراتيـن امـتلأنا بالأسـى يبكي الفـرات وذا الــنخيل مؤبنا
يا كـل حـزن قد تأبـد بينـنـا نحن البيوت وقد عرفتَ طـريقـنا



ماذا يؤمل حبرنا ودواتُه
ما عاد فيه سوى المهالك مَأْمَنا

ماذا يؤمل ضاحكٌ مستبشرٌ
والموت يبدو قاب قوس قد دنا

فاصنع لنفسك حفرة ترقى بها
لو كنت حيا ما تَغَشّاك الونى

وانظر بمرآة الحقيقةِ مرَّةً
حتى تراك محنطا ومُكفَّنا

وانظر لنفسك بين الخلائق هاربا
أَوَ ما تعلمُكََ البطولة من أنا

أنا طفل غزةَ طائرا سترونني
عَزَفَ الرصاص بمسمعي أحلى الغِنا
أنا طفل غزة ما كتبت وصيتي
إلا على حجر سقاه نزيفنا


وكتبت كلا لا تنادوا يعربا

الطفل أضحى عن خطاكمْ في غِنى

لا لن تكونوا في الخنادق جحفلا
غنوا وبثوا كل يوم ذبحنا

ما ضاقت الأرض الفسيحة إنما
ضاقت نفوس كلما سمعت بنا

سنظل ملء الأرض راياتٍ عَلت
فوق المآذن والفضاءُ غدا لنا

صوت الكرامة سوف يرجع لحنُه
أيان كنا سوف يلمع برقُنا

يا أيها الطفل الذي في قتله
نحيا الحياة ونشرئب تيمُّنا

يا أول الماضين نحو بروقه
زعموك هدما عندما تبني البِنا

زعموك أول ميت بسهامه
لكنك السهم الذي فيهم رنا

زعموك طفلا لا يَميزُ دروسَه
علمتهم درسا تجدد ديدنا

يا أول الناسين آلام الدجى
إياك أن تنسى محبة أمِّنا

تلهو وحيدا بالرصاص ولا ترى
شعبا أمامَك بالرصاص تدندنا

يا أول الشهداء لست بأولٍ
شهداؤنا كل يردد: بل أنا

شعب تمنطق بالسلاح وآخرٌ
خوفا تمنطق بالكلام فأُسْمِنا

شتان ما بين الأخوَّةِ واحدٌ
زرَع الحقول وآخرٌ داس الجنى

العمر مَرَّ ومُرةٌ أيامه
لكنه يحلو بشوقٍ ضَمَّنا

لو أنكم كنتم عرفتم ما الهوى
إن الهوى يافا تُزَيِّنُ بحرنا

لو أنكم تدرون ما لون السما
أبهى من الدنيا إذ نظرت هنا

أسلمتم الرايات في محرابها
ودفنتم السيف الصقيل مع القنا

يا ويحكم ماذا تبقى من دم
يا ويحكم والنار تصهر طفلنا

تعبت هي الأرض التي حملت بكم
تثّاقلون وتأملون صدى الثنا

لو أنكم عرب لضاء بريقكم
ولكنتم النجم الدليل إلى السنا

لو أنكم عرب لما عطش الثرى
ولما تقوَّس ظهرُ خوفٍ وانحنى

ماذا سيكتب للورى تاريخكم
ستكون أسماء لكم قيد الفنا

يا آخرَ الخلقِ الذين ترددوا
بقصيدتي أيضا جعلتكم الخَنا

هي قصة الأيام أكتب بعضها
عَلّي ببعض الشعر أنفث همنا

ذي قصة الأوطان زُلْزِل عرشُها
قامت قيامتها وما أحد هنا




#علي_هصيص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر
- أوان الندى
- الترجمة العربية الأولى ليوميات كافكا
- البحث عن البيت السابع
- التهافت الغريب


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هصيص - قبل مطلع فجرنا