أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - أنا إمرأة














المزيد.....

أنا إمرأة


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 12:38
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أستغرب أمرهم لما لا ينادوننا بأسمائنا . ألم تقل العرب سموا الأشياء بمسمياتها ؟ ألم يوصي النبي صلى الله عليه و سلم بإحترام الناس عند التعامل معهم . و لكن في وطني العربي المرأة لا تعتبر من الناس ... ولا من الأشياء التي وجب أن تُحترم . و أكبر دليل على ذلك ما نسمعه في شوارعنا عندما يعاكسنا الشباب : "مزة" "بقرة""قشطة" " تفاحة " "زبور" و الأخيرة من إختصاص الشارع التونسي و الكلمة تعني الجهاز التناسلي للمرأة .
كل ما أوردته من نعوت و صفات يُعبر على نظرة الشباب العربي للمرأة التي لا يراها كإنسانة كاملة و لها عقل و جسد و روح و كرمها الله عند خلقها ، يراها طبق للأكل و الشرب أو الألة لممارسة الجنس . و الطريف في الأمر أن لكل إمرأة طبق أو أكلة تناسبها فمثلا السمراء ينادوها بالكابتشينو ، الشقراء بكلمة" تورتا " ، النحيلة تُكنى بالمُزة ، ذات البشرة البيضاء يقال عنها "بطة " ، أما أنا فإني تعودت على سماع كلمة "حوتة" بالتونسي يعني سمكة لأنني نحلية من الفوق و عريضة قليلا في منطقة الوسط ثم أعود نحيلة من تحت. فما شاء الله ، بفضل خيال شبابنا العربي غدوت أرى نفسي في طبق الأسماك الذي تطبخه لي أمي . و نسيت أنني مها و إسمي يعني الغزال ذا الأعين الجميلة . و لكنني لست في عهد علي إبن جهم أو إمرؤ القيس و بشار ، إني في زمن الإنحدار حيث نسى الشاب العربي معاني أسماء النساء ... و غدى العنف أساس التعامل حتى عند النداء .
حسبي أننا نحيي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، العالم يتحدث عن العنف و أنا في وطني أتحدث عن النساء ، و أطرح هذا السؤال : هل أنا في نظرهم إنسانة؟ أو بالأحرى كائن حي .و لي يوم عالمي لأحتفل به ؟ ؟؟؟؟
الإجابة طبعا : لا .فأطباق الأكل جٌعلت الاستعمال لا للتكريم ، و مثل هذه الأعياد و المناسبات تبقى أسيرة المؤتمرات و القاعات الفخمة و المجالس الثقافية و الخطب السياسية و لا تتجاوز جدران الفنادق التي تقام فيها مثل هذه المؤتمرات . و ليس لها أن تنزل إلى الشارع و كُتب عليها أن تبقى بعيدة عن الشعب و لا يوليها الإعلام الرسمي الكثير و لا تسأل عنها الناس . فالحديث عن كينونة المرأة ضرب من الهرطقات و الخيال الواسع . و شكل من أشكال الترف الفكري .
فأنا حسب منظومة الشارع العربي لوحة زيتية لا شيء فيها طبيعي ، ثياب أخر موضة ، و خطى كالحمام و صوت هادئ مع جهل عميق بأمور الحياة بالإضافة إلى صمت في الجلسات و عند الحوار . إنها كائن جميلة برتبة مزهرية يضعها صاحب البيت لتزيد المكان جمالا و رومنسية فقط لا غير . و إن تحدثُتُ سأعتبر نشاز و خرقتُ كل قوانين الإتيكات و الفنون و في ذلك مس لحضوري كأنثى الشيء لا الروح .
سياسة ، إقتصاد ، علوم سياسية ، عمل جمعياتي ، إنها من إختصاص الرجال و لستٌ مطالبة بتعلمها ، العلم و الفكر مثل كريم شيف للحلاقة يستعملها فقط الذكور أمور لا تتماشى مع طبيعتي ، فحتى في زمن الثورات و في قلب الأحداث على البنت أن تلزم الأماكن الخلفية و ترفع الزغاريد للشهيد . و كفى المؤمنون شر القتال . إنها خلقت فقط لتكون جميلة و صامتة و لتريح الرجال لا لترتاح معهم . خلقت لتصبر على عنفهم و لتتلقى لا لتشارك و تقول ما تريد.
و لكن أنا مها و لن أسمح بقتل إسمي الجميل بنعوتهم البائدة و بجعلي مجرد آلة لشهواتهم . آسفة يا شعبي . غزلان قرطاج لا تقبل بقاعدة "كوني جميلة و أصمتي " ، هنا الحضارة و الكاهنة تلعن صمت النساء...



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء
- قبل عقد العمل
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع
- محرومة من العودة
- طفل من درجة ثانية


المزيد.....




- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - أنا إمرأة