أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المثقف وثورة الحسين














المزيد.....

المثقف وثورة الحسين


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 21:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لايمكن نكران حقائق ووحدات مشكلة في بنية المجتمع الثقافية ، كما لايمكن القفز عليها وتجاهلها واي عملية من هذا النوع او موقف من هذا الجنس يشكل انتحارا سريعا لاي مشروع ثقافي او سياسي اصلاحي .
ثورة الحسين لايمكن ان ينظر لها الا بوصفها حركة اصلاحية ثورية استطاعت ان تفرض وجودها في الذاكرة الثقافية الاسلامية ، بل تعدتها الى المستوى الانساني الكوني العالمي .
واقعة الطف واحداثها درس عظيم في التحدي والمواجهة او كما قيل عنها (انتصار الدم على السيف) . واستذكار هذه الواقعة المؤلمة وان رافقها الالم والحزن الذي يحاصر النفوس ، لكن هل نبقى سجناء حزننا الذي يوصله البعض الى مديات مؤذية للجسد والروح معا وكأننا نعاقب انفسنا..
انا لااريد ان ادخل في مديات الطقس العاشورائي وتفصيلاته ومايقوم به البعض من ممارسات ننظر لها احيانا بأستهجان.
ولكن انتظر من القائمين على تأجيج مشاعر الحزن الغرائزي ان لدعوتهم الى تحويل هذا الحزن الى منطقة العقل واستثمار الطقس العاشورائي الى درس في الحرية والكرامة ..
الحرية والكرامة التي قام من اجلها الحسين (ع ) وتحويل انظارنا الى سارقي قوتنا وهادري كرامة شعبنا بدل ايذاء اجسادنا.
الدرس الحسيني الذي حوله البعض الى استثمار سياسي يمارسه البعض من خلال استغلاله كأداة للتضليل والخداع والتنويم والالهاء.
للاسف ففي الوقت الذي يستغل فيه (الروزخون) مناسبة عاشوراء لتنفيذ شعاره (يحسين ياعزي ودلالي يالجتلتك عيشت عيالي ) نرى ان المثقف يستعلي على هذه المناسبة معتبرا اياها هما شعبويا عليه الترفع عنه فيترك منتهكي قيم الثورة الحسينية يتلاعبون بمشاعر الناس دون وازع من ضمير او تدخل من احد.
المثقف الذي يستعلي على شؤون مجتمعه وهمومه لايمكن ان يكون جزء من هذا المجتمع ، حاله حال صموئيل بيكت حين قال وهو يسأل عن الرسالة التي يحملها مسرح العبث ( لست ساعي بريد حتى احمل رسالة)
بقى المثقف محدودا في علاقاته بالنخبة من زملائه او تلاميذه ومريديه.فبقى بعيدا عن الوسط المجتمعي
ويرى البعض ان اسباب عزلة المثقف عن مجتمعه تعود الى عدة اسباب من اهمها، ان المثقف كان وطيد العلاقة بالسلطة مع قطيعة مع المجتمع ،فهو ابن مؤسساتها(السلطة) التي لارابط لها بالمجتمع، بل كان مساهما فعالا في خلق رأي عام مهادن للسلطة، فعمل وبكل ما اوتي من قوة في تدجين المشهد الاجتماعي وتوطينه على الاستبداد والاستسلام، وكان الفاعل المؤثر في عملية منح الشرعية للسلطة، فلم يكن حصة للمجتمع بل حصة للسلطة التي ابتلعت كل شيء.
فحدثت قطيعة تامة لعملية التماهي بين المثقف والجمهور، ففي الوقت الذي كان فيه الجمهور يعاني الامرين، كان الشاعر يتباهى بانه شاعر القادسية او شاعر ام المعارك. حالتان تتسع فيهما الهوة بين المثقف والمجتمع، أولهما: حين يكون المثقف جزءا من السلطة وأداة بيدها، فيتحول الى كرباج تجلد به السلطة ظهر الرعية، وثانيهما: حين يترفع فيها المثقف على المجتمع او يتعالى عليه ليس من باب الرفض او اتخاذ موقف نقدي مما يعانيه المجتمع ويعيشه ويتبناه من قيم وعادات وتقاليد بل من باب الترفع المتنكب للغرور.
بقى المثقف بعيدا عن الوسط المجتمعي، اذ كان بين موقفين، اما موقف الاستعلاء على المجتمع وثقافته بحجة مواكبة التطور تارة أوبحجة الانقلابية و الثورية، او رفع شعار الحداثة والتحديث تارة اخرى، ويعد الاستعلاء احد اهم اسباب الهوة التي تتسع يوما بعد اخر بين المثقف والمجتمع،فضلاعن ان موقف المجتمع منه لايقل خطورة عن هذا، اذ كان مشوبا بالريبة والشك ،بأعتباره أبن السلطة المدلل وآلتها وعصاها التي تجلد بها المجتمع. وأمتد الموقف المجتمعي حتى شمل المؤسسة الثقافية ومخرجاتها، اذ مازال المجتمع يرى ان كل مايصدر منها هو ثقافة تعبوية وتمجيد للسلطة التي ظل ينظر اليها بعين الريبة والشك.ولكن هل يمكن ان يلقى اللوم كله على المثقف؟ وهل يمكن تجاهل الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية التي مر بها المجتمع، وماعاناه المثقف، فضلا عن حالة التخلف والامية التي يعيشها المجتمع والتي تحرمه من نخبه وكفاءاته فلايستطيع ان يعطيها قيمتها الحقيقية، وبالتالي يحرم المجتمع من كل ماتحمله هذه النخب من طاقات.. اسئلة عديدة تحتاج الى اكثر من وقفة وتأمل.
وحال هذا المثقف الممسوخ هو حال من يصلي خلف الامام علي ويفضل مائدة معاوية، وحين يحمى الوطيس ويجد الجد ويصطدم الطرفان نراه في منطقة اللاموقف.
مسخ كهذا لايمكن ان تنطبق عليه صفات المثقف، فهو حين يكتب مثلا ، لايكتب الا مالا ينفع ولايضر، ولايقترب مما يوجع الرأس ويسبب الصداع..
مثقف بهذه المواصف كيف يستطيع ان يكون مؤثرا في المشهد المجتمعي؟؟ وهل يمكن ان يجد له مكانه او موضع قدم في الوقائع الاجتماعية وصناعتها او تشكيل الرأي العام.
الظاهرة المجتمعية ووقائعها يشكلها الان (الروزخون) وشيخ العشيرة ، هؤلاء هم صناع الرأي ومحركي تحولاته وصانعيها.
واي صوت ثقافي لايعدو ان يكون مجموعة نشازات على حقائق الواقع ووقائعه الاجتماعية والثقافية، فالصوت المعزول بل المنعزل لايد له اثر او تأثير مالم يكن مندرجا في الوقائع المجتمعية ، وان لم يكن جزءا منها ، بل اضعف الايمان ان يشكل بصيصا من الضوء داخل الظلمة الحالكة.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
- رحلة عدوها الادراك وحجابها العقل
- الحريات اولا
- الايمو ...الظاهرة وحقوق الانسان
- بمناسبة الثامن من آذار ...تاريخ نضالي مجيد وواقع متردي
- الاسلام السياسي وقطف ثمار انتفاضات الربيع العربي
- نزيف عراقي مستمر
- مبادرة السلم الاهلي
- الحرية مخاطرة
- بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان 10 كانون الاول
- بمناسبة اليوم العلمي لمناهضة العنف ضد النساء 25 تشرين الثاني
- بمناسبة يوم الطفولة العالمي ... صرخة طفل .... صرخة امة
- العرب بأنتظار الدرس التونسي
- قانون حرية التعبير
- رسالة الى اعلامي كبير ، لكنه صغير..!!!!
- الوافد الثقافي ... الصادم والمصدوم
- الواقع واوهام البعض !!!
- المثقف الغندور
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة ....... اين حريتنا؟
- بأنتظار الدرس العراقي .. بعد الثورة التونسية الخضراء


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المثقف وثورة الحسين