أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - عاشوراء ليست عيشاً في الوراء














المزيد.....

عاشوراء ليست عيشاً في الوراء


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاشوراء ليست عيشاً في الوراء
لم تنل عاشوراء المجد إلا لأنها ثورة ...
فمن يريد أن ينزعها لباس الثورة فهو ينزعها مجدها ...
كانت و مازالت ثورة الطف نبراساً ينير درب الأحرار الرافضون للظلم في كل زمان و مكان , فلم تكن عاشوراء محطة استقرار و حط الرحال بل كانت ناصية للانطلاق و منار هدى لكل الثورات و مسيرات التحرر , و لكنها حالها كحال كل تغيير لا تبقى كما أريد لها الثائرون فمع تقادم الأزمان و الا
بتعاد عن مصدر الضوء يدخل فيها ما ليس فيها و يشوب أهدافها الكثير من الشبهات عندما تغدو هي الغاية بحد ذاتها و تتحول من وسيلة للتغيير الى محطة للسكون و الرضوخ للواقع وعندما يضرب حولها سور من القدسية الفضفاضة التي تتمدد و تتسع بأضافة طقوس و مراسم غريبة عنها لتتمحور حولها الثورة فتفرغها من محتواها و تحرفها عن غاياتها و أهدافها الحقيقية .
الثورة هي إنتفاضة على الواقع و رفض للرضوخ و الإنحناء للضروف المكبلة لأيدينا و أفكارنا و لهذا يسعى من يخافون الثورات الى تجريدها من سلاحها الوحيد و هو التغيير لأنه ببساطة يعني سحب البساط من تحت كراسيهم التي بنوها على جماجم الثائرين و الرافضين لحكمهم , كان البعثيون في العاشر من محرم مكلفين من قبل قاداتهم أن يخترقوا ركضة طويريج تلك الصرخة الملبية لنداء الحسين الخالد ( ألا من ناصر ينصرنا ) و كانت وضيفة هولاء البعثيين هو أن يحرفوا شعارات الأنصار من الثورية الملهبة للحماس الى شعارات فارغة خاوية تداعب اذهان السذج من الناس , يقول أحد البعثيين إننا كنا مكلفين أن نردد شعارات معينة مثل ( ياعباس جيب الماي لسكينة ) بدل شعار ( أبد والله ما ننسى حسيناه ) و كان الكثير يرددون ورائنا ما نردد دون أن يعون ما وراء هذه الشعارات ,انتهى , و لكن الواعون من أنصار الحسين كانوا يعيدون الموكب الى مساره الصحيح , فمثل هذه المحاولات غايتها تفريغ الثورة من ثوريتها و سلبها مقومات التغيير لتسقط في مستنقع الخرافة و الطقوسية الفارغة , فالبعث لم يتمكن من إخماد الثورية في نفوس الناس رغم كل محاولاته المتكررة و العنيفة و الوحشية غير المسبوقة حتى تحولت الشهادة الى غاية لا تتسامى معها باقي الغايات فأصبحت ثورة الطف تشع على الثوار نور الشهادة و بات الحسين قائداً في طفوف جديدة .
و ربما يدافع (من لم يستوعب ثورة الإمام الحسين عليه السلام ) عن بعض الطقوس الملصقة بالثورة و يحسبها أنها هي الثورة بوجه من يحاول تنزيهها و تصحيح مسارها فيدخل أبنائها في نزاع داخلي وتزرع الفرقة بينهم لينشغلوا عن غاياتهم الأصلية فتشتعل حرب استنزاف داخلية تأكل الأخضر و اليابس و هذا يصب طبعاً في صالح أعداء الثورة ,
و أخيراً يجب إعادة قراءتنا لملحمة عاشوراء في ساحة الفكر الحر لنختبر تاثيرها و إسقاطاتها على واقعنا السلوكي الجمعي و الفردي و علاقاتنا المجتمعية , يجب أن نقرأ ( الحسين ) في إطار الإجابة عن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه , ماذا أراد الحسين بثورته ؟ و ماذا يريد منا ؟ أنا الذي أدعي أني حسيني مبدأي , فهذا المدعى يوجب أن يكون ( الحسين ) لديه مثالاً أعلى يحتذي به لا أن يَلبسُ عاشوراء رداءاً بالياً في أيام معدوداتٍ , و سلوكه يزيدياً أموياً بأمتياز , مهما كان صراخه بحب الحسين , فالحسين ينظر الى سلوكنا و أفعالنا لا الى ما نرتديه و ما تلقلق به ألسنتنا العارية فالحسين في التعرف اليه هو مختصر في كلمة ( مسلم ) بكل ما تحمله هذه الكلمة من مضمون فمن يقفز على هذه العتبة و يتجاوزها عليه أن يغسل يديه من دم الحسين أولاً ثم يتجه صوب كربلاء .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكلوريوس للبيع
- بركان في العراق
- لا تخافي ..
- كريم المضمد ( قصة قصيرة )
- كرة القدم و الاحتراب الوهمي
- أكتشاف خطير في منطقة النسيان
- حكومة موبايل ...
- المثقف بين الاصالة و التغريب
- هلهولة للشعب الصامت
- للصائم فرحتان .. و للعراقي عشرات الأفراح
- أول ناخب يختصر لكم قصتها
- أنكم في جيوبنا
- ظننت أني قبل أن ألقاك ..
- الشهرستاني ... حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف
- فساد حار و مجسب و رخيص
- نازل ثاني طسة
- منازلة مع وزير في دولة فسادستان
- بيع الخمور المشكلة و الحل
- موسم المطيرجية
- صباح أبو الخبزة ....


المزيد.....




- شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ ...
- سوريا: اقتحام قوات أمن ومرشدين ديينيين لحفلات زفاف يثير الجد ...
- قرار ماكرون فرض تأشيرة دخول على الدبلوماسيين الجزائريين يثير ...
- الخلاف يتعمّق في إسرائيل بشأن احتلال غزة.. زامير: مستمرون في ...
- -الظروف غير متوفرة للقاء زيلينسكي-.. بوتين يعلن أن الإمارات ...
- من الألم إلى الأمل.. أطفال جرحى من غزة يتلقون العلاج في الول ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالما ...
- لماذا لا يستطيع عدد متزايد من الألمان العيش من عرق جبينهم؟
- قوارب تقل عائلات الرهائن في غزة تبحر قبالة سواحل القطاع للمط ...
- ماذا بعد رفض حزب الله قرار الحكومة اللبنانية تجريده من السلا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - عاشوراء ليست عيشاً في الوراء