أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - بركان في العراق














المزيد.....

بركان في العراق


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل أزمات التاريخ التي عاشتها هذه الأمة و التي وقف فيها النخبة في مفترق طرق و أمتحان صعب كانت تفرز كغربال دقيق ثلة قليلة تستقر عند مرفأ المباديء , و تثبت في منحدرات الانزلاق نحو هاوية الإفلاس و لا تزحزحها أعتى أعاصير الفتن و التقلبات , فتستقر لتنفع الناس في حين تتساقط الأسماء و المسميات و تحترق الشعارات و تنهار الواجهات , لتطفو في الموج كزبد البحر الذي يذهب جُفاءاً , لهذا كانت الفتن و البلاءات من السنن الإلهية الحتمية لتميز الخبيث من الطيب و المستقر من المستودع و الثابت من المتغير , و لا يستثنى من هذه البلاءات أي فئة في أي زمان و في أي بلد , و يخص الله سبحانه و تعالى في بلاءاته تلك الفئة التي تدعي الإيمان و الذين يسيرون في الخط الإلهي و يتكلمون بأسِمِ الله و يتقمصون ثوب الاسلام , فهم أولى بتطبيق ما يدًعون , و حتى لا ينخدع الناس بمجرد ان يرفع المدعي شعارات سهلة في اللسان و لكنها تكون صعبة جداً في التطبيق , و لهذا نرى أوراق النفاق الصفراء تتساقط عن شجرة الاسلام الباسقة لتبقى فقط الأوراق التي تستطيع مقاومة رياح الفتن و مواجهة ديدان الفساد و البقاء في دوحة الرسالة حتى تبلغ غايتها .

كانت تصلنا في فترة الثمانينات و التسعينات نسخ من كتب و جرائد و منشورات المعارضة في الخارج نقرأ فيها لأسماء بارزة مقالات تحث على الجهاد و التضحية من أجل الوطن و الدين فكنا نتداولها بخوف و مخاطرة كبيرة أقلها أن تؤدي بحاملها الى الإعدام , و لا نعطيها الا لمن نثق به ثقة عمياء , كانت كلماتهم تبهرنا و توقد فينا مشاعر الرفض للظلم و تزيد من جذوة الثورة في نفوسنا , كنت اردد في نفسي دائماً متى يأتي اليوم الذي يغير الله حالنا فيستبدل هذا الطاغية و حزبه بأولئك المؤمنين المخلصين الذين سيعيدون لنا حكم علي ابن ابي طالب (ع) ,و لكن ’’ لا يغير الله ما بقوم ...... ,

لقد طال انتظارنا 1400 عام لنرى في العراق حكم يمثل مباديء العدالة الإنسانية , حكم أصحاب (علي) الذي أرتسمت له في مخيلة طفولتنا البريئة صورة الحاكم الذي يضع الجمرة الحارقة في يد (أخيه) الأعمى لأنه طالب لأطفاله الجياع أكثر بقليل من أستحقاقه فكان خدشاً للعدالة و المساواة مع باقي المسلمين ,

و كان التغيير و بدأت عجلة الامتحان بالدوران , فسقط من الركب من سقط و نجى من نجى , وإذا بالأسماء الكبيرة في عالم الشعارات و الادعاءات , تظهر حقيرة و صغيرة و بغيضة في عالم الواقع , تعمل لنفسها و حزبها و دائرتها الضيقة , و تتصارع صراع الوحوش فيما بينهم بأقذر الحروب لتتشبث بالكرسي الذي يدر عليهم لبناً رائباً مغمساً بمعانات الأرامل و دموع الثكالى و حرمان اليتامى و كسرات من أحلام الشباب أختنقت وسط ركام روائح الفساد العفنة إن أشد ما صدمنا و ألمنا هو أدعاء هولاء بانتمائهم لمدرسة القدس العلوية , و هم بمعاوية أولى و لأبن العاص أقرب , فصدقت عليهم نبوئة أستاذهم >> من منكم كان له ملك هارون و لم يقتل موسى بن جعفر << لم يقتلوا فقط موسى بل شوهوا تاريخ مدرسة سكبت دماء علمائها و شهدائها بلا بخل أو حرص في محراب كلمة الحق عند سلطان جائر ,

و لكن يبقى الأمل براعم تشق طريقها في الصخور لتزيح الغيوم عن طريق الرسالة و ليصل ضوء العدل الى كل المظلومين في هذا البلد الذي أختاره خالقه ليكون بركان بلاءات يغلي لحكمةٍ هو أعلم بها , فاحذروا حمم المظلومين تسكب على رؤوس الظالمين ,



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخافي ..
- كريم المضمد ( قصة قصيرة )
- كرة القدم و الاحتراب الوهمي
- أكتشاف خطير في منطقة النسيان
- حكومة موبايل ...
- المثقف بين الاصالة و التغريب
- هلهولة للشعب الصامت
- للصائم فرحتان .. و للعراقي عشرات الأفراح
- أول ناخب يختصر لكم قصتها
- أنكم في جيوبنا
- ظننت أني قبل أن ألقاك ..
- الشهرستاني ... حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف
- فساد حار و مجسب و رخيص
- نازل ثاني طسة
- منازلة مع وزير في دولة فسادستان
- بيع الخمور المشكلة و الحل
- موسم المطيرجية
- صباح أبو الخبزة ....
- مملكة البعوض


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - بركان في العراق