أشلاء سورية

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نـعـم.. نعم أشلاء سورية.. أشلاء سوريا...
ماذا تبقى من هذا البلد وحضارته وجماله...
أشلاء مدن مدمرة متفجرة... ومهاجرون بالآلاف, وأعتقد بالملايين إلى القرى, أو للبلاد المجاورة..غالبهم تحت الخيم أو بدون خيم... وفئة قليلة مرفهة بالفنادق أو بالفيللات التي اشتروها, عندما هربوا ثرواتهم الحلال والحرام, فور بداية هذه الحرب التي لا تحمل أي أسم مناسب معقول....
في نفس الوقت عين السيد جورج صبرا كرئيس ثالث للمجلس الوطني, بعد كل من السيدين سيدا وغليون, اللذين استهلكا نهائيا بعد فشل واضح, لآنهما طحنا بأكثرية الأخوان المسلمين التي تسيطر على هذه المجلس...
سوف تتبع العملية الثالثة, استهلاك جورج صبرا (المسيحي) بعد فترة قصيرة... حتى لا يبقى في الميدان غير حديدان... يعني الأخوان الذين سيفرضون الممثل الوحيد للمعارضة.. ومن ثم الاستيلاء على السلطة في سوريا بعد مساومات الكبار عرابي الأطراف المتصارعة.. السلطة الحالية والمعارضة... وبعد إنهاك البلد وتدميره نهائيا.
هذا هو السيناريو الماكيافيللي الشيطاني الذي يحاك لهذا البلد الحزين اليوم. وما من صوت عاقل يعلو في هذا هذا الضجيج الإعلامي الشائك الكاذب, ليقول كفا...كفا... كفا... اتركونا بحالنا حتى نلملم جراحنا بحالنا... ولكن ابعدوا عنا حلولكم ومقترحاتكم وعنترياتكم وانتفاخاتكم الصمودية التي لم تجلب لنا خلال سنتين سوى الموت والخراب.. والخراب والموت...
في أي بلد حــر بأية زاوية من العالم, حتى النائية المجهولة منها,إذا سقط فيها مئات الآلاف من القتلى والتفجير والهجرات الجماعية وتهديم المدن والأحياء والبنى التحتية وفقدان الأمن وسيطرة العصابات على بعض أجزاء البلد وفرض قوانينها السوداء عليها, لخرج المسؤولون سلطة ومعارضة.. عــراة.. ليعتذروا ويطلبوا الغفران من شعبهم المنكوب... معلنين أنهم سيعتزلون السياسة أبديا ولن يترشحوا لا هم ولا أي فرد من عيالهم ومن أحاط بهم.. حتى لوظيفة حـارس بلدية!!!...
وللقارئات والقراء كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.

* أشــلاء سورية
مجموعة لوحات جديدة للفنان السوري نزار صابور ـ دمشق

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل