أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - البطاقة التموينية وحكومتنا والدب وصاحبه الصياد














المزيد.....

البطاقة التموينية وحكومتنا والدب وصاحبه الصياد


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 08:43
المحور: كتابات ساخرة
    


حكاية قديمة قرأتها في لحظات طفولة منسية وتذكرنها اليوم , لأنها توهجت فجأة وسطع نورها مع هوسة الحديث عن الغاء الحكومة الموقرة للبطاقة التموينية وخبز الفقير , بشكلها الحالي , واستبدال قيمة مفرداتها شهريا لكل مواطن بمبلغ تافه غير مقنع حتى للذي سطره قرارا !! , ويمكن مناقشة هذا الحدث المؤلم لاحقا ولكن الواجب اولا سرد الحكاية التي منحني تذكرها ابتسامة في زمن الغموض والتوجس والغبار والفساد .
- هي عن فلاح أو صياد يعيش قرب غابة , صاحب دبا , وارتبطا بوشائج الفة وصداقة , واصبحا لايفترقان ثم تحول الدب الى مايشبه الحارس الشخصي للصياد يصحبه في حله وترحاله ويوفر له الأمن والطمأنينة في سويعات راحته , وحتى في اوقات نوم الصياد كان الدب يلف ويدور من حوله مبعدا عنه شرور الوحوش والدواب والزواحف , حتى حل يوم الحب الزائد ولعبة القضاء والقدر , حين رأى الدب ذبابة لحوح تطن وتطير وتحط فوق انف أو جبهة صاحبه الصياد العزيز وتقلق نومه الهادئ العميق , كان انزعاج الدب اكبر وأكثر من النائم المطمئن وهو يرى حشرة تافهة طنانة رنانة تتحدى حراسته وتزعج صاحبه , ولا تبعدها أو تخيفها صرخات زئيره الغاضب المتتالية , هي تستاهل السحق حتما , حشرة غبية , وما أكثرهم في الغابة , حمل الدب لأجلها صخرة وأرسلها سريعة مدوية نحو الهدف ليهشم تماما رأس صاحبه المسكين , ضانا بذلك انه سيخلصه من ازعاج ذبابة حقيرة حطت على انفه .
- هاهي حكومتنا الرشيدة تجرب التكرار ويحاول اقتصاديوها المخضرمين البررة والمجربين عند الملمات سابقا ولاحقا , الخلاص من فساد برنامج البطاقة التموينية وكلفتها الباهضة , وذلك , بالألغاء والتعويض , واذا ما استعرنا المنطق أو الأسلوب العشائري الخارجين حتما من تحت عبائته فسنقول , القتل ودفع الدية , أو الغرامة , والعطوة هي لشهر أذار المقبل .
- ليس واضحا هل سيستمر الأخذ بالقرار أو سيلغى أو يعدل , كلها استنتاجات وتكهنات لاتعتمد اجابتها على معرفة الحاجة الفعلية لتنمية وتطوير وتحديث بنية الأقتصاد العراقي (النفطي) بقدر ما ستكون مساومات ومشاحنات وجر لحي وبوس أخرى والخاسر في كل الأحوال هم من الفئات الدنيا الجاهلة المسحوقة المطحونة مستلبة الأرادة والفعل .
- البطاقة التموينية , كبرنامج ونظام , هو في الأساس استثنائي فرضته ولا زالت سنوات استئنائية هي الأخرى مر ويمر بها العراق وأهله , ولكن الحقيقة الواضحة هي ان هنالك الملايين من العراقيين لازالوا محتاجين حقا لهذه الكيلوات المعدودة شهريا من الرز والسكر والشاي والزيت والطحين , كما ان هنالك ملايين اخرى حتما ينالون تلك الحصص عن غير استحقاق أو حاجة أو حتى بتزوير تساعد في انتشاره نفس الأدارة الفاسدة والتي تسببت في قرار الألغاء .
- المبلغ التافه (البديل) 15 الف دينار , يجب أن يوضع في باب النكتة أو المضحكات المبكيات , لو حسبنا الحاجة الفعلية للشخص المحتاج ومقدار استهلاكه الغذائي الشهري .
- لست في وارد تسطير حلول واقعية ولا افكر بذلك في بلد الضياع وتشرذم الخدمات المقدمة للمواطن ضمن المجتمع الواحد غير متساوي الحقوق والواجبات , بين اهل حضوه وأهل فقر واستلاب .
- تحصين المجتمع العراقي وخدمته وتطويره يتم عبر حزمة متكاملة متحدة في المساواة والغطاء تشمل الضمان الصحي والاجتماعي وحق العمل وتعويضات البطالة , وذلك ماهو متوفر ومطبق في اغلب دول العالم المستقرة والمنتجة .
تنتهي عندها مفرقعات الصوت عالي التردد والغبار , كقضية الغاء البطاقة التموينية , ونصبح مجمع له دولة ووطن , واظن هنا بأني ادخلت نفسي في دهاليز الأحلام والمثاليات بعيدة المنال , ورحم الله ذلك الصياد الذي قتله حب الدب ولؤم ذبابة .

جميل محسن



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصدار الأول لرديف الداغستاني ... قصص قصيرة لمفكر سياسي
- الستوتة ... وقدر العراقيين
- لم يكونوا بعثيين بل شيوعيين حمر ياجريدة المشرق
- سلام وخشوع لكم يانساء ورجال 1027 المحررة
- ربيع بغداد 16/9 ... جمعة الفرز بين السلطة والثورة
- ربيع بغداد... 9/9 ... جمعة قناة الشرقية !!؟؟
- تنسيقيات الثورة السورية .. رد هادئ ورجاء من الشقيق العراقي
- المالكي.... ربيع العرب جيد ولكن .. يخدم مخططات أسرائيل والصه ...
- ربيع بغداد - ساحة التحرير5/8/2011- منطق الشبيحة ؟؟
- ربيع العرب في نسخته العراقية ..... بغداد .. ساحة التحرير 29/ ...
- الأطر العامة لسياسة تصنيع واقعية في العراق
- ورش عمل المانية متطورة بأنتظار القدرات العراقية
- الأسبوع العربي الاول للمياه ومشاركة العراق الرسمية
- الدم والصديقة الامريكية
- الحرب السعودية الايرانية القادمة.... ومستقبل العراق
- التعاون الألماني العراقي,,,. امكانات واعده للمستقبل
- العلاقات العراقية الالمانية.. حاجة ملحة للتواصل الرسمي والشع ...
- العراق والاردن ... علاقات طبيعية تفرض نفسها
- واجب التواصل العالمي مع المنظمات والاتحادات الشعبية العراقية
- اليسار العراقي يولد من رحم المعاناة


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - البطاقة التموينية وحكومتنا والدب وصاحبه الصياد