أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل محسن - العراق والاردن ... علاقات طبيعية تفرض نفسها















المزيد.....

العراق والاردن ... علاقات طبيعية تفرض نفسها


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاتحتاج علاقات الدول ذات الحدود المشتركة والتاريخ المترابط الى شرح او تشجيع لكي تنمو وتتفاعل وتتواصل وتتطور وتستعيد عافيتها بعد كل انتكاسة او انقطاع , تسببها عناصر خارج ارادة الشعوب والمؤسسات في البلدان المعنية وتكون النتائج ضارة ومؤذية لكل الاطراف المحلية , التي ستستنتج ثانية ان الحل هو في التكامل والتعاون ومد اليد للجار القريب لما فيه منفعة وتحقيق للمصالح المشتركة .
- من هذا الفهم الواضح تأتي زيارة السيد نادر الذهبي رئيس الوزراء الاردني الى العراق , لتعيد كتابة التاريخ من خلال التواصل ومد جسور جديدة خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية , يحتاجها الطرفان , كما اثبتت تجربة السنوات العجاف الست الماضية , ان قطع هذه الجسور بعد ان كان العراق الشريك التجاري الاول للمملكة الاردنية قد اضر كثيرا بالمصالح الاساسية للشعبين , كما ان محاولة ايجاد البدائل عن هذه العلاقات المتكاملة قد كلف الطرفان اثمان باهضة , يمكن الاستفادة منها للبناء والاستثمار الداخلي والمشترك .
- الانظمة تزول ولكن تبقى مصالح البلدان والشعوب , ذلك ما بدأ يدركه النظام الجديد في العراق , ويفهم ان علاقات قوية وستراتيجية يقيمها النظام السابق مع الاردن هي على كافة المستويات تصب في مصلحة العراق وشعبه , قبل ان تكون في مصلحة حاكم اومسؤولين توارثوا تلك العلاقات من انظمة سبقتهم ووجدوا ان المصلحة هي في زيادة الاواصر والجسور حتى لو كان النظام في العراق ساعتها رئاسي جمهوري , وفي الاردن ملكي دستوري هو على النقيض احيانا في التوجه السياسي والاقتصادي مع النظام العراقي السابق داخليا وخارجيا .
ماذا عن الواقع الحالي وتحول العراق الى نظام ديمقراطي برلماني يسعى لتركيز تجربة صعبة تواجه تحديات كثيرة في الداخل والخارج , ولكنها موضوعيا اقرب الى التجربة الاردنية البراغماتية , في كل مايتعلق بأمن البلد وتحقيق الاستقرار الداخلي والاستمرارية في سياسة اليد الممدودة للجميع مع الاخذ بعين الاعتبار المزاج الشعبي الداخلي عند قياس (كم) التعامل , مع بلدان المحيط الشرق اوسطي ودول العالم المختلفة صغيرها وكبيرها , وضمن هذه السياسة , التي لاتقيدها ايديولوجية , اوتشدد يقدم الذريعة , لانقسامات داخلية واختلاف عند الاختيار بين المصالح المحفزة للازدهار الداخلي , ومبدئية تفرضها اعتناق افكار تحدد الخيارات الواجب اتباعها .
- العراق الجديد وتجربته التوافقية يلتقي ويقترب كثيرا في هذا الفهم من الواقع السياسي الاردني الراسخ , وتلك رؤية ايجابية تشجع على مزيد من بناء الاواصر , فلا تدخلات ولا فرض مواقف على الطرف الاخر , بل تعاون وتداخل مصالح بين بلدين مستقلين وسيادة عند القرار .
- ومع نظرة لابد من مناقشتها ومحاولة مشتركة لتوضيحها لتجاوز اثارها قدر المستطاع , الا وهي تنافر وابتعاد بعض المزاج الشعبي العام سواء داخل المملكة او في العراق عن التلاقي خاصة بعد احداث العام 2003 في العراق وغروب نظام ونشوء اسس نظام , وعملية سياسية تترسخ محله , ففي الاردن مثلا اثرت الاحداث كثيرا على الانسان البسيط الذي كان يرى في التكامل الاقتصادي بين البلدين فائدة كبرى سواء في استيراد النفط باسعار تفضيلية او تصدير سلع زراعية وصناعية محلية للعراق وكون العقبة شريان رئيسي لاستيرادات العراق وما يعني ذلك من واردات , ولكن في الداخل العراقي كانت فئات واسعة تشعر ان علاقات النظام السابق مع الاردن تتم على حسابها مادام هذا النظام معزول عالميا واقليميا , واستمرت هذه النظرة لتساهم في مزيد من التباعد وتتشارك في الخطأ مع نظرة اردنية شعبية بأنه تم فقدان العراق في ظل نظامه الحالي , ولكن مرور السنين وماحصل من احداث مؤسفة وتجاذبات لم تستطيع محو او انكار حقائق بسيطة مسجلة كما اسلفنا في تاريخ نشوء الدولتين , بأن اعتمادهما المشترك على بعضهما في الكثير من الحقول واهمها الاقتصادية والسياسية , هو اسهل واوفر واكثر فائدة لشعبي البلدين , من اختيار بديل اخر .
- ما فرقته الاحداث المؤسفة والسياسات الخاطئة , جمعه الواقع والحقائق على الارض , وهاهم مئات الالوف من العراقيين يعيشون ضمن ارض المملكة الاردنية , بين متمول ومستثمر, او صاحب مهنة وحرفي, هرب بجلده وعائلته وامواله نحو الامان والاستقرار الاردني, اضافة لفئات متنوعة اخرى , بأنتظار زوال الاسباب التي دعته للرحيل والتي يمكن القول انها لم تبدأ مع احداث العام 2003 , ولكنها تعود الى العام 1980 والحرب مع ايران وما جلبته هي واحداث غزو الكويت 1991 من عدم استقرار داخلي , لتطوير الاقتصاد والبناء الصناعي والزراعي والاهتمام بالبنى التحتية المدمرة , هذا الكم الهائل من العراقيين , مؤمل ان يكونوا في طليعة من يعيد بناء الجسور الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين لما يمتلكونه من خبرة وعلاقات متنوعة ومعرفة مكتسبة بمرور السنين , لحاجة البلدين من السلع والخدمات وحسب المناطق الجغرافية , واختلاف الرغبات والواقع المعيشي , وربما تعيقهم حاليا صعوبات في التنقل فرضتها ضروف سابقة يمكن ان تزول بتزايد مؤشرات الثقة والتواصل بين مسؤولي الدولتين , وحساب ايجابيات وسلبيات كل خطوة قادمة , ومن بينها وكما تناقلته الاخبار اعادة شركات النقل البري القديمة وربطها بالسوق المصرية الواسعة وهي خطوة اخرى الى امام لو تحولت بالسرعة الممكنة الى المجال العملي والتطبيقي يعيد ابناء العراق المحرومين في قطاعات واسعة منهم , للحصول على فرصة الزيارة والتواصل مع اشقائهم في الاردن او مصر وغيرها من الدول العربية .
- ختاما يعلمنا ألتاريخ , وخاصة في منطقتنا العربية والشرق الأوسط , ان الاختلاف والتباعد بين البلدان القريبة من بعضها يبدأ بمحاولة نظام معين فرض ارادته او اراءه , خارج حدوده وعلى الدول المجاورة , ويقابل ذلك بالرفض غالبا الذي يخلق المشاكل والبغض بين الشعوب , ولكن تفائلنا حاليا ينبع من كون العراق والاردن وضمن فلسفة الحكم والدستور فيهما , قد تجاوزا هذا المفهوم الى الاهتمام بالشؤون الداخلية , وغلبة مبدأ عدم التدخل السياسي لمصلحة علاقات طبيعية الهدف منها خلق الامن والاستقرار , وما يوفره التعاون من فائدة مشتركة للطرفين .

جميل محسن



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجب التواصل العالمي مع المنظمات والاتحادات الشعبية العراقية
- اليسار العراقي يولد من رحم المعاناة
- ساحة الفردوس حمراء في صبيحة (1) أيار 2009
- فضائية الحوار المتمدن
- العراق والاردن .... ارادة ملكية ايجابية بانتظار التفاصيل
- يسار الداخل يتجول بين شارع المتنبي والفردوس
- الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد
- والدي المريض يتنفس احفاده
- مناطحة القرضاوي وفضل الله ... وبراءة الدين الاسلامي
- دائرة الدخان البغدادية
- الرموز الشيوعية لماذا تلاشت؟ وهل يحتاج اليسار الى رموز!؟
- الامارات تقدم حلوى عربية لاطفال العراق... اسقاط الديون
- الاسد والذبابة وديك الجيران
- هل سيرتاح لبنان بعد اتفاقية الدوحة؟
- عاهرة صغيرة
- عشر قصص قصيرة قبل الانفجار
- كتلة تصحيح المسار والاقتصاد العراقي... قراءة اولية
- قصص قصيرة جدا ... من الشارع العراقي
- قصص قصيرة جدا ..... للعراقيين فقط
- لحية كالديرون وضحالة تفكير الراسمالي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل محسن - العراق والاردن ... علاقات طبيعية تفرض نفسها