أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد














المزيد.....

الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 05:28
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل سنين مضت , قرأت قصة مصرية قصيرة عن ضابط شاب في سلك الشرطة له ميول يسارية يخفيها , يكلف هذا الضابط يوما بواجب الوقوف في تقاطع إحدى الساحات مع مجموعة من شرطة مكافحة الشغب , لمراقبة الشوارع المهمة , حيث من المتوقع حصول حوادث خروج على القانون , ومعنى ذلك عنده تجمعات جماهيرية غير مصرح بها , ولم يحددوا له هدفها , وقف الضابط مع مجموعته يراقب وينتظر , وتذهب به الأفكار والظنون يسارا ويمينا , كيف يتوجب عليه التصرف ؟ والأحداث الكبيرة قادمة و ومن يجروء على تحدي السلطات وتحمل بطشها ؟
بعد طول انتظار سمع الصرخات بعيدة هادرة مدوية , مظاهرة جماهيرية عريضة واسعة طويلة بين راكب وراجل , الغريب والمدهش والمثير كان مايرفعونه من رايات !, أعلام ولافتات حمر قانية , هي ولاشك صبغة اليسار والعمال والشيوعية , لاحظ الضابط الشاب ذلك مبهورا ثم ناجى نفسه
- فعلها العمال إذن ! , نزل اليسار وجماهيره إلى الساحة لإزالة الاستغلال والقهر والاستبداد , ثم تأخذه الحيرة وكيف سيتصرف إذا طلب منه استعمال الشدة أو تفريق التظاهرة ؟ وما سيأمر به مجموعته المتحفزة من الشرطة للطاعة والتنفيذ , وهل سيتخلى عن فكره في سبيل الاستمرار بعمله وأداء واجبه ؟ أتاه الجواب المنقذ سريعا فقد اقتربت الأصوات وأصبح يميزها .
- الأهلي حديد , الأهلي حديد .
وفهم جلية الأمر , وانقلبت حيرته إلى تلمس مقدار سطحية وتفاهة الموقف , كانت الجماهير الزاحفة , غير (طبقية ) !, بل (أهلاوية ) نسبة للنادي الأهلي القاهري لكرة القدم , الذي يميز اللون الأحمر قمصان لاعبيه عند أدائهم المباريات , كما يرتديه ويرفعه الآلاف من مشجعيهم كرمز للحب والانتماء , وهم يحتفلون الآن وأمامه بفوز فريقهم العزيز في إحدى المباريات .
استعدت ذكرى هذه القصة الرائعة وأنا أشاهد وأتابع ماتنقله الفضائيات عن حدثين منفصلين ولكن متشابهان تقريبا , فالنادي الأهلي القاهري مثلا لازال مستمرا على اضهار أصالته واحمراره في الشدائد وإمتاع جمهوره ليكلل جهوده الرياضية بالفوز بكاس الأندية الإفريقية للكرة , ولا اقرأ بل أشاهد هذه المرة الأعلام والرايات الحمر ترتفع وتتراكض وتتقافز في شوارع القاهرة بأيدي أبناء من ساروا في التظاهرة القديمة ودوخوا الضابط الشاب الذي هو الآن على الأكثر يشاهد مثلي ,خيبته , وتكرار المشهد , وزحف الجماهير الكبير تحية للأهلي الأحمر , وكرة القدم , ولسان حاله يقول (لافائدة ) لم يتبدل شيء ولا زال الفرز والوعي الطبقي بعيد المنال ,.
ذلك مايحصل في القاهرة , فما بال بغداد ؟ وبقية أحداث , روايتي القصيرة ! , قلبت المحطات ابحث عن أخبار مدينتي , لأشاهد شوارعها زاهية في الفضائيات , وإذا بالرايات الحمر ذاتها , وربما اكبر حجما ترفعها الأيادي العراقية , هذه المرة , وتسير وتركض بها وتهتف , تمعنت جيدا في الوجوه , الأجساد , الصرخات , ليست بالغريبة , هي نفس الجماهير الشابة المسحوقة المتحمسة التي يصدمني زحامها كل يوم صباح مساء , تتدافع ويعلوا صراخها في التلفاز , ولكن الأكيد أن لا علاقة لها أو تربطها بالنادي المصري , كما لا أتذكر لنا فريق أو ناد بغدادي لكرة القدم , رموزه حمراء , وألوانه قانية .
ياللروعة دعوني احلم إذن وأتصورها عودة للأربعينات وخمسينات القرن الماضي و (العلم الأحمر ) يرفرف بأيدي الصبية قبل الشبان والشيوخ ! , فهل هذا فجر جديد للعراق ويساره ؟ وهل خرجت للشارع ثانية البنية الأساسية لأحزابه ؟ العمال والفلاحين والكسبة والكادحين تصحبهم جيوش العاطلين ؟ تمسح عن وجه , فلاح علوان , وينار محمد , ورديف أبو شاكر , وأبو سليمان , وأبو ضياء , وأبو صلاح , وغيرهم من من اعرفهم أو اسمع عنهم من قيادات الحركة الثورية الشيوعية , غبار وتعب السنين ؟ هل أينعت وأثمرت دعواتهم ونداءاتهم للجماهير لامتلاك إرادتها , ووعي قوتها , ومعنى وحدتها , ورفع راياتها الذاتية الطبقية ؟؟
ولكن مهلا حتى لا أتحمس أكثر واكسر بعصا أحلامي ومن فوق رأسي جرة (أم اللبن ), لينهال علي , ويكتب نهاية للقصة , رفعت صوت التلفاز واستمعت , لا كرة قدم ولا يسار ولا طبقيات , بل رايات قبلية عشائرية طائفية , وجماعات , تهتف وتهتف وتهتف , طالبة مني النهوض لتسجيل الزمن الضائع .



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والدي المريض يتنفس احفاده
- مناطحة القرضاوي وفضل الله ... وبراءة الدين الاسلامي
- دائرة الدخان البغدادية
- الرموز الشيوعية لماذا تلاشت؟ وهل يحتاج اليسار الى رموز!؟
- الامارات تقدم حلوى عربية لاطفال العراق... اسقاط الديون
- الاسد والذبابة وديك الجيران
- هل سيرتاح لبنان بعد اتفاقية الدوحة؟
- عاهرة صغيرة
- عشر قصص قصيرة قبل الانفجار
- كتلة تصحيح المسار والاقتصاد العراقي... قراءة اولية
- قصص قصيرة جدا ... من الشارع العراقي
- قصص قصيرة جدا ..... للعراقيين فقط
- لحية كالديرون وضحالة تفكير الراسمالي
- السيادة العراقية .. ! شمالا حيث الجبال
- مغنية وغيفارا ... مثالية او مادية؟
- مباراة العراق والصين ,,,, ملاحظات ادارية
- منتخبا العراق ومصر بكرة القدم ... نحو كأس بطولة القارات 2009
- دعوة لوحدة اليسار العراقي .. ام للبحث عنه ؟
- اتفاقية الجزائر بين العراق وايران ... والمزايدات السياسية
- بلير يتحول للكاثوليكية ! افهم دي ازاي؟


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد