أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جميل محسن - يسار الداخل يتجول بين شارع المتنبي والفردوس















المزيد.....

يسار الداخل يتجول بين شارع المتنبي والفردوس


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:07
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الفكرة

خلع راسه الشخصي , فصله عن رقبته ووضعه امامه , امسك بخصلات شعره , رفع الجلد العلوي وحز بالسكين سقف الجمجمة , ضهر سطح دماغه مكشوفا عاريا تلافيف وفصوص مخترقة بشبكة ممتدة متغلغلة يتسارع فيها جريان السائل الاحمر , مد يده وضغط باصابعه على لوحة الاسفنج , وعند المنتصف دفع بانامله التي غاصت في عمق مظلم تبحث في دهاليز المخ عما يفتقده العقل , استشعر اوتار تتقطع , وتنفس رائحة كهوف رطبة مبللة لاتؤوي مايبحث عنه , اصابه الضجر بعد التعب , ثم الوهن اثر مرور الزمن , سحب يده كانت اصابعه تقطر دما , خطر بباله ان مالمسته الانامل هي الفكرة حتما , حمراء اللون كما وصفت له دوما , اعاد بناء راسه وثبته في مكانه , هو اذن يمتلك المعنى ! , ابتسمت شفتاه , وابتدأت قدماه مسيرتها الاولى الى امام .

-----------------------------------------------

ينار

في ساحة الفردوس اسطورة الزمن العراقي الذي يتهاوى , الجندي المجهول تهدمه الشفلات ويرحل قطع من الاسمنت والحديد , ثم تمثال يرتفع وينحني ثم ينحني ويغطى ويتهاوى ليرتطم بحجارة الارض والجلود , وقيل لنا , من بين الركام سينهض المستقبل , وفي صباحات الحرية الموصوفة تتحرك عشتار مرة اخرى , عراقية , وكأن لا احد في الميدان سواها , تتقدم بطقوس دينية تذكرنا باشور وبابل , تحيطها كاهنات المعبد , تستجلب بالتضحيات الخير والمطر لوادي الرافدين , تتحدث , يعلو صوتها وسط الفردوس وتصرخ , كل ظنها انها ستوقض الحاظر والمستقبل , ويتهامس رجال اشداء صناديد , ملئهم الحيرة والعجب , وربما بعض الاستنكار .

- من هذه الانثى التي يضارع فعلها الذكور ؟

و يجيبهم صدى الريح والاعصار الذي خلفه مقدمها ورحيلها .

- انها ينار ..... ينار .

وقرب المقر العائدة اليه , تسأل ينار محمد الفتيات من حولها .

- متى موعد الخروج القادم الى ساحة الفردوس ؟

-------------------------------------------

ابو شاكر

لايكل ولا يمل من التجوال , وهو الجالس في مقصورة ال60 , اميزه عن بعد مرتديا قبعته الشهيرة التي اعود واجدها مرمية على اي طاولة او كرسي جلس عليه ثم تركه للتو ليعود بعد حين مبتسما قائلا

- نسيت الكاسكيته .

ثم بعدها راكضا بين عمله ومن حوله , في جريدة يتحمل العبأ الاكبر من تبعات اصدارها , الى نقاش ومشاحنات رفاق وجدل حاد يداومون عليه طوال ال40 عاما الماضية , ولكنهم لاينتهون , يتلمس باللسان والقلم طريق اليسار المتعثر , ولا اراه الا حامل شموع في الليل والنهار , يشعلها ويضعها امام ابواب المقاهي والشوارع ودروب الرفاق وتجمعات العامة , عل وعسى ! , تنير الطريق لمن لايرى الحق واضحا وسط سطوع شمس النهار , لايهمه بعدها سخرية البعض فقد تفهم المرحلة وتعود ازاحة الاحجار لتبقى الطرق سالكة تشهد للداغستاني ... ابوشاكر

-----------------------------------------------

ابو ايمان

اتعجب لنظرتي اليه , فلا اراه الا وحيدا ! مهما اجتمع من حوله الناس , الكبار والصغار , الرجال والنساء , ويعود بي الزمن 5 سنوات للوراء , اشاهده للمرة الاولى يقف وحده ايام الجمع والزحام في شارع المتنبي وامامه طاولة تراكمت فوقها منشورات حزبه يوزعها للراغبين .

عرفت بعدها ان فلاح علوان هو رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية , شاهدته بعدها مرارا اما في مقره العمالي عند شارع الزعيم وسط اعضاء النقابات , او خطيبا في المضاهرات وتجمعات ساحة الفردوس , ولم اعجب او ادهش من محاولات تقزيمه بانشاء اتحاد عمالي مواز من داخل حزبه وبين جماعته , فهل يستوجب ان يكون للعمالقة ظل حتى لا يشعروا بالوحدة !؟

--------------------------------------------

مازن لطيف

- مازن راح ... مازن اتى .. مازن كان هنا , ذلك ما اسمعه كلما حاولت ان احادثه او اتلمسه بيدي , فيتسرب كهواء في شبك ! , ولكنه يملأ شارع المتنبي بوقع اقدامه وافعاله , فمن خريج الى صاحب بسطية الى ادارة دار نشر الى صحافة واعلام , وصولا الى مؤسسة الحوار المتمدن , وكتابات ناضجة بعضها عن اشخاص مروا نجوما واقمار في تاريخ العراق الحديث ينساهم الاخرين ويتذكرهم , يده للجميع , ولكن الشاطر من يستطيع الامساك بها حين يجده امامه , حينما تراه تحسبه كحارس قديم نادر وامين اخر لايام شارع المتنبي المستمرة بالمرور بحلوها وعلقمها .

-------------------------------------

ابو ربيع

- في ايام المزادات القديمة كانت حنجرته تصدح , لا احد مثله يجيد الصنعة والتغزل بالقديم من الكتب , خاصة تلك التي يكون قدمها هو سر ارتفاع قيمتها وثمنها , ثم يقضي باقي الوقت جالس على كرسي عند باب مكتبته في شارع المتنبي , علم وراية , يستدل بمكانه الغرباء والزائرين , تسأل وتاتيك الاجابة

- عند مدخل الشارع تسير ثم قبل او بعد مكتبة الشطري .

ويحزر السائل ويفهم طريقه الصحيح وموقع اقدامه عند البحث , لاينافسه في الشعبية هناك وخاصة بين العامة الا رمضان الجايجي جاره القريب , الا اذا استثنينا مقهى الشابندر الابعد موقعا ,

وسط المدى بين سقوط بغداد وانفجار الشارع ازدهرت ايامه مع الجديد والحديث من الكتب والمطبوعات والزائرين , ثم اصفرت وذبلت وتساقطت الاوراق , ولم يعد يسمع من الاصوات غير رشقات الرصاص تحيط بشارعه من كل جانب , كنت امامه في بناية مقابل مكتبته , اعمل بورشة لصنع الحقائب لهاشرفة تطل عليه , واستمع مثله للعنة ولعلعة الاطلاقات حتى قبل انتصاف النهار, لتبدأ المحلات المجاورة بالاغلاق السريع وكان العمل والرزق ينتهي مع اذان الضهر ! , وتصمت حتى مولدات الشارع الصغيرة , وتتسرب الاقدام والحياة مبتعدة عن المتنبي , ويبدأ القلق , واتطلع من الشرفة والشباك كارها قدوم الصمت , ولكني اجده , يبقى هو (مفتح) من غير بيع او شراء وكأن الامر لا يعنيه , واشعر بالراحة كما العاملين معي , ونقول لايزال هناك ابو ربيع ضمن الشارع , مكشوف للنوائب , رغم ان الكرسي الذي يجاوره فارغ , وحكايته اشد غرابة , واقصد الكرسي العجيب , الذي يمكن وصفه بسهولة , بانه مقعد حكايا وهموم اليسار في العراق , يتسابق الرفاق على اختلاف ميولهم للجلوس واسماع احاديثهم لابي ربيع .

فماذا بعد الانفجار الكبير وتطاير اشلاء نصف شارع المتنبي واهله ؟

بقي الشطري على حاله وجلسته ! ربما نهض ومشى واخترق حواجز الغبار والحرائق والدخان , متسائلا عن مصير الاحبة والاصحاب عند الشابندر والمصرف والمكتبات والمطابع , وقد يكون بكى بصمت ثم عاد , وتحدث قليلا وتصبر , اما انا فقد انقطعت عن العمل بعد ان تحطم نصف زجاج الشقة واهتز البناء والمكائن وتناثر الاثاث , وهرب العمال فلا شغل بعد ان انقطعت كهرباء حتى مولدة الشارع واصابني الاحباط , ولكن بعدها وبين فترة واخرى , اسبوع واخر , اعود للاصلاح واراه , يراقب العمل ومرور الايام ورفع الانقاض , وبناء جديد (لواجهة ) جسد قد يتعافى ماديا , بانتظار عودة الروح والربيع , وزوار ابا ربيع .




#جميل_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد
- والدي المريض يتنفس احفاده
- مناطحة القرضاوي وفضل الله ... وبراءة الدين الاسلامي
- دائرة الدخان البغدادية
- الرموز الشيوعية لماذا تلاشت؟ وهل يحتاج اليسار الى رموز!؟
- الامارات تقدم حلوى عربية لاطفال العراق... اسقاط الديون
- الاسد والذبابة وديك الجيران
- هل سيرتاح لبنان بعد اتفاقية الدوحة؟
- عاهرة صغيرة
- عشر قصص قصيرة قبل الانفجار
- كتلة تصحيح المسار والاقتصاد العراقي... قراءة اولية
- قصص قصيرة جدا ... من الشارع العراقي
- قصص قصيرة جدا ..... للعراقيين فقط
- لحية كالديرون وضحالة تفكير الراسمالي
- السيادة العراقية .. ! شمالا حيث الجبال
- مغنية وغيفارا ... مثالية او مادية؟
- مباراة العراق والصين ,,,, ملاحظات ادارية
- منتخبا العراق ومصر بكرة القدم ... نحو كأس بطولة القارات 2009
- دعوة لوحدة اليسار العراقي .. ام للبحث عنه ؟
- اتفاقية الجزائر بين العراق وايران ... والمزايدات السياسية


المزيد.....




- إيران تطلق الموجة الصاروخية 13 على وسط إسرائيل
- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جميل محسن - يسار الداخل يتجول بين شارع المتنبي والفردوس