أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد ياسين - العودة حق والتنازل باطل














المزيد.....

العودة حق والتنازل باطل


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 05:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


نسجل هنا موقفنا الواضح والرافض لأي تنازل عن حق العودة الذي تضمنه كل المواثيق الدولية لأبناء شعبنا الفلسطيني الذين تتحمل اسرائيل المسؤولية الأولى، سياسيا واخلاقيا وانسانيا، عن تشريدهم ونهب املاكهم والاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم، وهدم قراهم، بل حتى كل الويلات التي لحقت بهم في مخيمات البؤس والتشريد، لأن اسرائيل هي المسؤول الأول عن نكبتهم وتهجيرهم.
نرفض التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمتعلقة بهذا الحق، ونرفض تبريره لتصريحاته، على أنها قيلت بشكل شخصي، فعباس لا يمثل محمود عباس الشخص، وانما الشعب الفلسطيني كله، بصفته رئيسا للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية، التي ما تنازلت أبدا عن حق العودة، حتى في اتفاقيات اوسلو البائسة، بل تركتها للمفاوضات النهائية.
لم يكن عباس مطالبا بتقديم هذا التنازل إلا من قبل الاسرائيليين أنفسهم، الذين يسخرون من كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومن القرار الأممي الذي ينص صراحة على حق عودة اللاجئين الى ديارهم. لقد جاء اللقاء المتلفز مع عباس في اطار رسالة طولب من قبل من يسمون انفسهم "نشطاء السلام" واصحاب "وثيقة جنيف" سيئة الصيت، بالتوجه الى الاسرائيليين عشية الانتخابات، لاقناعهم بأنه الشريك الحقيقي والوحيد لتحقيق المصالحة بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني. وكان ذلك خلال الزيارة التي قام بها هؤلاء الى رام الله في ذكرى توقيع اتفاقيات اوسلو.
في حينه، أي قبل قرابة شهر، رد عباس على المتوجهين اليه، والذين ضم وفدهم شخصيات من مختلف اقطاب الاحزاب الصهيوينة، بيمينها ومركزها وبعض من يسمون انفسهم يسارها، موجها أصابع الاتهام الى نتنياهو وتحميله مسؤولية الجمود السياسي، وقال ان الموقف الفلسطيني واضح وان الشروط التي يطرحها نتنياهو لاستئناف المفاوضات من نقطة الصفر، مرفوضة. وفجأة، بعد ايام وجدنا عباس يتراجع خطوة هامة عن موقفه الرافض لموقف نتنياهو ويلمح في لقاء أجرته معه صحيفة "يديعوت احرونوت" الى انه على استعداد للتفاوض اذا نفذ نتنياهو وعده باطلاق سراح 100 أسير امني من حركة فتح، والذي كان قد تعهد باطلاق سراحهم في اطار صفقة شليط.
وقبل اسبوع، تساقطت ورقة التوت الاخيرة، باعلان عباس تنازله عن موطنه صفد، وقوله انه لا يريد العودة اليها الا كسائح. ولم يتوقف الامر عند ذلك، بل ادلى بالتصريح الذي تنتظره اسرائيل وربيبتها امريكا منذ سنوات، والذي يعتبر فلسطين هي الاراضي المحتلة عام 1967 فقط، واما بقية اراضي فلسطين التاريخية المحتلة عام 1948 فهي اراض اسرائيلية الى الأبد.
نعلم ان عباس لم يخرج في تصريحه المتعلق بحدود الدولة الفلسطينية عما وافقت عليه منظمة التحرير في اطار ما يسمى اتفاقيات السلام، المعروفة باسم اوسلو، ولكن موقف م. ت. ف ذلك لم يلغ حقيقة وجود موطن اسمه فلسطين التاريخية، على الرغم من ان موقفها لا يحظى بموافقة كافة أطراف المعادلة الفلسطينية، حتى وان كان الحل السياسي الذي يجمع عليه العالم يطرح هذا الحل، في اطار ما يسمى الحل القائم على دولتين، اسرائيلية وفلسطينية. لكن تصريح عباس بشأن صفد لا يمكن اعتباره موقفه الشخصي، لأن من يتخلى عن حق اهل صفد بالعودة، يؤشر لاسرائيل استعداده للتخلي عن حق اهالي حيفا وعكا ويافا والناصرة وشفاعمرو واللد والرملة وبئر السبع وهوشة وام الزينات والبروة والدامون وعين حوض وكل بلدات فلسطين، لأن عباس هو الرئيس وحين يوقع الرئيس بلسانه على التنازل عن شبر واحد فان ذلك يعني بالنسبة لمن سلب الارض وطرد اهلها، ان التنازل سيكون شاملا.
ومع ذلك، وازاء هذا التنازل الخطير وجدنا الاسرائيليين يردون باستهزاء، من قبل حكومتهم، وبتأكيد مواقف مماثلة ادلى بها عباس في غرف المفاوضات المغلقة، كما اعلن مفاوضو عباس سابقا، براك واولمرت وليفني.
هذا الاسبوع، وتزامنا مع تنازلات عباس، اعلنت وزارة التعليم الاسرائيلية قرارها فرض تعليم تاريخ اليهود والحركة الصهيونية على طلابنا العرب، في وقت ترفض فيه السماح بتعليم تاريخ نكبتنا وشعبنا الفلسطيني لا في مدارسنا ولا في المدارس العبرية. وقبل اكثر من شهر بدأت في اسرائيل حملة سياسية واضحة هدفها ضرب قضية اللاجئين وحق العودة، باطلاق ما يسمى حملة حقوق اللاجئين اليهود في الدول العربية، والتي اعلنت اسرائيل رسميا نيتها الربط بينها وبين حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في أي مفاوضات مستقبلية.
ربما كان التزامن بين تنازل عباس واعلان الوزارة ومشروع "اللاجئين اليهود" مجرد صدفة، لكنه يعلمنا ان اسرائيل تريد اخفاء كل ما يتعلق بلاجئي شعبنا وحقوقهم وتضييع قضيتهم، وتفرض علينا في المقابل دراسة تاريخهم، لا بل تشترط حصول طلابنا على شهادة البجروت باجتيازهم لامتحان في مادة تهدف في الاساس الى تشويه وعيهم وحشو عقولهم بتاريخ مزيف للصراع الرئيسي في الشرق الاوسط. ومسائل كهذه يجب ان تجعلنا نصر اكثر على ابراز حق لاجئي شعبنا وحقهم في العودة الى ديارهم، وليس التنازل عن احد الثوابت الأساسية لشعبنا.
ولذلك نقول لعباس ان صفد ستبقى منارة لأهلها، ولا يمكن له التنازل عن حق اهلها بالعودة اليها ما دام يمثل الفلسطينيين كرئيس لدولتهم. واذا اراد التنازل عن حقه الشخصي، فان عليه اولا ان يتنازل عن الرئاسة الفلسطينية كي يتنازل بالتالي عن حقه الشخصي في صفد.
ونقول للاسرائيليين الذين ضغطوا لانتزاع هذا التنازل من عباس، انه باستطاعتكم الحلم بأن يساعدكم تنازل عباس هذا في معركتكم الانتخابية ضد اليمين الجارف، لكن يخطئ من يعتقد منكم، او من غيركم، ان أي شبل فلسطيني سيقبل بالتنازل عن حق اللاجئين باستعادة ولو حبة رمل من شواطئ الوطن.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال
- وللوقاحة، أيضا، حدود!!
- ختان الأنثى - في النقب تقليد مستورد يرفضه المجتمع
- بين روحي وروحك، فراشة..!
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)
- المواطنة في دولة الأبارتهايد
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد ياسين - العودة حق والتنازل باطل