أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد ياسين - وللوقاحة، أيضا، حدود!!















المزيد.....

وللوقاحة، أيضا، حدود!!


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 01:43
المحور: حقوق الانسان
    


تناقلت العديد من وسائل الاعلام العبرية والعربية، بل وبعض الاجنبية، هذا الاسبوع، الخبر الذي سربته، كما هو واضح، وزارتي الاعلام والخارجية الاسرائيلية، إلى صحيفة معاريف (6/3/2012)، حول ما اسمته "السلاح السري لمواجهة أسبوع الأبرتهايد: مسلمة"، والذي تكشف فيه عن مشاركة شابة عربية، أصلها من قرية دير حنا في الجليل، ومقيمة في مدينة القدس المحتلة، في طاقم الدعاية الشبابي الذي نشرته اسرائيل في جنوب افريقيا ودول اوروبية واميركية، لمواجهة النشاطات الدولية المطالبة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ورفع الحصار عن غزة.
وقد سارعت وسائل الاعلام الى تناقل الخبر عن معاريف، وهي شبه ذاهلة من حقيقة قبول شابة عربية الانخراط في ماكينة الدعاية الاسرائيلية، المضادة لشعبها، دون أن تكلف نفسها عناء البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة المثيرة للسخرية حول دوافع وهوية هذه الشابة التي تتخذ من انتمائها الى عائلة اسلامية سلما تحاول التسلق عليه، بتوجيه من ماكنة الدعاية الاسرائيلية، لاقناع الغرب بأن العرب في اسرائيل يعيشون في "بحبوحة" و"مساواة" و"ديموقراطية" و"حقوق لا مثيل لها في العالم العربي"!
والحقيقة المثيرة للسخرية التي توصلنا اليها من خلال البحث ان هذه الشابة ليست إلا موظفة أخرى، من مجموعة من الشباب العربي الذين تم تشغيلهم في مؤسسات رسمية وقبلوا على انفسهم الاتخراط في الماكنة الدعائية لاسرائيل، مقابل ما يتقاضوه من أجر. أي انها لا تختلف عن أي شخص "يعمل في خدمة السلطان ويضرب بسيفه" ما يجعلنا نشكك، أصلاً، بدوافع الانتماء التي تحدثت عنها بحماس وهي تروي لمراسل "معاريف" انها تنقل للطلاب في الحرم الجامعي في يوهانسبورغ الأمور من وجهة نظرها كعربية مسلمة تعيش في إسرائيل التي هي بلادها، بمساواة كاملة وتحصل على كامل حقوقها، حسب مزاعمها.
ولزيادة تأثير الخبر على القارئ، تنشر ماكينة الدعاية الاسرائيلية صورة لهذه الشابة وهي تتحدث مع طالبة سوداء من جنوب افريقيا، لتقنعها، كما يبدو، بأن الأبرتهايد الإسرائيلي ليس قائما وانها هي، "العربية" و"المسلمة" الدليل الأمثل على ذلك.
وتدعي هذه الشابة التي تفاخر بالحديث عن المساواة والحقوق التي تحصل عليها، على حد تعبيرها، خلافا للنساء في العالم العربي. انها تمثل نفسها في اطار المجموعة الدعائية ولا تمثل حكومة اسرائيل، بينما الحقائق والوقائع التي توصلنا اليها لا تقول انها تمثل حكومة اسرائيل فحسب، بل تمثل حزب الليكود احد أكثر الاحزاب عنصرية وفاشية في العداء للعرب، لا بل وحزب يسرائيل بيتينو الفاشي الذي يدير وزارة الخارجية صاحبة الدور الفعال في تشكيل هذه المجموعة الدعائية التي ارسلت الى جنوب افريقيا.
فهذه الـ"شابة"، تعمل في مركز الاتصال في وزارة الاعلام الاسرائيلية، وهي المسؤولة عن نشر الاخبار وتوصيل المعلومات من مركز الاتصال باللغة العربية الى القنوات ووسائل الاعلام العربية، وتعمل، باعترافها في تصريح ادلت به لموقع محلي، على تحقيق التواصل مع وسائل الاعلام في الخارج بل ومع الجاليات اليهودية وتجنيدها في صالح الاعلام الاسرائيلي، خاصة عن طريق وسائل الاعلام المختلفة كالفيسبوك والتويتر. كما انها تتولى مسؤولية ترتيب لقاءات لوزراء ومسئولين في الحكومة الاسرائيلية مع وسائل الاعلام. ومن هنا، يتأكد ان المحرك الاساسي لمشاركتها في هذه الماكينة الدعائية له دوافع "الضرب بسيف السلطان الذي تعمل في خدمته".
اما عن المجموعة التي تشارك فيها، فحدث ولا حرج، فالمسؤول عن المبادرة الى تشكيل هذه المجموعة التي يطلق عليها اسم "وجه اسرائيل"، هو وزير الاعلام والجاليات اليهودية، عضو الليكود يولي ادلشتاين، المهاجر الروسي الذي جاء الى وطن ليس له، ويعمل كغيره من اقطاب الصهيونية ليس على تشريع سرقة الوطن من أهله، فحسب، بل وطرد هذا الشعب من وطنه، ورفض الاعتراف بأدنى حقوقه القومية.
ويكتب يولي ادلشتاين على صفحته الالكترونية بصراحة مطلقة ان الهدف من وراء تشكيل هذه المجموعة، هو مواجهة الشبان والتنظيمات التي تنشط في الجامعات الاجنبية وتقوم على حد تعبيره بتنظيم حملات تحريض ضد اسرائيل ووصفها بأنها دولة ابرتهايد.
ويكشف ادلشتاين انه تعمد تشكيل هذه المجموعة واختيار اعضائها بحرص كي تعرض اسرائيل كدولة مجتمع متعدد الاطياف، تحافظ على قيم "المساواة" و"حقوق الانسان"، وتتولى بذلك صد محاولات تصنيف اسرائيل كدولة ابرتهايد. واختيرت لهذا الغرض مجموعة من الشباب تضم اليهود والمهاجرين و"العرب" و"الدروز" و"البدو" - (تصنيف فرق تسد المعروف– و.ي) بل وحتى الشواذ جنسيا، حسب ما جاء في صفحة ادلشتاين. ويكشف ان هؤلاء الشباب مروا بدورة تدريب وتأهيل على المستوى الشخصي. اي يمكن القول تم اجراء عملية مسح دماغ متكاملة لهم كي يقنعوا شباب العالم بما سيروجونه عن "واحة الديموقراطية" في الشرق الأوسط.
من هنا، لا يفاجئنا مشاركة شابة عربية أو غيرها من الشباب العرب، اذا صح ما ورد في صفحة ادلشتاين، في هذه المجموعة، لكننا ونحن ننظر الى صورة هذه "الشابة" وهي تتحدث الى شابة زنجية تنتمي الى شعب عانى فظائع نظام الابرتهايد السابق في جنوب افريقا، نجد انفسنا نتساءل: عن أي ديموقراطية ومساواة يمكن ان تحكي هذه الشابة "العربية" و"المسلمة" لتلك الافريقية التي قد تكون واحدة ممن حالفهم الحظ ونجوا من فظائع نظام الابرتهايد الجنوب افريقي، او كانت ضحية له؟
نسأل هذه الشابة، وهي القادمة من قرية دير حنا، هل حكت للشباب الافريقي عن قريتها، وكم من اراضيها صودر لبناء المستوطنات الاسرائيلية؟
وهل حكت للشباب الافريقي ان شرطة اسرائيل لا تختلف في ممارساتها القمعية لمظاهرات العرب عن شرطة النظام العنصري السابق في جنوب افريقيا في تعامله مع مظاهرات السود؟
هل حكت لمن التقت بهم عن مقتل شاب من قريتها وخمسة شبان اخرين من قرى عربية اخرى في يوم الأرض عام 1976، برصاص حرس الحدود، وبدم بارد، حين خرج الفلسطينيون في اسرائيل للدفاع عن اراضيهم في وجه غول المصادرة؟
هل حكت للافارقة ان 13 شابا عربيا ذبحوا بدم بارد برصاص الشرطة في العام 2000، لانهم دافعوا عن حق المسلمين في الاقصى، وان اسرائيل، "دولة القانون والعدالة والديموقراطية" رفضت حتى محاكمة القتلة على الرغم من الادانات التي توصلت اليها لجنة أور؟
هل ابلغت الافريقيين انه كما كان ابان فترة الابارتهايد العنصري، حيث لم يحاكم البيض على قتل السود، هكذا لا يحاكم اليهود في اسرائيل حين يقتلون فلسطينيا ويدعون انهم قتلوه دفاعا عن النفس؟ وهل حكت لهم ان دولتها تحاكم سبعة شبان عرب من مدينة شفاعمرو، بتهمة قتل ارهابي يهودي قتل اربعة من ابناء المدينة بدم بارد، بتحريض واضح من المستوطنين، وان الدولة لم تفتح اي تحقيق ضد المستوطنين ولا ضد من ساعد الارهابي على تنفيذ جريمته؟
هل حكت للافارقة عن القوانين العنصرية التي تسنها حكومة الليكود التي تعمل في خدمتها، ضد ابناء جلدتها العرب خلال الاعوام الاخيرة؟ هل ابلغتهم ان اسرائيل تريد محاكمة من يحيي ذكرى نكبة شعبه؟ وانها تحارب تنظيمات حقوق الانسان العربية واليهودية على حد سواء وتتهمها بالعداء للدولة لمجرد مطالبتها بحقوق الفلسطينيين؟
هل حكت لشباب العالم ان دولتها تحاكم النواب العرب لقيامهم بواجباتهم السياسية خلافا للاجماع الصهيوني؟ هل قالت لهم انه في الاسبوع الذي ذهبت فيه الى افريقيا للدفاع عن "الديموقراطية" المزعومة كان في الحزب الذي يدير الوزارة التي تعمل فيها من قدم الى الكنيست مشروعا لتشكيل لجنة للتحقيق في نشاطات النواب العرب ويتهمهم بالارهاب؟
هل حكت عن التمييز في الميزانيات والبنى التحتية والخرائط الهيكلية العالقة للبلدات العربية؟
هل حكت للافارقة انه كل يوم جمعة يحرم الاف المسلمين من اداء الشعائر الدينية في اولى القبلتين وثالث الحرمين، الاقصى الشريف؟
هل حكت عن التمييز ضد المرأة العربية في العمل والاجور والحقوق؟
هل ابلغت العالم ان في اسرائيل قرابة 100 الف مواطن عربي يعيشون في قرى لا تعترف بها اسرائيل، بدون أي خدمات، ويتعرضون كل يوم الى خطر هدم منازلهم وتشريدهم؟
كم سؤال وسؤال يمكننا ان نوجه الى هذه "الشابة" التي تفاخر بالمساواة المزعومة؟
نقول لها: ربما كانت الصدفة فقط هي التي جعلتك تولدين لاسرة عربية ومسلمة، لكنك لا تملكين اي حق بالتحدث باسم المواطنين العرب ولا المسلمين، فهم منك براء كبراءة الذئب من دم يوسف. قولي أنك تنتمين الى ماكنة الدعاية الصهيونية، واعلمي أنك لست، حاليا، إلا زنبرك يستغل لشحن هذه الماكينة، وسيأتي يوم ينتهي فيه مفعول هذا الزنبرك فتعاملين كما يعامل العرب وتعيشين "الديموقراطية" و"المساواة" على حقيقتها. وان لم تصدقي فاسألي من سبقك في خدمة المؤسسة الصهيونية، اين هم اليوم وكيف يجري التعامل معهم. اذهبي الى القرى البدوية والدرزية التي يخدم اولادها في جيش اسرائيل واسألي عن عدد البيوت التي هدمت، وعن مساحات الاراضي التي صودرت، وعن الحقوق التي غابت.. ربما عندها تعرفين ان للوقاحة السياسية، أيضا حدود.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان الأنثى - في النقب تقليد مستورد يرفضه المجتمع
- بين روحي وروحك، فراشة..!
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)
- المواطنة في دولة الأبارتهايد
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد ياسين - وللوقاحة، أيضا، حدود!!