واحد عضنا

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحن أمام نسخة أخرى من نظام مبارك تستخدم فيه مؤسسات الدولة لخدمة النظام الحاكم، لا تريد السلطة الاخوانية الجديدة تحرير المؤسسات وضمان نزاهتها بل تريدها أداة قوة فى معاركها مع الخصوم.... حيث يستخدم الرئيس ووزراؤه سلطاتهم فى تعزيز أهداف تنظيم الإخوان ومصالحه ولتذهب الدولة المحررة من مبارك إلى أقرب مرحاض، بموجب هذه السلطات يفرج عن حلفائه فى الجماعة الإسلامية بينما يظل الثوار رهن الاعتقال، وتقرر وزارة التعليم تدريس تاريخ حسن البنا فى جميع المراحل....الغريب ان يحاول الجيش الإلكتروني للتنظيم الإخواني المتأسلم أن يكذّب الحقائق، وهي عادة درج عليها دائماً .. الكل سمع ورأى وعلم .. ورغم ذلك يحاول أفراد الجيش التويتري والفيسبوكى الإخواني تغطية ضوء الشمس بأصبعه.... فالحقائق التي اكتبها عن هذا التنظيم الافعوانى الاخطبوطى هي ما جعلت المجتمع المصرى يتخذ موقفه النهائي الحازم بعدم قبوله أفكارهم التي تحمل الإسلام إسما لا فعلاً، وقولاً لا معنى، وشعارات برّاقة ضلّ التطبيق طريقه إليها....الجيش الإلكتروني الإخواني المتأسلم الواهن العزيمة، الخائر القوى، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، فقد تمت محاصرته بالحقائق التي لم يجد سبيلاً لإنكارها أو الدفاع عنها، أو تفنيد ما ورد ورشح من حقائق، فالحصار كان محكما للغاية، ولذلك وجد الجيش الإلكتروني الإخواني نفسه يخوض معركة لا يملك فيها غير محاولة التشتيت....

صراع هدم المؤسسات أو إماتتها تورط فيه الجانب الإخوانى بشهادة وقائع عديدة، منها إعلان مرسى عودة مجلس الشعب وتحديه للدستورية ثم رضوخه فى النهاية، واختياره لوزير إعلام من تنظيم الإخوان فى وقت تتخلص فيه الدول الحرة من كيان استبدادى اسمه وزارة الإعلام، والرجل نفسه لم يعرف عنه أحد خبرة سابقة فى عمل إعلامى ضخم، ولم يحقق إنجازا ملموسا فى حياته الصحفية، وبنى أرشيفه فى مجلات عناوينها القدس والزهور تقترب شهرتها من مجلات الحائط، ولم يخرج علينا بخطة معلنة لتطوير أداء الإعلام المصرى، أو ما يضمن تبعيته للدولة وليس للسلطة....وجاء اختيار رؤساء للصحف القومية من قائمة بدت أسماؤها إما متوافقة مع الأجندة الإخوانية وإما بلا موقف، ويشترك الصنفان فى عدم الكفاءة، يكفى مثلا أن رئيس تحرير أخبار الأدب الجديد لم يضبط فى يوم من الأيام يتناول عملا أدبيا، فيما أطاح الإخوان بكفاءات حققت نجاحا وطفرة فى مواقعها منها ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار، لمجرد الاختلاف السياسى، ومنع محمد حسن البنا رئيس تحرير الأخبار الجديد مقالا لعبلة الروينى لأنها تنتقد الإخوان... ما جرى أسوأ مما كان يجرى لأنه يجرى على نفس المنطق بعد ثورة دفعنا ثمنها غاليا من دماء أبنائنا ونور عيونهم.... وها هو وزير الإعلام الإخوانى يسير على نفس الدرب لسابقيه من أبواق النظام من التطبيل للرئيس إلى الحد الذى يطنطن فيه لمشاعر الرئيس ويصفها فى الجنازة، بينما الرئيس غير موجود! ما الفارق بين هذا ومشهد النيل الهادئ الذى تصدر شاشة التليفزيون الرسمى فى عز الثورة؟..

الى ان خرج علينا المهندس القيادى الإخوانى سعد الحسينى الذى قال فى قناة مصر 25 إن «شباب الإخوان سيضربون بالجزمة معارضى الرئيس»، وما هى إلا لحظات وبدأ الضرب الفعلى، فتم الاعتداء على الزملاء خالد صلاح وعمرو أديب ويوسف الحسينى ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى بآلاف الشباب الإخوانى، ثم دعوة موازية لمواقع إخوانية تدعو الشباب لتكرار الأمر مع زيادة العدد إلى 300 ألف، ثم ضرب وسحل لمعارضى الرئيس أمام قصر الاتحادية من ميليشيات إخوانية... الامر ليس من قبيل الصدفة نحن إذن أمام صراع لهدم المؤسسات من طرفين، ظاهره الأحذية وباطنه الثورية من جهة، وأمن مصر القومى من جهة أخرى... ضرب الثوار بالجزمة ليس آخر تصريحات سعد الحسينى ابو لسان طويل يجب قطعه... هذه باختصار شديد أسوأ تصريحات المحافظ والنائب السابق الاخواني سعد الحسينى الذى اصبح مؤخرا محافظا لكفر الشيخ : (كل من يتظاهر ضد الاخوان سيأخذ بالجزمة ) ,(أخونة الدولة هى الديمقراطية) , (أؤيد قرض الصندوق ولو كان "ربا " فالضرورات تبيح المحظورات )...هذه التصريحات هى تصرف فاشى لعصابة تحاول الاستيلاء على الوطن وليس لحزب يأتى ليحكم لفترة ويقبل معارضته وحسابه عما يأتى به من أفعال وقرارات..... ما الذى يمكن أن يوصف به ضرب الناس وإرهابهم وتكسير السيارات سوى أن من يحكم لا يؤمن بديمقراطية أو حرية إلا بالديمقراطية التى أتت به لينقلب عليها....

الفاشية واضحة كالشمس ولا يستحى الإخوان من إعلانها بل هم يسعون إلى استخدامها لإرهاب من يعارضهم وقد تصاعدت هذه الايام أزمة إطلاق الكلاب البوليسية على المواطنين ببلطيم خلال الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة كفر الشيخ، فى حضور المحافظ سعد الحسينى، وسط مطالبات من القوى السياسية بالمحافظة بإقالة المحافظ ومدير الأمن....ما حدث من محافظ كفر الشيخ الإخوانى وحراسته من الشرطة العسكرية نرفضه وبشده ونستنكره...لقداصبح اللقب الجديد لسعد الحسينى ... (واحد عضنا )...لذلك دعا "اتحاد شباب الثورة" بكفر الشيخ، إلى وقفة احتجاجية غدًا الأربعاء الساعة 12 ظهرًا أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بإقالة سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ كونه المسئول الأول عما حدث، وطالب بإقالة اللواء صلاح عكاشة مدير أمن كفرالشيخ، والتحقيق فورًا مع المسئولين عن إطلاق الكلاب على المتظاهرين من أبناء مدينة بلطيم، والتحقيق مع محمد إبراهيم عامر القيادى بحزب "الحرية والعدالة" لتعديه بالضرب على أحد المتظاهرين من أبناء مدينة بلطيم ووصفه للمتظاهرين بـ "البلطجية"...أن وقوع مثل هذا الحدث الخطيرباطلاق الكلاب البوليسية على المتظاهرين الشرفاء بـ "برج البرلس"، لمجرد أنهم أرادوا التعبير عن رأيهم فى حضور محافظ كفر الشيخ سعد الحسينى أثناء الاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة وفى حضور المحافظ أعلى قيادة سياسية بالمحافظة، لهو مؤشر إلى عودة ممارسات قمعية "حسبناها فى ذمة التاريخ"، ولا سيما بعد ثورة وضعت "الحرية والكرامة الإنسانية" على رأس أهدافها.... ماحدث يعد قمع للمعارضين أسوأ مما كان يفعله نظام مبارك وحزبه الوطنى، ولم يكن يتوقعه أحد على الاطلاق بعد ثورة 25 يناير العظيمة...عن أي كرامة نتحدث عندما يطلق عسكري جيش كلبا بوليسيا (وكلاهما كلبان) علي المواطنين في حضور المحافظ http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=OBsDui9JJeI ...في الصورة كلب يمسك بقيد كلب ....وإن لم يحاسب هو والمحافظ الذى جرى هذا المشهد امام عينيه , فكلهم كلاب مع إعتذاري للكلاب!!!...سعد الحسيني أصدر تصريحا أقر فيه بأن حراسته هاجمت المواطنين بالكلاب البوليسية ، ثم اعتذر ، أخطأت في القراءة ، إذ ظننته اعتزل بعد هذا الجرم الشنيع !!..المحافظ اعتذر والسلام ولم يقدم استقالته لانه متمسك بالكرسى كما تتمسك به جماعته !!..اطلق كلابك كمان وكمان يا مرسى انت ومرشدك الاعلى !!.."لقد بات من الواضح تماما ومما لايدع مجالا للشك أن النظام الجديد اكثر شراسة من النظام السابق الذى كان يستحى أن يفعل ما فعله سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين"...

الغريب فى الامر ما قاله العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة، إن عناصر القوات المسلحة، وتحديدا عناصر الشرطة العسكرية لم تشارك فى واقعة فض الهجوم الذى تعرض له محافظ كفر الشيخ بميناء البرلس أمس الاثنين، أثناء لقاء جماهيرى عقد على هامش الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة وأكد المتحدث عبر صفحته على "فيس بوك" عدم وجود أى كلاب بوليسية ضمن تنظيم وحدات الشرطة العسكرية أو حرس الحدود، معربا عن بالغ أسف القوات المسلحة لما حدث بتلك الواقعة، مؤكدا أنها ليست طرفاً فى أى صراع بين أى تيارات سياسية أو غيرها طبقاً للقواعد والمحددات المعمول بها داخل المؤسسة العسكرية....http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=OBsDui9JJeI امال ده ايه يا أحمد على !! عسكرى جيش ده ولا مش عسكرى جيش يا احمد على ؟!! تصريحات المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة على غرار تصريحات الداخلية الشهيرة التى اتحفنا بها وزراء الداخلية المتعاقبين ، بدأت بجملة : ما عندناش قناصة ...وجاء ورائها : ما عندناش خرطوش ....لتنتهى بحقيقة مأساوية اقرتها المحكمة : ان ما عندناش شهداء اصلا !!...تجدر الإشارة إلى أن الرواية الإخوانية تقول : مشادات ومواجهات بين عدد من المشاركين باحتفال محافظة كفر الشيخ بعيدها القومى، حيث تطور الأمر إلى تطاول وهجوم على المحافظ، مما أدى إلى قيام مدير مكتبه ومدير ميناء البرلس بالتوجه إلى نقطة حرس الحدود الموجودة داخل الميناء (والمختصة بمنح التصاريح لسفن الصيد)، ومطالبة أفرادها بالتدخل لحماية المحافظ، وعلى أثر ذلك اندفع أفراد النقطة بشكل تلقائى لنجدة المحافظ، حيث اندفع وراءهم أحد الكلاب الضالة (والذى يتم إطعامه داخل النقطة)، وهو ما تسبب فى حدوث حالة من الذعر بين المواطنين!!!..http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=OBsDui9JJeI بالذمة هل هذا كلبا ضالا ؟!.. الحكم للقارىء الذكى !!الفاشية واضحة كالشمس ولا يستحى الإخوان من إعلانها بل هم يسعون إلى استخدامها لإرهاب من يعارضهم لقد بات من الواضح أن النظام الجديد أكثر شراسة من النظام السابق الذي كان يستحي أن يفعل ما يفعله من ينادون بتطبيق شرع الله !!..فالوطنية فوق السياسة والمبادئ فوق المصالح !!..مما لاشك فيه لقد اتت الثورة بماهو اسوء واغبى من الحزب الوطنى !!..جماعة الاخوان الارهابية تكشر عن انيابه وهتضرب الشعب بالجزمة او ستطلق عليه الكلاب من اعضاءها او الكلاب البوليسية ...فعلا عيش وحرية وكرامة انسانية !!..

حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات