أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - يسألونك عن الثورة( قل : الوطن او الموت)















المزيد.....

يسألونك عن الثورة( قل : الوطن او الموت)


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلِبتوقراطية هو مصطلح يعني نظام حكم اللصوص.... وهو نمط الحكومة الذي يراكم الثروة الشخصية والسلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة، الذين يكونون الكربتوقراط، وذلك على حساب الجماعة، وأحياناً دون حتى ادعاءات السعي إلى خدمتهم. واللفظ مركب من مقطعين يونانيين؛ أولهما "كلبتو" بمعنى لص، وثانيهما "قراط" بمعنى حُكم....وعادة ما يكون نظام الحكم في تلك الحكومات في الأصل ديكتاتوريًا أو استبداديًا، ومع ذلك فقد تظهر الكليبتوقراطية في بعض النظم الديموقراطية التي انزلقت إلى الأوليجاركية (حكم القلة)...وتتستر الانظمة الكلبتوقراطية في بلادنا تارة بصبغة ديمقراطية جمهورية وحينا بصبغة أرستقراطية ملكية أو ثيوقراطية دينية أو أوتوقراطية ايديولوجية شمولية ولكن هذه الصبغات لا تعدو كونها عناوين فضفاضة للحكم الكلبتوقراطي السائد من المحيط للخليج !!!..سمات هذا النظام السائد في بلادنا وكيفية عمله تتميز بعدة سمات :
* السمة الأولى : هي وجود ما نستطيع تسميته بطربوش الحكم وهو قد يكون الملك أو الرئيس او حتى حكومة أو وزارة والطربوش يشكل عنوان النظام ورمزه ويكون فوق كل اعتبار وفوق كل شبهة..... طربوش الحكم هذا هو الذي يدير اللعبة ويلعب دور الحكم بين الطبقة الكلبتوقراطية الحاكمة.... وتحت الطربوش يقع راس النظام الكلبتوقراطي المكون من كبار اللصوص وهم يشكلون مركز الثقل في النظام ويده الضاربة وهم الذين يحرصون على ديمومته لأنهم المستفيد الاكبر منه... وهذا الرأس بحاجة للطربوش لكي يغطيه ويحميه من شمس الحقيقة ومن الانكشاف كما أن الطربوش بحاجة الى الرأس لكي لا يسقط وليستند اليه، وهنا تنشأ علاقة مزدوجة بين طربوش الكلبتوقراطية أي كان وبين رأس النظام المكون من مافيا اللصوص الكبار.... ويستطيع الرأس اذا ما اقتضى الأمر تغيير الطربوش واستبدال ملك بآخر وزعيم بزعيم ورئيس برئيس ولكن من الصعب جدا بل شبه المستحيل على الطربوش أن يقطع الرأس لانه يعرف بانه لو فعل ذلك لسقط وانتهى دوسا بين الاقدام....وبعد الرأس هنالك أطراف النظام أي الاذرع التي تسرق والأقدام التي تتحرك والقبضات التي تدافع عن كيان النظام اللصوصي.... وهي مستفيدة ايضا وتدين بوجودها ومواقعها وامتيازاتها للرأس وتحمي الرأس باسم حماية الطربوش والنظام!!..

لا نجد بلدا عربيا واحدا يشذ عن هذه القاعدة بشكل عام.... وكلنا يعرف اقتصاد الكباري او الجسور في أحد أكبر البلدان العربية حيث توزع المنح الأجنبية على كبار اللصوص من خلال بناء الجسور وتسجيل فواتيرها بشكل مبالغ فيه... فاذا ما كلف جسر مئة الف تسجل كلفته بعشرة ملايين.... فترى عاصمة ذلك البلد تعج بالجسور العشوائية العديمة النفع بينما ازمة المواصلات فيها خانقة الى أقصى حد وخير مثال على ذلك قاهرة المعز .... ونفس القصة تتكرر في ذلك البلد العربي الأخر الجميل والساحر حيث يفتتح الطربوش المشروع تلو الآخر بمحاولة منه لخلق شعور بالتقدم بين المواطنين وبالتباين مع نهج الطربوش السابق وتصل الكهرباء الى القرى النائية وتدشن الطرق فاذا بالشتاء يهطل ويجرف الطرق والبيوت ويتبين أن كل شيء معمول بأقل كلفة ممكنة وأعلى فاتورة ممكنة.... وفي نفس الوقت تحول المافيا الكلبتوقراطية الحاكمة في ذلك البلد وطنها الى مركز عالمي للسياحة الجنسية يتخطى تايلاند وتدير صناعة دعارة بقيمة مليارات الدولارات، وحتى انها تصدر ضحاياها من بنات الفقراء والمساكين اللواتي تحول جمالهن الى نقمة بدل أن يكون نعمة والى سلعة في يد ذئاب المافيا الكلبتوقراطية الحاكمة، تصدر الى بلاد العرب قاطبة !!..

الى جانب العديد من الأقطار العربية التي تحكمها مافيات من الجنرالات الذين يتقاسمون الكعكة مع المستثمرين الاجانب في قطاع النفط والغاز، أو تلك التي تحكمها أسر عشائرية تهيمن على نفطها ومقدراتها وتحمي نفسها من خلال قواعد أجنبية وجيوش اجنبية.... أو تلك البلدان التي تحكمها أحزاب وحركات ايديولوجية المنشأ تحولت الى مافيات طائفية أو قبلية... أو ذلك البلد السليب الذي تحول ثواره الى مدراء منظمات غير حكومية تعتاش من المعونات الغربية التي لا تصل الا الى جيوبهم وتحول الثوار السابقون الى نخب مالية كليبتوقراطية تتاجر بحقوق شعبها من أجل التواجد على مائدة المحتل ومن يدعمه والأكل من فتات مساعداته.... أو ذلك الابن البار لبلد صغير آخر الذي عاد ليبني بلده حسب ما أعلن بعد حرب أهلية فاذا بديون ذلك البلد تقفز من الصفر الى 40 مليار دولار بقدرة قادر وثروة ذلك المحسن تقفز من 3 مليارات الى 14 مليارا خلال فترة حكمه للبلد.... واذا به يشتري كل شيء فيه ويتاجر بكل شيء ويصر محبوه على انه محسن وعلى أنه عمر البلد بعد الحرب.... 40 مليار دولار من الدين الداخلي منها قسم كبير لمصارف يملكها هو فاتورة ذلك الاعمار الذي لا يتعدى حي راق في وسط المدينة يملـــــكه هو ومطار دولي أقل من عادي وطريق سريع يكاد يكون فيه بين الحفرة والحفرة حفرة ثالثة !!...

لا بد من أن نعي بأن هذا النظام هو وليد ظروف موضوعية اهمها المنظومة الفكرية السلطوية التي تهيمن على مجتمعنا والتي يتم تبريرها من خلال مفاهيم غيبية للحاكمية ولولاية الامر من جهة ومن خلال شعارات ثورجية أو حداثية فارغة من اي مضمون فعلي من جهة مقابلة.... يضاف الى هذا القابلية المعرفية لانتاج القمع والتسلط التي تعكس قرونا من الحكم الاستبدادي الأجنبي بدءاً من المماليك الاتراك والقوقازيين الذين تقاسموا الامبراطورية العباسية وصولا الى الحكم العثماني ومن ثم الى مرحلة الاستعمار، وهذه الحقبات خلقت عند المواطن العربي قدرية تجاه نظام الحكم تجعله يعتبر أنه من الطبيعي جدا أن يكون هذا النظام غريبا عنه معاديا له ناهبا لثرواته وتكونت بالتالي عند العربي عقلية تعتبر المشاركة في لعبة السرقة تلك تشاطرا على النظام السارق والغريب وهكذا ينتج الفساد فسادا.... أضف الى ذلك المنظومة السياسية التي قامت في بلادنا بالتوازي مع التجزئة السياسية للوطن العربي الى كيانات مصطنعة وظيفتها ابقاء هذه الأمة ضعيفة وغير قادرة على مقاومة النهب الخارجي لمقدراتها ولأرضها من قبل الاستعمار الصهيوني والامبريالية.... وتناغمت هنا مصالح الطبقات والنخب الكلبتوقراطية مع مصالح الاستعمار الصهيوني والامبريالية في ابقاء الشعب العربي مقسما وجاهلا ومهمشا وهذا يسهل مهمة هذا الحلف الشيطاني من اللصوص الداخليين والطامعين الخارجيين الذين يتشاركون في نهب ثرواتنا وهدر طاقاتنا...

الغريب فى الامر تعايش الطبقة الوسطى العربية وهي القادرة على انتاج المشاريع التغييرية في كنف هذا النظام وتعتاش من فتاته وتتطبع معظم أحزابها وقواها بطبعه وتتحول هكذا القوى التغييرية ذاتها الى قوى فاسدة يسودها الصراع الداخلي على النفوذ والسلطة وادارة الموارد وبالتالي تعجز عن قيادة عموم المواطنين من أجل تغيير للنظام.... وشخصية السياسي العربي عموما والمناضلين المدعي الثورية خصوصا هي شخصية مشروع طربوش للمفسدين واللصوص لأن فهم السياسة في بلادنا ومرادفها أصبح اعادة انتاج النسق الكلبتوقراطي تحت صيغ مختلفة ومتعددة ومرارا وتكرارا....هذا هو واقعنا المريرفى الثورة المصرية !!.. أما الخروج منه فلا يكون الا من خلال انتاج نخب ثورية نقية تكون سمتها الأولى نكران الذات وتدرك طبيعة عدوها الخارجي والداخلي وتعمل من أجل استئصال المرض من جذوره وقطع رأس النظام وليس فقط الاطاحة بطربوشه....

وهنا تجربة ثوار 25 يناير لا تزال ماثلة أمامنا عندما أطاحنا بالطربوش ولكننا لم ندرك الا متأخرا بأن مافيا الارستقراطية الكلبتوقراطية يجب أن يتم القضاء عليها سريعا ..وعندما أدركنا ذلك كان الاوان قد فات وكانت هذه المافيا الاخوانية قد حولت نفسها الى طبقة جديدة تهيمن على الأطر التي أنشأتها الثورة وترفع شعارات الثورة بينما تكرس النظام الكلبتوقراطي في نفس الوقت... هنالك حقيقة تاريخية يجب أن نعيها، وهي أن الثورة الفرنسية لم تستخدم المقصلة عبثا ولرغبة سادية في نفس قادتها، كان لا بد من أن تتدحرج رؤوس ليبزغ من بعد ذلك فجر المواطنة والدولة الحديثة!!!...فالثورة ليست عملية انقلاب على منظومة حكم و استبدال اليات ادارة بآليات اخرى.... ان ذلك جزء بسيط من العملية الثورية و لكنه لا يختزلها.... الثورة هي قبل كل شيء انقلاب على مفاهيم و قيم و استبدالها بمفاهيم و قيم جديدة.... و اذا كان التطور الثقافي و الاجتماعي هو عبارة عن تحول بطيء و تراكمي للمفاهيم المعرفية و القيمية في المجتمعات البشرية يؤدي الى تغيرها مع الوقت, فان الثورة هي قفزة نوعية تحرق المراحل و تنقل المجتمع من طور الى طور في زمن قياسي.... هكذا عملية لا تحصل من دون تحطيم بعض الاطر و تغيير اطر اخرى تغييرا جذريا.... انها عملية مؤلمة و تسير وفق جدلية معقدة بين الهدم و البناء و بين التوتر و الاستقرار حتى تتمخض عنها حالة مستقرة جديدة مبنية على مكتسبات قيمية و هيكلية على حد سواء !!..أصدقائي من الثوار يريدون من الثورة المصرية ان تنتج الديموقراطية و العدالة و الحداثة بجرة قلم و يريدونها ان تحرر فلسطين اليوم, كن فيكون .... و يتناسون ان الثورة الفرنسية احتاجت الى أكثر من قرن لتنتج حكما جمهوريا مستقرا .... الثورة الفرنسية التي صاغت أول شرعة لحقوق الانسان و المواطن انتجت كذلك مجازر دموية و إرهاب فكري خلال الحكم اليعقوبي و من ثم انتجت الطغيان الامبراطوري النابليوني تبعته عودة النظام الملكي القديم فعودة الامبراطورية ثم الجمهورية!!...

هكذا هي الثورات, بعد مرحلة الفوضى و الصراعات و الاضطراب الاولى, و بعد ان يصعد كل شيء الى السطح سيتم فرز ما يريده الشعب فعلا مما لا يريده..... و ثقتنا كبيرة بان الشعب المصرى يريد حريته و تقدمه و مستقبل اطفاله و يريد كرامة امته !!..عندما تتحرك مصر تشخص الأنظار و ترتجف القلوب و ترتعش الكراسي و العروش والكروش.... عندما تتحرك مصر يصمت العالم و يراقب لأن مصر هي البداية و النهاية, فيها كان الأفضل و فيها عشعش الاسوء منذ عقود... مصر هي حيث يوجد المدى المطلوب للتغيير و مصر هي حيث توجد امكانات التغيير و اليات التغيير و آفاق التغيير !!!.. لذلك على القوى الثورية الحقيقية عدم الالتفات للكلبتوقراطية الاخوانية !! وألا نصالح و لا نفاوض و لا نعترف بالغاصب و المعتدي.... و مبارك و زمرته غاصبين للحكم و معتدين على الشعب فلا تفاوضونهم.... الثورة لا تفاوض بل تحسم…. الثورة لا تفاوض بل تعرض عرضا واحدا على عدو الشعب و هو الاستسلام, الاستسلام و لا شيء غير الاستسلام ...فالثورة حركة مستمرة اذا ما توقفت انتهت.... فلا تتوقفوا و لا تقفوا.... الثورة عليها أن تقتحم كل الميادين و تجعلها ميادينا للتحرير.... الثورة عليها أن تقتحم لا أن تدافع.... عندما تتدفق الملايين الثائرة لا يوقفها سد ولا يحدها حد... الثورة هي حراك فلا تجعلونها جمود و انتظار... الثورة مبادرة فلا تتركوا المبادرة لأعداء الشعب لانهم سيتلقفونها بكلتا اليدين.... أنقضوا عليهم و ازحفوا عليهم , اقتحموا مقراتهم ومكتب افسادهم و اقتحموا مقر الوزارة و اقتحموا التلفزيون و اقتحموا قصر الاتحادية لان الاتحاد والغلبة لكم و ليست لمن خانها.... يا ثوار مصر الثورة هي الشرعية الوحيدة و لا شرعية خارج ثورتكم...مما لاشك فيه ان دم الشهداء غال و مقدس, فلا ترضوا بالمساومة التى يجريها الاخوان ومرسيهم على هذا الدم و لا بمن يتاجر به من أجل مكاسب أو مناصب.... ان أعظم وفاء لدم الشهيد هو الاستمرار على نهجه و الوفاء للأهداف التي استشهد من أجلها... فكروا بمن بذل حياته من أجل أن يرحل و من أجل أن تتحرر مصر البهية هل سيرضى بألا يرحل؟ و هل سيرضى بألا تتحرر؟!!..

ألاريستقراطية الاخوانية الحاكمة لن تنتج لنا مطالب الجماهير المصرية الكادحة وراء لقمة العيش لن تنتج الحرية ولا العدالة الاجتماعية و لا التغيير كما طالبت الثورة.... الجدير بالذكر ان كل ثورات العالم قادتها الطبقة الوسطى و انتجت من خلالها أحيانا مجتمعا يشبهها و هو المجتمع الاكثر صحية من دون شك و فشلت عندما تحولت بدورها الى نخبة اريستقراطية طاغية كما يفعل بنا الاخوان الآن !!... لأن المجتمع الاريستقراطي مريض حكما و المجتمع الكادح الفقير المعدم ليس هدفا يجب أن ينشده أحد و ينتج المرض و الحروب و التخلف... مجتمعا يشبه الطبقة الوسطى اي مجتمع العدالة الاجتماعية والحرية والديموقراطية هو ما ننشده و ما نريده !!..نحتاج روح الثورة التى جعلتنا نتجمع ضد الطاغية مبارك فغيابها يتمنا, نحتاج مصر التي أغضبتنا بغيابها حتى الجنون لأننا نحبها حتى الجنون.... نحتاج مصر الثورة لا مصر الفورة الانتفاعية الانتهازية الاخوانية …. نحتاج مصر البوصلة لا مصر البورصة الخرفانية الاخوانية … نحتاج مصرالثورة فان انهزمت الثورة انهزمنا جميعا و اذا انتصرت انتصرنا جميعا.... أنتم أملنا اليوم و غدا….. استمروا!.... ولكم فى قصة فيدل كاسترو وجيفارا ورفاقهم عبرة لقد كانوا 82 مقاتلا انطلقوا من المكسيك على متن قارب متهالك تتسرب اليه المياه متجهين الى شواطئ كوبا يقودهم مفكر ثوري اسمه فيديل كاسترو وهدفهم اسقاط حكم الدكتاتور الفاسد المدعوم من الولايات المتحدة، باتيستا..... تسلل المقاتلون الثوريون عبر البحر وقسموا أنفسهم مجموعات صغيرة عندما وطأوا اليابسة الكوبية انتشروا في الأدغال يجمعون الأنصار ويبنون المخيمات التدريبية..... كان بعضهم يعتبر فكرتهم جنونية وفيديل ‘مجنونا قليلا’ كما قال له تشي غيفارا عندما قرر الانضمام اليه، الا أن هذا الجنون الحالم وهذا الحلم المتفجر بحس الحق والعدالة، مهما تكن العواقب، لا شك أنه لعب دورا محوريا في حكايتهم....

لم تدعمهم دولة ولم تقف وراءهم قوى الا أنهم وضعوا لانفسهم منهجا واضحا في الثورة لخصوه بشعار ‘الوطن أو الموت’.... لم يحاربوا في البداية من أجل ايديولوجيا معقدة أو متفلسفة بل انتفضوا من أجل العدالة في الوطن وضد المفسدين من أصحاب الكروش الكبيرة المستعبدين للشعب والناهبين لثرواته.... التخلص من هؤلاء واقامة نظام وطني ونظيف كان هدف ثورتهم الأول.... ولأن غايتهم كانت نظيفة حافظوا على نظافة اساليبهم فكانوا يعيشون بين القرويين ويحمونهم ويطببونهم وكان من يسرق أو يعتدي على مدني من المقاتلين يعدم رميا بالرصاص لأن مسؤولية الثوري بنظرهم كانت أكبر من مسؤولية الانسان العادي وبالتالي فان أخلاق الثوري عليها أن تتخطى أخلاق الانسان العادي بدرجات ....كانت لديهم ثوابت لا نقاش فيها أما ما عدا ذلك فكان النقاش من هواياتهم ولم يكن يفسد عندهم للود قضية.... وبالرغم من بنيتهم التنظيمية التراتبية الا أن الروح الرفاقية كانت سائدة ولم يتعال قادتهم على جنودهم ولم يتوان قائد عن الانقضاض في الخط الأمامي قبل الجندي.... كانوا مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل قضية وليس من أجل مكسب لا في الدنيا ولا في الآخرة.... كان يحركهم الحب كما قال غيفارا، حب الوطن والعدالة وحب الناس المساكين والفقراء....

82 مقاتلا ثوريا امنوا أنهم قادرون على بناء ثورة مناهضة للامبريالية في خاصرة الولايات المتحدة الامريكية ونجحوا في ذلك.... مارسوا وتمرسوا على ما يسميه ابراهيم علوش رياضيات الحلم، ورياضيات الحلم هي ضرورة أن نحلم دون أن ينسينا حلمنا الكبير حسابات واقعنا ومتطلباته منا وضرورة أن نحسب لهذا الواقع ونحلله رياضيا ولكن من دون أن يفقدنا ذلك قدرتنا على انتاج أحلام تغييره وتحويلها من خلال عملنا الى فعل.... ورياضيات الحلم هذه وجه آخر لما يسميه عصمت سيف الدولة جدل الانسان.... أي العملية الجدلية التي تنشأ بين واقع الانسان، كفرد أو جماعة، وبين تطلعات الانسان التي ينتجها ذهنه وفكره ووعيه.... وهذه العملية الجدلية تتم في الانسان ومجتمعه وليس خارجهما وتحل بالعمل من أجل أن يتم الانتقال من ما هو كائن الى ما يجب أن يكون وفقا للتطلعات البشرية.... والمركب الجدلي هنا واقع جديد يختلف عن سابقه ولا يتطابق كليا مع التطلعات التي أدت اليه وتستمر العملية الى ما لا نهاية...اذن على الانسان أن يحلم، وأن يبني تطلعات ويعمل من أجل تحقيقها ولكن عليه أن ينطلق دوما من واقعه ومن قراءة متجردة قدر الامكان لهذا الواقع.... وهنا نطرح سؤالا، واقعنا العربي المتعفن اليوم في كل أقطارنا بما فيه من فساد وتسلط وقمع واحتلال وتخلف ورجعية الى اخر موسوعة الأمراض الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية، الا يتطلب تغييرا جذريا؟ الا يجعل هكذا واقع من الضروري أن تنتج مجتمعاتنا حركات ثورية جامعة تنتفض من أجل مصالح الناس وكراماتها وعزتها؟ وليس من اجل مصالح الاخوان والجماعة !!! يا ثوار مصر : نحتاج مصرالثورة فان انهزمت الثورة انهزمنا جميعا و اذا انتصرت انتصرنا جميعا.... أنتم أملنا اليوم و غدا….. استمروا !!..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا
- روسيا وسوريا خير مثال على ان الطبيعة هى التى تحكم
- ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان
- مريم المقدسة
- صرخة فى وجه الحسبة
- ائتلاف شباب الثورة ورقة التوت الاخيرة التى فضحت الجميع
- لا حذاء للديمقراطية يامرشد الاخوان
- عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان
- الماسة والاحجار
- ما المانع اذا ايها القدر!!!!!
- يامرسى اللى اختشوا ماتوا
- ما احوج اقباط مصر لمناضل يخلصهم من ظلم الاضطهاد!!!
- هل يستطيع الشعب السعودى الثورة على هذا النظام الموالى لاسرائ ...
- احبك يا بحر الرقة والحنان
- فض الاشتباك بين اشكالية اسلام النص واسلام التاريخ
- الاسبرطية والشيوعية والتحريضية الاخوانية الكفاحية هى المشروع ...
- البلوتوث الانسانى(التخاطر عن بعد)
- لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى
- الأخضر الإبراهيمي هو القنطرة لاستعادة تركيا مجدها السياسى فى ...
- افيقوا الفيلم المسىء للرسول طعم لتغذية الفتنة الطائفية وتقسي ...


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - يسألونك عن الثورة( قل : الوطن او الموت)