أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا















المزيد.....



الافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه أن جماعة الإخوان المسلمين هي السبب وراء أغلب المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي حاليا خاصة في دول منطقة الشرق الأوسط.... ومن الادلة على صدق كلامى اتهامات حكام الدول العربية الكبرى للجماعة بأنها تطمح للاستيلاء على السلطة بطريقة غير شرعية، ووصفتها عدة حكومات بأنها تشكل خطرا كبيرا على الاستقرار في ظل نمو نفوذ أحزابها....الجدير بالذكر ان سيطرة الإخوان على السلطة في مصر، وجلوس "محمد مرسي"، العضو البارز في جماعة الإخوان، على كرسي الرئاسة، أدى إلى زيادة القلق عند العديد من دول الخليج العربي، وفوجئت الممالك التي نجت من الربيع العربي بأن أصبحت الجماعة لاعبا رئيسا في المنطقة.... لذلك حث الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان" - وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، في مؤتمر صحفي - دول الخليج للتعامل مع مؤامرة الإخوان المزعومة لتقويض الحكومات الإقليمية، مؤكدا أن جماعة الإخوان لا تؤمن بالدولة القومية، ولا تعتقد في سيادة الدولة..... ويجب ان يعلم الجميع أن جماعة الإخوان محظورة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنه تم اعتقال نحو 60 شخصا هذا العام ينتمون إلى جمعية الإصلاح، التابعة لجماعة الإخوان، كانوا يخططون للقيام بانقلاب في الإمارات ...ونلفت النظر إلى أن جمعية الإصلاح تشارك أيديولوجية مماثلة مع إخوان مصر، على الرغم من أنها لا تملك علاقات مباشرة مع الجماعة... لذلك قال "ضاحي خلفان" قائد شرطة دبي : أن جماعة الإخوان المسلمين شريك في "المؤامرة الدولية" ضد دول الخليج العربية....
وهذا يبرر الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل حركة الإخوان المسلمين بعد قيام حكومتها بسحب الجنسية من سبعة أفراد، منحوا الجنسية "بحكم التجنس"، وتم سحبها استناداً إلى المادة 16 من قانون الجنسية الخاص بدولة الإمارات رقم 17 لسنة 1972 والقانون المعدل عليه تنص على أنه تسحب الجنسية عن المجنَّس "إذا أتى عملاً يعد خطراً على أمن الدولة وسلامتها أو شرع في ذلك"....

هذه المقدمة تفسر لكل لبيب لماذا قطع خيرت الشاطر زيارته التي كان مقرر لها خمسة أيام بعدما اعتذر وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد عن مقابلته؟!! رغم المحاولات المستميته من المرشد محمد بديع ورسائلة لحاكم الامارات مستجديا اياه ان يتقابل مع مندوبه الشاطر والتي تجاهلها رئيس دولة الامارات ايضا !!!..وكانت رحلة الشاطر في الاساس تهدف لعدة اهداف رئيسية:
١- التوسط والاعتذار لحكومة ابو ظبي ومحاولة الافراج عن ٦٠ من الارهابيين المنتمين للجماعة الذين تم القاء القبض عليهم بالامارات مؤخرا واكتشاف الخلايا التي كانت تحاول اثارة الاضطرابات وبعض الاغتيالات في دبي وابو ظبي...
٢- نفي صلة الجماعه بهؤلاء الارهابيين المقبوض عليهم وانهم لم يعطوهم اي توجيهات بذلك والتاكيد علي احترام الجماعة لدولة الامارات حكومة وشعبا....
٣- اقناع دولة الامارات بعدم تزعم تجمع دولي خليجي لفرض حصار امني واقتصادي علي خلايا الجماعة وعدم الكشف عن حساباتهم او مصادرتها.....
٤- محاولة استمالة الامارات بالوعود المستقبلية عن وقوف مصر لجانب دولة الامارات ضد ايران لاستراد الجزيرتين المتنازع عليهما بين الامارات وايران وعرض المسانده العسكرية المصرية للامارات ...
٥- الاجتماع بعوائل وأسر الارهابيين المقبوض عليهم بدولة الامارات والذين كانوا يخططون لقلب نظام الحكم ومحاولة اعادتهم لمصر مع ضمان مستحقاتهم المالية وعدم مصادراتها....
٦- التعهد بحل جميع المشاكل التي تتعرض لها الشركات الاماراتية بمصر وتقديم المزيد من التسهيلات والامتيازات لها وعرض شرائها في حالة عدم رغبتهم في الاستمرار لصالح مستثمريين قطريين...
٧- عرض مشروعات تجارية واستثمارية علي الشركات الاماراتية بالقاهرة....
٨- مداعبة الكرم الاماراتى بعدم انهاء عقود عمل المصريين العاملين بالامارات لان الاقتصاد المصري لا يتحمل عودتهم في الوقت الراهن...

وقد تعمد الشاطر النزول بفندق قصر الامارات لمحاولة مقابلة اي من المسئولين الامارتيين اللذين اعتذروا كما اعتذر الفريق ضاحي خلفان عن مقابلة الشاطر رغم انه عين عليه حراسه سريه بالملابس المدنيه خوفا من اعتداء الجماهير عليه...
كما تم توقيف الشاطر لاكثر من ٤٠ دقيقة لتفتيش حقائبه بالمطار ولكن دون اشعاره باي حرج ورفض خروجه من صالة كبار الزوار !!..وتم رصد مكالمات بين الشاطر وبين محمد بديع يروي له ما حدث له وطالبه بالتوسط لدي اي من لهم صله بحكام الخليج ووعده بديع ولكن دون جدوي !!..كما ان الشاطر حمل معه بعض المشاريع التجارية المغرية ولكن تم الرد عليه بانها ستخضع للدراسة وذلك من وكلاء او مندوبين عن ملاك بعض الشركات الكبري بعدما رفض اصحابها وملاكها مقابلته معتذرين بادب عن انشغالهم وارتباطهم بمواعيد اخري ومنهم من تعلل بالمرض !!...ومن الطريف ان ادارة الفندق طلبت بشكل مهذب من الشاطر تناول وجباته الغذائية في جناحه وعدم التواجد في المطاعم الخاصة بالنزلاء والدخول والخروج من باب العمال لعدم احتكاك احد به وهو ما قابله الشاطر بامتعاض شديد ولكنه امتثل له !!.. دولة الامارات صفعت الشاطر على قفاه وتم طرده بطريقه مهذبه من الامارات !!! ... ما حدث فى الامارات مع خيرت الشاطر صاحب مشروع النهضة http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=NB4lmKQnyhM يوضح أن الامارات احرزت هدفا فى مرمى جماعة الاخوان !!!.. ونظراً لسذاجة حركة الإخوان سأكشف جوانب مهمة وخطيرة من حياة الحركة الإخوانية في الوطن العربي بوجه عام وفى دول الخليج بوجه خاص !!!...فالافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا !!..

لقد شهد العالم العربي ظهور التنظيمات الإسلامية المعاصرة لمواجهة الاستعمار الأوروبي بعد إلغاء الخلافة العثمانية عام 1924 وشهد عام 1928 ظهور تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، على يد مؤسسه حسن البنا، الذي كان يبلغ حينها 22 سنة فقط، ولا أعلم هنا أي فكر عاقل يُؤخذ من شاب في هذه السن، ثم تعرض للاغتيال عام 1949 بعد أن ضاقت الحكومة المصرية ذرعاً به وبجماعته، وكان التنظيم قد تم حله عام 1948....مقتل البنا وحل التنظيم لم يؤثرا كثيراً في أتباعه، بل ازدادوا انتشاراً في الوطن العربي، وأصبحت لهم فروع في مختلف البلدان العربية، لممارسة نشاطات يُقال عنها إصلاحية، لكنها في الحقيقة سلطوية، واستغلت ضعف الوعي الفكري، خصوصاً في منطقة الخليج، التي تعرضت مسبقاً للإرساليات التبشيرية المسيحية تحت غطاء طبي !!..لكن "حركة الإخوان" استطاعت التغلغل في المجتمع الخليجى عبر السيطرة المدروسة على قطاع التعليم والمؤسسات التي يُقال إنها للإصلاح الاجتماعي، واتسم، عموماً، قطاع التعليم في الخليج في بداياته بالطابع الديني....أما السلطات السياسية في المنطقة، فقد أفسحت المجال للجماعات الإسلامية لممارسة نشاطاتها بحسن نية، خلال فترة الستينات والسبعينات، الأمر الذي أدى إلى انتشارها بشكل واسع، فبرزت جمعيات الإصلاح والإرشاد والتبليغ والدعوة وغيرها، إضافة إلى التيارات المتشددة والمسيّسة، ترجمها جهيمان العتيبي بالاستيلاء على الحرم المكي عام 1979... جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، عمل جهيمان موظفاً في الحرس الوطني السعودي لمدة ثمانية عشر عاماً .. درس الفلسفة الدينية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية .. وانتقل بعدها الى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وفي المدينة المنورة، إلتقى جهيمان بـشخص يدعى ( محمد بن عبدالله القحطاني ) .. توطدت العلاقة بين الرجلين ..خاصة أنهما إلتقيا فكرياً في العديد من الرؤى الأيديولوجية المتطرفة .. من حيث تكفير الدولة .. بل وتكفير المجتمع بأكمله .. والتّزَمُت (التعصب) الشديد .. مما أدى الى اعتزالهما المجتمع ورفض معالمه المدنية من راديو وتلفزيون وصحافة...
تزوج محمد القحطاني بأخت جهيمان العتيبي .. مما زاد التقارب بين الرجلين بشكل أكبر وأخطر .. بدأ جهيمان وصهره بنشر أفكارهم المُتَزَمِّتة ..بشكل سري وعلى نطاق ضيق في بعض المساجد الصغيرة بالمدينة المنورة .. لقيت هذه الأفكار صدى إيجابياً عند البعض .. وأخذت الجماعة التي أسسها جهيمان تكبر ..حتى وصل عدد أفرادها الى الآلاف .. لم يدّخر جهيمان وجماعته جهداً في معاداة الأنظمة الحاكمة لأنها ( من وجهة نظرهم ) لا تحكم بشرع الله .. وكان هذا جلياً في الرسائل التي كتبها بنفسه أو من قِبَل أتباعه .. والتي تبيّن فيه هذه الرسائل فكر ونظرة الجماعة فيما يتعلق بأمور الحكم والخلافة. كما يؤمن أتباع جهيمان بهجر المجتمع ووسائله المدنية والإنعزال عنه نظراً لتفشي الفساد والرذيلة في المجتمع وبُعدَهُ عن الصراط المستقيم، هذا من جانب. وفي الجانب الآخر، يرى جهيمان وأتباعه بضرورة عدم موالاة الأنظمة التي لاتحكم بشرع الله، ولا تنتهي بنواهيه....

في أواخر العام 1399 هـ أبلغ محمد بن عبد الله القحطاني صهره (جهيمان) بأنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر !!! وأنه سوف يحرر الجزيرة العربية والعالم كله من الظالمين .....وهنا بدأت أطراف المعادلة تكتمل في ذهن جهيمان ... وباقتراب حلول القرن الهجري الجديد ... وبصهره المسمّى "محمد بن عبدالله" .... ولم يكن ينقص المعادلة ألاّ بيت الله الحرام ليلوذ اليه "المهدي المنتظر" .... وهذا ما تمّ فيما بعد ...مع بزوغ فجر غرّة محرّم من العام 1400 هجري، الموافق 20 نوفمبر 1979.. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر .... يحملون نعوشاً وأوهموا حراس المسجد الحرام أنها نعوشاً لموتى .... وسيصلون عليها صلاة الميت بعد صلاة الفجر .... والحقيقة أن هذه النعوش لم تكن ألاّ مخازن للأسلحة النارية والذخائر .... وما أن انفضّت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام .... قدّم جهيمان صهره محمد بن عبدالله القحطاني بأنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، في ذاك اليوم من بداية القرن الهجري الجديد!!!..قام جهيمان واتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر"، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام .... في نفس الوقت كانت هناك مجموعات أخرى من جماعة جهيمان تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها في السعودية وفي بعض دول الخليج .... احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم بما فيهم النساء والأطفال 3أيام من بعدها أخلى جهيمان سبيل النساء والأطفال ....وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد...حاولت السعودية منذ اللحظات الأولى حل هذه المشكلة ودياً مع جهيمان بالإستسلام والخروج من الحرم وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين إلاّ أنه رفض !!.. عطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام وتبادل الطرفان إطلاق النيران الكثيفة وأصاب المسجد الحرام ضرر بالغ جرّاء هذه الاحداث ... بعد تدافع
قوات الكوماندوز البريطانية في هجوم شامل .... استخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة .... لم يعهدها جهيمان واتباعه فسقط منهم الكثيروتم ضرب مآذن الحرم بالطائرات ... ودخلت المجنزرات الى أرض الحرمفلعنة الله على من انتهك حرمة الحرم .. كان ممن سقط قتيلاً صهره محمد بن عبدالله والذي كانوا يَدَّعُونَ أنه المهدي المنتظر .. وبسقوطه قتيلا صدم اتباع جهيمان صدمة كبيرة .. فهم كانوا يعتقدون أنه لن يموت إلاّ بعد أن يحرر الجزيرة العربية فبدأوا بالإنهيار والإستسلام تِبَاعاً...( http://www.ojqji.net/imy/jheman1.jpg ...http://www.ojqji.net/imy/jheman2.jpg) ... http://www.yabdoo.com/gallery/download.php?pid=13847&aid=437&u=5983 (http://www.yabdoo.com/gallery/download.php?pid=13847&aid=437&u=5983...


وشهد العام نفسه 1979 نجاح الثورة الخمينية وتأسيس دولة ثيوقراطية، مما أدى سياسياً إلى ضرورة إيجاد تيارات أخرى لمواجهة الفكر الخميني، فبرز التيار السلفي التقليدي والإصلاحي والجهادي، الذي ازداد انتعاشاً بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 وقبلها القضية الفلسطينية، ثم الغزو الروسي لأفغانستان، والحرب العراقية الإيرانية...وتلك الأحداث والقضايا استغلها "الإخوان" والتيارات المتشددة من أجل السيطرة على المجتمعات العربية، وقد أحسنوا استغلالها، بتسخير أكبر عدد من البسطاء الذين انقادوا خلفهم بكل عاطفة من دون دراسة أو وعي عقلاني...ولم تدرك الولايات المتحدة خطأها في تربية الإخوان المسلمين على مدى ستين عاماً إلا متأخرة، وذلك عام 2001 بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث كانت تستغلهم بعد الحرب العالمية الثانية كحلفاء في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي من العام 1945 حتى 1991، كما كانت الولايات المتحدة تخشى تنامي الأفكار القومية العربية والعلمانية والاشتراكية، فكان من مصلحتها دعم الإخوان المسلمين، خاصة وأن جميع البلدان الواقعة جنوب الاتحاد السوفيتي هى بلدان مسلمة باستثناء الصين ومنغوليا، فكان لا بد من تهييج المسلمين في جمهوريات آسيا الوسطى ضد روسيا...


كان القوميون العرب يشكلون تهديداً للمصالح الغربية، خاصة البريطانية والأميركية، فقامتا بدعم الإخوان في مصر وآية الله الخميني، ونجحا في تدبير انقلاب في إيران عام 1953، ولكن في فترة الستينات انتشرت القومية العربية في بلدان عربية عدة، قابلتها الولايات المتحدة بتشكيل تكتل إسلامي، وتم دعم الكثيرين من النشطاء الإسلامين وفتحوا لهم المركز الإسلامي في جنيف عام 1961، ورابطة العالم الإسلامي 1961، ومنظمة المؤتمر الإسلامي 1969، وغيرها الكثير من المنظمات....ثم تراجعت القومية بوفاة جمال عبد الناصر، وكذلك استغل أنور السادات الإسلاميين لمحاربة الناصريين، وباكستان أيضاً حولت نظامها إلى إسلامي متشدد بإستيلاء الجنرال ضياء الحق على السلطة...وفي السودان توجه زعيم الإخوان حسن الترابي نحو السلطة وحول نظامها إلى إسلامي متشدد، وشكلت الحركات الإسلامية خنجراً في خاصرة الاتحاد السوفيتي، وهذا ما كان الغرب يريده وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ولكنها اخفقت في تكوين صداقة مع الخميني، واخفقت في تقدير حجم القوة التي تتمتع بها تلك الحركات والتي يصعب السيطرة عليها لاحقاً....

مما لاشك فيه ان مليارات الدولارات تم انفاقها لمساندة الجهاد في أفغانستان، وحركة الجهاد نفسها كانت تخضع للإخوان المسلمين بمباركة أميركية، بل سعت أيضاً إلى دعم الحركة الإخوانية مطلع الثمانينات في سوريا والأردن والأراضي الفلسطينية وقدمت المساعدة لتأسيس وافتتاح أول مكتب للإخوان في القدس والذي تحول اسمه في مطلع الثمانينات إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"....وبحلول فترة التسعينات وانتهاء الحرب الباردة حل الإسلام السياسي محل الشيوعية كعدو لدود للغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، وبدأت المواجهة الحقيقية، فالحركات الإسلامية الأصولية مستمرة في النمو بطريقة مفزعة، وباسم الإسلام ارتكب الإخوان باسم الإسلام المجازر في حق الأبرياء في الجزائر، أما أفغانستان فأصبحت مقراً رئيساً للأرهاب باسم الإسلام، ثم جاء الحادي عشر من سبتمبر وانقلب السحر على الساحر....مشكلة الولايات المتحدة أنها بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية دخلت المنطقة العربية والإسلامية وهي لا تعرف عنها شيئاً ودعمت الغلو الديني عن قصد وجهلت تبعياته....صحيح أن للأمريكان مغامرات في المنطقة العربية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على شكل بعثات طبية، ولكنها كانت مغامرات من أجل التبشير بالمسيحية وليست لأغراض سياسية، ولم تحقق هدفها...

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أتى فرانكلين روزفلت إلى الشرق الأوسط لتشكيل أول حلف مع العرب ضد الاشتراكية، وكذلك من أجل النفط... وإذا ما قارنا الجامعات البريطانية بالجامعات الأميركية في فترة الأربعينات نجد الأميريكية معدومة تماماً من الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، ولا توجد لديها كليات متخصصة في علوم الأديان باستثناء تلك المختصة في علوم اللاهوت، بينما الجامعات البريطانية لديها هذا الاهتمام منذ قرون، أي أن الولايات المتحدة لم يكن لديها الأكاديميون المتخصصون القادرين على تقديم النصيحة للإدارة الأميركية حول الثقافة الإسلامية، فلو كانوا على علم بمدى الخطورة الذي تشكله حركة لها أجندات في غاية الخطورة مثل الإخوان المسلمين لما دعموها، فالخطر الاشتراكي لا يمثل شيئاً أمام الخطر الإخواني، بل الولايات المتحدة هي من ساهم في نمو الأصولية الإسلامية دون أن تدري....

بريطانيا سبقت الولايات المتحدة في دعم الأصوليين، ففي عام 1885 شكلت أول تحالف مع الأصولية الإسلامية مع جمال الدين الأفغاني (1838 ـ 1897) وهو شيعي فارسي الأصل، لقّب نفسه بالأفغاني كي يبعد الشبهات عن مذهبه الحقيقي، ما مكنه من التغلغل في المجتمع العربي السني وتنفيذ أجنداته الخطيرة، حيث قال في إحدى خطبه: "إن الأديان ومهما كانت تسمياتها، فهي تشبه بعضها البعض. من المستحيل أن يقوم تفاهم أو تصالح بين هذه الأديان وبين الفلسفة، فالدين يفرض عقيدته ومبادئه على الإنسان، بينما الفلسفة تحرره منها كلياً أو بشكل جزئي"....ثم جاء تلميذه محمد عبده (1849 ـ 1905) لنشر أفكار الأفغاني، ومن بعده أتى تلميذه محمد رشيد رضا (1865 ـ 1935) لينشر أفكار عبده في مجلة "المنارة"، والتي بسببها تأسست الحركة الإخوانية رسمياً عام 1928 على يد مرشدها الأول حسن البنا (1906 ـ 1949)....وبدأت الحركة في التنامي وافتتاح أفرعها في مختلف الدول والقارات، وكانت بريطانيا هي أول من اهتم بتربية ورعاية الحركة الإخوانية والتيارات الأصولية في المنطقة العربية، حتى اغتيال حسن البنا لم يؤثر على الحركة لأن بريطانيا ظلت مستمرة في تفريخ الإخوانيات والأصوليين....

ثم أكملت الولايات المتحدة منذ الأربعينات المسيرة عن بريطانيا بسذاجة كالحصان السريع المحجوب الأعين! يجري بسرعة هائلة إلى الأمام دون النظر إلى الجوانب الأخرى المحيطة به، وجنت على نفسها بإنجاب حفيد جمال الدين الأفغاني أسامة بن لادن الذي عض اليد التي أطعمته ووجه صفعة قوية تجاه الولايات المتحدة بتدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك....الولايات المتحدة دمرت أفغانستان والعراق، وفشلت في تحقيق الاستقرار في كلا البلدين، فتنظيم القاعدة وحركة طالبان لا زالا موجودين، والعراق تم إهداؤه مجاناً إلى إيران، والعصابات والحركات الإسلامية الأصولية يصعب السيطرة عليها، كما أن منظمات إرهابية مثل حماس وحزب الله قادرة على تنفيذ أجندات ذات طابع دولي بدلاً من الطابع المحلي.... لذلك سألنى احد الاصدقاء بعد حادثة مقتل اسامة بن لادن : هل قتل بن لادن فعلا ؟!! فقلت له : اعتقد انه يعيش تحت ظل احد برامج الحماية الامريكية باسم جديد وشكل جديد فى احد المنتجعات او الاماكن !!!...

هذا هو المخطط الأساسي الذي ينبني عليه تنظيم الإخوان المتأسلمين، والذي دخلت في جيناته نظرية المؤامرة وبدايات الظلام، فهو يتآمر على المجتمع بوهم أن المجتمع كله يتآمر عليه، وفي ذات الوقت ينتهج الترعرع في الظلام حتى لو كانت ظروف النور مواتية، وما أدلّ على ذلك من تكوينه في كل فصائله جناحين أحدهما عسكري والآخر مدني، وتميّزه بمجالسه الأربعينية السريّة التي تشكّل الإدارات الحقيقية والمحرّكات الأساسية للتنظيم....كل هذه الدورة الطويلة التى شرحتها ليست سوى وسائل هدفها الوصول لغاية واحدة فقط، هي كرسي الحكم، وفي سبيل هذا الهدف لا يضير الجماعة أن تقترب من شاغل الكرسي وتتقرّب إليه، وتضحك في وجهه وهي تضمر له الفناء، ولا يضيرها أن تتحالف مع أيّ طرف كان لتحقيق الهدف، ولا خيانة الطرف الذي تحالفت معه، فالهدف غالي ويستحق أغلى التضحيات!!!...مشكلة التنظيم الإخواني ونقطة ضعفه الأساسية أنّه ركّز كل جهوده في وضع الخطط الرامية لوصوله الحكم، ولكنه بالمقابل لم يسعى لوضع برنامج واضح لإدارة البلاد حينما يستولى على الحكم فيها، فهو لا يحمل غير شعارات برّاقة لا تمثّل أكثر من عناوين بارزة تنقصها التفاصيل وخير مثال على صدق كلامى وصول مرسى لكرسى الحكم فى مصر والفشل الفظيع فى ادارة دفة الحكم !!!..فدولة الخلافة التي ينادي بها، لم يطرح من ملامحها سوى احتوائها على عدة دول، ويحكمها خليفة أو مرشد واحد، ولكننا لا نجد في طرح الإخوان كيفية وتفاصيل حكم هذه الدولة، وأيضا يرفعون شعار الشريعة الإسلامية التي لم يطرحوا منها غير آيات محددة كالسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ....إذاً، هي دولة بلا ملامح تلك التي يبشّر بها التنظيم الإخواني المتأسلم، وفي سبيلها يرسل الفاتورة للمجتمعات المختلفة التي تدفعها اضطرابات وخلل في مختلف المفاصل الحياتية !!..

وتعتمد تركيبة التنظيم الاخوانى منذ تكوين خليته الأولى على نظرية الاستحواذ، فهو يبدأ بمحاولة الاستحواذ على كل مفاصل المجتمع، فيبدأ بالصغار، ويحكم سيطرته على تجمعات المدارس، ويجتذب النساء بالدروس الدينية ودورات التحفيظ، ويدخل من خلال خريجيه الذين تعهدهم منذ بداياتهم الأولى، إلى مؤسسات الدولة المختلفة التي يسعى لتوظيفهم وتمكينهم فيها ليبدأ في أخونة الدولة بعدما أفلح في أخونة المجتمع !!..المدارس الدينية هي الأكثر تفضيلاً للتنظيم الإخواني المتأسلم، حتى تلك المؤقتة التي يتم إنشاءها على دور العبادة، أو تلك المتنقلة التي تتم في شكل دورات طويلة أو قصيرة، لأن المدارس الأكاديمية تسهم في تخريج قادة وأتباع سياسيين، بينما المدارس الدينية تسهم في إخراج أئمة ودعاة دينيين بمواصفات إخوانية خاصة، وهو ما يتيح للتنظيم فرصة نشر مفاهيمه للتجمعات تحت أعين وبصر السلطات وبطريقة شرعية لا تثير الشكوك، وهو ما يتيح له الإمساك بمفاصل التجمعات بعد طلاب المدارس....والأخطر في تجنيد الطلاب أن التنظيم يجد القدرة الكافية على تأهيلهم بعيداً عن الأعين، وتهيأتهم لدقة تنفيذ الأوامر بعدما يزرع فيهم الولاء المطلق الذي لا يقف في وجهه أي تفكير أو بصيرة، ومن ذلك غرس مفاهيم الولاء لشخصيات مؤمّرة يصنعها النظام لتتقاسم في البداية ولاء المنتسب مع ولاءاته الأخرى قبل أن تتحول لولاء مطلق يضعف أمامه كل ولاء، وهذه الخطوة من أخطر الخطوات التي تسهم في تقويض المجتمعات في ما بعد، وهي العامل الأساسي الذي ساعد في بقاء التنظيم كل هذا العمر....

خطورة تجنيد التنظيم الإخواني المتأسلم للطلاب أنه يجد معهم الوقت الكافي، ويتعهدهم لفترة طويلة من أعمارهم يتلقفهم من مرحلة لمرحلة، ما يتيح له سهولة تشكيلهم وفق ما يحب ويشتهي ...طلاب المدارس الثانوية والجامعات وهم في سنّ المراهقة التي تمتاز باضطراب التفكير، صيداً مفضلا للتنظيم الإخواني الذي يجيد التعامل مع حالات عدم نضوج العقل بما فيه الكفاية، فالعقل في هذه الفترة مستودع للتخزين لا ماكينة للفرز والتمحيص، وقد ساعد نظام الإخوان على الوصول للطلاب، تكوينته الأساسية التي يدخل فيها المدرّسون والدعاة عنصراً أساسياً !!!..الى جانب ان الفقر والحاجة من العوامل الجاذبة لإسالة لعاب التنظيم الذي تعوّد وضع يده على المؤسسات الخيرية التي تدر المال بلا تعب، وفي ذات الوقت تتيح للتنظيم الإلتقاء بالمحتاجين الذين يبحث بينهم عمّن يملك شروط الاستعداد للإنحراف الفكري، أو أولئك الذين يأسرهم الجميل، أو من يملكون الاستعداد للتوقيع على شيكات او ايصالات أمانة او صكوك يعلمون ويعلم التنظيم أنهم لن يتمكنون من تسديدها نقداً، ولكنهم سيصلون مرحلة يملكون فيها الاستعداد لتسديدها خوفاً أو ولاءاً، ليس مادياً، ولكن في شكل أفعال ولائية يأمر بها المرشد الأعلى !!..المنحرفون أخلاقياً منذ بداياتهم الأولى هدفاً قيادياً مفضّلا للإخوان، فالعقد الاجتماعية التي صنعوها في طفولتهم، ونظرتهم للأطراف والظروف التي أسهمت في انحرافهم، كلها أسباب تهيئه لتغطية ومحو تلك العقد عبر ممارسة القيادة داخل التنظيم، ومحاولة أن يتحدون ويكونون أفضل من أولئك العارفين مواطن ثغراتهم وتاريخهم، ويملكون استعداد التسلّق والوصول لقيادتهم بأيّ طريقة من الطرق لإشباع رغبة الانتقام منهم، وتنفيس عقدهم الاجتماعية القديمة، وهو أمر يتحوّل من ممارسة لهدف أساسي لا يغلى عليه ثمن !!..لذلك نجد التعامل بعقلية الشك والظنون في الآخرين ميزة أساسية تميّز بها التنظيم الإخواني المتأسلم الذي بني على عقلية رفض الأطراف والأفكار الأخرى، وهو ما جعله في حالة صراع دائمة مع مختلف التيارات الاجتماعية والسياسية التي تعيش معه في ذات البيئة !!..التغيير الذي يفهمه التنظيم الإخواني المتأسلم هو تحويل المجتمع بكامله من تقاليده القائمة إلى الصورة الإخوانية التي تمثّل مزيجاً غريباً بين الماسونية والإسلام...فتنهار الدولة مدنياً وتقوى إخوانياً، ولكنها تعيش على هامش الحياة... وهذا هو حال مصر حاليا فى ظل حكم محمد مرسى الاخوانى !!!..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا وسوريا خير مثال على ان الطبيعة هى التى تحكم
- ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان
- مريم المقدسة
- صرخة فى وجه الحسبة
- ائتلاف شباب الثورة ورقة التوت الاخيرة التى فضحت الجميع
- لا حذاء للديمقراطية يامرشد الاخوان
- عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان
- الماسة والاحجار
- ما المانع اذا ايها القدر!!!!!
- يامرسى اللى اختشوا ماتوا
- ما احوج اقباط مصر لمناضل يخلصهم من ظلم الاضطهاد!!!
- هل يستطيع الشعب السعودى الثورة على هذا النظام الموالى لاسرائ ...
- احبك يا بحر الرقة والحنان
- فض الاشتباك بين اشكالية اسلام النص واسلام التاريخ
- الاسبرطية والشيوعية والتحريضية الاخوانية الكفاحية هى المشروع ...
- البلوتوث الانسانى(التخاطر عن بعد)
- لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى
- الأخضر الإبراهيمي هو القنطرة لاستعادة تركيا مجدها السياسى فى ...
- افيقوا الفيلم المسىء للرسول طعم لتغذية الفتنة الطائفية وتقسي ...
- كل ما بداخلى مات


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الافعى الاخوانية تسعى لكى تنهار الدولة مدنيا وتقوى اخوانيا