أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانتهنّ في الإسلام














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانتهنّ في الإسلام


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى كل نساء العالم أردت أن أتوجّه بهذه الكلمة للإعتذار لهنّ. لكن ما سبب الإعتذار؟ هل أخطأت في حقّهنّ؟ بالطبع لا. إنّما سبب الإعتذار ما يقوله "مجانين الله" من ملتحين ذوي لحي طويلة وكثيفة وأدمغة فارغة كالطّبول وما يدعون له من "رجوع إلى الإسلام الصّحيح، إسلام السّلف الصالح" (ولا أرى أيّ صلاح في الإسلام ولا في تاريخه)، وهم في الحقيقة يدعون للعودة إلى كهوف الإنسان الحجري بعقليّة الإنسان الحجري نفسها مغلفة بآيات وأحاديث لا تنفع بشيء ولو كانت تنفع لما وجدنا أنّ أصحابها أكثر أهل الأرض تخلّفا وجهلا وإنغلاقا وهمجيّة، بينما يعيش الغرب أزهى فترات التاريخ ويكرّسون كلّ شيء للعلم طلبا لتطوّر قد يجعل الإنسان في يوم من الأيام يتحكّم في كلّ صغيرة وكبيرة في الكون فتصدق بذلك النبوءة ويصبح الإنسان نفسه ربّا. لذلك أعتذر لكلّ نساء الأرض، عوضا عن هؤلاء الهمج الملتحين ومن يساندهم من ذوي العقول الضّعيفة والإنسانيّة المنعدمة ومن ذوات "العورات" من بنات جنسهنّ واللواتي إنقلبن عليهنّ وأصبحن من ألدّ أعداء المرأة طمعا في مغفرة ربّ خرافيّ وفي شفاعة رسول مات مسموما ولم يسعفه زعمه أنّه رسول ونبيّ ومعصوم. فكيف لمن تمّ سحره من طرف اليهود ومات مسموما منذ أربعة عشر قرنا أن يكون ذا نفع في زمننا هذا؟
لكلّ إمرأة في هذا العالم أقول: أعذريني، فما باليد حيلة. أنت في نظري إمرأة أصل الحياة الجمال والأنوثة، إنسانة واعية عاقلة، عكس كل ما يقال عنك من طرف أولئك المجانين. يقولون أنك ناقصة عقل وأن دورتك الشهرية البيولوجية هي نجاسة ونقص في دينك وأنه من لامسك يجب الإغتسال منك بل ويشركونك مع الحمار والكلب الأسود بأنك تقطعين الصلاة... الحمار الذي قيل أن لديه أنكر الأصوات والكلب الذي إعتبره مانع الملائكة وأنه إن جنت جيناته الوراثية وأعطتنا كلبا أسود فهو شيطان رجيم يجب قتله. بئس المكان الذي وضعوك فيه. جعلوا لك كيدا عظيما بسبب خرافة إمرأة هائجة جنسيا بل وإدعو أنك أكبر فتنة توجد على سطح الأرض وأنك سبب خروج آدم من الجنة المزعومة وأنك أصلا ضلع آدم الأعوج.
أجعلوك بنصف شهادة وجعلو الذكر الواحد بضعفيك في الإرث ومع ذلك يحقّ له إغتصابك مند سنّ التاسعة وعليه لفّك في خيمة أو كيس قمامة حتى لا تهيّجي الحيوانات المهوسة بالجنس. إعتبروك عورة يجب عليك أن تقرّي في بيتك، بل ونصحوا بتعليق السوط وضربك إن أنت رفضت ممارسة الجنس ولو ليلة وسيرسل عليك الله ملائكته اللاعنة (إله الإسلام أكثر إله مهووس بالجنس، فلا عجب أن يكون محمّد زير نساء ولا عجب أن تكون ذرّيّته وأتباعه على شاكلته، إقتداء به وتيمّنا بسيرته وتشبّها بخصاله التي هي الأصل والمنطق مساوئ لا يقبلها إلا من كان منزوع العقل)، بدل أن يرسلها لمساعدة الأطفال التي تموت في المجاعات أو إيقاف تلك الحروب التي تبيد البشر كما لو كانوا صراصيرا. إعتبروا زينتك تبرّج جاهليّة يغضب الآلهة وإعتبروا عطرك زنا وفسقا وهي خطيئة شرعيّة. إعتبروا حبّك زنا يجب جلدك جلد الحيوانات عليه وإن أعدتي الكرّة فسترجمين حتى الموت، وكلها جرائم ضد الإنسانية لا يرون فيها، بعقولهم الضّعيفة وهوسهم الحيوانيّ، إلا رحمة من عند ربّهم. فإذا كانت رحمة ربّهم بهذه البشاعة والهمجيّة والوحشيّة، فماذا ترك لحالة السّخط والغضب؟
أنت في الإسلام مجرّد رقم. وأنت كالأحذية، يمكن للرّجل أن يتزوّج بالأولى والثانية والثالثة والرّابعة، إضافة إلى ما لانهاية له من الجواري، كأنك لا تملكين مشاعرا ولا عقلا. ومع ذلك، فمقارنة مع الجاريات، أنت ملكة فهنّ يغتصبن بالقوّة و يأخذن من بين عائلتاهن في الحروب سواء كنّ متزوجات أم لا. فمن فاز بهنّ يحق له إغتصابهنّ كل يوم بكل فرح وسرور، دون أن يلومه أحد، لأنّها تعاليم ربّه وسنّة رسوله، وتلك مقدّسات لا يجب الإعتراض عليها. ومع كل هذا الإحتقار، ما زالوا يدّعون أنّك مكرّمة بالإسلام. إن كانت هذه هي الكرامة فكيف تكون الإهانة؟ بئس الكرامة وبئس الإسلام. وحتى في أحلام الحياة، وراء الموت، رسم لك عالما ذكوريّا ملعونا، فقد بشّرك بأنك أكثر أهل النّار وحتّى إن دخلت الجنّة فلن تتخلصي من زوجك النّكدي، بل أنت معه. وإفرحي، فهو له على الأقل زوجتان. فحتى هناك أنت مرقّمة بين زوجاته وعليك مشاهدته وهو ينكح حور العين وإنتظار دورك للنكاح كالبهيمة. وما يرسم الإبتسامة على وجهي أن هناك نساء كثيرات فخورات بإحتقارهن وعبوديّتهن ومستعدات للسّجود لأزواجهنّ كما أمر رسول الإسلام وما زالوا يقولون أن الإسلام كرم المرأة.
نا أعذرك، إذا ما قرّرت الإنقلاب على الإسلام ورميه في مزبلة التّاريخ وخوض الحياة بنفس جديد وبأفكار رافضة لأيّ نوع من الخزعبلات الدّينيّة الدّنيئة. وأشجّعك على مراجعة كلّ كبيرة وصغيرة في معتقداتك وأفكارك. فلا يكفي أن تنتظري قدوم الآخرون لتحريرك فلا أحد يستطيع تحرير العبيد من قيود يقدّسونها.
تحياتي لك ولكلّ نساء العالم.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية التونسية، من الثورة إلى الهاوية؟
- صباح الخير، يا سكّر
- بين الحلم واليقظة
- دين الخراب
- إحياء التعليم الزيتوني في تونس الإخوانجية دفع صريح إلى التخل ...
- ديانات العقول المخصيّة والخطوط الحمراء
- هكذا أريدك...
- الأصول والجذور السريانيّة والأرامية للقرآن في ضوء دراسات عال ...
- الكيل بمكيالين والكذب لا يؤسسان لحوار عقلاني ولا لعقلية تحتر ...
- محاولة للرّدّ على مقال عبد الحكيم عثمان -المثلية الجنسية هل ...
- في الحديث عن أقوى حكومة في تاريخ تونس
- نظرة في الحجج والتبريرات الغيبيّة التي خدع بها محمّد المسلمي ...
- الموضوع الذي يخشى شيوخ السلفية الخوض فيه: لماذا قتل عثمان بن ...
- حول تواصل إعتداء المتديّنين المتطرّفين في تونس على الحرّيّات
- خواطر وأسئلة حول الحاضر المأساوي الهزلي للمسلمين
- تجربتي مع الدين - الجزء الثاني
- تجربتي مع الدين - الجزء الثالث
- تجربتي مع الدين - الجزء الأول
- لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع ...
- رسالة إلى بلدان الثورات العربية حول الوهابية أو النازية الإس ...


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانتهنّ في الإسلام