أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تجربتي مع الدين - الجزء الثاني














المزيد.....

تجربتي مع الدين - الجزء الثاني


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 00:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس الإلحاد بمشكلة بالنسبة لي وأعتقد أنه لم يحدث وأن أحسست بأنه مشكلة وذلك لإقتناعي التام بما وصلت إليه من آراء وأفكار وبما يصدر عني من أقوال في هذا الموضوع، إبتداء من نفيي القاطع لوجود هذا الشيء الذي اختلفت في تسميته كل الأديان السماوية والأرضية في حين أنها تتفق اتفاقا شبه كلي على منحه صفة الألوهية وفي الرفع من منزلته وتنزيهه وتعليق آلاف النعوت المثالية عليه، حتى أصبح مجرد كومة من النعوت المعلقة في الفراغ... قلت أن الإلحاد لا يمثل مشكلة بالنسبة لي ولكنه مثل دائما مشكلة في علاقتي مع الآخرين، وهذا هو سبب إقبالي على كتابة هذه النصوص أو السبب الرئيسي الذي دفعني إلى قضاء ثلاث ليال متتالية في محاولة رسم معالم نفسي على أوراق وددت لو يستطيع كل العالك أن يطلع عليها لتصدر في شأني فتوى من طرف أحد المتطفلين المدعين تبيح قتلي (كما فعل آية الله روح الله خميني مع الكاتب "سلمان رشدي" مثلا، على خلفية إصداره لروايته الرائعة "الأيات الشيطانية" سنة 1988) أو تنتهي هذه النظرة السائدة في العالم العربي والتي تضع الدين في مرتبة الممنوع وتنظر إلى كل إنسان يختلف رأيه عن رأي الجماعة على أنه ناقص أو مجنون أو منحرف (هذا إذا لم يقع الخلط المعروف تاريخيا لدى العرب ليصبح هذا المختلف عميلا لدول أخرى أو لإسرائيل ولليهود ولا يريد من وراء أفكاره سوى تنفيذ مؤامرة تهدف إلى هدم بناء الحضارة العريبة الإسلامية...)

يقول "لويس-أمبرواز دي بونالد" (Louis-Ambroise de Bonald): "لدينا من دون شك أسباب جيدة لعدم الإيمان بالرب؛ ولكن تلزمنا أسباب أفضل لقول ذلك". وأسباب كتابة هذا النص أسباب وجيهة ذلك أنها تتعلق بطرح الموضوع بصفة نهائية ولا رجوع فيها تفاديا لإنفجار ما قد يحصل في داخلي فتكون له نتائج وخيمة... فلماذا نترك الموضوع حتى يصل الأمر إلى لحظة الإنفجار؟ لماذا لا نقول كل ما بداخلنا ونتخلص من كل الأعباء لتتسنى لنا مواصلة السير دون أحمال زائدة؟ لماذا لا ننفس السد قليلا حتى يتخلص من بعض الماء المحبوس خلفه والذي يهدد بهدم السد نهائيا، لكي يبقى السد واقفا ولا تغرق كل الأراضي التي أمامه فلا يبقى أي مجال لإنقاذها وإصلاحها...؟
إذا، فالسبب هو نظرة الآخرين ورد فعلهم كلما تطرقوا إلى هذا الموضوع وأدليت برأيي فيه، وهو في أغلب الأحيان رد فعل عنيف وسلبي وينتهي بنظرة استنقاص وازدراء كأن الماثل أمامهم أحد أكبر مجرمي الحرب أو كلب شوارع وسخ وحقير يقتات على القمامة.

هذه هي نظرة المتدينين إلى الملحدين، وهي ليست حكرا على المسلمين فقط (فكل الديانات تكره من ينكرها وينكر آلهتها) لكن الملحدين أصبحوا شبه مقبولين في المجتمعات الغربية نظرا لفصل الدين عن الدولة وما انجر عنه من تدعيم للحريات الشخصية وغلبة العقل على معظم ميادين الحياة، في حين أن الأمر يختلف تماما في المجتمعات العربية الإسلامية التي لم تخرج بعد (ولا أظنها تفعل!) من كهف الخرافة ولم تتحرر من تفاهة المشعوذين وبقيت بنفس العقلية الدينية والأخلاقية التي ورثها العرب عن أجداد أجداد أجدادهم، رغم ما يسعون إليه من تطرو في ظل الغرب ورغم تقليدهم الأعمى لمعظم انتاجاته الحضارية والثقافية إبتداء من اللباس وطريقة تصفيف الشعر وصولا إلى استعمال اللغات الأجنبية ومتابعة آخر إصدارات الموسيقى الغربية وإدمانهم على مواقع التعارف على شبكة الأنترنات. رغم كل هذا نجد أن عقلية العرب في مطلع العشرية الثانية من الألفية الثالثة لا تختلف في جذورها ومظاهرها عن العقلية السائدة زمن إبن خلدون أو إبن رشد، ذلك أنهم يعتقدون إلى حد الساعة أن الدين مقدس ولا يجب التفكير فيه أو إعمال العقل في الكتاب وتأويله... فهم يتركون هذه المهمة لأهل الفقه، كأنهم لا يملكون منطقا يحللون به أو كأن عقول الفقهاء أكبر من عقول عامة الناس، في حين أن كل إنسان له الحق في طرح الأسئلة التي يريدها على الدين والكتاب وله الحق في تقليب الأمور كيفما شاء، ما دام يمتلك عقلا يفكر ومنطقا قادرا على الفصل بين الأمور وتحليلها... وإلا فما نفع عقل تسيره عقول أخرى...؟ (ولن أطرح مسألة سلامة أو خبث نوايا هذه العقول لكي لا أطيل الكلام أكثر مما يلزم).

---------------------
لقراءة المزيد من المقالات: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربتي مع الدين - الجزء الثالث
- تجربتي مع الدين - الجزء الأول
- لماذا لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حوار مع مسلم حول موضوع ...
- رسالة إلى بلدان الثورات العربية حول الوهابية أو النازية الإس ...
- المعجزة الإسلامية التي أذهلت الغرب وأبكت الملايين
- حول زواج المسلم/ة من مسيحي أو يهودي ... الخ أو من لا ديني/ة
- هل كان بالإمكان تفادي وصول الحكم في دول الربيع العربي إلى مر ...
- كيف؟ كيف كانت بداية الإنهيار؟
- الواقع في تونس بعد الثورة: جري نحو الهاوية بمباركة حزب النكب ...
- نظرة على أخلاق رسول المسلمين وإدعاءاتهم بأنه خير الخلق
- نظرية التطور والإرتقاء: بعض الامثلة على حقيقة التطور في المس ...
- عودة إلى زعم المسلمين أن نظرية التطور الداروينية سقطت
- نظرة في تخاريف ومزاعم المسلمين: هل الشورى هي الديمقراطية؟
- رسالة إلى عبد الحكيم عثمان حول تهافت مقاله - ساعدوني حتى اصب ...
- تخاريف شيوخ الإسلام: داعية كويتي يقترح استبدال اسم أم كلثوم ...
- خواطر وأفكار حول سيطرة عقدة المؤامرة على نفسية المسلمين
- افكار على هامش مقال بصحيفة الوطن الكويتية عنوانه - فحص العذر ...
- حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكو ...
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تجربتي مع الدين - الجزء الثاني