أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - اذا كنت في المغرب ، فلا تستغرب، قصة أغرب من الخيال















المزيد.....

اذا كنت في المغرب ، فلا تستغرب، قصة أغرب من الخيال


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 23:28
المحور: مقابلات و حوارات
    



ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، التي أجريها، والتقي بها مع سيدات عربيات بارزات، من كافة الساحات العربية، لتسليط الضوء على تلك الشخصيات العربيات المبدعات، والتعريف بهن، كرموز فاعلة وناشطة في الساحات العربية، وسيدات مثقفات ومبدعات وخلاقات، كان لقائي هذه المرة، مع سيدة مغربية، فاجأتني وقالت لي، لكنني سيدة غير مثقفة، وماذا تريد ان تفهمه عن حياتي، قلت لها كل ما يفيد القارئ من معلومات، ولها اهمية خاصة، في حياتك ولها تأثير ايضاً، وذات قيمة ثقافية، اجابت وقالت ولكنني قلت لك انا سيدة غير مثقفة، ولكن سأعطيك هذه القصة، وهي قصتي الحقيقية، ويمكن ان تفيدك، في كل ما تبحثه فيها عني، أرْسَلتْها لي فعلاً، وقرأتها ملياً، وقلت في نفسي، هذه الكتابة، لا يمكنها ان تصدر، عن سيدة غير مثقَّفة، وبها الكثير من المفاجآت والمواقف المثيرة للجدل، وكوني شخص ليبرالي ومتحرر جداً، حقيقة، لم تثيرني القصة، ما بها من معلومات، وربطت قصتها بقضية علمية، ذَكَرتْها صاحبتها، وعلى ضوء تلك المعلومة العلمية، حددت موقفي من القصة بشكل عام، بعد مراجعتي لقصتها، عدتُ اليها، ودار بيننا هذا الحوار، وأرفق القصة بعده مباشرة:
قلت لها من تكون السيدة جميلة ساسي؟؟؟؟
أجابت وقالت: يعني انا سيدة جميلة من المغرب، وبالتحديد، من مدينة نفطة، انا لا أعمل، فأنا ربة بيت، ولست مثقفة، انما أحمد الله، انني ميسورة الحال.
قلت لها، انا قرأت بعض أجزاء من القصة، وكنت أتوقع قصة حياتك الحقيقية، وليستْ بهذا الشكل.
ههههه، إنها بالفعل، قصتي الحقيقية، وما منعني عن مواصلة الكتابة، اني انجبتُ طفلاً من الجان، وأخذوه مني، عند الولادة، وكانت بنتي تتابع ما أكتب.
أنت تقولي بأنك غير مثقفة، مش معقول، من يكتب مثل هذا الكلام، أن يكون غير مثقف؟؟؟
هل هذا معقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من اخذه منك؟؟؟ الجان؟؟؟؟
لذلك منعتُ نفسي من كتابة الاحداث الباقية، والله، أنا احكي لك الحقيقة، هى من قَلْبْ الحقيقة.
مش معقول، هذه قصة أقرب الى الخيال، هل ممكن ان تقولي لي، كيف حدثَ الحمل لك، والولادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كنت قد قصصتها على الاديب ابراهيم الدرغوثي وهو من شجعَّني على كتابتها.
وهل صدَّقكِ بما تقولين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعاً، فأنا لا اكذبْ، وهو أستاذي و درسَّني، ويعرفُني جيداً، منذ صغري، وهو شاهدٌ على ما أقول، وكان عندي مرض الصرع.
قلت لها: في عنَّا مثل يقول: اذا كنت في المغرب، فلا تستغرب.
ههههههههه، اقول لك، كيف صار الحمل، انا لم ادرِ به، بالرغم من أنني، مررْتُ بحالات الوحم. وكنت مستغربة، كيف اكون اتوحَّمْ، ولست بحامل، وقتْ المخاض، كنت نائمة.
وهل حصل الحمل لمدة تسعة أشهر، وكان بطنك يزداد حجمه شهريا ؟؟؟؟
كانت شخصيتي الثانية هى الحامل، وليس أنا، دخل الجان وخرج مسرعا، واحضر لي اهله، نساءاً، دخلنَّ لمساعدتي، وطوَّقوا الشارع عند الولادة، أنا الإنسية، قمتُ من نوْمتي. وكان الله اراد لى ان اشهد، على هذا الإنجاب.
وهل ابنك موجودٌ الآن معك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان ولداً، اخذوهُ مني، وانصرفوا، لكن، لا، لمْ أَرهُ، حتى يومنا هذا، لقد حاربتُ أباه، وربما كنت متسبَّبة فى ذوبانه.
كم كان عمرك يوم حملك؟؟؟؟
تقريباً، مضى على هذه الحادثة اربعة عشر عاما، والتى غيَّرتْ الكثير في شخصيتي.
وبعدها لم تتزوجي؟؟؟؟
انا اعيش مع زوجي وأسرتي، وكنت حينها متزوجة، عندما حدث معي ما حدث.
يعني انت متزوجة الآن، من شخص آخر؟؟؟
الجان، لم يكن زوجي، ولم استجبْ له للحظة واحدة، وكنت الجأ الى الله كثيراً، كي يساعدني لمقاومته، واقسم لك بالله.
مش معقول؟؟؟ وكيف حملتِ منه، اذا لم تستجيبي له؟؟؟؟
ربَّما خدعني، هو جان، يستطيع أن يتحَّول الى كل شيء، حتى الي دخان.
عند زواجك الحقيقي، هل كنت عذراء؟؟؟؟
لا، ولكن لم يلمسني أحد، لقد فقدتُ عذريتي فى حادث، عندما كنت صغيرة في العمر، في سن خمس سنوات. حين اصطدمتُ، بحديد عربة.
فقدت عذريتك في الحادث، ولم تفقدي شيئاً آخر، غير عذريتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد قلَّبتَ عليَّ كل المواجع في أسئلتك هذه لي. وكان عمرى 5 سنوات فقط.
كان عمرك خمس سنوات، عندما فقدت عذريتك؟؟؟
نعم، ولكن امي طلبت من الطبيب شهادة مكتوبة، عندما فقدتُ عذريتي (تقصد من الطبيب الذي كشف عليها عندما فقدت عذريتها من الحادث)، وقالتْ له نحن العرب، نحتاجها فى يوم الزفاف، كإثبات على الشرفية، وقال لها الطبيب المعالج، ان هذه المخلوقة الجميلة، سوف تتزَّوج، بأحسن زوج، ولا يهمك ما حدث لها.
كم كان عمرك عندما تزوجت فعلا، من زوجك الحقيقي الآن؟؟؟؟
عند زواجى كان عمرى 22 سنة، وفعلا تزوجتُ من احسن زوج، فزوجي مؤدَّب، وهو دكتور، أي طبيب.
هل شعر زوجك الطبيب، بأنك غير عذراء، عندما تزوجك ؟؟؟؟؟؟ وماذا قلت له؟؟؟؟
طبعاً، قبل الزواج، أنا قدَّمتُ له الشهادة، وأعلمته بالحقيقة، وأسباب عدم عُذريتي. هو كشفَ عني، ليعلم بصدق كلامي له، فصدَّقني، وتزوَّجني. انا لم أُخطأ، ولكن القدر، هو السبب.
كم كان عمرك عندما تزوجك الجان؟؟؟؟
قلت لك، لم يتزوَّجنى الجان، كما قلتُ لك، لكنه كان معي طيلة أيام طفولتي، ولكن، عندما أحبَّني بحق وحقيقة، كشفهُ الله لي، كيْ أقاومه، أصلاً أنا شخصياً، لا اؤمن، ان هناك زواج من الجان.
قلت لها: أنت قلت انك حملتِ منه، وخلَّفتِ منه ولداً، وخطفوه منك؟؟؟
طبعا، ولكنه ليس بزوجي، من كتب لنا عقد الزواج ؟؟؟
هل ما زال هذا الجان، يلاحقك حتى هذا اليوم ؟؟؟
انا اوشكتُ على الجنون منه، ولكنني قاومتهُ، من أجل شرفي، واتجهتُ الى الله وحده لينفذني منه، وهو من أعانني عليه، لقد فتح الله لي، باب السماء، وظهر لي ضوء عظيم، قذفَ منه فى قلبي.
يعني لم يعد يلاحقك الجان، بعدها بالمرة؟؟؟؟
ابداً، فقد رحل عني، وتركَ لى الايمان بالله وحده.
هل انت جميلة حقاً ؟؟؟؟
نعم، كنت جميلة جداً، وبشكل غير عادي، لكنني كنت منطوية قليلاً، ورأسي مرفوعةلٌ نحو السماء.
هل تشعي بأن حياتك الآن طبيعية جدا؟؟؟
اسئل سى ابراهيم الدرغوثي هو يعرفني جيداً، احمد الله أنني الآن بخير ونعمة. وزوجي يحبَّني، وعندي مشاريع فلاحية، وغراس زيتون وفستق، وعندي اكثر من 50 هكتار من الأراضي، وامتلك بيتان، فى أحسن موقع في مدينة سوسه في المغرب، والآن، انا متواجدة فى الجنوب، وزوجي محبوب من الكل، ويعمل جيداً، والفضل كله، يعود لله وحده.
هل درست في الجامعة من قبل؟؟؟؟ وهل اعلمت الناس بقصتك؟؟؟؟ خاصة زوجك؟؟؟
لا، سى ابراهيم الدرغوثي، وأقاربي وجيراني المقربون طبعا، أعلمتهم بقصتي، انا كنت فى حالة شبه ميئوس منها، ولكنني شفيت.
ولكن من هو سي ابراهيم الدرغوثي ؟؟؟ وهل كلهم صدَّقوك؟؟؟
قلت لك، كان استاذي، وهو من علمَّني، كنت قريبة منه كثيراً، طبعاً، انت لا تعرف أخلاقي، وهم لم يعْهدونني أن أكذب عليهم، زدْ على ذلك، أنني كنت مريضة أيضا بمرض الصرع كما ذكرت لك سابقاً. وكانت بنتي وعمرها ثلاث سنوات، تشاهد الجان معي (هذا يعني بعد زواجها من الطبيب) حسب اقوالها وحديثها معي. توقف الحوار معها عند هذا الحد، واترك لكم متابعة ما قدمته لي من قصتها وعلى لسانها وبخط يدها.
((كلما رجعتْ بى الذاكرة إلى ما حدث معي، يوشك عقلي على الانفجار....... لم أترك ورائي الكثير ...... ما أذكره فقط، هو أننا انطلقنا نحو بقعة سوداء فى السماء. وهى الفاصل بين الأرض، وما لا يُرى بالعين المجردة. كانت كل الوجوه مُستبشرة فرحة، بهذه الليلة البديعة. هذه الليلة، التى نطير فيها بإذن، وصلنا عن طريق هاتف، من حيث لا ندري. هاتف يتكلم مباشرة مع قلوبنا، فتدركه بصائرنا، وتعمل به، بدون استئذان. في تلك الليلة، انفتحتْ أمامنا كل أبواب السماوات، باباً وراء باب، فَغُصْنا فى الملكوت الأعلى، غائبين عن الوعي تقريبا، ونحن نحلق بين السماء والأرض.......كانوا يبتعدون عني ....
وليس لى القدرة على محاكاة أي منهم، الكل ملتزم بقواعد الإذن . لم اعدْ أراهُمْ، كما كانوا. فقد صاروا مثل الشُهُب، ينطلقون نحو مسار واحد. ولم ينتبه لي احد منهم، فالوقت محدَّد، وكل ملتزم بكلمة السر، التى تسمح له بالعودة. والتي سَهَوْتُ أنا عن ذكرها، لحداثة سني بينهم، وهي متمثَّلة فى صورة قرآنية. إلى أن وجدت نفسي أحط على شرفة بيت غريب عني ... في تلك الليلة الممطرة .... مع أنني لم أبْتلْ، ولم أشعر بتهاطل المطر على وجهي. فقرَّرتُ الاحتماء فيه. لم يكتشف أحد وجودي، ومن أنا ؟؟ و كيف دخلت للبيت؟؟ ربَّما اخترقتُ الحائط، فأنا ما عدت امتلك جسداً مرئيا مثلهم. حينها، لم أجد لي خياراً، سوى أن اخترق جسد اصغر البنات واحظى بعيشي معها... . ومن تلك اللحظة، اصبحت وإياها روحان فى جسد واحدة .
سؤال يراودني، لماذا تخلَّو عني، وطاروا بعيداً . ربما لقلة وعيي، فالسماء لا يدخلها إلا الناصح، ولا مجال للسهو، وقد علمنا ان سيدنا آدم، عوقب لمَّا عصى ربه، بالنزول الى الارض . فربَّما هذا نوع من العقاب، او فترة تدارك. من هنا تبدأ رحلتي، وسأثبتْ، أنَّ من تخلو عني، لم ينسوني، ولي معهم الكثير من التواصل الحسي. وهذا الجسد، الذى اخترقته، فشكلتْ تركيبته جسدْ، نصفه إنسْ ونصفه جان، كيف له التعايش مع ما سيحدث له، فهو سيبصر ما لا يبصره الآخرين .
لم يعد لى الكثير لأرويه. كلما اردت السيطرة على هذا الجسد، وجدته متخبطاً على الارض، بداء الصرَّعْ، وهو صراع بين روحين غريبتين عن بعضهما فى جسد واحد، كنت اجذبه نحو الإنطواء، للغوص معا فى الأحلام، فهي الطريقة الوحيدة، للبحث فيها عن هذا العالم، اللا مرئي، هذا العالم الذى يراودني، كلما رَجعتْ بي الذاكرة، نحو السماء، إلا ان القدر، وما كتبه لهذا الجسد، سيدافع عن حاضره وأُنْسِيَتُه، ويتحَّدى روحي الدخيلة، بالرغم من اتحادنا فى جسد واحد. سأسدل الستار عن نفسي للحظة، التى أرى فيها حاضري، وأتفاعل مع هذا الجسد، الذي يجهلني، وسأبدأ معه مسيرته فى الحياة.
فى بعض الاوقات، أجد نفسي مستاءة لوجود ظل يطوقني، هذا الظل الغريب، كلما حدَّقتُ فيه نظري، إلا وشككتُ فى عينايْ، فربَّما يكمن فيهما الخلل، ولا بد لي من طبيب يفحصني، لكنه يرصدني، ويثقل جسمي، كلما آويتُ الى فراشي، أجده فوقي، فيشُّدُ حركتي، ارغبُ فى الصراخ او طلب النجدة، لكن ما من مغيث ....ربما هى الحياة، مليئة بالأسرار والمفاجأة ...ولو اردتم التطلع على حياتي الخاصة، سأرويها لكم، كونها بين خيال وواقع.
لن ارحل بكم بعيداً . فكل ما سأبوح به وارويه لكم، لن يتعد حدود الروح فى الجسد. نعم، هذا الجسد الصغير، انه عالم من الأسرار، كلما كشفتُ سِراً، أحسستُ أنَّك تملك الكون بأسره. كيف للأشياء ان تتغَّير لديَ، فبالرغم من بساطتي وحرماني من والدي، الذي تركني وانتقل الى الرفيق الاعلى، وأنا فى الخامسة من العمر، وبالرغم من هذا الاشتياق العظيم نحو السماء، بالرغم من هذا كله، لم أكترثْ بنفسي، فكل ما كان يشغلني، هو إسعاد المساكين، ومَنْ حولي الى ان كبرت. فلم أَعد تلك الصغيرة التى تجري وتهرول خائفة من القمر، الذي بدى لها فى شكل وجه إمرأة جميلة مبتسمة. مع أَني أَعشق القمر، إلا أني ذُعرتُ منها فى تلك اللحظة التى برزت لي بهذا الشكل . اذا كان الامر هكذا، فهل من السهل التطلع على ما.
انا لا ازال اذكر تلك الخنفساء، التى لمحتها وأنا طفلة، لقد كانت فى حجم العصفور تقريبا، حين التفتُ لها بمحض الصدفة، رايتها ترصدني، أَردت الهروب منها، إلا أَنها انقضَّتْ عليَّ وخرقتْ جسمي، فأغميَ عليَّ لأجد نفسي مستلقات فوق سريري، مع ان العائلة لم تصدق ما قصصته عليهم، لكنها ستبقى فى داخل جسمي لفترة طويلة، ولي معها موعد، حين أَكون فى الثلاثين من عمري، متزوجة ولي طفلان ....شاءت ألاقدار ان تمنع زوجي من النوم الى جانبي، بالرغم من حبه الشديد لي، مما جعل هذا الفراغ، بمثابة مسرح للأرواح ....لعلَّكم تذكرون قصة الف ليلة وليلة، نعم، هذه القصة المشوقة. اذاً، فليكن ما سأرويه لكم فى مثابة هذه القصة، انما أبطالها من الارواح.
ما حصل، قد بدأ بصراع بينى وبين رجل من الجان، كان يتردد عليَّ في كل ليلة، اذْ يظهر عند الساعة الواحدة ليلاً، ويرحل لما يسمع اول الآذان، اى قبل صلاة الفجر بساعة تقريبا، في اثناء هذه الفترة، مرَّرتُ برحلات الى عالم الأسرار ...ستكون لدينا حكايات فى حكاية، او دعوني اسميها لكم (الف ليلة فى ليلة).
شوق يغمرني للحظات من الصفاء، لحظات ترتقي فيها الروح عن الجسد، وتقرَّبني من الخالق عز وجل، عبر الصلاة، فكلما هممتُ اليها، إلا وشعرتُ بنزيف فى قلبي، انه نزيف من دخان يتدفق من قلبي نحو الفضاء، يكاد يُغميني من شدة الوجع، تصحبه تلك الخنفساء، لقد أبصرتها تتجه نحو الحائط، الى أَن اختفتْ عبره نازعة ما في قلبي من غيض لأجدني في عالم من الرؤى، عالم أَين يسكت فيه القلب، وترتفع الروح فيه عن الجسد، فأغوص في حكايات، عبر مركب ينتظرني، ليرحل بي، الى عالم من الرؤى.
كانت هدية من مخلوقات غريبة، ذوي اعين كبيرة، عندما حطوا امام بيتي واصطحبوني معهم عبر نفق في السماء، اين تغوص فيه مراكب دائرية الشكل، مختلفة الألوان، انها تلك البقعة السوداء، فلا زلتُ اذكرها . ما ان تعمقنا فيها، حتى جُذبنا حول كوكب مدهش، مألوف وغريب فى آن واحد، يشعرنى بالاطمئنان، فكل ما فيه كان مصخراً لي، حينها عرضوا عليَّ هذه المركبة، قائلين لي من انها ستنساق لي، عبر الأحداث حالما انوي التنقل فيها ...
هذا العالم القدسي لا يحق لساكني الارض التطلع عليه، إلا ذوى القلوب السليمة، التي نُزع منها الغيظ، فتجَّلت الى السماء . لقد علم ملك الجان بتطَّهري وحضر ليشبعني فحشاءاً ومنكراً، ليحجب عنى كل الرؤى. هذا الرجل الجان، انه العدو المبين، يغوي البشرية حتى تستجيب له، ثم يدفعها نحو الضلالة، وبذلك يمنع عنها سبل النجاة من غضب وعقاب رب العلمين، ربما هذا هو الابتلاء، فان الله اذا احب عبده ابتلاه، فان صبر قرَّبهُ منه ...لذلك، كان عليَّ ان اصبر وأناضل ....فكلما تغلبتُ عليه، إلا وتيَّسرَ لي زيارة لعالم الأرواح ...ثم استقر فى جسمي المستلقي على الفراش، حالما يسمع اذان صلاة الفجر.
فتحت عيني، غيرت حياتي ...حينها كنت اغط فى نوم عميق، وإذا بها تفتح على صورة هذا الجان، وهو يراودني عن نفسي، وما ان هم بي، اشعرني، من أننا في خلوة، لن يعلم بها أحد، ولو لا برهان ربي كذلك، ليصرف عني السوء والفحشاء ...هتف هاتف فى اذني اليمنى من ان الله معنا، وكان بذلك دافعا للمقاومة من هذا الشر المسلط، ومن تلك اللحظة، انقسم هذا الجسد الى قسمين، الجنب اللأيمن وهو من سيرشدنى الى طريق الخير والمقاومة ...والجانب الأيسر لمن سيحاول دفعي نحو الهلاك، ومن تلك اللحظة التى اصبحت ابحث وأتطلع في خلق هذا المخلوق الجان، عبر دراساتي فى القران الكريم ...
ما سبب كل هذا الظلم والعدوان وفتك النسل وتخريب الارض؟؟؟ انه النفط .ادركت هذا حين اخذتني خطايا الى نهاية الكون، حيث لم تكن الارض مثل الارض. ولا السماء كالسماء، كانت وجهتي نحو الكعبة، تحوطها نيران توقع بكل ظالم فيها، وبدأت فى السير على خيط ضعيف قابل لذوبان، فى كل لحظة، يتصل من على سطح الكعبة. حاولت اثبات خطايا حتى لا اقع فى لهيب النار، وبمجرد لمس سطح الكعبة، انقطع الخيط وهوى نحوه .
ابصرت أثرها نوراً عظيما ...انه نور ربي، فهممت بالدعاء الى ان تلقتني امرأة واصطحبتني نحو ادراج، حيث توجد غرفة انتظار ....أَذَّن المؤذن لصلاة الفجر، فاستَّقر الروح فى الجس،
تغَّيرتُ بمجرد التفكير فى نفسي، لأعرف نفسي، ما الذى يجعل هذا الملك يهتم بي، فلم يكن دافعه الجمال، فلطالما حرصتُ على بشاعة وجهي امامه، ولم يغير ذلك فى تردده علي افلا بد لى من اكتشاف السر الذي يدفعه للنيل مني ...انها الحكمة والإرادة هما ما كان يفتقده، بالرغم من قدرته فى التنكر وتقليد جميع الاصوات، لخداعي، صدق الله اذ اعلمنا من ان كيده ضعيف، لذا كان عليَّ ان اتسلح بهما متوكلة على الحي القيوم ...وبدأتْ نفسي ترتقي وتجول نحو الفضاء، حتى اني لم اعد بحاجة الى مركبة تحملني عبر الرؤى ...واخيراً ها انا اسبح فى الفضاء ...
الى ان التقيتُ بمبروكة تلك النفس العفيفة، التى قتلتْ بلا ذنب من قبل زوجها، الذى عشق غيرها ولم يجد طريقة للتخلص منها سوى قتلها ...وبدأت تروي لي كيف قُهرتْ وظُلمتْ في الارض، الى لحظة وفاتها، وكيف كانت روحها فوق جسدها، تسمع وتتطلع لكل من حضروا لتقديم العزى، فلم يغب عن مسمعها ايْ كلمة قيلت فى حقها ...للحظة التى خرجوا بها من بيتها، لتجد نفسها ممتثلة امام العرش العظيم فى حملة الملائكة . فمن شدة ذهولها لجمال هذا العرش، نسيتْ مبروكة حالها وأخذت فى مدحهن ثم واصلت فى لقائها برب العرش، فأول سؤال سألها، عدد الركعات؟؟؟ لم يكن لمبروكة رصيد كبير فى عدد الركعات، لقد اعلمتني كم هي، إلا ان رحمة ربي كانت اكبر، وادخلها مكانا قد نسيت به ما تعرضتْ اليه من ظلم وطغيان، إثرها سكتت وطأطأت رأسها، ثم قالت انه لا يدرك ما الذى ينتظره. سألتها عن الأسرار رفعت رأسها لتواصل حديثها، ونظرتْ اليَّ، فأذن المؤذن لصلاة الفجر، واستقرتْ الروح الى هذا الجسد)).
انتهى موضوع:اذا كنت في المغرب، فلا تستغرب،
قصة أغرب من الخيال
ملاحظة: تم نشر القصة بكل حذافيرها، بما بها الأسماء الشخصية بالقصة، بعد موافقة صاحبة القصة جميلة ساسي وأستاذها الأديب ابراهيم الدرغوثي



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء وحوار مع المغربية فاطمة المنصوري ووضع المراة المغربية
- لقاء وحوار مع الأديبة التونسية عواطف كريمي والمرأة التونسية
- لقاء وحوار مع الشاعرة العراقية منى الخرساني والمرأة العراقية
- لقاء وحوار مع التونسية نزيهة الخليفي والمرأة التونسية
- السيرة الذاتية للمرحوم د. خالد محمود القاسم
- حوار مع الناشطة الاجتماعية نعيمة خليفي والمراة المغربية
- حوار مع السيدة هناء عبيد، فلسطينية تعيش في شيكاغو
- عودة الى حوار مع السيدة لينا الأتاسي والوضع في سوريا
- من هب الفنانة الفلسطينية نسرين فاعور؟؟؟
- لقاء وحوار مع الشاعرة اللبنانية مي مسعود مصعب
- لقاء وحوار مع الشاعرة اللبنانية سنا البنا والمرأة العربية
- قراءة نقدية في ديوان زخات مطر للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
- لقاء وحوار مع غادا فؤاد السمان والوضع في سوريا
- حوار مع اديبة سورية والمرأة السورية
- قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي بعنوان: (جئتك ...
- قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي (جئتك اليوم لأ ...
- حوار مع اديبة من تونس الخضراء والشأن الداخلي التونسي
- قراءة في ديوان الشاعرة صونيا عامر (تيه)
- لقاء وحوار مع الروائية اللبنانية نرمين الخنسا
- لقاء وحوار، عن الثقافة الدرزية، العادات والتقاليد


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد محمود القاسم - اذا كنت في المغرب ، فلا تستغرب، قصة أغرب من الخيال