أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمود القاسم - لقاء وحوار مع غادا فؤاد السمان والوضع في سوريا















المزيد.....

لقاء وحوار مع غادا فؤاد السمان والوضع في سوريا


احمد محمود القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقاء وحوار مع الأديبة غادا فؤاد السمان، وما يحدث في سوريا
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
غادا فؤاد السمان، أديبة وشاعرة سورية معروفة على المستوى العربي، مقيمة في لبنان منذ العام 1992م، وهي عضو اتّحاد الكتاب العرب، عملت سكرتيرة تحرير في القسم الثقافي للكثير من الصحف والمجلات اللبنانية والسورية، صدر لها العديد من الكتب والمؤلفات مثل (وهكذا أتكلم أنا) و(الترياق)، و(بعض التفاصيل), و(كلّ الأعالي ظلّي )، وأيضاً كتاب نقدي بعنوان: (إسرائيليات بأقلام عربية)، شاركت في العديد من المهرجانات، ونالت العديد من الدروع وشهادات التقدير.
من قصائد الشاعرة: غادا فؤاد السمان قصيدة بعنوان:’’ ليلاك يا شاعر في دمي ‘‘ تقول فيها:"لكل شاعر من ضفّة الفرات، نصيبه الوافر، ومن الكربلائيات الزاحفة على جسد "العناق"
إيقاعه المنشود، لكل شاعر من الأقصى، وإلى الأقاصي .. قدْس، ومن دموع الأمّهات
آهة .. كالمآذن شاهقة، وكما الناقوس .. تدوّي، كما البارود، لكل شاعر مع الحكّام، كيل من المدح، وللعنات سيل من براميل السخط، وسجّيل النفط وأطاييب الكلام لكل شاعر .. ضادٌ، وأغلالٌ، وأصفادٌ، لكل شاعر .. بحرٌ، ومجدافٌ، وصيّادٌ، لكلّ شاعر.. واديه، لكل شاعر.. " أرز " في " بقاع " الشعر، عامل " على " شويفات " الجمال، لكل شاعر .. " هرم " من الشوق
يتكوّم " مُصراً " على البوح، أحجية على السلام، لكل شاعر .. بردى الذي كفّ، ولا كفّ، طالت القاسيون. وإن هوى الياسمين، ردحا فللياسمين دهرٌ .. لا يلين، لكل شاعر .. ليلى، وليلاك يا شاعر في دميَ البابليّ، حزينة، بل مريضة، بل سقيمة، بل إنّها – أنا - القتيلة ؟..

كان أول اسئلتي للسيدة غادا، ما هي القيم والمبادئ والأخلاق التي تؤمن بها غادا فؤاد السمان؟؟؟
قالت:أعتقد أنّ كلمة "الاحترام " تختزل المفاهيم الإنسانية الثلاث، والتي أحرص عادة في زرع نبتة الاحترام فيما بينها، فالاحترام، هو العلاقة الوحيدة والوطيدة، التي تضمن التواصل الإنساني الراقي، والذي يقود الناس تلقائياً إلى التسامي الأخلاقي والقيمي، بكل ما في هذين المعنيين من مبادئ، يُمكن أن تحمي العلاقات الإنسانية من الانهيارات الاجتماعية التي تصيب أوصال المجتمعات العربية، وقد تهالك الاحترام بين الجميع.
سألتها وقلت لها: هل يمكن القول أنّ السيدة غادا شخصية علمانية او ليبرالية؟؟؟
ردَّتْ قائلة: ربما، لا أنتمي إلى هذا المصطلح أو ذاك، اخترتُ النأيَ عن المصطلحات الجاهزة، ورحتُ أختَبر الحياة بالتجربة والدليل، لأصل استنتاجي، وفق الفهم الصريح، الذي تقدمه لي خلاصة الأيام والسلوكيات، التي تنتج عني، وأراقبها عن كثب، لا أدعي العلمانية على الرغم من أنها قد تحكم قناعاتي في بعض المواقف، كما لا أتبنَّى الليبرالية التي قد تغلب ردود أفعالي في مواقف أخرى وهكذا....
سألتها: اعتقد سيدتي انت سورية الجنسية، ولكنك مُبتعدة الى لبنان، ما السبب وراء ذلك؟؟؟
أجابت: أنا دمشقية الجذور والنشأة والتربية والمجتمع، وهي بلدي الأمّ.. ودمشق، لم تكن على عافية، كانت مريضة ومهيضة، ومستسلمة في وقت من الأوقات، وضعفها كان عجزي التام، عن فعل أي شيء، وخاصة أنّ دمشق، كانت تُلزمنا السكوت، لدرجة خانقة، الأمر الذي جعلني أنأى عنها للنأيْ عن استكانتي باستكانتها، وكانت بيروت الأقرب إلى دمشق، في التاريخ والجغرافيا والمضمون الاجتماعي، وكانت الغربة، الأرحم في بيروت، التي بوسعي احتمال وطأتها الثقيلة، في حين، أنّ الغربة داخل دمشق، هي القتل الحقيقي للروح وللحلم وللأمل معاً.. أحْببتُ بيروت كخيار وكبديل وكملاذ، بينما دمشق، أحببتها كغصّة مزمنة.
سألتها وقلت:هل ممكن القول ان السيدة غادا شخصية سياسية ؟؟؟
قالت: نقّاد كُثُر، حين تناولوا أدب غادا فؤاد السمّان صنَّفوه على أنه أدب سياسي بامتياز، حيث انحسر الجمالي لصالح تمدد المواقف، التي كانت تتوالد من بعضها البعض، كرسائل موثّقة لتعزيز دور المُبدع، الذي حرصتُ وباستمرار، عن إخراجه من هوامش النصّ الإبداعي الغارق في الرمزية، والسريالية، والتعبيرية، والانطباعية، والثرثرة، والهذيانات، والتداعيات الفضفاضة، لِزَجّه في مُتونِ الحدثْ الموقف، التصريح، القناعة، وهكذا وجدتُ قلمي، ينحاز إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى المجتمع، إلى ترسيخ ما يجب أن يُقال في زمن غلب فيه الخرس بجميع أشكاله.
سألتها وقلت لها:هل يمكن القول، ان السيدة غادا شخصية صريحة وجريئة؟؟؟
قالت:الصراحة والجرأة، سِمتان ارتسمتْ ملامحهما على شخصيتي، سواء آثرتُ التصريح أو الصمتْ، ولا أعلم حقيقةً، ما الذي يغلبني لترسيخ هذا الانطباع، الذي وضعه جميع من يتواصل معي، في اعتباره في المقام الأول، ربّما في سنّ مبكّرة، ساعدتني مقولة "كامل مروّة": قلْ كلمتك وامضِ" لأنْ أكون دائماً، على أتمّ الاستعداد، لإبداء الرأي، حتى ولو كان هذا الرأيْ، على حساب مصلحتي الشخصية.
سألتها اذا أمكنها توضيح ما يحدث في لبنان بشكل عام، وهل هو مُستقرٌ أم أنه على كف عفريت كما يُقال؟؟؟
أجابت وقالت:أصحاب القرار، أنفسهم، لا يستطيعون الجزم، بما ستؤول إليه الأحوال، بالتأكيد، لبنان هو الناقل الأمين، لكلّ المُستجدات على العالم العربي، ولبنان، شديد التأثّر بحيثيات المنطقة، وصراعاتها المُتفاقمة، وأخطر ما يتهدد لبنان، ليس الأطماع الإسرائيلية في مزاحمة مياهه وأراضيه، وليس أطماع النظام السوري، في استعادة السيطرة على مفاصله السياسية، الخطر الحقيقي يكمن في لبنان الداخلي، حيث الطائفية والمذهبية، هما اللغْمان المؤقّتان اللذان يهدّدان بالانفجار بأي لحظة، وهذا الانفجار الانشطاري، الذي سيُطال الكثير من السلم الأهلي، هو بالتأكيد، بِيد من يشاء، تحريك هذا الهاجس، وفق مصالحه الذاتية.
سألتها وقلت لها: هل ما يحدث في سورية، هو انعكاس لما يحدث في لبنان ام هو العكس تماما؟؟؟
أجابت وقالت:في لبنان، تولد مؤسسة دراسات كل صباح، ويولد محللون سياسيون على مدار الساعة، ولكنّ الجميع، يدورون في حلقة مفرغة، لا تتّسع لأكثر من التأويل والاحتمال، أمّا الحقيقة، فلا أحدْ يعلمها سوى الله، وجملة المستفيدين من الصراع، كمفهوم وكمنطلق وكضرورة، ما حدث في لبنان على مدار العقود الثلاثة الماضية، كان بمثابة تنفيس للدمّلة " المتقيّحة، من فعل الأنظمة العربية ككل، وفي مقدّمها النظام السوري، بحكم الجغرافيا أولاً، بغضّ النظر، عن أنّ لبنان هو "همزة الوصل والقطع " مع إسرائيل، كان لبنان المغناطيس الذي حوّل الأنظار عن قضية الصراع العربي- الاسرائيلي، والذي ساهم مساهمة مباشرة وفعالة، بإطالة عُمْرِ الأنظمة العربية، وخاصة النظام السوري، والشرح يطول جدّاً لو شئتُ الإشارة لتفصيلة.
عقَّبتُ على حديثها وقلت لها:البعض يقول : ان ما يحدث في سورية، هو مؤامرة قطرية سعودية اسرائيلية امريكية، وتهدف الى تدمير سورية وتمزيقها، هل انت مع هذه المقولة ؟؟؟
ردَّتْ وقالت: ما يحدث اليوم في سوريا، هو انفجار حتمي للشعب، الذي سكتَ بمزاجه، وصبر باختياره، وعندما انتقضْ، انتفض بإرادته، ولكن للأسف، لم يتركوا له حرّية التعبير عن انتفاضته، كقناعة ذاتية، بل هناك من تبنّى هذه الانتفاضة، وراح يُحرّكها وفق أطماعه وأهوائه وتطلعاته.
عقَّبتُ على حديثها وقلت لها:يعني انت لا تعتقدي بوجود تآمر لمصلحة اسرائيل، من اجل ضرب ايران، ومن ثم حزب الله، ومن ثم انهاء شيء اسمه قضية فلسطينية، بعد تدمير سورية وتمزيقها؟؟؟
عقَّبتْ وقالتْ:تدمير سوريا وتفتيتها وتشرذمها وتقسيمها، ليس وليد الساعة، هو مخطط قديم جدّاً، كنتُ أسمع عنه وأنا طفلة، لا تعي من أبجديات السياسية ألفاً من باء، ولطالما كتبتُ مراراً وتكراراً، ولم أترك مناسبة لدى اللقاء مع أي مسؤول سوري، من وزير للثقافة إلى وزير للإعلام، إلى قياديين للبعث، لكن جميعهم، لا يحسنون الإصغاء، بل كانوا يبحثون عن أنثى لم يجدوها بي، قبل أشهر من الأزمة فقط، تحدّثت معهم عن ضرورة حماية سوريا من الداخل، عن ضرورة بناء المواطن السوري.. قبل الوطن، لأن المواطن، هو درع الوطن الحقيقي، وليس العكس، لا أحد ينكر أن "حافظ الأسد " استطاع أن يبني كياناً متيناً لسوريا الوطن، على مرأى الرأي العام العالمي، ولكنه هَدَرَ كيان المواطن أمام مرآته، عندما عرف الذلّ من أصغر موظّف في الدولة، عندما كسر صورة الشخص، أمام أسرته، عندما شعر بالعجز المادّي، واضطّر إلى الطُرقْ الملتوية، وغَرِقَ في الفساد، عندما حطّمَ بنية الفرد أمام مجتمعه، بشعوره المتواصل بالغربة، حين صار مفهوم الوطن، حلم طوباوي، لا يتّسع لسقف وأربعة جدران، تأوي العائلة، كأصغر خلية في المجتمع، عندما بلغتْ الطبقية حدّاً لا يُطاق، عندما استثمر المثقّف، وقضى على أجنحته ليصير مجرّد ببغاء في قفص السلطان، والحديث يطول هنا.. إذاً، المؤامرة المُعلنة، لم تجدْ من يردعها بل وجدتْ مناخاً سلساً وخصباً لاستقطابها وكانت الانتفاضة "الفوضى ".
قلت لها: لا نريد هروبا من السؤال، انت قلت انك جريئة وصريحة، وأنا على ضوء ذلك، كان سؤالي، هل المُقرر إنهاء القضية الفلسطينية؟..
واصلتْ ردَّها وقالتْ:النقاش في مسألة القضية الفلسطينية، يُصيبني بالغثيان، كما أصاب أصحاب القضية أنفسهم بالمَلَلْ، القضية الفلسطينية، عندي لها مَحْملين مُختلفان تماماً، فحديثي عن القضية الفلسطينية، قبل إصدار كتابي "إسرائيليات بأقلام عربية- الدسّ الصهيوني " شيء، وبعد إصداره شيء مختلف بالكامل، القضية الفلسطينية، كانت بمثابة مَشْجبْ لا بدّ منه، لتبرير الكثير من العوارض السياسية، التي انتفعتْ انتفاعاً تامّاً من تَبِعات الحالة المعلّقة، منذ خمسة عقود ولا تزال، ولو شاءتْ أنظمة التصدّي لتصديق أّعبائها، لسارعتْ بالقضاء على السرطان الإسرائيلي، منذ حرب تشرين 1973م وما تلاها في اجتياح 1982م وصولاً إلى حرب تموز 2006م على لبنان، وكان حريٌّ بالنظام السوري، التنسيق مع المقاومة لحسم الصراع مع إسرائيل، بالانضمام إلى المقاومة، وبإفساح المجال لنشوء مقاومة سورية، على غرار المقاومة اللبنانية، وقد أشرتُ إلى ذلك بسؤال مباشر وصريح لوزير الثقافة في حينه، وفي عزّ سيطرة النظام، عبر برنامجي الإذاعي، بسؤال مباشر : لماذا لا يوجد مقاومة في سوريا، على غرار المقاومة اللبنانية، إذا كانتْ المواثيق الدولية، تمنع سوريا من الحرب المباشرة مع إسرائيل؟ فكان جوابه الصريح: في الجنوب اللبناني يوجد شعب، ولكن في الجنوب السوري، لا يوجد أحد، ومنذ ذلك الحين، عرفتُ أنّ الإرادة الشعبية شيءْ، وقرار النظام شيء آخر تماماً.
قلت لها وسألتها:على العموم سيدتي ماذا تتوقعين مستقبل الوضع السوري الآن ؟؟؟
ردَّتْ وقالت:الوضع ألسوري خرج من دائرة التوقعات والتكهنات، حتى من زمام أصحابه الفعليين، هو بدأ بانطلاقة عفوية، لشعب أراد أن يثبتَ لنفسه أولاً أنه جدير بمفهوم "الإرادة " فانطلق دون تردّد، ليعبّر عن إرادته، وأنه جدير بمفهوم "الفعل " وكان الفاعل، ليكفّ عن كونه المفعول به، وحاول أن يُثبتَ للعالم الذي استطاع أن يخوض التجربة، أنه هو أيضاً، يملك إمكانية الخوض والتغيير، ولكنّ النظام السوري، الذي استطاع أن يُرسّخ لمفهوم النظام، كأسلوب وكواقع وكحقيقة، لم يرتق إلى مستوى المُفاجأة (الانتفاضة)، ولم يبذل أدنى جهد للحفاظ على مكانته، التي كرّسها على مدار أربعة أجيال من التربية والتأسيس والإنشاء، كان ببساطة، عليه أن يعتبر ممن حوله، لا أن تأخذه العزّة المتغطرسة، بقمع الحِراك الشعبي، وكان بوسعه أن يعبّر بشيء من الديمقراطية، باستيعاب المستجدّ على الساحة السورية، وكان عليه أن يخرج من أوهام السلطة والقمع التي لجأ إليها في أحداث مدينة "حماه " 1982م والتي تمّ قمعها بالقتل والدمار، يوم كانت العزلة قدرها الأوحد، في حين اليوم، صار العالم قرية كونية، بحكم ثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية، للأسف النظام السوري يُهلك نفسه بنفسه، عندما بيّن أنه لا يزال يعمل بعقلية الثمانينيات، لم يرتق أبداً إلى التقنية الحديثة التي أصبحت السلطة الإعلامية، التي تُشرك المواطن أيّاً يكن، درجة وعيه أو ثقافته أو انتماؤه للفعل أو للوطن، لهذا شخصياً، لستُ متفائلة بشيء لا بالحرية بعد انهيار النظام، ولا بالنظام في حال استعاد هيبته أمام الداخل، فالعالم بأسره بالمرصاد، يقيني وحده الشعب السوري، هو الذي يُستنزف، ووحده الجيش، هو الذي يتشرذم، ووحدها إسرائيل، هي التي تُحقق أحلاماً لم تكن تتمنى أكثر من ذلك لتحققها، وللأسف، إن تحقيق الأحلام الإسرائيلية، سواء كان مخططها أميركي أو سعودي أو قطري أو حتى إيراني، فجميعها تتحقق على يدّ النظام الذي يأمر بتحريك كامل دفاعاته ضدّ الوطن، وهو لا يزال يحتفظ بحقّ الرد على إسرائيل، التي لم يوجّه يوماً دفاعاته ضدّها، رغم تراكم الكثير من الأحداث والتعديات، للهيبة السورية، منذ وقت ليس بالبعيد نسبياً.
سألتها وقلت لها إذا كان لديها أي كلمة أخيرة توجهها للمواطن العربي، على ضوء ما يحدث بالساحة العربية من صراعات وتغيرات؟؟؟
أجابت وقالت:المواطن العربي، خضع لأزمنة طويلة من التطبيع لصالح السلطة، ولا يخفى على أحد، غسل الأدمغة الذي كان يتمّ عن طريق التعليم، في ظلّ الأنظمة العربية، وفق معايير محدودة، تفتقد الحدّ الأدنى من حرية الفرد بالتفكير، كان يستبدّ به حسّ التبعية للسلطة، بجميع أشكالها، إذ تبدأ في نطاق الأسرة، وتنتهي بنطاق المجتمع وقياداته، فالمواطن العربي غير مؤهّل بعد للحرية، هناك سبُل مختلفة للقمع الذاتي، بتنمية الشعور بالذنب، بالترهيب الديني مرّة، والترهيب السياسي مرّات، لذلك على المواطن العربي، أن يتعامل مع الدين كسلطة اختيارية هي أول أبجديات "المنطق " والتي تضمن له سلامة المسار والمصير، على جميع الأصعدة، فالدين حضانة وحصانة، لا يُمكن أن تكون أداة من أدوات القمع والسيطرة والإذلال والتبعية، فالتحرر من سيطرة العقول المتأسلمة، لبسط السيطرة، هو أهم أنواع التحرر الذاتي، بعدها يأتي التحرر من التبعية للسلطة، التي يجب نقدها أولاً بأوّل، لا التسليم والثقة المُطلقة والتراكم الزمني من الأخطاء التي تقود إلى الانفجار بالمواطن والوطن، على المواطن أن يعي أنه شريك في الوطن، وليس مجرّد مملوك لصالح السلطة، وعلى المواطن أن يختلق لنفسه دوراً فاعلاً، بتثقيف نفسه أولاً، ليجد الباب الذي يوظّف قدراته وإمكاناته لصالِحهِ الذاتي والصالح العام، وعليه أن يهدأ قليلاً، لينفض عن نفسه آثار الانتفاضة، التي لا تخلو من غوغائية في الطرح، والتطبيق، فإن صَلُحَ حال المواطن، صَلُحَ الوطن وبالعكس.
انتهى موضوع:لقاء وحوار مع الأديبة
غادا فؤاد السمان، وما يحدث في سوريا



#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع اديبة سورية والمرأة السورية
- قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي بعنوان: (جئتك ...
- قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي (جئتك اليوم لأ ...
- حوار مع اديبة من تونس الخضراء والشأن الداخلي التونسي
- قراءة في ديوان الشاعرة صونيا عامر (تيه)
- لقاء وحوار مع الروائية اللبنانية نرمين الخنسا
- لقاء وحوار، عن الثقافة الدرزية، العادات والتقاليد
- لقاء وحوار، مع ملكة الأناقة والجمال، هبة القدومي
- لقاء وحوار مع سيدة عراقية ليبرالية والشأن الداخلي العراقي
- قراءة في اشعار النجمة الفلسطينية المتالقة هبة القدومي
- حوار في الاتجاه المعاكس، عن سوريا وما يحدث فيها
- الشاعرة الفلسطينية مجدولين سعادة، وحوارعن اشعارها في الحب وا ...
- لقاء وحوار مع السيدة لينا الأتاسي وما يحدث في سوربة
- لقاء وحوار مع سيدة لبنانية درزية، وفلسفتها الخاصة في الحياة
- لقاء وحوار مع شابة وشاعرة مصرية عن الثورة
- لقاء وحوار مع شاعرة ونجمة فلسطينية متألقة
- لقاء مع الشاعرة الفلسطينية المتألقة (سوسن الغطاس)
- قراءة في أشعار، الشاعرة اللبنانية، ندى نعمة بجَّاني
- لقاء وحوار سياسي واجتماعي، مع كاتبة واستاذة جامعية سورية
- حوار جري وصريح، وبعض ما يقال عن المرأة اللبنانية


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمود القاسم - لقاء وحوار مع غادا فؤاد السمان والوضع في سوريا