أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية














المزيد.....

غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاحظت أن أغلب المؤتمرات الدولية تحت عنوان: الديمقراطية أو السلام أو التنمية أو التعاون أو الشراكة أو التسامح أو الصداقة أو الحب، لا ترد فيها كلمة العدالة. حساسية دولية مزمنة ضد كلمة العدالة بالذات، هل يمكن تحقيق ديمقراطية أو سلام أو تنمية أو تسامح أو حب دون عدالة؟ فى كل مؤتمر أحضره أطرح السؤال ذاته.. بالطبع يعترفون بأن العدالة مهمة ويجب أن توجد، وينتهى المؤتمر ويأتى مؤتمر آخر يتكرر فيه الحديث عن السلام والديمقراطية والتنمية، مع التجاهل التام للعدالة.

فى مؤتمر ستراسبورج العالمى «٨–١٢ أكتوبر ٢٠١٢» عن الديمقراطية الذى نظمه المجلس الأوروبى، جاءت الموضوعات كالآتى: القيم والديمقراطية، التحديات العالمية فى مواجهة الواقع المحلى الجديد، الديمقراطية والسوق الحرة، تكنولوجيا الإعلام الحديث، الإنترنت، والديمقراطية، الديمقراطية والاختلافات الثقافية والروحية، الديمقراطية والدين، الديمقراطية والعولمة، الوسائل الجديدة لتقوية الديمقراطية، الديمقراطية والربيع العربى، السلام والحرية، التطرف القومى والدينى والديمقراطية، الإرهاب والديمقراطية، القيود على الإعلام وحرية الفرد، الديمقراطية هدف الإنسانية المشترك.. رغم كثرة الموضوعات والأوراق لم أعثر على كلمة العدالة فى علاقتها بالديمقراطية أو أى شىء آخر.

قبل سفرى إلى ستراسبورج للمشاركة فى هذا المؤتمر، جاءتنى بالبريد الإلكترونى رسالة من كاتب فلسطينى وكاتب إسرائيلى بعنوان «مبادرة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، أرسلها الاثنان إلى كل المشاركين فى المؤتمر للتضامن معهما.

قرأت المبادرة ووجدت فيها كلاما شاعريا عن السلام والحرية والإبداع بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، المسلمين واليهود، تاريخهما عريق فى ظل المحبة والتعاون، وعلى الشعبين العيش معا فى سلام ونبذ العداء أو الكره، الذى يؤدى إلى مزيد من الدماء.

كلام منمق أدبى يخلو تماماً من كلمة العدالة، لا يتطرق إلى أسباب العداء أو الكره بين الشعبين، هل العداء أو الكره سببه الشيطان المجهول أم الحكومات الاستعمارية فى أوروبا وأمريكا مع الحكومات الإسرائيلية المتتالية حتى اليوم؟

هل يتسامح الإنسان مع من يقتل أهله ويغتصب أرضه؟ قد يحدث التسامح أو السلام إن تم إيقاف الاعتداء تماماً، والتعويض عن الخسائر، وعدم العودة مرة أخرى إلى اقتراف هذه الأفعال أو الجرائم.

لهذا فشلت جميع معاهدات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مدى السنين، استمر العدوان الإسرائيلى على أراضى وأرواح الفلسطينيين دون توقف حتى اليوم، فهل يمكن أن يحدث سلام بكتابة قصائد شعرية تتغزل فى عراقة الشعبين وتاريخهما الروحى المجيد!

لم تقنعنى هذه المبادرة ولا غيرها من هذا النوع، لا يمكن أن تضع قدمك على عنقى ثم تطلب منى التوقيع على معاهدة سلام، لا يتحقق السلام دون عدل، هذا بديهى، لكن البديهيات تتلاشى فى المؤتمرات الدولية وفى معاهدات السلام سواء بسواء.

تكرار القتل للشعب الفلسطينى على مدى العقود، واغتصاب أراضيه أفقد الكثيرين الذاكرة. بحكم التكرار أصبح القتل والاغتصاب أمراً عادياً يحدث كل يوم، تراق الدماء كل يوم، فلم نعد نراها.

يقول الكاتب الفلسطينى إنه ليس علىّ عداء ضد إسرائيل أو فلسطين، كلاهما يعيش على أرض مقدسة ضمت كتب الله الثلاثة، التى تدعو إلى المحبة والإخاء والسلام.

يحاول التأثير على الناس باستخدام المشاعر الدينية والروحانيات وغاب عنه أهم شىء، لم يقل لنا من يعتدى على الآخر؟ وضع الكاتب الفلسطينى الجانى والمجنى عليه فى مستوى واحد، كأن لا فرق بين القاتل والمقتول.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظلم اليمين واليسار للمرأة المصرية
- التبادل الفكرى مع القارئات والقراء
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمرأة
- مسيرة الحركة النسائية المصرية
- التوازن بين مطالب الجسد والروح
- الهوس الدينى يواكب الهوس الرأسمالى
- حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم
- امرأة ليس لها رأس
- الدستور المأكول وقلادات النيل
- سقوط الأب ونزاهة القاضى
- اغضبى وثورى ولا تستكينى
- لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟
- نيوتن.. زويل.. باراك أوباما
- انطقوا الصدق فالتاريخ لن يرحمكم
- نساء ورجال نتاج الفساد
- البرادعى.. زويل.. المنقذ والتبعية
- الرئيس القادم.. الروحانية الصوفية والتحرش الجنسى
- تحت غطاء الصندوق العدالة عمياء!
- النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟
- النيل يتدفق فى السويد رغم ظلم العالم


المزيد.....




- رجل يقتحم منزل عائلة لخطف فتاة.. شاهد رد فعل ممثل أمريكي في ...
- فيليبو: ماكرون مجنون ويسرع التصعيد نحو حرب عالمية ثالثة
- استقالة قاضيين بريطانيين من أعلى محكمة في هونغ كونغ
- لأول مرة منذ الحرب الباردة.. القوات الجوية السويسرية تتدرب ع ...
- -حرييت-: تركيا قد تبدأ عملية عسكرية في سوريا الصيف الجاري
- لأجل قضية عملت عليها أمل.. جورج كلوني ينتقد بايدن
- مسؤولون كوبيون: سفن حربية روسية تصل هافانا الأسبوع المقبل
- ماروتشكو: القوات الأوكرانية تنشر الألغام المغناطيسية الألمان ...
- -تسليح الانتخابات- في الولايات المتحدة يجب أن يتوقف!
- أم لثلاثة أطفال.. سوري يتجول بجثة زوجته في شوارع تركيا ثم يل ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية