أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!














المزيد.....

عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 18:20
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


ساقتني ظروف غريبة ومعقدة أن أجلس في فصل دراسي لطلاب الفرقة المتميزة بإحدى الجامعات الأمريكية، الدكتورة جانت لي بريطانية الأصل متخصصة في علم الاجتماع، وتدرس "الدراسات النسوية" منذ سنوات عديدة، ويدرس طلاب هذا الفصل على يديها مادة عن "النساء والجنسانية حول العالم". الأستاذة لي كما المايسترو لطلابها، فهي تتبع التعليم التفاعلي المبني على نظرية فريري لتعليم المقهورين (أنظر بشأن ذلك مقالة سابقة)، فهي توجه الطلاب وتختار لهم الموضوعات والأساليب ثم تترك لهم حرية التعبير عن تجاربهم من خلال الأطر الممنوحة لهم، وتتوسط في الحديث كلما تطلب الأمر ذلك في تطبيق عملي لشخصية "الجوكر" في مسرح بوال.
يبدأ الفصل كعادته بما أعده الطلاب من تفاعل مع الأحداث العالمية الجارية، حيث يختار أحد الطلاب حدثًا عالميًا معينًا ويتفاعل معه ليبدع منتجًا فنيًا يعرضه على الفصل؛ ومع أن المحاضرة لفتت نظري إلى إبداع الطلاب، إلا أن حديثها ذلك لم يعدني نفسيًا لما حدث بعد ذلك بدقائق معدودات. ألحظ فتاة متشاغلة بآلة الكلارنت، وأستاء أنا المسكونة بالتعليم البنكي والذي يعتبر أي تشاغل في الفصل قلة احترام وتقدير للمعلم صاحب العلم الوفير الذي يغدقه على طلابه! ثم أنتبه لأول العارضين: طالب يتحدث عن دوقة كامبردج وظهورها وهي تغطي شعرها أثناء زيارتها لمسجد في ماليزيا، ملابس الدوقة صممتها دار أزياء تساند الناجيات من الاتجار في البشر؛ وبما أن ملابس الدوقة تحت المجهر دائمًا، فقد استفادت الدار من الدعاية بحصولها على تبرعات إضافية لدعم أعمالها الخيرية. ويعرض الطالب ملصقًا قام بتصميمه يدعو فيه إلى مساندة المنظمات التي تعمل ضد الاتجار في البشر. ثم تتحدث طالبة عن تغيير قوانين الهجرة في الولايات المتحدة وتعرض ملصقًا عن ذلك.
ثم يأتي دور أميلي الفتاة الخجولة ذات العشرين ربيعًا لتتحدث إلى زملائها وزميلاتها عن "التحرش في مصر" !!! قالت إنه صار يشكل ظاهرة تعاني منها النساء بحيث بتن يخشين الخروج من المنزل، وتحدثت عن واقعة معينة حدثت في الإسكندرية حيث تم الاعتداء على سيدة وتكاثر حولها الأشخاص بحيث باتت لا تعرف من يحاول مساعدتها ومن يحاول مهاجمتها، وتناولت أميلي الكلارنت (المزمار) وقالت: "سأعزف مقطوعة من تأليفي عن تلك اللحظة. لحظة تشوش الفتاة وحيرتها بين من يحاول مساعدتها ومن يحاول مهاجمتها"، وأضافت "لقد أسميتها زحمة". وأمتعتنا بمقطوعة قصيرة شجية أودعتها الشك والحيرة وتضارب المشاعر.

ودعتني الأستاذة للتعقيب ... فما عسي أن أقول؟
جالسة أنا على مقعد دراسي على بعد آلاف الأميال عن مصر لأستمع إلى فتاة أمريكية تعبر بشجن عن عذابات فتاة من الإسكندرية، فأية مفارقة تلك؟ فبالرغم من تباعد المسافات واختلاف الإثنيات والعرقيات والديانات شعرت أميلي بمأزق فتاة الإسكندرية .. فبماذا أعقب أنا؟
سيدتي لقد صم المجتمع بأسره لدينا أذنيه عن عذابات فتاتك، والعديدات غيرها. فمن فتيات كشوف العذرية إلى ست البنات إلى ننتاشا سميث إلى غيرهن الكثيرات.
ليس لدي ما أضيفه ..
أكتب وكلي أمل أن تعرف فتاة الإسكندرية - والتي لا أعرف عنها الكثير للأسف - أن فتاة أمريكية تفاعلت مع تجربتها المؤلمة فألفت عنها مقطوعة موسيقية، لعل ذلك يخفف عنها وطأة ما عانته.
أكتب وكلي أمل أن يعرف المسئولون لدينا كيف يتفاعلون مع عذابات مواطنيهم، فيتحركون لتشريع قوانين رادعة ضد المتحرشين.
أكتب وكلي أمل أن يتفكر أولو الألباب في مقولة رفاعة رافع الطهطاوي منذ قرن ونصف، عندما سئل عن تجربة العيش في بلاد الفرنجة: "وجدت هناك إسلامًا بلا مسلمين، ولدينا مسلمين بلا إسلام."



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد
- عقوبة التحرش بين القانون الفرنسي والمصري
- العدالة الشكلية والعدالة الجوهرية
- تدنى المستوى التعليمي (فكرًا وممارسة) في مصر: نموذج من ورقة ...
- النخبة المصرية وحزمة البصل
- اغتصاب الثيب غير وارد!!
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر


المزيد.....




- الصحة بغزة:كارثة حقيقية تواجه الاطفال حديثي الولادة جراء نفا ...
- الصحة بغزة:كارثة حقيقية تواجه الاطفال حديثي الولادة جراء نفا ...
- محاكمة سفّاح الغربية.. قتل 4 نساء وقطّعهن أشلاء
- الوكالة للتشغيل تعلن شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- امرأة تقتل صديقها بوضعه في حقيبة..تفاصيل جريمة بشعة بفلوريدا ...
- ما تأثير التمارين الرياضية القصيرة المكثفة على صحة النساء؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 في الجزائر ...
- صدمة في موريتانيا بعد اغتصاب جماعي لطالبة أمام والدها المريض ...
- روتين بسيط يمكن للنساء اتباعه للحد من خطر النوبات القلبية
- احمي نفسك من الاستغلال


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!