جمال الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 05:13
المحور:
الادب والفن
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
أنَّ العُمْرَ قدْ ضَاعَا
و أنَّ العُمْرَ يَا قلبى
لِزَمَان ِالحُبِّ قدْ بَاعَا
و أنَّ الجُوعَ و الشوقَ
لا يُشبعَان ِطمَّاعَا
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
مَنْ قاوَمَ زَادَ إشعَاعَا
أرَأيتِى سَمَاءَ بَلاهَتِى
و حَجْم ِمُشكلتِى الكبيرة
إذ فكرتُ أنْ أتكلمُ
فِى ثوانِىَّ الأخِيرة
عَنْ نِقاطِ الضعفَ بى
و لحْظةٍ كانتْ خطِيرة
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
أنْ أسْخرَ مِنْ لحْظةِ حِيرة
عَلمَنِى تصويبِ الأخطاءْ
و كيفَ أخبِّرُ الأشيَاءْ
كيفَ أعرفُ أنْ المَاضى
ذكرىَ مِنْ دُنيَا ألأشلاءْ
و أنَّ الدَّمْعَ إذا فاضَ
لنْ يأتِى بمَنْ فقِدُوا أحْيَاءْ
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
كيفَ لمْ نلحَقْ أىَّ قِطارْ
و لمَاذا نخسَرُ عَالمَنا
بدونَ مُوَاجَهَةِ الأخطارْ
عَلمَنِى أنَّ الجُبْنَ مُحِيطُ
و مَنْ يَتقوقعَ يَصلىَ النارْ
عَلمَنِى أنَّ العُمْرَ قصِيرُ
و خطُ الشيبُ عَلينا حِصَارْ
عَلمَنِى أنْ أحْكِى كثيراً
وأنَّ الصَبْرَ هو الإشرَاقْ
و أنَّ الدَمْعَ يَا قلبى
يُصَحِّحُ أخطاءَ الأشواقْ
عَلمَنِى غصبَاً انْ أبْكِى
و أطهِّرُ بالدَمْع ِالأحْدَاقْ
عَلمَنِى الحُزنُ أنْ أحْزنْ
و أهْزِمُ لحَظاتِ الإخفاقْ
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
لا أصرُخَ بالحُبِّ طويلا
لاألعبَ بالنارِ العُظمَىَ
لاأصبحَ كالطير ِقتِيلا
عَلمَنِى الحُزنُ سَيِّدَتِى
أنَّ الحُزنَ ثقيلٌ ثقِيلا
و أنَّ الفكرَ جراحٌ تدْمِى
و أنَّ الكونَ جميلُ جميلا
عَلمَنِى أنْ أفتحَ أوراقى
و أراجعُ ألافِ المَرَّاتْ
و أنقِبُ فى صدْر ِالتاريخِ
بَدْءَاً مِنْ كلِّ الحَارَاتْ
و أنْ أعرفَ أخبَارُ الأفراحِ
و مَا سِرُ بَقايَا حَضارَاتْ
فهَلْ أصبحُ تاريخاً يُنسَىَ
أو إنسَانٌ بالكلِمَاتْ
قدْ خلقَ اللهُ الأحْزانْ
يَتعَلمُ مِنهَا الإنسَانْ
يَتعَلمُ عَبْرَ الأيَّامْ
يَتعَلمُ كيفَ النِسْيَانْ
يَتعَلمُ بالجُرح ِو بالندَمِ
مَا سِرُ قِيَامَ التِيجَانْ
فسِرُ خِلودَ الإنسَانْ
أعظمَ مِنْ كلِّ البُلدَانْ
#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟