أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - هل يعقل ان تحدث العجائب ؟















المزيد.....

هل يعقل ان تحدث العجائب ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 22:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ماهى العجيبة ؟
حادث غير اعتيادى يتخطى كل القوى البشرية والطبيعية المعروفة, وغالبا ما ينسب الى قوة خارقة.
" العجائب بحد ذاتها منافية لمبادئ العلم ". - ريتشارد دوكنز, بروفسور سابق فى موضوع الفهم العام للعلم.
" الايمان بالعجائب منطقى بكل معنى الكلمة. فالعجائب لا تشوه صورة الدين اطلاقا, بل هى دليل على محبة الله لخليقته واهتمامه الدائم بها ". - روبرت أ. لارمر, بروفسور فى الفلسفة.
يظهر الاقتباسان اعلاه ان هناك تباينا صارخا فى وجهات النظر حول موضوع العجائب. فما رأيك انت شخصيا ؟ هل الايمان بالعجائب منطقى ؟ سنستعرض فى هذا الخصوص ثلاث فئات من الناس تمثل ثلاث وجهات نظر مختلفة.
الفئة الاولى يتردد افرادها فى الاجابة بنعم عن هذا السؤال خوفا ان يقول الناس انهم غير مثقفين ويؤمنون بالخرافات.
الفئة الثانية تضم اشخاصا يعتقدون بصحة العجائب ولا يترددون فى المجاهرة برأيهم هذا. فربما يؤمنون بروايات الكتاب المقدس, كالرواية عن موسى الذى شق البحر الاحمر. حتى ان بعضهم يؤمنون ان العجائب تحدث فى وقتنا الحاضر. فقد اظهر تقرير صدر مؤخراان " نسبة كبيرة من سكان الغرب - حوالى 75 فى المئة من الاميركيين و38 فى المئة من البريطانيين - يؤمنون بالعجائب ". هذا وان الايمان بالمعجزات لا يقتصر على المسيحيين فقط. فهو " ظاهرة تتميز بها كل الاديان تقريبا ".
اما الفئة الثالثة فيقول افرادها : " لا نعلم ولا يهمنا الموضوع اساسا. فنحن لم نشهد اية عجيبة قط ". فما رأيك انت ؟ هل يهم ان تعرف الحقيقة عن العجائب ؟
لنفرض انك اصبت بداء عضال. وبعد مدة عرفت ان مجلة طبية محترمة تتحدث عن علاج جديد لهذا المرض. ألا تعمل جاهدا لتقضى ولو وقتا قليلا فى قراءة المعلومات والتأكد من صحتها ؟.
هل يعقل ان تحدث العجائب ؟ ثلاثة اعتراضات شائعة
الاعتراض الاول : العجائب مستحيلة لأنها تخالف قوانين الطبيعة. ان فهمنا لهذه القوانين مبنى على ما يلاحظه العلماء فى الطبيعة حولنا. ولكن كما ان قواعد اللغة تتضمن بعض الشواذات, كذلك هى الحال مع قوانين الطبيعة. لذلك ربما يكون فهمنا لهذه القواعد محدود جدا. فقد يفنى العالم حياته فى دراسة احد قوانين الطبيعة, لكن حالة شاذة واحدة كفيلة ان يعيد العالم النظر فى مكتشفاته حول هذا القانون.
يروى الفيلسوف الانكليزى جون لوك ( 1632 - 1704 ) قصة طريفة عن سفير هولندا وملك سيام ( نيبيال ) توضح كم من السهل ان نكون رأيا دون ان نملك كل الوقائع. فقد كان السفير يخبر الملك عن بلده الام هولندا. وفى مجرى الحديث قال له ان الفيل يستطيع احيانا ان يمشى على الماء. فلم يستوعب الملك هذه الفكرة وظنها اكذوبة. الا ان السفير كان يتحدث عن امر لم يشاهده الملك طوال حياته, ففى هولندا تتجمد مياه البحيرات وتتحول الى جليد بحيث يمكن ان تحمل وزن فيل, وقد بدا هذا مستحيلا فى نظر الملك لأنه لم يملك الوقائع كاملة.
وفى زمننا تحققت انجازات بدت مستحيلة منذ عقود قليلة. اليك فى مايلى بعضا منها :
- يمكن لطائرة ان تقل اكثر من 800 راكب ان تطير دون توقف من نيويورك الى سنغافورة بسرعة 900 كيلو فى الساعة.
- يتيح نظام مؤتمرات الفيديو للناس من حول العالم ان يروا بعضهم بعضا ويتبادلون الاحاديث.
- يمكن خزن الاف الاغانى فى جهاز اصغر من علبة كبريت.
- بات بالامكان اجراء عمليات لزراعة القلب والاعضاء الاخرى.
- فماذا نستخلص من هذه الوقائع ؟ اذا كان الانسان قادرا على تحقيق انجازات عظيمة بدت فى الماضى القريب مستحيلة, فكم بالحرى خالق الكون يستطيع ان يفعل امور عجيبة لا نفهمها كاملا ولا نستطبع ان نقلدها.
الاعتراض الثانى : يستخدم الكتاب المقدس العجائب ليحمل الناس على الايمان. لا يطلب منا الكتاب المقدس ان نؤمن بكل العجائب, فهو يحذرنا لئلا نصدق كل المعجزات والعجائب الخارقة, لاحظ هذا التحذير الواضح : " يكون مجئ رجل المعصية بقدرة الشيطان على المعجزات والايات والعجائب الكاذبة, وعلى جميع مايغرى بالشر ". - تسالونيكى الثانية 2 عدد 9 و10, الترجمة العربية الجديدة.
وحذر يسوع ايضا ممن يدعون انهم اتباعه لكن فى الواقع اتباع زائفون. وذكر ان البعض سيقولون له : " يارب, يارب الم نكن بأسمك قد تنبأنا ؟ وباسمك قد اخرجنا الشياطين ؟ وباسمك صنعنا عجائب كثيرة ؟ ". حينئذ يجيبهم : " انى ماعرفتكم قط ". متى 7 عدد 22 و 23. فمن الواضح اذا ان يسوع لم يعلم ان العجاتئب كلها من الله.
لنتأمل مثلا فى احد اشهر العجائب المدونة فى الكتاب المقدس : قيامة يسوع المسيح. فبعد عدة سنوات من هذه الحادثة, بدأ بعض المسيحيين فى كورنثوس يشككون فيها. فكيف ساعدهم بولس ؟ ذكرهم ببعض الوقائع المثبتة. فقد قال لهم ان يسوع دفن, وانه اقيم فى اليوم الثالث, وانه تراءى لصفا ثم للاثنى عشر. وبعد ذلك تراءى لأكثر من خمس مئة اخ دفعة واحدة, معظمهم باق حتى الان ". - كورنثوس الاولى 15 من 4 الى 8.
وهنا اكد بولس صحتها مستندا الى شهادة مئات شهود العيان الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة, وقد فضل هؤلاء الموت على انكار ما رأوه.
الاعتراض الثالث : العجائب ظواهر طبيعية اساء تفسيرها اشخاص غير مثقفين. يقول بعض العلماء ان عجائب الكتاب المقدس هى مجرد ظواهر طبيعية حدثت دون تدخل الهى. وهذا بحسب اعتقادهم يجعل روايات الكتاب المقدس منطقية اكثر. فهل رأيهم صائب ؟ صحيح ان بعض العجائب اقترنت بظواهر طبيعية كالزلازل والانزلاقات الارضية, لكن ثمة امر مشترك بينها الا وهو توقيتها.
على سبيل المثال, ادعى البعض ان الضربة الاولى على مصر - تحويل مياه النيل الى دم - كانت نتيجة انجراف التربة الحمراء الى النهر, حاملة معها العضويات الحمراء المعروفة بالسوطيات. لكن الرواية فى الخروج تقول ان النهر تحول الى دم لا الى وحل احمر. وتظهر ان هذه العجيبة حدثت حين طلب موسى من هارون ان يرفع عصاه ويضرب مياه النيل. فحتى لو افترضنا ان تحول المياه حدث بفعل ظاهرة طبيعية, فان التوقيت بحد ذاته اعجوبة.
بناء على ما تقدم, هل يعقل ان تحدث العجائب؟ يجيب الكتاب المقدس بنعم عن هذا السؤال.
حين اقام يسوع صديقه اليعازر, لم يدع اعداءه الدينيون ان العازر لم يمت. فقد كان راقدا فى القبر منذ اربعة ايام. وبعد قرون من موت يسوع, اعترف كتبة التلمود اليهودى بامتلاكه قدرات خارقة, لكنهم شككوا فى مصدر هذه القوة. وبشكل مماثل, عندما سيق تلميذا يسوع, بطرس ويوحتا, ليمثلا امام المحكمة اليهودية. لم يسألوهما : " هل صنعتما عجيبة ؟ ". بل قالوا لهما : " بأى قدرة او باسم من فعلتما هذا ؟ ". - اعمال 4 عدد 1 الى 13.
ان العوامل التى ناقشناها تظهر ان عجائب الكتاب المقدس تتسم بمصداقية كبيرة. ولكن هنالك ايضا اسباب اخرى للوثوق بها. على سبيل المثال, حين يروى الكتاب المقدس حادثة معينة ,غالبا مايحدد الزمان والمكان واسماء الاشخاص المشمولين. حتى نقاد الكتاب المقدس يقفون مذهولين امام دقة هذه التفاصيل التاريخية.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة ذات معنى - كيف نجدها الان ؟ (2)
- ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)
- موت احد الاولاد
- كيف تجعل زواجك ناجحا ؟ (2)
- زيجات على شفير الانهيار (1)
- المذكرات - صديق جدير بالثقة
- الأرض هبة الله لنا
- احترزوا من التفاخر
- التطور ليس واقعا
- سنو المراهقة المقلقة تلك (4)
- تعليم الجنس للاطفال - حيوى ان يكون باكرا (3)
- تعليم الجنس للاطفال - متى ؟ وكم ؟ (2)
- اطفالنا - من يعلمهم عن الجنس ؟ (1)
- السر وراء الفقاقيع - الشمبانيا
- الانتحار - كيف يمكنكم ايجاد العون (3)
- لماذا ييأس لبناس من الحياة (2)
- لماذا ييأس الناس من الحياة (2)
- الانتحار - مشكلة عالمية (1)
- الطبيعة تغير وجه التاريخ
- القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (2-2)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - هل يعقل ان تحدث العجائب ؟