زيجات على شفير الانهيار (1)

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 20:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

" لم اعد احتمل ".
هل سمعت اناسا يرددون هذا الكلام عن زواجهم ؟
واذا كنت شخصا متزوجا, فهل شعرت يوما بأنك ايضا لم تعد تحتمل ؟
الاف الاشخاص دخلوا الحياة الزوجية بعدما تيمهم الحب خلال فترة المواعدة او بعدما جعلهم الشغف يسارعون الى الزواج, متوقعين ان يعيشوا حياة ملؤها السعادة. " لكن كثيرين يأتون الى بعدما يكون اليأس قد استفحل ". كما تقول احدى المستشارات, فقد خاب املهم فى شريكهم وفى الزواج وفى الحب : واحيانا فى الحياة نفسها ". ولا يكاد شئ يجمع ىبين هؤلاء المتزوجين سوى وثيقة زواج وسقف يسكنون تحته.
تقع بعض الزيجات ضحية تفاقم الاجهاد والقلق. فمتطلبات العمل الكثيرة والاضطرار الى العمل ساعات طويلة او فى نوبات متأخرة قد تستنزف بحر العواطف التى يكنها المتحابان احدهما للاخر. كما ان الحب والاحترام قد يزولان تدريجيا بسبب المشاكل المالية وصعوبات تربية الاولاد والانتقال الى بيت جديد وتغيير العمل والمشاكل الصحية. وباختصار, فان التغييرات التى تحدث على مر الوقت قد يولد اجهادا يسبب تباعدا بين الزوج وزوجته.
وتقوم امهات كثيرات بما يعادل وظيفتين بدوام كامل, وظيفة اولى فى مكان العمل ووظيفة ثانية فى البيت. وقد يجعلهن ذلك يركزن على عملهن واولادهن على حساب اشياء اخرى. ونتيجة الاجهاد والارهاق لايبقى لدى المتزوجين وقت كاف يقضونه بعضهم مع بعض. ويشعر كثيرون بأنهم يعيشون فى دوامة. فيتولد داخلهم احساس بالتثبط والتباعد. فلماذا تتعرض زيجات كثيرة لهذا الضغط الهائل ؟ وماذا يمكنك فعله ليكون زواجك سعيدا وناجح ؟
ما اسباب المشاكل ؟
كل من يتوقع زواجا خاليا من المشاكل انما يعيش فى الاحلام. حتى الزوجان الاكثر انسجاما واحدهما مع الاخر لا يتفقان فى كل شئ, ولا مفر من وقوع بعض المشاكل. وكما يأكل الصدأ المعدن تحت طبقة الطلاء, كذلك يساهم عدد من العوامل فى تقويض الزواج بشكل تدريجى. ولكى نعرف مايمكن فعله لانجاح الزواج, سنراجع اولا بعض اسباب المشاكل فى الزواج.
انبأ الكتاب المقدس بأن اناسا كثيرين فى ازمتنا سيكونون " محبين لأنفسهم, محبين للمال, مغرورين, متكبرين, . . . غير شاكرين, غير اولياء, بلا حنو, غير مستعدين لأى اتفاق, مفترين, بلا ضبط نفس, شرسين, غير محبين للصلاح, خائنين, جامحين, منتفخين بالكبرياء ". تيمثاوس الثانية 3 عدد 2 الى 4.
وبسبب هذه الصفات يكثر سوء الفهم وسوء التواصل, وتزيد حدة الملاحظات القاسية التى تبدر بكل سهولة من البشر الناقصين.
قال احد الباحثين : " ياللمفارقة التى نعيشها نحن المتزوجين فى هذا الزمن. فمن ناحية . . . يتاح امامنا كم هائل من المعلومات التى تساهم فى جعل زواجنا متينا . . . ومن ناحية اخرى يعصف بنا عدد كبير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التى تشل قدرتنا على انجاح زواجنا ".
توضح اختصاصية فى مشاكل الزواج ان " التوقعات غير المنطقية هى احدى اكبر اسباب عدم الرضا فى الزواج ".فكثير من المتزوجين يخيب املهم حين يكتشفون ان البزواج ليس كما توقعوه ورفيق زواجهم ليس كما تخيلوه, ويتثيطون كثيرا عندما يرون فيه عيوبا غفلوا عنها سابقا او يلاحظون لديه ضعفات اخطر مما كانوا يتصورون.
غير ان الكتاب المقدس يعترف بصراحة ان البزواج يجلب ضيقا ( كورنثوس الاولى 7 عدد 28 ) ولماذا ؟ احد الاسباب ان العلاقة بين انسانين ناقصين ستفضح عاجلا او احلا عيوب كل واحد.
كما ان كثيرون يعيشون فى الاحلام حين يتوقعون ان يكون زواجهم سعيدا دون ان يساهموا ابدا فى ذلك. فبما انهم مأخوذون بالافكار الرومنطيقية عن السعادة الزوجية, لا يدركون ان تحقيق السعادة ينطوى على مسؤولية كبيرة ويستلزم منهم بذل الجهد. وحين تنكشف لهم الحقيقة ويدركون ان الزواج ليس كما تخيلوه, يشعرون على الارجح بالخيبة والضياع, وكلما كانت الاوهام كبيرة عن الزواج, زاد فى اغلب الاحيان الشعور بالخيبة عندما تنجلى الحقيقة.
اية مشاكل فى التواصل يمكن تفاديها لتكون العلاقة الزوجية قوية ؟ اعتاد بعض المتزوجين ان يسمعوا لكن بلا اصغاء وان يتكلموا ولكن بلا تواصل. وبدلا من ان يتواصلوا معا بدفء ورقة, يصير حديثهم روتينيا وباردا. ويتحول الحوار الهادف والمفتوح الى شجار متواصل يقع لشتى الاسباب وأتفهها. ويستعر الخلاف يسئ المرء فهم اقوال الاخر, فيرد على التهجمات الشفهية بصمت بارد.
ومن المؤسف ألا يلاحظ كثيرون من المتزوجين سلوك رفيق زواجهم الايجابى, وان لاحظوه فهم لا يعبرون عن تقديرهم له. وبما ان الزوجين صارا كلاهما يعملان خارج البيت, تستاء زوجات كثيرات من اضطرارهن الى انجاز معظم الاعمال المنزلية بمفردهن. كما تشعر زوجات كثيرات بأن رجالهن يتجاهلن حاجاتهن العاطفية.
فماذا يمكنك فعله لتجعل زواجك سعيدا ؟ تأمل فى النصائح العملية التالية.
" يتبع "

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل