أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *















المزيد.....

وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *
لا زهرة َ عائمة ٌفي الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجاني
لا صوتَ لقضم التفّاح
لا سقسقة ً في السدرةِ ، لا طيرا لا شمسا لا حبّاتِ مطرٍ لا ضحكاتٍ في الساحةِ لا رجلا يتحمّمُ في الغيثِ ولا شيئا حتّى لا أضغاثَ سنين..!
خبرٌ ..!
أمسِ اتى شيخٌ يصرخُ في الفجِر ويرفعُ في الناسِ عصاه
أخفوا أنفسكم عن وجه حقائق لا ترحم
واختبئوا
وليتخفّف كلٌّ منكم من كل الأشياء!
فرّوا
فكـُراتُ ألانوار السّحريّة ترقصّ في السّحَرِ الممحوّ
من ياتي بأقاحِ الأحراشِ الأزرق؟
فالفجرُ الغارقُ في أنوارِعذابات جحيمٍ مفقود
يوشِكُ أن ينفلقَ اثنين
فجرٌ يُشرقُ..
وغروبْ
الأقداحُ المتكسّرةُ اللماعةُ ما عادَ يُضئُ سناها
شوقا للأشياءْ
وحقولُ القمحِ الزرقاءْ
تُرسلُ في الصمتِ بكاءًونحيبْ
لكنّ الشمسْ
تتدلّى وسطَ الأقمار العشرين
قرصا أخضرَ يملأ صفحةَ نصفِ سماءٍ ورديّه
وصراخٌ كالأفعى يتجوّلُ في الأسواق
كالتنين الماكر
يخدعُ جدرانَ الأسمنتِ الأحمر
ويُصوّتُ تحتَ حذائي كالفستقِ بين الأسنان
شجنٌ صلبٌ وحكاياتٌ تتحطّمُ كلعشبِ وكالأشواك
آهِ لقد أوشكَ أن يأتي
عملاقُ التأنيبِ يُغنّي
يسخرُ
يمسحُ أنفهُ في كمّيهِ
والمدنُ الماسيّةُ في إغفاءةِ من ينشدُ رؤيا اليقظه
وبكائي يصدحُ في الطرقات
ممتزجا بنقيقِ ضفادعَ مختنقه
وصراصيرُ الحقل تُغرّدُ منتصفَ الليلْ
وأنا أركضُ ، ألهثُ لكنَّ عواءَ الذئبِ يظلُّ بعيدا
وبُكاء شيوخٍ يتهدّجُ.. يَرثي الزنجيَّ المقتول
وهو مضرّجُ بالدّمِّ وبالقشِّ وبالصّبّيرْ
لا..لا تبكوا جوهرّ أو مرجانْ
فالحبّ الأعمى لا يغتالُ النخلّ ولاالنخلُ يُطاطئُ للحبِّ الهامْ
أمسِ بكينا ياللحسرةِ لكنّ دموع عيون الناسْ
أغرقتِ الزنجيّ الميّتَ بألالوانٍ البنّيّه
وسكبنا أدمعَ من عطرٍ باريسيٍّ هفهاف
يا صمتّ الثلجِ لماذا ؟
يا قهرَ البحرِ لماذا ؟
لا تتنهّدُ أو تتأوّهُ أو تتكلّم؟
ها نحنُ توغّلنا في غاباتِ الآلام
وبكيناكَ فراقا وأنينا وحُثالاتٍ من رقصٍ تافه َ ممزوجٍ بأغانٍ هابطةٍ ليسَ لها معنى!
....
أُفُقٌ من نخلٍ مقطوعِ الرأسْ
منتصبٌ كاساطين الأغريق
يعوي وسحابٌ يُمطرُ حبّا لم ينضجْ بعدْ
وشتائمَ ترحلُ في عرباتٍ وخيولٍ نحو الغابات ونحو الشجرالباكي**
لكنّ القططَ َ النائمة َ عند ثمار المانجو
تُمسخُ أعضاءَ عصاباتٍ ورجالا ومسدّسُ كلٍّ منهم
محشوٌ بالنارْ
...يخلعُ أعضاءُ عصاباتِ النارِ ثياب القتلِ ويتّجهون إلى النهر
يتحمّمُ نصفٌ منهمْ ويُراقبُ نصفٌ آخر
حتّى يأتيهم شيخٌ بثياب البجعِ الأبيض
فيُحلّقُ بعضُ رجال عصاباتِ النارِ
ويعودُ الحرّاسُ إلى بعضِ ثمار المانجو
قططا زرقاء العينين ِ..
وخضراءَ العينينْ
نائمةً فوق إناءِ مفروشٍ بحريرٍ أحمر ..أو أصفر ..
لا أحدَ يعلمُ ما حلمُ القططِ الورديّة !
فخيوطُ النّورِ القُزحيِّ تُحيلُ البهجةَ رعبا والحبَّ هباءْ
....
وصراعاتٌ كبرى وحروب
وحروبٌ وصراعاتٌ كبرى
ثمّ حروبْ
ومحاربُ يجلسُ فوق الصخرةِ يُشبهُ تمثالَ مفكّرِ رودان!
معهُ زقٌّ يكرعٌ منهُ قليلا
ويُغنّي
وغصونُ شجيرات البغضاء تُدندنْ
والآلامُ تراءى كالأشباحِ ومن ثمّ تغيب
قتلٌ وحروبٌ وكراهيةٌ عمياءْ
قتلٌ هادئُ عند خرير الماء
عند هديل الوِرقِ على منحدرٍ هارٍ متداعي
عند الجسرِ الخشبيِّ
كان القتلُ الدامي يجري
كهدوءِ طلوعِ الظلمةِ والليلِ على الأحراش..
وكراهيةٌ تجري في الناسِ بصمتْ
لا شئَ سوى اللاشئ
لا شئَ سواه
لا ..
لا زهرة َ عائمةٌ في الكاسْ
لا قهوة َ تملأُ فنجان الناسْ
....
من يرغبُ أن يأتيني بالمعشوقِ المرتعشِ الأطراف
أو بالمحبوبِ وعيناه تفرّ من الرعبِ إلى آلاف الأنحاء
يا قلب..
يا ملكَ الذ ُّعْرِأجـِبْ
هل كانت غانيتك الحسناء؟
تنثرُ أحزانا فوقَ رؤوس الجانْ؟
بغيةَ أن تُبقيكَ أسيرا
مسحورا ؟
تمسخَ عينيكَ لآلئَ تنظمها في عقدِ المخمورين
الحانةُ مغلقةٌ
ونداءُ الفجرِ يضوعُ بعطرالخلجاتِ الحانيةِ الإبهار
دعني امضي
دعني أختم أغنيةً وحكاياتٍ ليس لها خاتمةٌ أو وقْعُ نهايهْ
أقدامٌ ذاهبةٌ
أقدامٌ آتيةٌ لكنَّ الزنبقّ في زُهريتهِ السوداء ْ
يشربُ من ألقِ مرايا فضيّهْ
كأسا مُترعةً
بالشّوقِ إلى عينيكِ ولكن لا زنبقة ً في زُهريّتكِ السوداء
والزّنجيُّ مُسَجّىً فوق دماءٍ زرقاءْ
وبكاءُ النسوةِ يخفتُ حينا ، وصراخٌ يعلو حينا آخر
وعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءٌ فعباءاتٌ سوداء
فعباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءُ عباءاتٌ سوداءْ
...
ـــــــــــــــــــــــ
*عن الحكاية الشعبيّة والتراثيّة حيث طلب أحد الملوك ان يُحدَّثَ بحكايةٍ لا تنتهي فجاءه أحدهم، وحدّثه عن مخزون للحبوب وكيف جاءت جرادة وأخذت حبّة ً وخرجت ثم جاءت جرادة وأخذت حبّةً وخرجت وهكذا ولم يتوقّف الراوية عن ذلك لأن مخزون الحبوب مازال كثيرا وهلمّجرّا ولم تنتهي الحكاية التي سُمّيت قصّةٌ لا تنتهي..!
**هناك شجرة كبيرة خيطيّة الأوراق رأيتها في أوربا تُسمّى الشجرة الباكية


سنان أحمد حقّي
دهوك في 12 تشرين الأول 2012



.




#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (فار التنّورُ) بين البيان وبين الصرف وعلم الإشتقاق..!
- قولٌ في الفصاحة..!
- بين عصرالمسرح وعصرالطابعة 3D..!
- هل يوجد فكرٌ يساريٌ إصلاحيّ..؟
- شكلُ الحريّة..لونُ الحرّيّهْ..!
- إلى ذات التنورة النيليّة والسماء الزرقاء..!
- الأنساب لماذا؟
- في جدليّة الزعيم وعبد الناصر..!
- إنسانيّة الكلاب والقطط..!
- المادّة في الأدب الفلسفي..!
- واحرّ قلباه..!
- هوامش وتعاليق على مقال من هو الشيوعي؟
- الحاجة أم الإختراع..!
- البديهيّة والمُسلَّمة واختلاف التنوّع ..!
- البصرة من منظور التنمية الشاملة
- هوامش وتفاصيل سريعة حول الواقع الحضري لمدينة البصرة
- ربيعٌ أم ثورةٌ ؟ ..أم فوضى خلاّقة؟
- في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!
- البلم ..والبلم العشّاري..!
- تحوّلٌ مثير وجديد..!


المزيد.....




- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *