أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - المعركة على النساء














المزيد.....

المعركة على النساء


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 03:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن سقطت بعض الأنظمة الفاشية والديكتاتورية في إطار ما يطلق عليه "الربيع العربي"، أوحى بعض السياسيين، أو المسيَّسين، أنّ مشكلة الأوطان العربية لم تكن سوى مشكلات حول النساء. فمن يتابع كثيراً المدفعية الخطابية الثقيلة لبعضهم سيعتقد أن المواطن العربي لم يكن يعاني الفقر والبطالة، وقلة التعليم وغياب التطبيب المجاني، ولم يكن يعاني أزمة السكن والتعليم، وفوق كل ذلك لم يكن يعاني سلب الحرية والكرامة منه.
اليوم أغلب نصوص خطابات هؤلاء تتمحور حول المرأة وكأنها هي التي غرزت الوطن العربي بالوحل فلم يتقدم. فصار همُّ المنادين بتغيير الدساتير، أو تعديلها، هو "المرأة"، وكيف يضيقون السجن عليها، ويطالبون بسن قوانين متعلقة بها، بالطبع سلباً، ما يوحي أن المجتمعات العربية في أبهى أوضاعها، وهي في حاجة فقط إلى "قوننة" حياة المرأة بما يشتهون هم وليس الدين.

كان من المفترض أن ينصرف الاهتمام والانتباه من قبل هؤلاء الذي تسلموا الحكم، أو يؤثرون في من تسلموا الحكم، إلى ما هو أولى بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة. فالمواطن العربي عاني بما يفوق طاقته، ولعله استبشر خيراً بحقبة ما بعد الديكتاتوريات، وإنْ كانت بوادر ديكتاتوريات جديدة تلوح في أفقه المضْيقّ أصلاً، وهذا الاستبشار قائم على ما يعده بحياة أفضل وأكثر هناء، وليس بتسخير الاهتمام نحو ما هو ليس همّا لأغلبية العرب.

عندما يثور الإنسان ضد القمع والقهر والحرمان، فإنه حتماً يسعى لما هو عكس ذلك تماماً، وإلا فإن ثورته ستذهب هباء منثوراً حين يحيد البعض بمنجزها نحو غايات أخرى. لذلك لو رصد المرء أغلب الخطابات والتصريحات على ألسن من ظهروا اليوم كقادة، سيرى جليا غياب ما يبشر بمستقبل واعد للمواطن العربي. ولعل هذا ما يذكّر البعض بأول ما بشر به، مثلاً لا حصراً، الزعيم الليبي الجديد مصطفى عبدالجليل حين نفث بشراه لليبيين الذكور قائلاً، بما معناه، اليوم يمكن لكم أن تتزوجوا من أربع نساء، علمأ أن مشكلة الليبي لم تكن هذه المسألة.

حتى في مصر، كاد البعض أن يوحي بأن مشكلة المصريين لم تكن سوى تلك الممثلة، أو هذه الأديبة، فلم يسخروا ظهورهم، والظهور هنا بمعنى الإطلالة، على شاشات التلفاز إلا للتشهير بهذه أو تلك، أو لمنع هذا المشهد السينمائي أو ذاك. لعلهم في حاجة إلى من يذكرهم بأن هناك فقرأ وبطالة في مصر، وثمة تدني أجور، وأن مصر تعاني فساداً إداريا وأزمات سكن وهي في حاجة إلى استثمارات كبيرة لخلق فرص عمل تجعل المصري قابعاً في أرضه لا باحثاً عن الهجرة. وما مصر هنا إلا مثال لا حصر، حيث الأمر عينه ينطبق على الكثير من دول "الربيع العربي".

المطلوب تمكين المرأة وإشراكها في كل أطياف الحياة في حقبة ما بعد الطغاة، وليس التضييق عليها، لأن شلّ نصف المجتمع سيخلق مجتمعاً مشلولاً.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن سلاحنا العابر للقارات
- حتى الأقصى يا بروتوس
- عملية سيناء وبراءة فلسطين
- المُهرِّجون والمُتفرِّجون
- تويتر وفيسبوك اختبار للعرب
- فوبيا انتقاد الإسلاميين
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - المعركة على النساء