أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أيلول .. مهلاً .














المزيد.....

أيلول .. مهلاً .


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 15:45
المحور: الادب والفن
    


أيلول .. مهلاً
ليس بهذه السرعة يا أيلول .. لا تستعجل الرحيل فلم يئن أوانه بعد .. لا يزال أمامنا بعض الوقت لنعيد ترتيب النقاط فوق الحروف .. محو بعض الهوامش وإضافة عدد آخر من السطور .. ورسم غيمة كبيرة ممتلئة بأمطار الأمل تحتل رأس الصفحة الأولى في صحيفة الحياة ..
لا يزال هناك بعض الوقت يفرُّ هارباً من ساعة الحائط يدعونا كي نرسم بعض النوارس البيضاء ونرسلها إلى تلك السماء الملبدة بالهم والحزن .. ولا بدُّ يا أيلول من غرس الفرشاة جيداً في علبة الألوان وطلاء هذا الهواء الأسود .. ربما يراه الأطفال في مناماتهم غدٌ آخر .. غدٌ أجمل .. وغدٌ أبهى .. وغدٌ أنقى .. وغدٌ أطهر من الآن .
وأنا يا أيلول .. هل نسيتني ؟
أنا لم أحصل على نصيبي منك .. انشغلت عنك بلملمة الجراح .. فكل ما حولي ينزف .. وكل القلوب تئن تحت وطأة الجراح .. لم نلتقِ يا أيلول في هذا اللقاء .. ولم تشرب قهوتك من فنجاني ولم أشربها كما اعتدت من عينيك .. لأن عيناك ما حملت إليَّ في هذا اللقاء إلا الحزن والسواد .. ومع ذلك فلا يزال هناك بعض الوقت .. ورائحة القهوة تتمرد على رائحة الدمار .. وأنا أصرُّ على أن أزيح عن صدري كل غيوم الحزن كي أراك .. وكي أرى كل ما يخبئه لنا القدر .. وما يكتمه عنا من أسرار ..
لن أقول كعادتي حين أمازحك قبل الوداع .. أرى في قعر فنجانك صبية شقراء تلوح بيدها وتنتظرك بلهفة أمام الباب .. سأكف عن المزاح في ساعات الوداع .. وسأحاول أن ألملم الوقت الباقي لأكون برفقتك إلى آخر المشوار ..
انتبه يا أيلول هناك غيمة كبرى هربت من تحت إبطك .. أرجو ألا تغمرك دموعها في آخر هذا اللقاء .. وتذكر يا أيلول أنني لم ألتقك كما كنت أتمنى هذا اللقاء .. ما بكيتُ على كتفك .. ولا ضمتني عيناك .. وما قرأت لهما الحظ .. ولا رسمت لهما قلباً ينتظر على حواف الفنجان .. وقلبي قد لا يسامحك لأنه لم يعد يطيق صبراً في البعاد ..
وأخيراً يا أيلولي عليك أن تترك لي غيمة تظللني إن حاولت أشعة الشمس أن تحرقني في الغياب .. وأن تبقى تدور حول نافذتي .. وألا تغيب عن شرفات قلبي حتى لا أشعر بقسوة الوحدة وطول البعاد ..
وانتبه يا أيلول أنك أصبحت تطيل الغياب .. وأننا هذا اللقاء لم نلتقِ كأحباب .. ولم تجمعنا صباحات أيلول الغائمة لأن الشمس كانت خلف الباب .. كانت تسكب غيظها وقهرها في كل الأوقات .. فاحتل الحزن سماءك .. والقهر كان يهطل منها زخات زخات .. ومع ذلك ما بكيتُ على كتفك يا أيلول .. ولا شكوتُ إليك قسوتهم .. ولا قصصتُ عنهم الحكايات ..
ارحل يا أيلول .. وأنا سأبقى مشرعة نوافذ قلبي .. ربما تشتاق يا أيلول قبل الأوان .. وقد تظهر عليك بوادر الحنين لأي لقاء .. فلا تترد يا أيلول .. فأنا وقلبي دائماً وأبداً على شرفات الانتظار ..



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة
- - إلى من يهمه الأمر -
- أنا وظلي
- - خارج التغطية -
- تلميذة
- فرح .. لبؤة آب .
- بوح أخير
- أشياء ....
- رسائل من ....
- - أرض البرتقال الحزين -
- الفراشات تغفو أحياناً
- كنتَ مني وكنتُ منك !
- عناوين وهوامش
- إلى ذلك ....
- في انتظار الخير
- الراية .
- أعواد الحطب
- هل معك أحد ؟
- اللعبة
- شرق جهنم


المزيد.....




- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز
- صالة الكندي للسينما: ذاكرة دمشق وصوت جيل كامل
- وزارة الثقافة اللبنانية تنفي وجود أي أسلحة تعود لأحزاب في قل ...
- في النظرية الأدبية: جدل الجمال ونحو-لوجيا النص
- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أيلول .. مهلاً .