أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - شكسبير هجر أطفاله في سبيل القصائد














المزيد.....

شكسبير هجر أطفاله في سبيل القصائد


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


 أسعد البصري
   ..........................................
(1)
لا أحد يمكنه توقع ما سيقوله المثقف في كل مناسبة
لا يمكن اتخاذ أي احتياطات كل ما عليك هو
أن تعرض نفسك للموقف ثم تسمع صوتاً
تكتبه كما هو وتنشره بشجاعة
كل مَن يختلف معك بعدها حتى لو كان على حق
لن يمكنه امتلاك ذات التأثير لأن الصوت معك
أن تكون مثقاً يعني القدرة على مفاجأة نفسك في ارتكاب الكتابة
هذه المفاجآت هي الدليل  الوحيد على وجودك
(2)
إن المقابر الحقيقية التي نحفر بها مثوانا الأخير هي اللغة
الإنسان يموت في لغته بعد أن يولد فيها
لا يوجد مسقط رأس آخر
بل لا يوجد سفر و غربة سوى السفر بعيداً عن اللغة والتغرب عنها
إن الغربة تشحن اللغة لأنها تتطور ذاتياً في جسد العزلة
أحاول في زمن التكرار هذا قول شيء ذي قيمة
شيء متعلق بي شخصيا و بثقافة بلادي
في الوقت نفسه ، من التأمل لا من الكتب
لا يبقى في النهاية سوى خطاب أولئك المتطرفين
الذين حولوا حياتهم إلى تجربة لكلماتهم
لا وقت عند الناس بعد اليوم لزيارة متحف الأفكار
كما يقول نيتشه عن الفلاسفة التقليديين
قبل  هذا الفيلسوف  كانت الفلسفة خطرة على الفلاسفة فقط
بعده صارت خطرة على الناس جميع الناس
الفرصة الوحيدة المتاحة اليوم هي لأولئك
القلائل المستعدين لوضع هذا الوشم الفظيع على جلودهم
وشم العذابات والتجربة
(3)
إن الطفل يمتص القلق كله و يجعلك تشعر بالتفاؤل رغماً عنك
الطفل هو في الحقيقة حالة تفاؤل دائمة تخفف من التشاؤم الدائم
الذي لا بد أن يُصاب به البشر مع تقدم السن
إن الصحة النفسية و طول العمر هي لاشيء آخر
سوى طفل يلقي بوزنه الملائكي عليك و يضحك في وجهك
الآن عرفت لماذا هجر شكسبير أسرته إلى لندن
وظل هكذا طيلة فترة نتاجه الإبداعي
لأنه لا داعي للخيال حين يكون الواقع بهذا الجمال مليء بالأطفال
البشر مخلوقات جميلة فعلاً (( أحسن تقويم )) كما في القرآن
إني لا أتعرف على الحب فقط بل على البشر أيضاً
البشر علاج للبشر
الأب دواء ولده ، والولد دواء أبيه
إن الطاقة التي تتحرر من لعب طفل و كركراته
تكفي للتوقف عن أي إنجاز آخر مهما كان
إن الأطفال إنجاز الأمهات و معجزتهن
الأمهات : آلهة العصر الحديث
حيث يسجد الملحد قبل المؤمن في معابدهن
إن الطاقة التي تتحرر أثناء لعب طفل
هي تلك الطاقة التي نسميها ( وعد الحياة )
وهذه أكبر من الحياة نفسها
ماذا عسى البراءة أن تكون ؟
سوى هذه السهولة التي يفرح بها طفل
من أعماق قلبه
(4)
ما هو الشعر ؟؟
هو أن تفعل كما فعل السياب
تترك أطفالك في جانب و تعبر البحر
ومن الجانب الآخر من البحر تكتب الشعر
لا يوجد تعريف آخر للقصيدة عزيزي
مهما كانت موهبتك إذا جلس طفلك على كتفيك
فإنه هو الطائر المحكي و كل كتاباتك لا قيمة لها
الولد يرضع القصيدة المرة قبل خروجها و يطعمك العسل
الأولاد يأكلون القصائد كلها لأنهم هم القصائد كلها
لا إبداع سواهم .....أيها الشاعر كن حذراً
(5)
في حفرة عميقة مظلمة منذ سنوات
لا أمارس أي نشاط اجتماعي
لكن العاصفة دائماً تعرف طريقها إليّ
وهبني الله هذه النعمة التي لا تقدر بثمن وهي كراهية الناس
هكذا لا يخلد ذهني إلى النوم بسهولة
وإلا كيف يكتب أحدهم قصيدة سخيفة و ينشرها ؟؟
هل يضحك على نفسه ؟؟
في الحقيقة هذا ما تفعله بك محبة الناس
تحولك إلى أضحوكة



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع المتنبي كذبة الأكاذيب
- ماركس الكبير و أطيافه
- الإنتحار فلسفة الإختيار
- جامع الكلم في عبد الرزاق عبد الواحد
- العار السني في العراق
- عبد الرزاق عبد الواحد المهارة ليست إبداعاً
- حرير و ذهب و عبد الرزاق عبد الواحد
- أدريان ريتش ؟ سأتذكر ذلك يا سعدي ..
- براميل الخشب
- لم تكن لهذا الوطن راية نرفعها قبل هادي المهدي
- إنّ صلاتي و نُسُكي و محيايَ و مماتي
- أسبوع هادي المهدي
- ربُّ الشّعراء / ربُّ الشِّعرى
- المعنى
- يسيل غناؤك من النافذة
- لأن فائز حداد فاضحٌ غسيل الأعين بالتيزاب
- حوار حول الحب والشعر
- مسلمات ينبغي تكرارها بكل أسف
- عودة الشاعر المنتظر / سعدي يوسف
- الطفولة منجم الشاعرة الأمريكية لويس گلوك و عشها


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - شكسبير هجر أطفاله في سبيل القصائد