أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - العلاقات الفرنسية المغربية مكسب تاريخي















المزيد.....

العلاقات الفرنسية المغربية مكسب تاريخي


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 12:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خصصت مجلة ماتش دوموند الفرنسية عددا خاصا للذكرى الخمسين لاستقلال المغرب (انظر2005 .(match du mande n°5 - novembre - décembre ولقد كان أولى بالمجلة أن تنتظر قليلا إلى حين ذكرى مرور قرن على توقيع معادة الحماية سنة 2012، لأن حدث توقيع معاهدة الحماية سنة 1912 أكثر دلالة من حدث الاستقلال من منظور تقديم رصد الأسس التاريخية للعلاقة الفرنسية المغربية، على نتائجها.
والناظر في متن العدد يلمس أنه مشحون و ذ و حمولة عاطفية تؤكد أن العلاقات الفرنسية المغربية رغم ماضيها الاستعماري السيئ في حاجة إلى تعميق أكثر. إنها التفاتة حسنة تستحق التقدير، رغم أن مضامين العدد لا تخلو من نزعة استشراقية مألوفة تركز على التفاصيل الصغيرة والعادات الثقافية الدفينة والوقوف عند الهامش، وتكاد أن تخلو من إحصائيات دقيقة وشهادات ذات بعد تاريخي، فوق أن العدد خال من أي إشارة ذات ارتباط بالماضي الاستعماري الذي يشكل أساس الاستقلال ومرجعيته. فالمغرب، كما يرى ألبير عياش في كتابه (المغرب والاستعمار، حصيلة السيطرة الاستعمارية)، وليد فترة كولونيالية. وما كانت الحاجة ماسة هنا للوقوف عند المؤثرات المباشرة للاستعمار الفرنسي في المغرب الحديث. وإذا كانت المجلة غير مدعوة لتصريف الموقف الفرنسي الرسمي وليست ناطقة باسم جهة ما ولها توجهها، فإنه من الواجب القول إنها قامت بمجهود صحافي يستحق الاعتراف والاستحسان. وبالمقابل كان للمغاربة كذلك موقفهم الإيجابي من فرنسا، حيث تـلمس اللغة الفرنسية في الشارع المغربي، وفي بيانات البضائع المغربية، والإشهار وفي المدارس العمومية والخصوصية والمدارس العليا و في المجال التقني والعلمي. وفضلا عن ذلك توجد في الأراضي الفرنسية جالية مغربية كبيرة متشبعة بالفرانكفونية ومندمجة مع المجتمع الفرنسي. ولا غرو، فالتاريخ المغربي مؤثث بوقائع ذات بعد فرنسي بنسب مختلفة، وعبر ثلاث فترات مهمة. الفترة الأولى من استعمار الجزائر سنة 1830 إلى توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، عرفت وقائع في مستوى المعارك والحروب (معركة إسلي1844 سنة، معركة بوذنيب سنة 1908) أو في مستوى المعاهدات (معاهدة لالة مغنية سنة 1845) أو المؤتمرات (مؤتمر الجزيرة الخضراء حول المغرب سنة1906) أو الضغوط والإهانة (معاهدة الحمايةسنة 1912). والفترة الثانية ما بين 1912 و1956 ظلت فيها العلاقة المغربية الفرنسية علاقة الحديد والدم بفعل الاحتكاك اليومي والمباشر. ففي النصف الأول من فترة الحماية 1912 / 1933 اندلعت حروب المقاومة المسلحة في الريف (معركة أنوال) والأطلس المتوسط ( معركة لهري) والأطلس الكبير الشرقي (معركة أيت يعقوب سنة 1929، معركة تازكزاوت، معركة بادو سنة 1933) والأطلس الصغير (معركة بوكافر) والانكسار الجنوبي الأطلسي (معركة مسكي سنة 1916) ومراكش (معركة سيدي بوعثمان). وفي المرحلة الثانية من الحماية ساد النضال السياسي الذي صادفت انطلاقته العلنية صدور ظهير 16 ماي 1930 الذي فهم فهما خاصا - وربما خاطئا- وتحول إلى قضية عادلة لمناهضة فرنسا بأساليب أخرى. تقوم قضية الظهير على ما يفيد أن لفرنسا نية في الفصل بين العرب والأمازيغ (البربر). ومعلوم أن الظهير ينظم المحاكم ويصنفها حسب المناطق والمخالفات من ذلك مثلا أن (المخالفات التي يرتكبها المغربيون (كذا) في القبائل ذات العوائد البربرية والتي ينظر فيها القواد) في بقية النواحي(يقع زجرها هناك من طرف رؤساء القبائل) (الكلام مقتطف من الفصل الأول من الظهير المذكور.). إنه اعتراف بالحقوق الثقافية والتعدد الثقافي الذي التهمته السياسات الاستيعابية بعد ذلك. اتخذ النضال السياسي أشكالا متعددة كالمظاهرات (مظاهرة سنة 1934 بفاس مثلا) والعرائض
( تقديم عريضة الاستقلال يوم 11 يناير 1944 إلى الإقامة العامة) ومقاطعة بعض الإجراءات الفرنسية منها مقاطعة انتخابات الغرف المغربية الاستشارية التي نظمتها الإقامة العامة و التي تهدف في الغالب إلى المس بالسيادة المغربية وذلك يوم 27 أكتوبر 1952 ونضيف إلى أشكال الاحتجاج المذكورة الانتفاضات (انتفاضة الدار البيضاء سنة 1952، انتفاضات سنة 1953 بمراكش وفاس والدار البيضاء و الرباط وسلا ومكناس ووجدة) وهناك أيضا أشواط من التفاوض ( مؤتمر إكس ليبان 23 غشت 1955)، وأخيرا هناك عمل حزبي منسق يستحق الذكر (كثلة العمل الوطني، حزب الاستقلال، حزب الشورى والاستقلال، الحزب الشيوعي المغربي). وفي سنة 1956 بدأت فترة ما بعد الحماية الفرنسية التي تحتاج إلى بحث وحفر وتصنيف, و هي مرحلة الاستقلال التي ظل فيها المغرب منطقة للنفوذ الفرنسي، ضمن ما يسمى بـالاستعمار الجديد أو الاستعمار غير المباشر. ولقد نجحت فرنسا في إزاحة بريطانيا جانبا بعد الحرب العالمية الثانية، وهي أشد منافس لها في شمال أفريقيا منذ القرن التاسع عشر أي بعد فرض المعاهدة التجارية المغربية الإنجليزية سنة 1856 التي تنص على بند الدولة ذات الأسبقية، أي أن بريطانيا تستفيد من كل اتفاقية من هذا النوع يعقدها المغرب مستقبلا مع أي دولة استعمارية وبالفعل استفادت إنجلترا من بنود اتفاقيات ما بعد حرب تطوان. ولفرنسا مصالح اقتصادية في المغرب فهي شريكة ومستثمرة ومستوردة منه ومصدرة له، لكنها تعاني من التنافس الأمريكي القوي. فالولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الشمال الغربي الإفريقي منطقة استراتيجية لا تفتأ تتدخل في المجال الذي تعتبره فرنسا جزءا من نفوذها. ولا يخفى التنافس ذلك الأمريكي الفرنسي على أحد لاسيما بعد زوال الاتحاد السوفيتي. ورغم ذلك لا تزال فرنسا تكابد من أجل الحفاظ على علاقتها التاريخية مع المغرب بعقد اتفاقيات شراكة متنوعة وأنها لا تفتأ تدعم الفرانكفونية وأسست مراكز ثقافية فرنسية بمختلف المدن المغربية عملا بتوصية الجينرال شارل دوغول مفاده أن الفرانكفونية خير وسيلة للحفاظ على المصالح الفرنسية في ما وراء البحار. ولفرنسا كذلك موقف إيجابي من قضية الصحراء المغربية حيث تضمنت تصريحات جاك شيراك مؤشرات إيجابية صريحة أحيانا مع حق المغرب في الحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته، وتعد زيارة جاك شيراك لبلدان المغارب الثلاث في بداية شهر دجنبر 2003 ذات دلالة في العلاقة المغربية الفرنسية.
ونسجل أنه في إطار نزوع العالم إلى التعدد الثقافي حضرت اللغة الفرنسية بقوة كمكون إلى جانب العربية والأمازيغية. ولفرنسا كذلك حضور في الذاكرة المغربية. ففضلا عن المآسي التي أحدثتها حروب التهدئة والتي يستدعي تذكرها بناء الكثير من النصب التذكارية، نجحت فرنسا في الحفاظ على التراث المعماري المغربي، بعد أن جاهدت نفسها في دراسة بعض مواضيع التراث الشفاهي ودراسته محدثة معهد الدراسات العليا بالربط. ولعل المجموعة الموسوعية (أرشيفات البربر) خير نموذج من جوانب الاهتمام الفرنسي بالحياة الثقافية المغربية من جانبها غير العالم.
وإذا كانت فرنسا قد أخطأت لما وسعت المستعمرة الجزائر [بفتح الميم] والتهمت الصحراء الشرقية المغربي منذ أواخر القرن التاسع عشر، وخلفت عدة مشاكل في الحدود بين المغرب والجارة الجزائر، فإن ذلك غير ذي وقع قوي على مجموعة من المكاسب تخص الهوية الثقافية كمكون متعدد.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المارشال ليوطي بين الانتماء العرقي والانتماء الثقافي
- اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان لجهة الرشيدية ورز ...
- البرنس الأحمر الجزائري والمقاومة المغاربية
- القبيلة إطار لتحصين الهوية الأمازيغية في المغرب عبر العصور
- النهاية في الخطاب العسكري الغربي
- إشكالية التوتر بين الثقافي والجغرافي وأزمة الهوية الإدارية ل ...
- فصول من ذاكرة مدينة بوذنيب والحقوق الجماعية بها في مذكرة تنس ...
- التراث المعماري وحقوق الإنسان بالمغرب أي علاقة؟
- على هامش اللقاء السنوي لبرنامج واحات تافيلالت التنموي بالمغر ...
- الواقع الاجتماعي لما بعد تراجع الصناعة الاستخراجية بحوض ملوي ...
- أي استراتيجية لتنمية مستدامة للمناطق المنجمية ومحيطها بجهة ا ...
- ندوة مأتم الفاعلين الجمعويين محمد بلكوح وعبد الرحمان فريدي ا ...
- جمعية النهضة بفجيج تنظم رحلة إلى مواقع الذاكرة بالجنوب الشرق ...
- الحركة النسائية المغربية: الحصيلة والآفاق في ظل الإصلاحات ال ...
- جانب من (جوانب من ذاكرة كريان سنطرال، الحي المحمدي بالدار ال ...
- المجتمع المدني بالجنوب الشرقي المغربي يفقد فاعلا جمعويا ثقيا ...
- قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيض ...
- قبيلة أيت حديدو بإقليم ميدلت: توزيع المساعدات وفق معيار تواف ...
- واحات درعة وتافيلالت، الثقافة، والتاريخ والتنمية. أي استرتيج ...
- إشكالية الحقوق الثقافية والهوية بجبال الأطلس الكبير الشرقي


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - العلاقات الفرنسية المغربية مكسب تاريخي