أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث العبدويس - الدخُولُ إلى صَبرا وشاتيلا














المزيد.....

الدخُولُ إلى صَبرا وشاتيلا


ليث العبدويس

الحوار المتمدن-العدد: 3853 - 2012 / 9 / 17 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُرغمون نحنُ على استذكارِ وحيكَ يا أيها النتوءُ البارزُ العصيُّ على المحوِ والنسيانِ والإزالة، يا أيتها اللطخةُ المُشينةُ والوصمةُ الخارقةُ لكلّ جُدران العار، الوصمة التي اختارتْ الإنسانيّة - وفقاً لذوقِها الثمانينيّ المُزري – أن تُزيّن بها جبينها الكاسِف الذليل، مُجبرون على استحضار وقائعٍ ترفضُ المثول أمام لحظات التأمُل والمُراجعة، تتمنّعُ على الاستدعاء والطلب، تزوغُ في تلافيف الحافِظة العربية كزوغان الآف المحطّات التي نعاني ازائها من مُعضلة إنكارٍ وجُحودٍ مزمنين.
هل وصل الخَوَرُ بالعربِ مبلغاً صاروا فيه يرعدون من مَحض استجلاءٍ لِذكرى مجزرةٍ "صغيرةٍ" لم تُعمّر كثيراً في وعينا المُصاب بفُقدان ذاكرةٍ حاد؟ ام أننا فقدنا - كشهودِ عيانٍ على المأساة المستديمة - حِسّ الدعابة المُفترض وامتنعنا عن ارسال نُكاتنا السمجة يوم طاشَ الحساب وأفلتتْ لُغة الأرقام وتمرّدتْ مجازرنا على الإحصاءِ والعَدْ؟ ام أصبح مُجرّد استنطاق المِدِيّ واستجواب الحِراب ونقاش الفؤوسِ التي جنّدلتْ كُل تلكَ الرِقاب الفلسطينية والرَصاص الذي خرّطَش أجساد أطفالهم ونسائهم وشُبّانهم الطريّة جريمةً تَفُتُّ في عَضَدِ الوحدة العربيّة وأسفيناً يشُقًّ التضامن العربيّ؟ هل نحن خائفون من حقيقةٍ تجلبَبَتْ بالخلود وارتوتْ من إكسيرِ البقاءِ مفادُها أنّ من باشَر المذبحة المروّعة هُم عربٌ أقحاحٌ، ولعلهم يَمَتون بذي نسبٍ لقحطانَ وعدنانَ والسَمؤآل والغطاريف الاوائل ، وليسوا يهوداً او من سكان المريخ؟
مُشكلة الدمِ الفلسطيني هي رُخصهُ البَخس في سوق الضمير الدوليّة السوداء وغياب إجماعٍ بشريّ على عُصمتة وحُرمته، نظراً لأنَّ المُستفيد من سفكهِ وإراقتهِ كثيرون، ومن التجريد المُخلّ اختصارهم بربائِبِ الدولة العِبريّة او بجيوشِ يهوذا، فهؤلاء مستعدّونَ للقتل بشكلٍ فطريٍ ودائمٍ سَواءً في الأدرياتيكي او الشرق الأوسط، في الاسكا او تُركستان، ثُمّ إنّ القوم وَلَغوا ومنذُ غابر العُصور بدمٍ أشدّ قداسةٍ من كُل دماء البشر يوم اجترئوا على فتح شرايين الأنبياءِ والمُرسلين بكل صلفٍ ووقاحةٍ ورقصوا مع بَغيِهِم سالومي ووثنييّ روما على منظر اضطراب رأس يحيى مُتشحطاً بِدمِه في طبق الجريمة الكبرى، انتظر كُلّ جديدٍ في عالم التخريب والفِتن والارهاب من فئٍة تتبجّحُ بقيادتها لعصابات مطاردةٍ مُختصةٍ بخطف وتصفية مبعوثي الإله وظلاله في الأرض، ومن حيف الأيام علينا أن نُعاصر أحدث موبِقاتهم التي لا يرتضون إلّا أنْ تتخذ طابعاً دولياً تدميرياً شيطانياً ، الفِلم المُسيء لنبي الإسلام – الرمزيّة الكُبرى والأمثولة الأعظم في الموروث والوجدان والوعي الإسلامي، بل الإنساني، القديم والمُعاصر والمستقبلي - ودفعِهِم لمُعتنقي الرسالات السماوية نحو شفا حربٍ دينيةٍ مهولةٍ قد لا تُبقي من البشر على الأرض ديّاراً، تماماً كما اختاروا لكل عصرٍ ما يوائمه من فِتنٍ ولَبوسٍ وشُبُهات.
دمويّة اليهود بديهة، وشرحها أغبى من اعادة تفسير الماء بالماء وخرطِ القًتاد، لكنّ ما يقُضُّ مضجع المُنصف حقاً هو ذلك الإصرار الذي يكاد لا يجد تبريراً في عقلٍ ولا نقلٍ عل نَكأ التغريبة الفلسطينية وتعميق جُرح التهجيرِ والتشريدِ والنزوحِ واستلاباتِ الأرض والنفيِ والترحيلِ القسريّ بفظاعاتِ الاستئصالِ والإبادةِ والذبحِ الهمجيّ الأرعن، فالفلسطينيون، هذا الفصيلُ البشريّ الذي احتمل كل شائنةٍ وفكرةٍ ساديّة، نُكبِ بتسلّط المجرمين عليه حيثما حلَّ وارتحل، وطاردتهُ فرقُ الموتِ وكتائبِ القتل إيّانَ ولّى شطرَ وجْهه، ولا تزالُ أحراشُ وأحراجُ جَرَشَ تروي فصولاً من مجازر النظام القُطريّ الأردني خلال أيلولَ الأسود 1970، ثم أمعنَ الإنعزاليونَ من ذوي اللسانِ العربيّ فيه تقتيلاً وتمثيلاً في لبنان من بُرج البراجنة والميّة وميّة وتلّ الزعتر وحتى صبرا وشاتيلا، ناهيكَ عن ذبح الفلسطينيين على الهوية في العراق منذ 2003 على يد الظلاميين من زبانية الميليشيات الطائفية، وأخيراً وليس آخراً استهدافهم على يد شُبيّحة وجلاوزة النظام السوري في مخيماتهم العزلاء.
قِفي صبرا، قِفي شاتيلا، أرجوكما لا تقتحما وِحدتي فُجأة لأنّي عَجزتُ الساعةَ عن استحضارِ دمعٍ يَفي كُل تلكِ الفاجعة أو رِثاءٍ أودّعُ بهِ كُلّ اولئك الراحلين، إمنحانيَ هُنيهةً أشطبُ بها إسمي العربي، وملامحي العربيّة، هُنيهةً أكسِر بها سيفيَ العربيّ وأعقُرُ بها خيليَ العربيّة وأهُدُّ أوتاد خيمتي العربية، هُنيهةً أنتمي خلالها إلى اللامُنتمي، لأن كل شيء فيَّ سيُذكركِ بقاتليكِ.

ليث العبدويس [email protected]



#ليث_العبدويس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنْ عُرِفَتْ حَلَب... بَطُلَ العَجَب
- العَروسُ والكلاشينكوف
- وقائِعُ انتحار كاتبٍ غاضِب // ليث العبدويس
- نوري.. نوزاد.. وحُلُم الأكراد
- قِمّةُ بغداد.. الدُخولُ إلى الخارِج
- مملَكَةُ الأيمو
- في تأبينِ مُتسوّلة
- يوميّاتُ مَدينَةٍ مَذبوحة
- مُناجاةٌ القَمَرِ المُهَشّم
- إلى بَغدادَ دَمعي.. مَعَ التَحيّة
- السيّابُ لَمْ يَكُن رَكيكاً يا وَطني
- مُذكرات لاجئ سياسي 2
- مُذكّرات لاجئ سياسي
- نَحنُ.. والبَحرُ..وإسرائيل
- سوريا وَفَلسَفةُ الثُعبان المُقَدَّس
- رِسالةٌ إلى بشّار الأسَدْ
- وَقَفاتٌ عِندَ مُسلْسَلٍ مَمْنوع
- خرْبَشاتٌ طُفوليّة على جِدار العيدْ
- جرائِمُ الشَرَف.. وَقفةٌ شُجاعة
- ليبيا.. انتهاءُ عامِ الرَمادة


المزيد.....




- تصنيف دولي يضع دولة عربية بالمرتبة الأولى عالميا في عدد وفيا ...
- بمشاركة بلينكن.. مؤتمر دولي في الأردن للاستجابة الإنسانية بغ ...
- ألمانيا- الاستخبارات تحذر من تزايد التهديد الإرهابي الإسلامو ...
- محادثات بين لافروف وفيدان على هامش اجتماع -بريكس- في نيجني ن ...
- -يسمح بتبادل القبل فقط-.. إرسال رجل حاول إنشاء ناد للمثليين ...
- بلينكن: المسؤولية ستكون على عاتق حماس إذا لم تقبل مقترحنا لو ...
- بدء الاختبارات لاعتماد طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات ...
- بسبب موقفها من أزمة أوكرانيا.. مجموعة -بوخارست الـ9- تدرس اس ...
- سفير روسيا لدى ليبيا: لا أطماع لنا في ثروات ليبيا النفطية بخ ...
- مالاوي: تواصل البحث عن طائرة نائب الرئيس المختفية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث العبدويس - الدخُولُ إلى صَبرا وشاتيلا