أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - كيف نشأت الاديان














المزيد.....

كيف نشأت الاديان


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ان نيدأ ببحث منشأ الأديان دعونا نعرف ماهية الدين. ما هو الدين؟ تعريف الدين ليس بالامر السهل، فهناك عدة تعاريف للدين منها ما يلي:
_ الايمان بقوة او قوى فوق الطبيعة تتحكم بمقدرات البشر.
_ كيان للتعبير عن الايمان بقوة قدسية.
_ الايمان بكيان مقدس، فوق الطبيعة، و الممارسات و المؤسسات المتعلقة بهذا المعتقد.
_مجمل المعتقدات التي تفسر علاقة الانسان بالكون.
_ مجموعة من المعتقدات الأساسية و الممارسات يتفق عليها مجموعة من البشر، تتعلق بطبيعة و اسباب وجود الكون و تشمل ممارسات و طقوس تعبدية. وفي بعضها نظم اخلاقية تتحكم بسلوك البشر في التعامل مع بعضهم البعض.

من الطبيعة البشرية ان الإنسان يخاف من المجهول. فالإنسان البدائي كان يجهل المسببات للضواهر الطبيعية، كالامطار و الصواعق و العواصف و غيرها من الضواهر الطبيعية التي كانت تؤثر على حياته. و كان من الطبيعي ان ينسب مسببات هذه الضواهرإلى كيانات غير مرئية. و هكذا ظهرت الآلهة، فنسب للأمطار إله و للصواعق إله و حتى النار نسب له إله، ثم اخذ يقوم بطقوس، بعضها همجية، لإرضاء تلك الآلهة، كعبادتها و نحر القرابين لها، لتجنب اضرارها، و الحصول على الحياة الأبدية.
تقسم الاديان إلى صنفين، الأديان منعددة الآلهة، او ما يطلق عليها بالاديان المشركة، و الاديان التوحيدية. يعتقد ان الاديان متعددة الآلهة إنبثقت من الهندوسية حوالي 2500 عام قبل المسيح، و تؤمن الهندوسية ان كافة الآلهة تخضع لإله واحد هو الإله المتسامي، براهما. و الاديان متعددة الآلهة كانت تمارس في آشور و بابل و مصر و اليونان و روما. و تؤمن هذه الاديان بأن الآلهة تسيطر على كافة الضواهر الطبيعية كالامطار و الحصاد و الخصوبة. فالكنعانيين كانوا يقدموا القرابين لبعل و زوجته عشتروت. بعل كان يسيطر على الامطار و الحصاد و عشتروت كانت تسيطر على الخصوبة و التكاثر. اما اليونان و الرومان فكان لهم مجموعة مميزة من الآلهة، من ذكور و اناث.

اما الاديان التوحيدية، و هي الاديان التي تؤمن بإله واحد، اليهودية و المسيحية و الإسلام، فقد بدأها النبي إبراهيم حوالي الفي سنة قبل المسيح، وهو الذي رحل من اور في العراق إلى حران في بلاد كنعان. ثم ظهرت اليهودية، و يذكر لنا العهد القديم من الكتاب المقدس كيف هاجر بنو إسرائيل من مصر بقيادة موسى، و قد كان قد إستعبدهم فرعون فيها، إلى ارض كنعان. و خلال عهد الإمبراطورية الرومانية ولد يسوع المسيح في بيت لحم، في فلسطين. و دام عهده إلى عام 32 ميلادية عندما تم صلبه. بعدها إنتشرت المسيحية في ارجاء العالم، و خاصة بعد ان إعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية. و قد تم كتابة العهد الجديد من الكتاب المقدس، اي الإنجيل، 600 سنة بعد المسيح. ثم ولد النبي محمد في مكة عام 570 ميلادية، و إنتشر الإسلام بعد ذلك.
فالدين كان و لا يزال علاقة شحصية مع الخالق. و خلال العصور الماضية إستمرت علاقة الانسان مع الله، فإبراهيم كان يدعى صديق الله، و موسى تكلم معه، و داود كان محبوباً منه. اما المسيح ففي معتقد الدين المسيحي هو الله متجسد بجسد إنسان.

وبسب محدودية العقل البشري و عدم قدرته على معرفة الحقائق خارج نطاق احاسيسه الخمسة لجأ الإنسان إلى إفتراض وجود كيان غير محسوس معتبراً إياه المسبب لهذا الكون و المخلوقات التي تعتمره. و في بداية القرن الثامن عشر عندما نشطت الابحاث العلمية و تحرر العقل من سيطرة الدين بدأ الكثير من الناس تطبيق المبدأ العلمي في معتقداتهم، اي رفض اي معتقد لا يمكن إثبات صحته عقلياً. و هكذا بدأ الكثير من المتحضرين الإبتعاد عن الدين. فقد قال عمانوئيل كنت، "يجب علي ان ازيح المعرفة لاوفر محلاً للايمان". فكما لم يتمكن اتباع الديانات المتعددة الآلهة إثبات وجود هذه الآلهة كذلك لم يتمكن اتباع الديانات التوحيدية من ذلك. و قد يحاول اتباع الديانات االتوحيدية إثبات وجود الله مستندين ألى النظرية التي تقول ان لكل سبب يجب ان يكون مسبب، فوجود هذا الكون هو دليل على وجود الله. و إذا سألته ما هو المسب لوجود الله، يقول لك ان الله ازلي. والعقل البشري لا يمكنه ان يستوعب فكرة الازلية.

لقد سببت الاديان التوحيدية الحد من إنطلاق العقل البشري من عقاله مؤدية إلى تخلف الكثير من الشعوب، و لم يكن السبب في بعضها من تعاليم الدين نفسه، بل من تحكم رجال الدين. كما ادت هذه الاديان إلى التفرقة بين مواطني البلد الواحد، و في بعضها إلى العنف، كما نرى ما يحدث في العالم الإسلامي في بومنا هذا.

في رايي المتواضع الدين يجب ان يقتصر على علاقة الإنسان مع اخيه الإنسان. ففي نظري المبدأ الوحيد الذي يرضي الله هوتعامل الإنسان مع اخيه الإنسان بمحبة و إحترام، مهما إختلف عنك هذا الإنسان، وتعاون البشر على القضاء على الفقر و الجهل في كافة بقاع الارض. هذا الامر الذي يرضي الله ذو الكمال المطلق.



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساطير الدينية
- رد على تعليق
- الشريعة الإسلامية و جعلها المصدر الرئيسي للقوانين الوضعية
- فقرة دين الدولة في دساتير الدول العربية
- هل توجد الحياة خارج الكرة الارضية؟
- ما هي القومية؟
- كيف نهض الغرب بإقتباسه الحضارة من العرب
- الثورة الفرنسية و الإنتفاضة العربية الحديثة
- الحكم العلماني و الحكم الديني
- مظاهر التحضر
- اوجه التشابه و التباين بين فتوحات الإسلام و الإستعمار الغربي
- العقل و اليمان
- نظرية داروين للتطور
- تاريح عملية الفداء
- الولايات المتحدة الأميريكية و الدكتور جيكل و المستر هايد
- هل يمكن إثبات وجود الله؟
- شعب ذكي
- الرق و القضاء عليه
- الموسيقى و تأثيرها على النقس البشرية
- الحوار المتمدن و حرية الرأي


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - كيف نشأت الاديان