أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الثورة الفرنسية و الإنتفاضة العربية الحديثة














المزيد.....

الثورة الفرنسية و الإنتفاضة العربية الحديثة


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدثت الثورة الفرنسية عام 1789 اي قبل حوالي 220 عام و كانت الثورة ليست فقط ضد تعسف السلطة المدنية بل ايضاً ضط تعسف السلطة الدينية. فقد قامت الثورة ضد طبقة النبلاء و الكهنوت على حد سواء. فالكنيسة الكاثوليكية كان لها تأثيراً لا يستهان يه على السلطة المدنية. فقد إحتل الكاردينال ريشيليو مركز الوزير الأول في عهد الملك لويس الثالث عشر، و هو المنصب الذي يعادل منصب رئيس الوزراء في عصرنا هذا. ثم اعقبه الكاردينال مازارين في عهد الملك لويس الرابع عشر، بعد وفاة ريشيليو. و من جملة التغييرات التي قام بها الثوار إلغاء السنة الميلادية و الإستعاضة عنها بسنة تبدا من تاريخ حدوث الثورة. حتى انهم غيروا اسماء الاشهر.,

اما الثورات التي حصلت في يومنا هذا في بعض البلدان العربية فقد سيطر عليها رجال الدين. فقد إنتخب الشعب في مصر الحكم الديني. و الله اعلم إن كانت هذه الإتبخابات نزيهة أم لا. فقد إعترف احد الشيوخ الأفاضل أنه من الواجب الديني أن تحرف هذه الإنتخابات لمصلحة الحكم الديني. إنما من الواضح ان التيار الديني يطغي على الشعوب الإسلامية، بينما تبتعد الشعوب الأوربية عن الدين بإضطراد. فكثير من الكنائس تغلق ابوابها في اوربا.

مما لا شك فيه ان التدين يتناسب تناسباً طردياً مع التخلف. و الدليل على ذلك التدين في اميريكا الجنوبية و البلااد الإسلامية. من أقوال فولتير
“Tant qui’l y aura des fripons et des embeciles il y aura des religions”
"حيث يوجد المحتالين و الأغبياء توجد الأديان". مما لا شك فيه ان حكم كهذا هو حكم جائر فهناك فلاسفة و مفكرون يؤمنون بالأديان الذين لا يصح ان نطلق عليهم صفاة كهذه إنما الأمر الذي لا يقبل الشك انه بتطور العلوم ضعف الأيمان بالأديان. و الصحيح ان تتطور الأديان بتقدم الزمن. و ابرز مثال على ذلك ان الكنيسة الكاثوليكية التي أجبرت كاليليو على الإعتراف بخطأه عندما قال ان الأرض كروية و تدور حول الشمس. و الآن الكنيسة الكاثوليكية تعترف بكروية الارض و دورانها حول الشمس. فالمعتقدات الدينية التي تتناقض مع الحقائق التي يتم إثباتها عملياً و علمياً لا يمكن الإعتداد بها، كنظرية التطور التي يصر رجال الدين على بطلانها علماً انها اصبحت مقبولة من كافة علماء عصرنا. فكثير من المعتقدات الدينية ينغي ان تؤخذ كاحداث رمزية، كقصة آدم و حواء، التي لا يمكن لأي بشر يعتمد على عقله ان يؤمن بها.

قامت الثورة الفرنسية لتحقيق العدالة و المساوات بين كافة اطياف الشعب كما قام الشباب المصري يوم 25 يناير بالمناداة بالحرية و المساواة بمقتضى مقررات حقوق الإنسان. ثم إختطف رجال الدين هذه لإنتفاضة لتثبيت الحكم الديني الذي يتنافى مع مقررات حقوق الإنسان، و الدليل على ذلك ان الدول الإسلامية لم توقع على هذه المقررات إلا بعد ان إشترطت عدم تناقضها مع الشريعة الإسلامية. فحرية التدين تتناقض مع الشريعة، كما تتناقض معها المساواة بين اطياف الشعب و حرية التعبير و النقد. كلما فعله ثوار الربيع العربي انهم إستبدلوا حكما دكتاتورياً بحكم دكتاتوي من نوع آخر.

إن الحكم الديني سواء كان ذاك مسيحياً او إسلامياً هو حكم تسلطي لا يسمح للمواطن ان يبدي رأيه بحرية. من اقوال فولتير
" Je ne suis pas d’accord avec ce que vous dites, mais je me betterais jusque a la mort pour que vous ayez le droi de le dire”.
"إني لا اتفق مع رأيك و لكني سأجاهد حتى الموت في سبيل ان يكون لك الحق أن تبدي رأيك بحرية." هذا الذي كان يبغيه القائمون بالثورة الفرنسية، و هو بالضبط الذي كان يبغيه الذين قاموا بالإنتفاضة في 25 ينايير الماضي في مصر. و من المؤسف ان حلم هؤلاء لن يتحقق.


لا يعارض البعض من إنشاء احكام دينية لإثبات فشلها لكافة المواطنين مما يجعلهم يثوروا ضد احكام كهذه. و ينسى هؤلاء ان القائمين على الحكم سوف يقاوموا هؤلاء الثوار بأشد القسوة و الإرهاب إذ انهم يعتبرون القائمين على تلك الثورة كفار.



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم العلماني و الحكم الديني
- مظاهر التحضر
- اوجه التشابه و التباين بين فتوحات الإسلام و الإستعمار الغربي
- العقل و اليمان
- نظرية داروين للتطور
- تاريح عملية الفداء
- الولايات المتحدة الأميريكية و الدكتور جيكل و المستر هايد
- هل يمكن إثبات وجود الله؟
- شعب ذكي
- الرق و القضاء عليه
- الموسيقى و تأثيرها على النقس البشرية
- الحوار المتمدن و حرية الرأي
- شخصية أسامة بن لا دن
- الإنفجار الكبير The Big Bang
- إنتصار الشعب المصري
- الوضع في العراق
- لمن تقرع الأجراس
- تكريم هيئة الحوار المتمدن
- العلاقة بين الأيمان و العقل Faith & Reaaon
- تعليق على حرق القرآن الكريم من قبل كنيسة


المزيد.....




- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الثورة الفرنسية و الإنتفاضة العربية الحديثة