أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام عابد - العرب واللباس التقليدي..!















المزيد.....

العرب واللباس التقليدي..!


هشام عابد

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 06:58
المحور: المجتمع المدني
    


تساءل مركزي واحد أريد طرحه على الجميع الآن.. وهاهنا في هذا المقال..
وهو أنك أينما وليت بنظرك في القنوات الإعلامية أو التظاهرات أو الاحتفالات العربية إلا وتلاحظ شيئا غريبا يتعلق باللباس أو الهندام الذي يرتديه الإنسان العربي المعروض أو العارض لنفسه على التلفاز وعلى الصورة الإعلامية تقريرا وإخبارا وروبورتاجا واستجوابا ولقاء...
هذه "المسألة-الظاهرة" إن صح القول، هي علاقة اللباس الذي يدخل في إطار اللباس التقليدي أو "الوطني" أو "المحلي" حسب التسميات والحالات بالإنسان في هذا العالم الفسيح. وهنا بالإنسان العربي على وجه التحديد..؟
لا شك أن اللباس والزي التقليدي هو أحد المكونات الثقافية والحضارية ومكونا من مكونات الهوية لمجموعة بشرية أو لشعب ما...
لكني أتساءل لما العرب هم إحدى أكثر شعوب العالم تشبثا بلبس هذه الأزياء وإقحامها في الكثير من الظروف والمواقف وكأنهم يقولون بذلك للعالم نحن أكثر الشعوب تشبثا بماضينا وتقاليدنا وعاداتنا... وكأن الشعوب الأخرى ليس لها أزيائها التقليدية التي تخلد حضارتها وثقافتها الخاصة..؟
الملاحظة الأخرى، هي أني وجدت أنه كلما ارتبط الإنسان أو شعب أو قطر ما داخل هذا العالم بلباسه التقليدي أكثر كلما كان دليلا على تخلف أوفقر تلك الدولة-الأمة بالضرورة تقريبا..! وهو ما يدل عليه تخلف وفقر الدول الأكثر تشبثا بزيها التقليدي أكثر من غيرها التي تحررت من هذا النوع من الفكر...
ولفهم جانب من هذه الظاهرة وكمحاولة لتفسيرها نقول أن الأمر عند العرب يتم باعتبارهم من أكثر الشعوب تشبثا بالماضي والعيش على أمجاد الزمن الغابر.
ثانيا علينا أن نفهم أن الأمر، أمر الارتباط المفرط بالزي التقليدي مرتبط بالجهل ومدى التخلف السائد في العالم العربي.
ثالثا علينا أن نفهم أن الحكام العرب بتأكيدهم في المناسبات الدينية عموما والوطنية خصوصا على معطى التاريخ والهوية "الوطنية" عبر التزيي والتهندم باللباس المحلي، يلعبون لعبة الحق الذي يراد به باطل، فهو محاولة واضحة ومستميتة لترسيخ الأنظمة القائمة وترسيخ للبنية السياسية التقليدية وهذا هو لب وعمق المسألة ليس إلا..!
فأشد ما يلاحظه أي منا أننا كأمة نعتبر من أشد الأمم تشبثا بلباسنا التقليدي؛ حيث لا يكون ذلك ارتباطا بالهوية، بل الشيء الأكيد هو أن اللباس التقليدي العربي يتطابق مع التوجه السياسي للبلدان العربية التي تستديم التخلف والأنظمة القائمة من خلال التحصن داخل عناصر هوية لا يكون الهدف الأساس فيها الهوية نفسها بقدر تخليد النمط السياسي والعقلية السائدة حتى لا تتحرر وتفكر بشكل مغاير يهدد مصيرها واستمراريتها. فإلى جانب اللباس (هناك على سبيل التمثيل والمقارنة مسألة التسابق على مستوى الأكل على أكبر الصحون العالمية التي نكسر بها الأرقام القياسية حسب كتاب غينيس للأرقام القياسية..!) بينما الناس وصلت المريخ وبدأت تستكشف طبيعته وماهيته.
في المغرب مثلا عمد الملك الراحل على ترسيخ التقليدانية؛ فبعد رحيل محمد الخامس، يرى العروي في كتابه "المغرب والحسن الثاني" بدأ العمل من جهته على عودة التقليدانية في الحياة العامة. وأحيانا تم بأشكال مدروسة، حيث أن "الإصلاحات" التي تم إدخالها بواسطة الحضور الأجنبي، تم محوها الواحدة تلو الأخرى. فتم إلغاء اللباس الأروبي من الحفلات الرسمية بدعوى مساندة الصناعة التقليدية المغربية، وعوض اعتماد اللباس الوطني، اللباس الذي أعطاه محمد الخامس الشعبية المعروفة، تمت "العودة" الى اللباس الذي عرفه المخزن في القرن 19..! وهو اللباس الذي كان يلبسه المبعوثون من طرف السلطان إلى نابليون أو الملكة فيكتوريا، أمام دهشة السياسين والحكام والرسامين الذين رسموهم، وخلدوا لباسهم.
لقد أعاد الحسن الثاني فرض "اللباس المخزني" الصارم الذي أصبح يستعمل، سواء في تقبيل اليد أو لتمييز الأشخاص، وتفوق بذلك أو قتل آخر تحفظات الوطنيين العصريين بفرض "لباس عصري" حديث يليق بالمغاربة ويليق بمغرب الإستقلال، ويؤسس لدولة عصرية ولفكر مغربي حديث وحقيقي، ولإنسان مغربي حر وكريم...
ما يؤكد طرحنا هذا هو حادثة إبعاد "أولحاج" من لقاء الملك بعد رفضه "الزي المخزني"! لم يتسلّم "لحسن أولحاج" و"محمّد البردوزي"، وهما عضوا اللجنة الاستشارية لإعداد مشروع الدستور، وساميهما من الملك محمد السادس يوم افتتاح احتفالية عيد العرش، بقصر مرشان بطنجة.
لقد منع لحسن أولحاج من دخول قصر مرشان لرفضه ارتداء "الزي المخزني". إذ أصرّ أولحاج على التوجّه صوب الملك مرتديا بذلة عصرية بربطة عنق، ما أفضى لإبعاده. مما يدل على الصراع الخفي بين الطاقات الحداثية العربية والسلطات الحاكمة على مستوى الرموز وعلى رأسها اللباس والزي طبعا...
ما نريد قوله هنا مرة أخرى..!
ليس العرب وحدهم هم من يمتلكون أزياء تقليدية بل حتى الإيسكيمو في القطب المتجمد واليابنيون في أقاصي الأرض، والسكوتلانديون والأفارقة في الأدغال.. ومختلف الشعوب في العالم الفسيح لديها أزيائها الوطنية والتقليدية... لكن هذا لا يبرر لبسها معظم الوقت؛ فأنا أرى على سبيل المثال في البعض من القنوات العربية مثلا مذيعا للرياضة يلبس لباسا خليجيا بـ"صفره" المميز الموضوع على الرأس..! وترى في روبورتاج ما اليمنيين لا يحلوا لهم أن يتجولوا في الشوارع وخلال التسوق إلا وهم متنطقون بالخنجر الموضوع على الخصر، والقذافي كان يلاقي رؤساء الدول والمسؤولين ويجوب العالم بألبستيه المحلية الغريبة، والصحراويون بالصحراء المغربية يلبسونه خلال الدراسة وخلال التسوق وخلال الذهاب إلى الحمام والجلوس به في المقاهي وفي كل مكان..! هل هذه هي الهوية..؟ وهل هذا هو دليل على حبنا لبلداننا..؟
الهوية والأصالة وأمجاد الماضي أكبر من ذلك وأعمق من ذلك إنها تظهر في سلوكنا وفي إنتاجنا وفي فكرنا وفي أناقة تواصلنا مع بعضنا ومع الآخر فنكون بذلك رسائل واضحة تسير على الطريق وتعيش معضها إلى جانب البعض في انسجام وتكامل وهدوء تام يدل على عراقتنا وتاريخنا التليد أينما تحركنا ومع كل كلمة نطقنا ومع كل سلكوك أنتجنا... و"الله أعلم".. كما كان ينهي علماءنا الأجلاء كتبهم أونصوصهم أوأقوالهم في مسألة من المسائل...



#هشام_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البترول المغربي..!
- الملك داز.. جمعوا الطريق..!
- المغرب العميق...
- الساحات العمومية بالمغرب..؟
- شخصية المدينة المغربية..؟
- واقع المدينة المغربية..؟
- النظام السوري سقط..!
- حديث النخلات...
- التهمة: حرية التعبير..!
- الفايسبوك أوصحابو حتى دولة ما غلباتو..!
- المواطن الصحفي..؟
- المغرب أجمل بلد في العالم..!
- البورجوازية المغربية؟
- إيران في الأفق...
- الثورات العربية: الثابت والمتحول؟
- مغرب الزمن الضائع...
- الحرب عند كارل فون كلاوزفيتز من خلال كتاب -في الحرب-
- قراءة في كتاب -الأمير- ل -نيقولو مكيافيلي-
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- فكرة الحرب عند ابن خلدون من خلال المقدمة؟


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام عابد - العرب واللباس التقليدي..!